أبوظبي -(وكالات) عدد كبير من واجهات الذكاء الاصطناعي التوليدي تحمل أسماء قديمة تذكّر بالماضي، على غرار ألبرت ومنى وكلود وجورج، وهو ما يرى فيه خبراء طريقة للطَمْأنة في ظل ما تثيره هذه التكنولوجيا غير المسبوقة من مخاوف.
روبوت المحادثة ("chatbot") "جورج":
يوضح رجل الأعمال رشيد بلعزيز أنه استشار فريقه التسويقي، للبحث عن اسم لأداته القائمة على  الذكاء التوليدي والمتخصصة بالمساعدة في إنشاء الشركات، وسرعان ما توافق معه على اسم جورج.


 هذا الاسم يوحي "شخصاً هادئاً" و"ذا خبرة"، ويرتبط بمفهوم "التقاليد والقيم".
ويضيف: "ثمة حاجة إلى الهدوء لأن الناس غالبا ما يشعرون بالحماس الزائد عندما يريدون إطلاق أعمالهم التجارية".

اقرأ أيضاً..   4 روبوتات لتثقيف سائقي أبوظبي

ويتيح روبوت المحادثة ("chatbot") "جورج" للمستخدمين التناقش في مشروعهم لإنتاج خطة عمل في بضع دقائق، في مهمة قد تستغرق عادةً ما بين أسبوعين إلى ثلاثة.وهذه البرمجية موجودة "لوضع إطار عمل، بما يشبه دور المعلّم إلى حد ما".
"ألبير".. مساعد بالذكاء الاصطناعي:
طور أولريش تان، من المديرية الرقمية المشتركة بين الوزارات (دينوم)  روبوت "ألبير"، وهو مساعد بالذكاء الاصطناعي مستخدم في الإدارات الفرنسية،وكان يبحث عن اسم "يُحفر في الذاكرة"، من دون أن يكون على شكل اختصار لعبارة أطول.
وقال: "يعرف مسؤولون حكوميون اليوم (برنامج) الذكاء الاصطناعي هذا لأنه ليس الاسم الذي اعتدنا على سماعه في أي مكان آخر، وبدرجة أقل في العالم الرقمي".
 روبوت "ألبير" يمكنه المساعدة في البحث عن المعلومات، إلى تلخيص المستندات، مروراً حتى بالحصول على ردود على مراجعات المستخدمين.

"كلود هنا لمساعدتك":
أما شركة "أنثروبيك" الناشئة في كاليفورنيا فأطلقت اسم "كلود" على نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بها، تكريماً لعالم الرياضيات الأميركي كلود شانون الذي أتاحت نظرياته حول اللغة الثنائية المطبقة على الدوائر الكهربائية ظهور شبكات الاتصال الجماهيري الحديثة.
"كلود هنا لمساعدتك"... عبارة منشورة على الموقع الإلكتروني للشركة الناشئة، التي كشفت عن نسختها الأولى من هذا البرنامج في مارس 2023.

مثل منافسه "تشات جي بي تي" الذي أنشأته "أوبن إيه آي" وأثار طرحه في أواخر العام 2022 ثورة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، يستطيع "كلود" إنتاج جميع أنواع المحتوى بناءً على طلب بسيط باللغة اليومية، ويسمح بالتفاعل للمستخدمين مع برنامج آلي بشكل غير مسبوق.
ويحمل كل ذلك اسما "دافئا ومحبوبا"، وفق ما أوضحت ناطقة باسم "أنثروبيك".

أخبار ذات صلة "متحف المستقبل" يستضيف "منتدى دبي للمستقبل" اختتام مؤتمر ومعرض دبي الخامس لجراحة الكتف

اقرأ أيضاً.. روبوتات ترجمة حسب احتياجات المستخدم

"أسك منى" Ask Mona:
وعلى المنوال نفسه، تقدم الشركة الفرنسية الناشئة "أسك منى" Ask Mona روبوت دردشة يتحدث مع مستخدمي الإنترنت لمدّهم بتوصيات تتلاءم مع تفضيلاتهم الشخصية، بينها مثلاً: رحلات ثقافية مجانية.

الروبوت جروك:
"إكس. ايه اي"  المملوكة لرجل الأعمال إيلون ماسك،  تملك روبوتاً للدردشة يحمل اسم "جروك" وهو برنامج دردشة آلي يوظف الذكاء الاصطناعي التوليدي، استنادًا إلى نماذج اللغات الكبيرة.ويمكن لتطبيق الدردشة الوصول المباشر للمعلومات من منصة إكس.
"استراتيجية طمأنة":
يرتبط  الاختيار للأسماء الأولى قبل كل شيء بـ"استراتيجية طمأنة" في مواجهة التكنولوجيا الحديثة"، وفق الاختصاصية في السيميولوجيا غاييل بينيدا.
ودخلت أنظمة الذكاء التوليدي حياتنا قبل فترة وجيزة، سواء من خلال اختصار نصوص معقدة، أو إنتاج قصائد في ثوانٍ، أو اجتياز اختبارات طبية. لكنّ هذه الوثبة التقنية تبعث آمالا بقدر ما تثير مخاوف على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والمجتمعي.
وتقول عالمة علم السيميولوجيا إيلودي ميلكاريك إن الذكاء الاصطناعي يثير مخاوف مرتبطة بالمستقبل.
وتؤكد أن "أفضل طريقة لدرء هذا الخوف" تتمثل في إعطاء برمجيات الذكاء الاصطناعي "عمقا تاريخيا"، ما يتجلى خصوصا عبر منحها أسماء أولى تقليدية.

وتقول ميلكاريك "نتخيل (لدى سماع أسماء مثل) كلود أو جورج أنهم لأناس من جيل قديم، وبالتالي استطاعوا أن يختزنوا حكمة معينة لها طابع إنساني".
ويرغب فريق "أنثروبيك" في أن يكوّن مستخدمو الإنترنت انطباعا عن (روبوت الدردشة) "كلود" بأنه "شخص نقصده لطلب النصيحة"، كما يفعل الناس مع أجدادهم.
يرى أولريش تان، من جانبه، أن الاتجاه نحو الأسماء القديمة وسيلة لتذكيرنا "بأنه كان هناك تقدم تكنولوجي في الماضي، وسيكون هناك تقدم في المستقبل".واصبح العمل على تقنية حديثة يعني في نهاية المطاف مواصلة هذا الزخم"، بما يشبه إقامة حلقة وصل بين الماضي والمستقبل.

 

 

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شات جي بي تي روبوتات الدردشة الروبوت الآلي الذكاء الاصطناعي العالم الرقمي الذکاء الاصطناعی التولیدی

إقرأ أيضاً:

رغم تفوقه في البرمجة.. نماذج الذكاء الاصطناعي تخفق في التاريخ

على الرغم من تميز الذكاء الاصطناعي في بعض المهام مثل البرمجة أو إنشاء البودكاست، إلا أنه يُظهر ضعفًا واضحًا في اجتياز اختبارات التاريخ المتقدمة، وفقًا لدراسة حديثة.  

         

 

GPT-4 وLlama وGemini: نماذج لغوية فشلت في تقديم إجابات دقيقة



قام فريق من الباحثين بتطوير معيار جديد لاختبار ثلاث نماذج لغوية ضخمة رائدة: "GPT-4" من أوبن إي آي، و"Llama" من ميتا، و"Gemini" من جوجل، في الإجابة عن أسئلة تاريخية. يعتمد هذا المعيار، المعروف باسم "Hist-LLM"، على قاعدة بيانات التاريخ العالمي "Seshat"، وهي قاعدة بيانات شاملة للمعرفة التاريخية. 

النتائج التي تم تقديمها الشهر الماضي في مؤتمر "NeurIPS" المرموق، كانت مخيبة للآمال. حيث حقق أفضل نموذج، وهو "GPT-4 Turbo"، دقة بلغت حوالي 46% فقط، وهي نسبة بالكاد تفوق التخمين العشوائي.  


اقرأ أيضاً.. هل يتفوق "O3" على البشر؟ قفزة جديدة تُعيد تعريف الذكاء الاصطناعي

 

وأوضحت "ماريا ديل ريو-تشانونا"، إحدى المشاركات في الدراسة وأستاذة علوم الحاسوب في جامعة كوليدج لندن: "الاستنتاج الأساسي من هذه الدراسة هو أن النماذج اللغوية الكبيرة، رغم إمكانياتها المذهلة، لا تزال تفتقر إلى الفهم العميق المطلوب للتعامل مع استفسارات تاريخية متقدمة. يمكنها التعامل مع الحقائق الأساسية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتحليل العميق على مستوى الدكتوراه، فهي غير قادرة على الأداء المطلوب بعد". 

 



أخبار ذات صلة وداعاً للكلمات المفتاحية.. الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف البحث في ويندوز 11 مدير عام مركز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإمارة أبوظبي لـ«الاتحاد»: توظيف الذكاء الاصطناعي

القصور في الفهم العميق



 

من الأمثلة التي فشل فيها النموذج، سؤال عن استخدام الدروع القشرية في فترة معينة من مصر القديمة. أجاب "GPT-4 Turbo" بنعم، بينما الحقيقة أن هذه التقنية لم تظهر في مصر إلا بعد 1500 عام.  

يرجع هذا القصور، وفقًا للباحثين، إلى اعتماد النماذج على بيانات تاريخية بارزة، مما يصعّب عليها استرجاع المعلومات النادرة أو الأقل شهرة.

كما أشار الباحثون إلى وجود أداء أضعف للنماذج في مناطق معينة، مثل إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما يبرز التحيزات المحتملة في بيانات التدريب.


اقرأ أيضاً..  الذكاء الاصطناعي يفك شيفرة أصوات الطيور المهاجرة


 

التحديات المستمرة



وأكد "بيتر تيرتشين"، قائد الدراسة وأستاذ بمعهد علوم التعقيد في النمسا، أن هذه النتائج تُظهر أن النماذج اللغوية لا تزال غير بديل عن البشر في مجالات معينة. ومع ذلك، يبقى الأمل في أن تسهم هذه النماذج في مساعدة المؤرخين مستقبلاً. يعمل الباحثون على تحسين المعيار بإضافة بيانات من مناطق غير ممثلة بشكل كافٍ وتضمين أسئلة أكثر تعقيدًا.  

واختتمت الدراسة بالقول: "رغم أن نتائجنا تسلط الضوء على المجالات التي تحتاج إلى تحسين، إلا أنها تؤكد أيضًا الإمكانيات الواعدة لهذه النماذج في دعم البحث التاريخي". 

 

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • سامسونج Galaxy S25 Ultra.. الريادة في الذكاء الاصطناعي ومستقبل الهواتف الذكية
  • رئيس جامعة الأزهر السابق: معجزة الإسراء والمعراج تحمل دلالات روحانية عميقة
  • الذكاء الاصطناعي في المسرح
  • تقرير لـ «جي 42» و«إيكونوميست إمباكت» يسلّط الضوء على جاهزية الذكاء الاصطناعي
  • سعر iPhone SE 4.. أرخص آيفون يدعم الذكاء الاصطناعي
  • الدقيقة بـ 200 جنيه.. لماذا يشتري الذكاء الاصطناعي فيديوهاتك المحذوفة؟
  • رغم تفوقه في البرمجة.. نماذج الذكاء الاصطناعي تخفق في التاريخ
  • المخاطر الحقيقية في سباق الذكاء الاصطناعي
  • بمشاعر تشبه البشر.. "إليزا" روبوت فتاة يغير مفهوم الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي: مرموش يلعب 25 مباراة مع السيتي ويُسجل 15 هدفاً!