عددهم 700 فقط على مستوى الجمهورية.. «الأسبوع» تتحدث مع مدمنين تم شفاؤهم بسبب علاج «بديل الأفيون»
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
ياسر شقيقه توفي على يده أثناء ضرب حقنة هيروين.. ونور تتعاطى الهيروين أثناء جنازة والدتها الأمين العام للصحة النفسية تكشف: ما هو بديل الأفيون؟ وطرق علاجه؟
أثناء تشيع جنازة والدتها والصلاة على جثمانها فى مسجد السيدة نفيسة دخلت نور إلى حمام المسجد وقامت بتعاطى حقنة الهيروين
السيدات بحمام المسجد يقومن بالوضوء لأداء صلاة الجنازة لكن "نور" وهو اسم مستعار كانت ملقاة على الأرض بعد ما قامت "بضرب" حقنة الهيروين.
مأساة نور لم تقف عند هذا الحد بل هذه الشابة التى تبلغ من العمر 35 عاما بدأت رحلة إدمانها وهى فى سن 13 سنة وذلك عقب وفاة والدها الذي كان هو كل حياتها فنصحتها إبنة خالتها بتعاطي المخدرات لتحسين حالتها النفسية وتجاوز الحزن على والدها وبالفعل كانت هذه أول خطوة فى طريق الإدمان الذى استمر أكثر من 22 عاما.
تقول نور: «بعد وفاة والدى حاولت الانتحار لكن بنت خالتى عرضت عليا أضرب عشان نفسيتى تهدى شوية وبالفعل ضربت وأول حاجة ضربتها كانت الهيروين وطوال فترة إدمانى حاولت أبعد عن المخدرات لكن مقدرتش»
وأضافت: «بدأت آخد حاجات من البيت وأبيعها وقمت بسرقة والدتى التى ماتت بحسرتها عليا، هى حاولت معايا أكتر من مرة أروح مصحات خاصة بس كنت أدخل وأخرج أضرب مخدرات تانى»
وتستكمل «لحد أما أمى ماتت وأخواتى طردونى من الشقة عشان خايفين على سمعتهم وعلى عيالهم منى ساعتها اتجهت لبيع المخدرات عشان أجيب فلوس وأثناء ذهابي للصحراء عشان اشترى من بعض الأشخاص قاموا باغتصابى عدة مرات وتعتبر هذه الحادثة هي التى جعلتني أتجه للعلاج».
تتحدث نور وفى عينيها حيرة ويديها ترتعش: «بعد الحادثة حاولت ابطل وفعلا منعت المخدرات لمدة سنة لكن فى مرة كنت مع أصحابى وهما خدوا مخدرات خدت معاهم وضربت الحقنة فى تواليت احدى المولات ساعتها أصيبت «بأوفر دوس» لأن الجرعة كانت كبيرة اصحابى اتصلوا بأخواتي و «شحنونى» لإحدى المصحات الخاصة»
وتابعت: «رحت المصحة وشفت العذاب هناك كان فى ضرب وتجويع وحبس والأوضة فيها 4 سراير كنا قاعدين 25 بنت فيها وممنوع نشتكى لأهالينا مرة قلت لأخواتى على اللى بشوفه عذبونى أكتر ومنعوا منى الأكل».
وتستكمل نور: «خرجت من المصحة الخاصة رجعت للإدمان تانى وأصيبت بفيروس سى، حسيت نفسي خلاص هضيع وهموت بسبب الإدمان فاتجهت للعلاج دخلت مستشفى المطار وقلت لهم هتعالج فى العيادات الخارجية ومش عايزة اتحجز فى القسم الداخلى بس مقدرتش أمنع نفسى من الإدمان خاصة بعد اللى عملوه فيا أخواتى».
«بعدها قررت العلاج والحجز فى القسم الداخلى دفعت 400 جنيه تأمين وأخذتهم وأنا خارجة، ساعتها وأنا فى المستشفى اتطبق عليا علاج الميثادون أو بديل الأفيونات وخدت العلاج طوال فترة الـ3 أشهر وبعدها خرجت واستكملت علاجى بالعيادات النهارية وأنا دلوقتى بطلت الإدمان منذ 9 اشهر ودى أطول فترة بالنسبة ليا وبذهب للمستشفى فقط للحصول على جرعة الميثادون فقط وامشى».
نور تمثل أكثر من 700 مريض تم شفاؤهم من الإدمان عقب تطبيق برنامج بدائل الأفيونات عليهم، فما هو البرنامج وهل يصلح لكافة المدمنين وكيف بدأ تطبيقه؟
فى مارس 2023 بدأ تطبيق برنامج جديد لعلاج الإدمان وأطلق عليه "الميثادون" أو "بديل الأفيونات" وذلك بمستشفى مصر الجديدة (المطار) التابعة للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، وتم التوسع فى استخدامه على مدار عام ليصل عدد الوحدات إلى 13 وحدة في 10 محافظات وهي: القاهرة، الإسكندرية، سوهاج، الشرقية، المنيا، أسيوط، القليوبية، الغربية، الدقهلية، ودمياط، ويتم حاليا الاستعدادات لافتتاح وحدات المرحلة الثانية في كل من محافظة الجيزة، وبورسعيد، والمنوفية، وبني سويف.
وفى آخر إحصائية أعلنت وزارة الصحة والسكان متمثلة فى الأمانة العامة للصحة النفسية عن استجابة أكثر من 700 مريض بالعلاج اليومى ببرنامج العلاج ببدائل الأفيونات (الميثادون).
»الأسبوع» التقت بعض ممن تم شفاؤهم واستجابتهم لبرنامج العلاج ومنهم "ياسر" الذى توفى شقيقه على يده أثناء حصوله على جرعة الهيروين فاتخذ قرار بالعلاج وذهب الى مستشفى المطار للبدء فى العلاج وتم تطبيق برنامج العلاج بالميثادون عليه.
يقول ياسر وهو اسم مستعار: «جربت كل أنواع المخدرات بدأت بالهيروين والترامادول وأما حصل نقص فيهم اتجهت للبرشام وبعدها الهيروين واستمرت مدة إدمانى أكثر من 20 سنة وكان معايا أخويا كنا بنضرب مع بعض»
ويستكمل:أنا أول ما شدني للإدمان أصحابي وأنا عندى 15 سنة قالوا لى خد جرب عشان تسهر وتشتغل أكثر، فى البداية فكرت أنى ممكن ابطل الادمان فى أى وقت بس بعد كده حسيت انى هموت لو منعت المخدرات».
وبصوت منخفض قال: «أخويا مات على ايدى بجرعة هيروين زائدة وأبويا مات من الحزن عليه ساعتها خدت قرار انى لازم اتعالج».
وتابع: «فى الأول جربت أخذ أدوية وانا فى البيت لانى خفت اروح اتعالج يحبسونى ويعذبوني بس مقدرتش اكمل وانتكست فرحت لمستشفى إدمان ووقفت الضرب لمدة 8 أشهر بس رجعت تانى وفى الاخر رحت مستشفى المطار من 10 أشهر و كل اللى دفعته 5 جنيه وباخد جرعة الميثادون وخلتنى مفكرتش انى ارجع للإدمان مرة تانى ».
واستكمل: «فى المستشفى بدأت أعمل تحاليل اكتشفت إن عندى فيروس سى اتعالجت منه الحمد لله بالمستشفى وبرضه مدفعتش غير تمن التذكرة».
حالة نسرين تختلف عن الحالات السابقة حيث من شجعها على الإدمان ليس الأصدقاء كما كانت الحالات السابقة، وانما زوجها الذى طلقت منه ورغم ذلك كانت تذهب اليه لتحصل على المخدرات.
تقول نسرين وهو اسم مستعار: «استمر ادماني 5 سنوات وجوزى اول ما بدأت قالى لى جربى وانت هترتاحى ومش هتحسى بأى مشاكل وفعلا جربت لحد اما حصلت مشاكل واطلقنا حاولت وقتها اوقف الادمان بس كنت برجع له تانى عشان اخد المخدرات»
وتستكمل: «فى مرة حصل لي «أوفر دوس» ساعتها قلت أنا بموت فقعدت أكلم ربنا وقلت له لو عشت لازم ابطل ادمان وفعلا بعدها رحت لمستشفى المطار، كنت ساعتها عندى جلطات فى رجلى وجالى فيروس سى لكن تم علاجى، دخلت المستشفى من سنة والحمد لله خفيت من الجلطات، باخد الميثادون ومستمرة فى الحصول عليه فى المستشفى وامشي».
لكن ما هو الميثادون؟
تقول الدكتورة منن عبد المقصود الأمين العام للصحة النفسية وعلاج الإدمان لـ«الأسبوع» إن تطبيق برنامج العلاج ببدائل الأفيونات خطوة تاريخية في تطوير خدمات علاج الإدمان في مصر لتواكب أحدث المعايير الدولية المتبعة في هذا المجال.
موضحة أنه أحد البرامج العلاجية المثبت فاعليتها والمعتمدة من منظمة الصحة العالمية في علاج مرضى الإدمان، وبدائل الأفيونات هي العقاقير المثبت كفاءتها بالأدلة العلمية لعلاج الإدمان على المواد الأفيونية مثل (الهيروين، الترامادول،.. .) حيث أن الميثادون هو مسكن أفيوني صناعي يتميز بنفس صفات الأفيونات ولكن بفعالية أقل في تحفيز النشوة، مما يقلل من مخاطر الإدمان والتأثيرات الجانبية.
مشيرة إلى أنه يعزز فرص التعافي ويحسن الاستقرار الاجتماعي والعملي للمرضى، وكذلك تقليل خطر الأمراض المعدية المنتقلة من خلال الدمج حيث يزيد من نسب التعافي وتقل نسبة الانتكاسة مع هذا البرنامج.
وأضافت: تم الإعداد لتطبيق هذا البرنامج بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ومنظمة الصحة العالمية، بحيث يتم تنفيذه طبقا لأحدث المعايير والمواصفات الدولية. وقد بدأ تنفيذ هذا البرنامج في مارس 2023 بمستشفي مصر الجديدة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، ثم مستشفي المعمورة و سوهاج والعباسية والعزازي والمنيا ثم مستشفي الخانكة وأسيوط والدميرة وطنطا وعباس حلمي وشبراقاص ودمياط و بنها و شبين وامبابة.
وأكدت الأمين العام للصحة النفسية وعلاج الإدمان أن البرنامج يقوم على فكرة تلقي المريض للدواء داخل وحدات خفض الضرر في المستشفى الأقرب له بشكل يومي مع استمراره في الانتظام في الجلسات العلاجية والتأهيلية، ويساهم ذلك في ممارسة حياته اليومية، كما يخفف عن الدولة عبء التكاليف المرتفعة لإقامة المرضى داخل المستشفيات.
موضحة أن دواء "الميثادون" ثبت بالأدلة العلمية كفاءته وفاعليته في علاج الإدمان على المواد الأفيونية، حيث يقوم بعلاج الاضطراب والتغير الذي يحدث في المخ بسبب المخدرات، ويساعد في علاج أعراض الإدمان النفسية والجسدية، مؤكدة أنه متوفر حاليا في مستشفيات ومراكز الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، التابعة لوزارة الصحة و السكان.
اقرأ أيضاًأكاديمية الشرطة تنظم دورة تدريبية للضباط في مجال «قواعد نيلسون مانديلا لمعاملة السجناء»
حملات تفتيشية تسفر عن ضبط 48 سلاحا ناريا و262 قضية مخدرات
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأفيون بديل الأفيون علاج مدمنين مستوى الجمهورية للصحة النفسیة وعلاج الإدمان برنامج العلاج علاج الإدمان تطبیق برنامج أکثر من
إقرأ أيضاً:
علاج سرطان جديد يدمر الورم حراريا وكيميائياً في الوقت نفسه
ابتكر الباحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا جزيئات مصغرة يمكن إدخالها مباشرة في الورم السرطاني، لتوفر شكلين من أشكال العلاج، حراري وكيميائي.
وقد تمنع هذه الطريقة الآثار الجانبية المرتبطة عادة بالعلاج الكيميائي الوريدي، وقد يؤدي التأثير المشترك للعلاجين إلى زيادة عمر المريض بشكل أكبر من إعطائهما بشكل منفصل، وفق موقع "إنترستينغ إنجينيرينغ".
وفي دراسة على الفئران، أظهر الباحثون أن هذا العلاج أزال الأورام لدى معظم الحيوانات وأطال عمرها أكثر، وفي العلاج المزدوج للسرطان يحصل المصابون بأورام متقدمة عادةً على مزيج من العلاجات، مثل العلاج الكيميائي والتدخل الجراحي والإشعاع.
بالضوء
والعلاج بالضوء هو علاج مبتكر بزرع أو حقن جزيئات ساخنة باستخدام ليزر خارجي، ما يزيد درجة حرارة الجزيئات بشكل كافٍ للقضاء على خلايا الورم القريبة مع الحفاظ على الأنسجة المحيطة. وتستخدم الأساليب الحالية للعلاج بالضوء في التجارب السريرية جزيئات نانوية ذهبية، تنبعث منها الحرارة عند تعرضها للضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء.
وكان هدف فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا هو ابتكار طريقة لإدارة العلاجين الضوئي والكيميائي في وقت واحد، ساعين إلى نهج يبسط علاج المريض ويعزز بشكل محتمل تأثيرات العلاجات، واختاروا استخدام مادة غير عضوية تُعرف بـ "كبريتيد الموليبدينوم" للعلاج الضوئي.
وتعمل هذه المادة على تحويل ضوء الليزر إلى حرارة بشكل فعال، ما يسمح باستخدام الليزر منخفض الطاقة، ولتطوير جسيم دقيق قادر على توصيل علاجي السرطان، أدمج الباحثون رقائق نانوية من "ثاني كبريتيد الموليبدينوم" إما مع دواء "دوكسوروبيسين"، أو دواء "فيولاسين" لإنشاء الجسيمات، ويدمج "ثاني كبريتيد الموليبدينوم" مع العامل الكيميائي وبوليمر "بولي كابرولاكتون"، قبل تجفيفه في فيلم يمكن تشكيله في جسيمات دقيقة بأشكال وأحجام مختلفة.
جسيمات دقيقة
وأنشأ الباحثون جسيمات مكعبة بعرض 200 ميكرومتر، وبمجرد حقنها في الورم، تبقى فيه طيلة فترة العلاج، وخلال كل دورة علاج، يسخن ليزر الأشعة تحت الحمراء القريب الخارجي، الجسيمات.
و يمكن لهذا الليزر أن يخترق إلى عمق بضعة ملليمترات إلى سنتيمترات وله تأثير موضعي على الأنسجة.
ولتحسين بروتوكول العلاج، استخدم الباحثون خوارزميات التعلم الآلي لتحديد قوة الليزر للعامل العلاجي الضوئي ووقته وتركيزه، ما يؤدي إلى أفضل النتائج، وهو ما دفعه لتمصميم دورة علاج بالليزر استمرت ثلاث دقائق تقريباً خلال ذلك الوقت، وتسخن الجسيمات إلى حوالي 50 درجة مئوية، وهي ساخنة بما يكفي لقتل خلايا الورم السرطاني، وعند هذه الدرجة من الحرارة، تبدأ مصفوفة البوليمر داخل الجسيمات في الذوبان، ما يؤدي إلى إطلاق بعض عقار العلاج الكيميائي داخلها للقضاء على الأورام.