أفاد فلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بتحويل منازلهم إلى نقاط عسكرية، واعتبروا ذلك كأنه تحويلها إلى "فنادق" لجنوده بحجة تنفيذ عمليات أمنية.

وازدادت في الأشهر الأخيرة عمليات جيش الاحتلال في السيطرة على المنازل الفلسطينية، حيث يتم إخلاؤها من السكان وتحويلها إلى مقرات لقواته.



وتشهد الضفة الغربية حالة من التوتر المستمر تزامنا مع حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة التي بدأت منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث يقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي المدن والبلدات الفلسطينية ويقوم باعتقال عدد من الفلسطينيين.

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فقد نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية أكتوبر أكثر من 11400 حالة اعتقال.

مراكز للقنص
يروي الفلسطيني أحمد طوافشة البالغ من العمر 62 عامًا من بلدة سنجل شمال رام الله تفاصيل تجربته مع تحويل قوات الاحتلال منزله إلى ثكنة عسكرية.

وقال طوافشة لوكالة الأناضول: "قبل عدة أسابيع، اقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي منزلي وحولته إلى ثكنة عسكرية دون أي سبب".



وأضاف أن منزله يحتوي على عدة شقق يسكنها أبناؤه، وتمت السيطرة على إحداها بالكامل لتصبح نقطة عسكرية للمراقبة. وأشار إلى أن قناصة إسرائيليين تمركزوا في الشقة، وقاموا بتغيير ستائرها لتتناسب مع ألوان زي القوات الإسرائيلية، ثم أطفأوا الإنارة داخل المنزل.

ولفت إلى أن عائلة ابنه اضطرت لمغادرة المنزل وتشتتت ليوم كامل. وتابع طوافشة: "سيطروا على المنزل بقوة السلاح ودمروا فيه كل شيء، مما أرهب النساء والأطفال. أبلغنا أن الجيش ينوي البقاء في المنزل ليوم كامل، وكنا نسمع أصوات القوات تدخل وتخرج، لكننا لم نكن نعلم ماذا يجري داخل المنزل".

وأضاف: "مُنعت العائلات في الشقق المجاورة من الدخول أو الخروج، وبقينا يوماً في حالة من عدم اليقين". واستطرد قائلاً: "تخيل أن يأتي عدوك ويستولي على بيتك، محولًا إياه إلى نقطة عسكرية، ويمنعك من التنقل، ويراقب أبناء بلدتك من نافذتك دون أي حق".

سيطرة بقوة السلاح
كما يروي المواطن الفلسطيني أحمد طوافشة عن معاناة عائلة الفلسطيني سامح شبانة في البلدة نفسها. فقد تعرض منزل شبانة، المكون من ثلاثة طوابق، للتخريب والتكسير من قبل قوات الاحتلال التي اقتحمت المنزل وطردت سكانه، مما أجبرهم على التشتت لمدة يوم كامل في منازل الأقارب في البلدة.

وقال شبانة: "قبل حوالي شهر، اقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي منزلي واعتلوا السطح، حيث دمروا الأثاث ومحتويات البيت. مُنعنا من الحركة لأكثر من 12 ساعة، وتم تكبيل الشباب واعتقالهم والتنكيل بهم في معسكر الجيش الإسرائيلي الذي نُقلوا إليه دون أي سبب".

وأضاف: "ما لا يقل عن 12 جندياً اقتحموا المنزل وحولوه إلى نقطة عسكرية". وعند سؤاله عن دوافع الجيش الإسرائيلي، أكد شبانة: "لا يوجد أي مبرر. الاحتلال يدعي أنه ينفذ مهام عسكرية ومراقبة، لكن الواقع يكشف أنها عمليات تنغيص وتنكيل بالسكان".

وتابع قائلاً: "الجيش يحول المنازل إلى نقاط عسكرية، ويستخدمها كفنادق لجنوده الذين يعيشون فيها، يأكلون ويشربون، ويتمتعون بوقتهم على حساب البيوت والأهالي".

ويسكن في منزل شبانة عائلته وعائلة شقيقه، بإجمالي 50 فرداً، جميعهم تشتتوا ليوم كامل، ومنهم من اعتقل وتعرض للتنكيل. وزاد شبانة: "بعد أن انسحب الجيش من المنزل، وجدنا دماراً كبيراً فيه. إذا كان الهدف هو تنفيذ مهمة أمنية لمراقبة الفلسطينيين، فلماذا يتم تدمير الأثاث وإحداث الفوضى في المنازل؟".

استباحة المنازل وانتهاك الخصوصية
ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات العمليات المشابهة في بلدات الضفة الغربية، كان أبرزها في بلدتي جلبون وعانين بمحافظة جنين شمالي الضفة.

يقول الفلسطيني ياسر ياسين، أحد سكان بلدة عانين: "اقتحمت القوات الإسرائيلية منزلي وأرغمتني على إخلائه وتحويله إلى نقطة عسكرية". ويشير إلى أنه اضطر للجوء إلى منزل ابنته في البلدة دون أن يتمكن من أخذ أي من حاجاته الشخصية.

وأضاف: "استباحت القوات البيت بكل محتوياته بحجج أمنية غير معروفة، لكنها في الحقيقة تضييق وانتهاك للحقوق الخاصة". وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية تعمل بين حين وآخر على تحويل مساكن فلسطينية إلى ثكنات عسكرية في البلدة.


ومع استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس، ما أدى إلى استشهاد 760 فلسطينياً وإصابة نحو 6300 وفق البيانات الفلسطينية الرسمية.

بينما أسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة والتي تتم بدعم أمريكي عن أكثر من 143 ألف بين شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء.

وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أدت إلى وفاة عشرات الأطفال والمسنين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وتواصل "تل أبيب" عمليات الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية فلسطينيون الضفة الغربية الاحتلال رام الله جنين فلسطين الضفة الغربية رام الله الاحتلال جنين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی الضفة الغربیة نقطة عسکریة فی البلدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة: اعتقالات حصار وحرق للمنازل

#سواليف

يواصل #جيش_الاحتلال الإسرائيلي مع أول أيام #شهر_رمضان المبارك، فرض حصار مشدد على منطقة غرب “سلفيت” شمال الضفة الغربية المحتلة، عقب عملية إطلاق نار استهدفت مركبة إسرائيلية قرب قرية “بروقين” مساء أمس الجمعة.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات #الاحتلال كثّفت اليوم السبت، وجودها على الطريق الواصل بين بلدات “دير بلوط” و”كفر الديك” و”بروقين”، كما اقتحمت بلدة “كفر الديك” واتجهت نحو منطقة “التكويرة”، حيث أطلقت قنابل الصوت واقتحمت أحد المنازل بحثًا عن تسجيلات كاميرات المراقبة، وسط تحليق مستمر للطائرات المسيرة.

وأغلقت قوات الاحتلال الطرق المؤدية إلى “كفر الديك” و”دير غسانة”، مع استمرار إغلاق مداخل “دير بلوط” والبوابة الحديدية المقامة قرب “قراوة بني حسان”، مما أدى إلى عزل بلدات وقرى غرب سلفيت عن محيطها.

مقالات ذات صلة صفقة ذخائر ومعدات عسكرية أمريكية جديدة للاحتلال بقيمة 2.7 مليار دولار 2025/03/01

وفي وقت سابق، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أن مركبة إسرائيلية تعرضت لإطلاق نار قرب “بروقين”، ما أسفر عن أضرار مادية دون وقوع إصابات. وعلى إثر ذلك، شنت قوات الاحتلال عملية مداهمة واسعة بحثًا عن منفذي العملية، بالتزامن مع فرض #حصار_شامل على المنطقة.

طولكرم ونور شمس: حصار مستمر وتهجير قسري
تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة “طولكرم” ومخيمها لليوم الـ 34 على التوالي، وعلى مخيم “نور شمس” لليوم الـ 21، في ظل تصعيد خطير يتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك. وقد شهدت هذه الفترة تصاعد #عمليات_التهجير القسري، حيث أجبرت #قوات_الاحتلال الفلسطينيين على مغادرة منازلهم تحت تهديد السلاح.

ووفقًا لمصادر فلسطينية، أجبرت قوات الاحتلال الليلة الماضية عشرات العائلات على إخلاء منازلها في حارة جبل النصر بمخيم نور شمس شرق طولكرم، حيث تم تدمير محتويات المنازل وتحويل بعضها إلى مواقع عسكرية يستخدمها القناصة للمراقبة.

وشوهدت عائلات فلسطينية، بينهم نساء وأطفال، يغادرون المخيم سيرًا على الأقدام وسط أجواء البرد القارس، فيما أطلق جنود الاحتلال الأعيرة النارية بكثافة لترهيبهم. كما أحرقت قوات الاحتلال عدة منازل في حارة المنشية، ما أدى إلى اندلاع حرائق داخلها، وتسبب في دمار واسع للبنية التحتية والطرق والممتلكات العامة والخاصة.

ومنذ بداية العدوان على مخيم “نور شمس”، نزح أكثر من 5 آلاف و500 فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، بحثًا عن مأوى لدى أقاربهم أو في مراكز الإيواء.

وكانت قوات الاحتلال قد أصدرت إخطارات بهدم 11 منزلًا في المخيم خلال الأيام المقبلة، بذريعة شق طريق عسكري يمتد من ساحة المخيم إلى حارة المنشية.

وفي سياق متصل، عززت قوات الاحتلال انتشارها في طولكرم ومحيط مخيميها، حيث تمركزت على طول شارع نابلس الرابط بين مخيمي طولكرم ونور شمس، واستولت على عدة مبانٍ سكنية حوّلتها إلى ثكنات عسكرية للقناصة.

تدمير ممنهج للبنية التحتية وعزل تام للمدينة
تسببت عمليات الاحتلال المتواصلة في دمار هائل للبنية التحتية، حيث تم تدمير شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، ما أدى إلى انقطاع الخدمات الأساسية عن المخيمين. كما ألحقت الجرافات العسكرية دمارًا واسعًا بالطرق والأحياء السكنية، إضافة إلى تدمير عشرات المنازل والمحال التجارية جزئيًا أو كليًا. وكان من بين عمليات الهدم الأخيرة، تدمير 26 بناية بالكامل في مخيم طولكرم.

وخلال العدوان المستمر، استشهد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وسيدتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن.

وسط هذا الحصار الخانق، يواصل السكان مناشداتهم لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، في ظل منع قوات الاحتلال لفرق الإغاثة من الوصول إلى المناطق المتضررة.

اعتقالات وإغلاق منافذ المدينة
اعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم السبت، الشابين تيسير محمود الحجار من منزله في الحي الشرقي لطولكرم، وأحمد القاروط من منزله في الحي الغربي، بعد مداهمات طالت منازلهم وتخريب محتوياتها.

كما تواصل قوات الاحتلال إغلاق حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لطولكرم، لليوم الـ 22 على التوالي، مما أدى إلى عزل المدينة عن قرى الكفريات وباقي مناطق الضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يحرق منازل للفلسطينيين في نور شمس ويواصل عدوانه على طولكرم
  • الجيش الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أكثر من 900 مرة
  • إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الخليل
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها
  • الاحتلال يهدم منازل بمخيم نور شمس بطولكرم ويجبر الآلاف على النزوح
  • فيديو.. إسرائيل تهدم منازل في طولكرم بأول أيام رمضان
  • "الاحتلال الإسرائيلي" يهدم منازل الفلسطينيين في مخيم نور شمس بطولكرم ويجبرهم على النزوح
  • جيش الاحتلال يجرّف منازل في مخيم نور شمس بطولكرم في أول أيام رمضان (شاهد)
  • العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة: اعتقالات حصار وحرق للمنازل
  • إعلام فلسطيني: مستوطنون يهاجمون منازل المواطنين في يطا جنوب الخليل