كيف يحول الاحتلال منازل فلسطيني الضفة إلى ثكنات عسكرية؟
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
أفاد فلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بتحويل منازلهم إلى نقاط عسكرية، واعتبروا ذلك كأنه تحويلها إلى "فنادق" لجنوده بحجة تنفيذ عمليات أمنية.
وازدادت في الأشهر الأخيرة عمليات جيش الاحتلال في السيطرة على المنازل الفلسطينية، حيث يتم إخلاؤها من السكان وتحويلها إلى مقرات لقواته.
وتشهد الضفة الغربية حالة من التوتر المستمر تزامنا مع حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة التي بدأت منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث يقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي المدن والبلدات الفلسطينية ويقوم باعتقال عدد من الفلسطينيين.
وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فقد نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية أكتوبر أكثر من 11400 حالة اعتقال.
مراكز للقنص
يروي الفلسطيني أحمد طوافشة البالغ من العمر 62 عامًا من بلدة سنجل شمال رام الله تفاصيل تجربته مع تحويل قوات الاحتلال منزله إلى ثكنة عسكرية.
وقال طوافشة لوكالة الأناضول: "قبل عدة أسابيع، اقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي منزلي وحولته إلى ثكنة عسكرية دون أي سبب".
وأضاف أن منزله يحتوي على عدة شقق يسكنها أبناؤه، وتمت السيطرة على إحداها بالكامل لتصبح نقطة عسكرية للمراقبة. وأشار إلى أن قناصة إسرائيليين تمركزوا في الشقة، وقاموا بتغيير ستائرها لتتناسب مع ألوان زي القوات الإسرائيلية، ثم أطفأوا الإنارة داخل المنزل.
ولفت إلى أن عائلة ابنه اضطرت لمغادرة المنزل وتشتتت ليوم كامل. وتابع طوافشة: "سيطروا على المنزل بقوة السلاح ودمروا فيه كل شيء، مما أرهب النساء والأطفال. أبلغنا أن الجيش ينوي البقاء في المنزل ليوم كامل، وكنا نسمع أصوات القوات تدخل وتخرج، لكننا لم نكن نعلم ماذا يجري داخل المنزل".
وأضاف: "مُنعت العائلات في الشقق المجاورة من الدخول أو الخروج، وبقينا يوماً في حالة من عدم اليقين". واستطرد قائلاً: "تخيل أن يأتي عدوك ويستولي على بيتك، محولًا إياه إلى نقطة عسكرية، ويمنعك من التنقل، ويراقب أبناء بلدتك من نافذتك دون أي حق".
سيطرة بقوة السلاح
كما يروي المواطن الفلسطيني أحمد طوافشة عن معاناة عائلة الفلسطيني سامح شبانة في البلدة نفسها. فقد تعرض منزل شبانة، المكون من ثلاثة طوابق، للتخريب والتكسير من قبل قوات الاحتلال التي اقتحمت المنزل وطردت سكانه، مما أجبرهم على التشتت لمدة يوم كامل في منازل الأقارب في البلدة.
وقال شبانة: "قبل حوالي شهر، اقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي منزلي واعتلوا السطح، حيث دمروا الأثاث ومحتويات البيت. مُنعنا من الحركة لأكثر من 12 ساعة، وتم تكبيل الشباب واعتقالهم والتنكيل بهم في معسكر الجيش الإسرائيلي الذي نُقلوا إليه دون أي سبب".
وأضاف: "ما لا يقل عن 12 جندياً اقتحموا المنزل وحولوه إلى نقطة عسكرية". وعند سؤاله عن دوافع الجيش الإسرائيلي، أكد شبانة: "لا يوجد أي مبرر. الاحتلال يدعي أنه ينفذ مهام عسكرية ومراقبة، لكن الواقع يكشف أنها عمليات تنغيص وتنكيل بالسكان".
وتابع قائلاً: "الجيش يحول المنازل إلى نقاط عسكرية، ويستخدمها كفنادق لجنوده الذين يعيشون فيها، يأكلون ويشربون، ويتمتعون بوقتهم على حساب البيوت والأهالي".
ويسكن في منزل شبانة عائلته وعائلة شقيقه، بإجمالي 50 فرداً، جميعهم تشتتوا ليوم كامل، ومنهم من اعتقل وتعرض للتنكيل. وزاد شبانة: "بعد أن انسحب الجيش من المنزل، وجدنا دماراً كبيراً فيه. إذا كان الهدف هو تنفيذ مهمة أمنية لمراقبة الفلسطينيين، فلماذا يتم تدمير الأثاث وإحداث الفوضى في المنازل؟".
استباحة المنازل وانتهاك الخصوصية
ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات العمليات المشابهة في بلدات الضفة الغربية، كان أبرزها في بلدتي جلبون وعانين بمحافظة جنين شمالي الضفة.
يقول الفلسطيني ياسر ياسين، أحد سكان بلدة عانين: "اقتحمت القوات الإسرائيلية منزلي وأرغمتني على إخلائه وتحويله إلى نقطة عسكرية". ويشير إلى أنه اضطر للجوء إلى منزل ابنته في البلدة دون أن يتمكن من أخذ أي من حاجاته الشخصية.
وأضاف: "استباحت القوات البيت بكل محتوياته بحجج أمنية غير معروفة، لكنها في الحقيقة تضييق وانتهاك للحقوق الخاصة". وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية تعمل بين حين وآخر على تحويل مساكن فلسطينية إلى ثكنات عسكرية في البلدة.
ومع استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس، ما أدى إلى استشهاد 760 فلسطينياً وإصابة نحو 6300 وفق البيانات الفلسطينية الرسمية.
بينما أسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة والتي تتم بدعم أمريكي عن أكثر من 143 ألف بين شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء.
وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أدت إلى وفاة عشرات الأطفال والمسنين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وتواصل "تل أبيب" عمليات الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية فلسطينيون الضفة الغربية الاحتلال رام الله جنين فلسطين الضفة الغربية رام الله الاحتلال جنين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی الضفة الغربیة نقطة عسکریة فی البلدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يجبر المواطنين على مغادرة منازلهم ويعتقل شابا في طولكرم
أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، الفلسطينيين على إخلاء منازلهم في عدة حارات في مخيم طولكرم، كما اعتقلت شابا من قرية كور جنوب المدينة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، أن قوات الاحتلال نشرت أعدادا كبيرة من جنود المشاة داخل حارات مخيم طولكرم، الذين داهموا المنازل وأجبروا سكانها على مغادرتها تحت تهديد السلاح، وعدم العودة إليها.
وأعلنت عدة جمعيات ومراكز ومساجد في المدينة وضواحيها وقراها وعدد من المواطنين، استعدادهم لاستقبال النازحين من المخيم ومن تقطعت بهم السبل.
وفي السياق ذاته.. طاردت قوات الاحتلال الصحفيين أثناء عملهم الميداني في تغطية العدوان الإسرائيلي على المدينة ومخيمها، وأطلقت قنابل الصوت باتجاههم، وتحديدا في شارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، ومدخل المخيم، وفي الحي الغربي للمدينة.
كما منعت قوات الاحتلال طواقم بلدية طولكرم من العمل على إعادة التيار الكهربائي لأحياء المدينة، وإصلاح الخلل في محول الكهرباء في الحي الغربي الذي استهدفه قناصة الاحتلال الليلة الماضية، بحجة أن المنطقة عسكرية مغلقة.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم، ودفعت بمزيد من آلياتها العسكرية إليهما، واستولت على منازل المواطنين وحولتها إلى ثكنات عسكرية، وسط تحليق كثيف لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
كما تواصل قوات الاحتلال حصارها المشدد لمستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، وإعاقة عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية.
وفي السياق.. اعتقلت قوات الاحتلال شابا من قرية كور جنوب طولكرم.
وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب أحمد محمد جيوسي، بعد مداهمة منزل ذويه وتفتيشه.
وفي نابلس.. أخطرت قوات الاحتلال بهدم 7 منازل في قرية فروش بيت دجن شرق المدينة.
وقال رئيس المجلس القروي في القرية توفيق حج محمد، لـ وفا، إن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وسلّمت أصحاب 7 منازل إخطارات بهدمها، مشيرا إلى أن هذه المنازل مشيدة منذ عشرات السنوات داخل القرية، مؤكدا أن القرية تتعرض لحملة همجية غير مسبوقة من عمليات الهدم، حيث سلّمت سلطات الاحتلال خلال شهر واحد 40 إخطارا بالهدم على الأقل، كما تم هدم 10 برك زراعية، و4 منازل.
اقرأ أيضاًالاحتلال الإسرائيلي يطلق النار صوب العائدين إلى حي الزيتون بمدينة غزة
الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على طولكرم ومخيمها لليوم الثاني
الدفعة الثانية.. الاحتلال الإسرائيلي يعلن رسميا تسلمه الـ 4 أسيرات المفرج عنهم من «حماس»