أحدهم نام خاسرا واستيقظ في البيت الأبيض.. أحداث مثيرة في تاريخ الانتخابات الأمريكية
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
شهد تاريخ الانتخابات الرئاسية في أمريكا الكثير من الأحداث المثيرة للجدل، والتي أثرت على مسارها، فضلا عن تسببها في تعديل الكثير من القوانين، لتلافي أزمات داخلية كان يمكن أن تشعلها.
وبعض تلك الأحداث لم يؤثر على نتيجة الانتخابات، بل تسبب في شكوك في العملية الانتخابية واتهامات بعدم النزاهة، والإضرار بحقوق الناخبين، ونستعرض في التقرير التالي عددا من تلك الأحداث المثيرة للجدل بتاريخ الانتخابات الامريكية:
تعادل أصوات الرئيس ونائبه
انتخابات القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة، لا تمت بصلة إلى الانتخابات التي نعرفها اليوم، ففي عام 1800 وقع حدث مثير للطرافة ونفس الوقت كاد يتسبب بأزمة كبيرة في الولايات المتحدة، بعد تعادل أصوات الرئيس ونائبه.
وكان النظام الانتخابي في ذلك الحين يقوم على أن الناخب يصوت لشخصين، والحاصل على أعلى الأصوات يعتبر رئيسا وصاحب المركز الثاني يصبح نائبا للرئيس، ووفقا للنظام، تعادل توماس جيفرسون مع نائبه آرون بور، في المركز الأول، بسبب سوء التنسيق بين الناخبين الديمقراطنيين والجمهوريين المتحالفين في ذلك الوقت، وحصل كل منهما على 73 صوتا، فيما حل جون أدامز عضو الحزب الفيدرالي المنافس على 65 صوتا.
وتسببت هذه الورطة، في ذهاب الانتخابات إلى مجلس النواب من أجل حسمها، وبعد ضغوطا مارسها وزير الخزانة ألكسندر هاملتون، توجه دعم الفيدراليين حينها إلى جيفرسون، لترجيح كفته وتم تسميته رئيسا وحل بور بعده في منصب نائب الرئيس.
وبسبب هذه الواقعة أضيف التعديل الثاني عشر إلى الدستور الأمريكي، والذي نص على أن الناخبين يصوتون بشكل منفصل لأعلى منصبين.
صفقة فاسدة في الرئاسة
بحلول عام 1824، ومع حل الحزب الفيدرالي، كان المرشحون الأربعة للرئاسة من توجه واحد، بخلاف ما يجري اليوم في الولايات المتحدة.
ومع إجراء الانتخابات، فاز أندرو جاكسون، بطل حرب 1812، بالتصويت الشعبي بفارق أقل من 39 ألف صوت، وحصل على 99 صوتا انتخابيا؛ وحصل وزير الخارجية جون كوينسي آدامز على 84 صوتا انتخابيا، منها 41 صوتا لوزير الخزانة ويليام كروفورد و37 صوتا لرئيس مجلس النواب هنري كلاي. وبما أن أيا من المرشحين لم يحصل على أغلبية الأصوات الانتخابية، فقد ذهبت الانتخابات مرة أخرى إلى مجلس النواب، وتم استبعاد كلاي من المنافسة لأن القانون كان ينص على بقاء أعلى 3 واستبعاد الرابع.
والمثير في الأمر أن المرشح الذي جرى استبعاده، نشط خلف الكواليس، للانتقام من الآخرين، ودفع باتجاه فوز كوينسي آدامز، عبر تحريك مناطق نفوذه الانتخابية لصالحه، مقابل أن يحصل كلاي على وزارة الخارجية وهو ما حدث بالفعل.
لكن أحد المرشحين وهو جاكسون، وصف ما جرى بأنه صفقة فاسدة للفوز بالرئاسة، ليقرر حشد قوته في الانتخابات اللاحقة عام 1828، عبر حزب ديمقراطي جديد، ويطيح بآدامز من الرئاسة.
انتخابات مزقت أمريكا
لم تكن الانتخابات الرئاسية لعام 1860 مثيرة للجدل فحسب، بل مزقت أمريكا حيث، لم يكن أبراهام لنكولن، المرشح المختار للحزب الجمهوري الناشئ والمعارض القوي للعبودية، حتى على ورقة الاقتراع في معظم الولايات الجنوبية.
ووقعت صراعات بين الشق الشمالي والجنوبي من الولايات المتحدة، بسبب بورصة الأسماء المترشحة، وبفعل الفوضى في التصويت وعدم الاتفاق، لم يحصل لينكولن سوى على 40 بالمئة من الأصوات الشعبية، وكان أغلبها في الشمال، وفي أغلب الجنوب فاز بريكنريدج.
هذه الفوضى الانتخابية، تسببت بعد أسابيع قليلة من فوز لينكولن، في تصويت ساوث كارولاينا لصالح الانفصال عن الاتحاد ولحقت بها 6 ولايات جنوبية أخرى شكلت الكونفدرالية الأمريكية في عام 1861، واختارت جيفيرسون ديفيس رئيسا.
ورطة انتخابية
شهدت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 1876، الحاكم الديمقراطي صامويل تيلدن ضد الجمهوري، رذرفورد ب. هايز، ورطة بسبب النزاع في 4 ولايات على عدد الأصوات.
وسبب النزاع فوز تيلد من نيويورك بـ 250 ألف بطاقة اقتراع أكثر من خصمه الجمهوري، هايز، وحصوله على 19 صوتا انتخابيا إضافيا. لكن تيلدن كان لا يزال ينقصه صوت انتخابي واحد عن الأغلبية المطلوبة 185، وظل 20 صوتا غير محسوب وظلت فلوريدا ولويزيانا وكارولينا الجنوبية قريبة جدا منه، وفي عام 1877، اتهم كل حزب للآخر بالاحتيال، بينما في ولاية أوريجون، تم إعلان أحد الناخبين غير قانوني وتم استبداله، وعلى وقع الأزمة المتصاعدة بدت نذر حرب أهلية في أمريكا.
ولنزع فتيل الحرب، لجأ الكونغرس إلى تشكيل لجنة من 15 عضوا من مجلس الشيوخ، والنواب وقضاة المحكمة العليا، تحولت الأصوات المتأرجحة لهايز كما حصل على كافة الأصوات الانتخابية من الولايات المتنازع عليها، وهو ما دفع الديمقراطيين لعرقلة فرز الأصوات الرسمي.
وبعد مفاوضات بين الحزبين، وافق الديمقراطيون على فوز هايز، مقابل أن يزيل كافة القوات الفيدرالية من الجنوب وشروط أخرى متعلقة بحكم الولايات، وهو ما عزز سيطرة الديمقراطيين على مناطقهم، وعزز كذلك مكاسب الأمريكيين من أصل أفريقي في حقبة ما بعد الحرب الأهلية.
رصاصة لم تؤثر في الخطاب الانتخابي
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 1912، وجد ثيودور روزفلت نفسه مندفعا للعودة إلى البيت الأبيض، لكن خليفته ويليام هوارد تافت، غضب بسبب هذه المساعي، ليقرر روزفلت مع أنصاره تشكيل الحزب التقدمي، لخوض الانتخابات.
وخلال ذروة الحملة الانتخابية، وأثناء إلقائه خطابا بأنصاره في ويسكونسن، أطلق شخص النار على روزفلت، باتجاه صدره مباشرة، وأصابته مباشرة لكنه أكمل خطابه حتى النهاية ونزل بعدها عن المنصة.
ورغم الفوضى التي حدثت واعتقال مطلق النار على الفور، قام أحد الأشخاص بتفحص حالة روزفلت ووجد أن الرصاصة اصطدمت بلفافة أوراق وعلبة معدنية للنظارات كانت في جيبه، ووصلت إلى صدر، وتسببت له بجرحي لم يصل إلى الرئتين، وجرى تضميده على الفور، وصعد المنصة وأكمل خطابه.
لكن في النهاية، انقسمت أصوات الجمهوريين بين روزفلت وتافت، وهو ما ساعد الديمقراطي وودرو ويلسون على الفوز بالبيت الأبيض رغم حصوله على أغلبية أقل من 50 بالمئة في عدد من الولايات.
فوز غير متوقع
المؤشرات الانتخابية والسياسية، أمام الرئيس هاري ترومان، كان تشير إلى أنه سيخرج خاسرا في انتخابات عام 1948، أمام منافسه الجمهورين توماس ديوي، والذي كان قويا ومتسلحا بفوز حزبه بمجلس الكونغرس، لأول مرة خلال 20 عاما في حينه.
وحتى استطلاعات الرأي كان تشير إلى أن واحد من كل 3 أمريكيين يوافق على ترومان، فضلا عن استقالة أحد وزرائه وترشحه للحصول على بطاقة الحزب وخسارته شريحة واسعة من مؤيديه بسبب دعمه لحقوق الأمريكيين من أصل أفريقي.
لكن كل هذا لم يحل دون حصول تغير دراماتيكي قلب النتائج، ففي ليلة الانتخابات، ذهب ترومان للنوم معتقدا أن الأمر محسوم وفقا لآخر استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب، والذي لم يتوقع فوزه، ليفاجأ بعملاء جهاز الخدمة السرية يوقظونه في الرابعة صباحا، لإخباره بفوزه بالرئاسة.
ورفع يومها ترومان الطبعة الصباحية من صحيفة شيكاغو تريبيون، والتي طبعت قبل الوقت المعتاد بسبب إضراب المطابع، وحملت يومها مانشيت، ديوي يهزم ترومان للسخرية مما جرى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الناخبين امريكا رؤساء ناخبين الإنتخابات الأمريكية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات الرئاسیة الولایات المتحدة وهو ما
إقرأ أيضاً:
عواصف البيت الأبيض
ما زالت العواصف التي تهب من البيت الأبيض منذ دخول الرئيس ترامب مستمرة، لا يروق باله كل يوم دون أن يطلق عاصفة جديدة، إلى الآن وصلت عواصفه الصين وكندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا والناتو وبعض المنظمات الدولية، لكن ما يهمنا في منطقتنا العربية هو تعامله مع قضايانا المختلفة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
لقد قال الرئيس ترامب قبل دخوله البيت الأبيض، إنه لو كان رئيساً لما حدثت حرب غزة، وقال، إنه سيكون رجل سلام بحل الإشكالات الكبرى الراهنة كالحرب الروسية الأوكرانية وحرب غزة، لكن يبدو أن المؤشرات التي تتضمنها تصريحاته وبعض تصرفاته بعد توليه الرئاسة لا تبعث الارتياح ولا تتطابق مع تقديم نفسه كرجل سلام.يقوم الآن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بزيارة إلى واشنطن، سبقها ترامب بتصريح مفاده بأنه سيناقش معه ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل. وفي ردّ على سؤال بشأن إمكانية بحث ضم أراضٍ من الضفة الغربية لإسرائيل خلال لقائه نتانياهو، أشار ترامب إلى أن إسرائيل بلد صغير وأن ذلك يجب أن يتغير. ليس هذا فحسب، بل إنه عبّر عن إشفاقه على مساحة إسرائيل الصغيرة بتشبيهها بالقلم الذي يمسكه، بينما الشرق الأوسط بمساحة المكتب الذي يجلس فيه.
سبق وأن أشرنا هنا في مقال سابق قبل دخول ترامب البيت الأبيض إلى تصريح مماثل عندما نظر إلى خريطة إسرائيل وقال إنها صغيرة ويجب أن تكون أكبر، ثم فاجأنا بعد بدء سريان وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بين إسرائيل ومنظمة حماس بدعوته إلى تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وهو التصريح الذي قوبل برفض الدولتين رفضاً قاطعاً، بالإضافة إلى البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري العربي الذي وجه رسالة إلى الرئيس ترامب تتضمن رفض المقترح. وعندما نعلم أن إدارة ترامب طلبت من زعماء الكونغرس الموافقة على إرسال قنابل ومعدات عسكرية أخرى بمليار دولار تقريباً إلى إسرائيل، منها 4,700 قنبلة زنة 1,000 رطل بما يزيد على 700 مليون دولار، وهي التي كانت معلقة سابقاً، فإنه يصعب علينا قبول الرئيس ترامب كراعٍ للسلام، لأن ما يقوله يتناقض تماماً مع أبسط مواصفات نموذج السلام، بل إن أطروحاته وأفكاره خطيرة جداً لم يقدم عليها رئيس سابق لأنها تتعلق بتمكين إسرائيل وتوسعة رقعتها وزيادة تسليحها مقابل سلب ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وتهجير أهلها.
على الرئيس ترامب أن يعي جيداً بأن القضية العربية حساسة جداً، وأن انحيازه التام لإسرائيل لا يبشر بخير عن علاقات عربية أمريكية جيدة تحقق مصالح الطرفين وتقوم على احترام الحقوق والسيادة.