مرصد الأزهر: ارتفاع مؤشر العنصرية ضد المسلمين في فرنسا بعد أحداث «7 أكتوبر»
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
أكد مرصد الأزهر أن مناخ التوتر الذي تعانيه البلدان الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا، بسبب الموقف الإعلامي الأكاديمي الثقافي والسياسي الذي تنتهجه أغلب تلك الدول تجاه القضية الفلسطينية، مع انتشار خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة دون رادع، قد أسهم في ارتفاع مؤشر العنصرية داخل المجتمع الفرنسي بوقائع استهدفت اليهود والمسلمين على السواء.
وأشار المرصد، في مقال، اليوم الاثنين، إلى أن أعمال الكراهية ضد الإسلام والمسلمين اتخذت أبعادًا خطيرة للغاية، وتفاقمت في السنوات الماضية لتصل إلى ذروتها بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023؛ فقد ذكرت وزارة الداخلية الفرنسية، أنه منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 ارتفع مؤشر «الأعمال المعادية للسامية» بفرنسا كما سجلتها دائرة حماية الجالية اليهودية (SPCJ) - أي الأعمال المبلّغ بها أو المشكو منها - من (43) عملًا في سبتمبر 2023 إلى (563) في أكتوبر 2023، و(504) عملًا في نوفمبر 2023، وفي النصف الأول من عام 2024، بلغت الزيادة 300%.
توترات اجتماعية وثقافية ودينيةولفت مرصد الأزهر إلى أن هذه الأحداث قد أثرت تأثيرًا مباشرًا في المجتمع المحلي الفرنسي، وأحدثت توترات اجتماعية وثقافية ودينية، وعززت الانقسامات بين نسيج ذلك المجتمع بسبب الزيادة المطردة في حالات التمييز والعنف الطائفي، والمشاعر السلبية والانعزالية بين الطوائف الدينية.
التعايش السلمي بين طوائف المجتمع الفرنسيودعا المرصد المجتمع الفرنسي إلى بذل مزيد من الجهود لتعزيز مبادئ التسامح وتقبل الآخر والتفاهم المتبادل بين الثقافات والأديان، لتفادى الآثار السلبية، وتحقيق الانسجام والتعايش السلمي بين طوائف المجتمع الفرنسي، وللتصدي بصرامة لهذه الظواهر السلبية التي تُعكر صفو النسيج المجتمعي، وتؤجج نيران الكراهية والفرقة بين طوائف المجتمع الواحد، كما يجب التصدي بحزم للتيارات والجماعات المتشددة التي تروج لخطاب الكراهية وأعمال العنصرية، مع التوعية بأهمية التعايش السلمي وتعزيز قيم الاحترام المتبادل بين الثقافات والأديان.
وكذلك تعزيز التعاون بين طوائف النسيج الوطني ومؤسسات الدولة لتعزيز التضامن وبناء جسور التواصل من أجل خلق بيئية مجتمعية آمنة صالحة لتعزيز شعورهم بالانتماء والأمان داخل المجتمع، إضافة إلى حث وسائل الإعلام على تقديم تغطية إعلامية متوازنة ومسئولة للقضايا ذات الصلة وتجنب تأجيج الانقسامات داخل المجتمع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المجتمع الفرنسي مرصد الأزهر الأزهر الشريف المجتمع الفرنسی
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر يستقبل وفدا طلابيا من جامعة طنطا .. صور
استقبل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، اليوم الاثنين الموافق 28 أبريل 2025، وفدًا طلابيًا من جامعة طنطا، وذلك في إطار فعاليات مبادرة "نحو رؤية شبابية لمجابهة التطرف والإرهاب" وذلك بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة.
استهلت الفعاليات بمحاضرة قيمة ألقاها الرائد دكتور أحمد كركيت، الحاصل على دكتوراه في الإدارة الاستراتيجية واستشاري إعداد القادة والتنمية الذاتية والاقتصاد الرقمي. وخلال المحاضرة، سلط الدكتور كركيت الضوء على أهمية المهارات الذاتية وسبل اكتسابها، مؤكدًا على الدور الحيوي للتفكير النقدي وضرورة ترسيخه لدى الشباب لتحصينهم من الانسياق وراء الشائعات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي. كما تناول المحاضر تحليلًا وتفنيدًا لعدد من الشائعات الحديثة باستخدام الأدوات العلمية والمعلومات الموثقة.
في سياق متصل، قدم الدكتور حمادة شعبان، مشرف وحدة رصد اللغة التركية بالمرصد، المحاضرة الثانية بعنوان "القيم الإنسانية ودورها في مكافحة خطاب الكراهية". واستعرض الدكتور شعبان مفهوم القيم وأهميتها باعتبارها معايير أساسية للسلوك الإنساني، مشددًا على أن المجتمعات المتوازنة تزدهر بالوعي والالتزام بهذه القيم، التي تمثل الركيزة الأساسية في بناء الحضارات جنبًا إلى جنب مع الجانب المادي. كما تناول قيمة "التنوع والتكامل" مؤكدًا أنها سنة كونية وقانون طبيعي يثري المجتمعات ويعزز التعارف والتآلف بين أفرادها.
واختتم الدكتور شعبان محاضرته بتعريف خطاب الكراهية واستعراض سبل مكافحته، لافتًا إلى أن غرس القيم الإنسانية في المجتمعات يمثل أحد أهم آليات المواجهة الفعالة لهذا الخطاب.
تأتي هذه الفعاليات في إطار جهود مرصد الأزهر المستمرة لتعزيز الوعي لدى الشباب وتحصينهم فكريًا ضد الأفكار المتطرفة وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي.