قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، اليوم الاثنين 28 أكتوبر 2024، إنّ تكرار عمليات الاعتداء من قبل وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، على قيادات ورموز الحركة الأسيرة هي محاولات لاغتيالهم.

وكانت وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال، قد نفّذت في التاسع من أيلول/سبتمبر 2024، جريمة جديدة بحقّ الأسير القائد مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، ومجموعة من رفاقه المعزولين في سجن "مجدو"، تمثلت بالاعتداء الوحشي عليهم ما تسبب له بعدة إصابات في جسده، وتحديدا في الجزء العلوي من جسده.

واعتبرت الهيئة والنادي في بيان صحفي مشترك، أنّ عمليات القمع الوحشية التي طالت الأسرى كافة منذ بدء حرب الإبادة، ومن بينهم رموز وقيادات الحركة الأسيرة، لا تحمل إلا تفسيرا واحدا يتمثل باتخاذ الاحتلال قرارا واضحا بمحاولة اغتيالهم، لا سيما مع استمرار تكرار الاعتداءات بحقّهم.

وأشارا إلى أنّ إدارة سجون الاحتلال تعزل العشرات من قيادات الأسرى في ظروف صعبة ومأساوية، ويتعرضون لاعتداءات وحشية متكررة داخل زنازينهم، حيث وثقت عبر زيارات الطواقم القانونية عشرات عمليات القمع في مختلف السّجون، والتي تندرج إلى جانب جملة جرائم التّعذيب، والتّجويع، والجرائم الطبيّة التي وصلت إلى ذروتها منذ بدء حرب الإبادة.

وأكد البيان أن ما يجري بحقّ المعتقلين داخل سجون ومعسكرات الاحتلال، يمثل وجها آخر لجريمة الإبادة، فعلى مدار عام من الحرب، ارتقى في سجون الاحتلال عشرات المعتقلين، أُعلن عن هويات 41 منهم، فيما لا يزال العشرات من الشهداء المعتقلين من غزة رهن الإخفاء القسري، ليشكل هذا العدد لشهداء الحركة الأسيرة الأعلى منذ عام 1967.

يذكر أنّ الأسير البرغوثي معتقل منذ عام 2002، وهو محكوم بالسّجن المؤبد خمس مرات و40 عاماً، ومنذ بدء الحرب، تعرض البرغوثي لعدة عمليات نقل وعزل متكررة، فمنذ شهر كانون الأول/ ديسمبر 2023، أقدمت إدارة السّجون على نقله من سجن (عوفر) إلى عزل سجن (أيالون - الرملة)، ثم إلى عزل (أهليكدار)، ونقلته مرة أخرى إلى عزل (الرملة)، ثم جرى نقله إلى عزل سجن (مجدو) حيث يقبع اليوم، علما أن عمليات العزل هذه ليست الأولى التي يتعرض لها في مسيرته الاعتقالية.

وتعرض الأسير البرغوثي لعملية تحريض ممنهجة، وذلك في سياق عمليات التّحريض المستمرة من حكومة الاحتلال المتطرفة على قتل الأسرى، والتي اتخذت منحى -غير مسبوق- تمثل بالتسابق والتفاخر بنشر مقاطع مصوّرة لعمليات تعذيب الأسرى في ظروف حاطة بالكرامة الإنسانية.

وجددت الهيئة والنادي مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدولية، بوقف حالة العجز المرعبة التي تلف دورها أمام جرائم حرب الإبادة، والجرائم التي تنفّذ بحقّ المعتقلين في سجون الاحتلال، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحت لدولة الاحتلال.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: سجون الاحتلال إلى عزل

إقرأ أيضاً:

روز خويص.. أصغر أسيرة فلسطينية تروي جحيم سجون الاحتلال

بعد أكثر من 16 شهرا قضتها داخل سجون الاحتلال، أُفرج عن روز خويص (17 عاما) أصغر أسيرة فلسطينية ضمن الدفعة الأولى من أولى مراحل صفقة تبادل الأسرى بين حكومة الاحتلال، وحركة حماس.

وأفرجت سلطات الاحتلال، عن عشرات الأسرى الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، من سجن عوفر غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل بوساطة دولية وإقليمية.

وخويص التي اعتقلت في أيار/ مايو 2024 من البلدة القديمة شرق القدس وحكمت بالسجن لمدة 10 سنوات، لم تكن تعرف شيئا عن سجون الاحتلال قبل أن تخوض هذه التجربة القاسية بنفسها، وبعد وصولها منزلها بالقدس، قالت خويص: "دخلت إلى السجن مصدومة، ولم أعرف ما هو السجن أصلا".

الفتاة خويص التي تم اعتقالها وهي لم تتجاوز 16 عاما تقول إنها لم تكن تعرف شيئا عن التحقيق مع الأسرى والأساليب الإسرائيلية القاسية المتبعة في ذلك.

وتضيف: "لا أعرف حتى شكل زنزانة السجن، كل ما كنت أعرفه عن السجون هو ما كنا نسمعه من الأسرى، وأن السجن عبارة عن غرفة صغيرة فيها مرتبة ولكنني لم أتوقع إنه سيء إلى هذا الحد".


وفي توصيفها للسجن قالت خويص: "السجن يعني سواد، أنت لا تشاهد أحدا هو فقط قبر مضوي (مضاء)".

وجه من المعاناة
وتستذكر خويص أوجها من معاناتها داخل سجون الاحتلال، قائلة: "تعرضنا للقمع بما في ذلك استخدام السلاح، ويقومون بتخويفنا وتهديدنا".

إلى جانب تلك الأساليب القاسية، فقد عانت أيضا خويص من انتهاك خصوصيتها بـ"التفتيش العاري والتحرش والتهديد بالتحرش ضد البنات".

وقالت عن ذلك: "لقد كان هناك تحرش بالفعل، على سبيل المثال يتم نقل فتاة إلى العزل فتعود وقد تم إزالة الحجاب عنها"، وبسبب الظروف الصعبة التي مرت بها خلف القضبان الإسرائيلية، قالت خويص: "السجن غيّر لدي الكثير من الأشياء".

تجربة مرض قاسية
الظروف القاسية التي مرت بها خويص إلى جانب أساليب التحقيق الصعبة، تسببت بإصابتها بأمراض لتعيش تجربة جديدة أكبر من عمرها داخل سجون الاحتلال.

وتقول عن ذلك: "السجن غير فيّ الكثير، فبعد 37 يوما من التحقيق في المسكوبية (مركز أمني إسرائيلي بالقدس المحتلة)، لم أتمكن من التحمل، كنت في طريقي إلى المحكمة وبسبب ضغطهم الكبير علي، فجأة وجدت نفسي في المستشفى".

وتابعت: "مرضت وأصابتني أعراض جلطة ومياه على القلب وخلل بضغط الدم ومكثت في المستشفى وحينما أردت الحركة وجدت الأصفاد في يدي وأدركت أنني في سجن".

خويص التي كانت تصارع المرض وهي مقيدة كانت تتخوف على عائلتها في حال وصل إليهم نبأ مرضها، وفق قولها.

وأضافت: "كنت خائفة من أن يبلغوا أهلي بمرضي ومع ذلك قلت لهم: أبلغوا أهلي"، لكن الرد الإسرائيلي جاء صادما حيث أبلغوها بأن هذا الإجراء "ممنوع كما أنها ممنوعة من لقاء المحامي"، لم تكن خويص تهتم كثيرا لمرضها آنذاك قدر خوفها على عائلتها في حال عرفت بمرضها.

وتروي خويص أنها مرت أيضا بتجربة تعذيب قاسية خلال المرض، قائلة: "عندما احتجت للنقل إلى قسم آخر من أجل إجراء فحوصات وصور أشعة كانوا يحركوني بقسوة بينما الأصفاد في يدي إلى درجة أن أحد الأطباء طلب من أحد أفراد الشرطة استدعاءه إذا ما حدثت أي تطورات معي".


وتشير خويص أنها أبلغت أحد عناصر الشرطة بشعورها بآلام شديدة ليرد على الفور قائلا: "سأكسر فمك".

ولفتت إلى أنها أخبرته في حينه بعزمها إبلاغ المحكمة بهذه الواقعة وأنها بحاجة إلى العلاج، فرد الشرطي عليها مطالبا زميلته بـ"دفعها بالعصا"، واستدركت خويص: "السجن سيء، السجن هو سجن".

حلم رؤية السماء
أكثر ما كانت تتمناه الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال هو "رؤية السماء"، وفق قول خويص.

وتضيف عن ذلك: "الأسيرات يردن الحرية، كنا نرى السماء من خلال مربعات صغيرة (سقف من أسلاك حديدية متشابكة على شكل مربعات) وكنا نقول يا رب أن نرى السماء بدون هذه المربعات".

وعن اللحظة الأولى بعد خروجها من السجن الأحد، قالت خويص: "شاهدنا جبال الكرمل (حيفا) والسماء وأمور كثيرة ".

وشمل اليوم الأول من المرحلة الأولى من الاتفاق، الإفراج عن 90 أسيرا بينهم 20 طفلا وفتى نشرت أسماؤهم مؤسسات حقوقية فلسطينية، مقابل الإفراج عن 3 أسيرات إسرائيليات مدنيا من غزة.

وتحتجز دولة الاحتلال أكثر من 10 آلاف و400 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حاليا وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات إسرائيلية عشوائية.

وصباح الأحد، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس ودولة الاحتلال، يستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، ويتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة.



ومن المقرر أن تطلق حماس في المرحلة الأولى سراح 33 أسيرا وأسيرة إسرائيليين، مقابل أسرى فلسطينيين يتوقف عددهم على صفة كل أسير إسرائيلي إن كان عسكريا (مقابل 50 أسيرا) أم "مدنيا" (مقابل 30 أسيرا).

وبدعم أمريكي، ارتكبت الاحتلال الإسرائيلي بين 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023 و19 كانون الأول / يناير الجاري، إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير
  • ملامحها كشفت معاناتها في سجون الاحتلال.. من هي الأسيرة خالدة جرارة؟
  • روز خويص.. أصغر أسيرة فلسطينية تروي جحيم سجون الاحتلال
  • أول بيان من حماس بعد الإفراج عن الفلسطينيات من سجون الاحتلال
  • شهادات مرعبة من الأسيرات المحررات عن عمليات التنكيل داخل سجون إسرائيل
  • استشهاد 14 ألف طفل جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
  • بدء نقل الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال
  • مختص بشئون الأسرى: الفرحة ستظل منقوصة طالما بقي أسرى في سجون الاحتلال
  • استشهاد أسير فلسطيني شاب في سجون الاحتلال الإسرائيلي
  • ترقب بالقدس للإفراج عن الأسرى المغيبين في سجون الاحتلال