اليوم تمر الذكرى الـ51 لوفاة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، الناقد والمفكر الكبير، وأحد أبرز وزراء المعارف بمصر.

وُلد طه حسين عام 1889 في قرية عزبة الكيلو بمحافظة المنيا، وبدأ مسيرته التعليمية بحفظ القرآن في قريته، قبل أن يلتحق بالأزهر عام 1902.

واجه طه حسين عدة معارك فكرية، لكن أبرزها كانت حول كتابه في الشعر الجاهلي، إذ اصطدم مع شيوخ الأزهر بسبب رفضه لجمود التعليم الأزهري آنذاك، وكان يتناقش معهم بشدة حتى أُبعد عن بعض دروسه، وفي سنته الرابعة بالأزهر اتجه طه حسين إلى الأدب.

 

ماذا تحدث كتاب طه حسين؟

وحسب كتاب طه حسين عن مجمع اللغة العربية: وعندما أنشئت الجامعة المصرية (الأهلية) عام 1908م سجل طه اسمه بها، وإن ظل مقيدًا بالأزهر الذي بدأ ينفصل عنه نفسيًّا، وفي هذه الفترة تعرف على لطفي السيد، وعن طريقه تعرف طه حسين على الفلسفة اليونانية وانفتح أمامه مجال الصحافة والنشر.

في عام 1914، حصل طه حسين على أول درجة أكاديمية من الجامعة المصرية، ما ساعده على السفر في بعثة إلى فرنسا، حيث نال الدكتوراه وعاد لمصر عام 1919، وعمل أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني بالجامعة، وبقي في وظيفته هذه حتى عام 1925م حين اندمجت الجامعة الأهلية في الجامعة المصرية الحكومية.

وخلال هذه الفترة استأثرت الثقافة الكلاسيكية بنشاطه، وعلى الرغم من أن مجال عمله الأساسي كان التاريخ وفلسفة الاجتماع، إلا أن صلته بالأدب العربي وتراثه لم تنقطع.

كما اهتم ببث أفكاره التنويرية، وبتطبيق مناهج العلم والفلسفة الأوربية برؤى جديدة في دراسته للتراث العربي، وعبر عن ذلك في شكل رسائل جمعها في كتابه المهم من بعيد الذي كتبه بين عامي 1923 و1926م.

وفي الجامعة الجديدة انصرف عن تدريس التاريخ وبدأ تدريس الأدب العربي الذي أحبه، وعندما شرع يلقي محاضراته على طلابه في بداية عام 1926 في موضوع الشعر الجاهلي، بعد أن أخضعه لتأمل طويل وجعل يلقي نتائج دراسته على الطلاب أولًا بأول، بعد أن رأى ضرورة دراسة آداب وتاريخ العرب استنادًا إلى منهج علمي مستفيدًا من مذهب ديكارت الذي يتخذ من الشك طريقًا إلى اليقين، ووصل إلى نتيجة مؤداها أن ما أضيف إلى العرب قبل الإسلام من شعر، لم يكن لهم، وإنما نسب إليهم، فكان منتحلًا.

قصة معركة الشعر الجاهلي

ولم يكد طه حسين ينشر خلاصة دراسته في كتاب عنوانه في الشعر الجاهلي في أبريل عام 1926، حتى قامت الدنيا ولم تقعد.

فأحدث نشر الكتاب عاصفة من النقد، فثارت ثائرة المحافظين وهاجمه شيوخ الأزهر واتهموه بأنه يُكذِّب القرآن الكريم وأنه يطعن على النبى- صلى الله عليه وسلم- ونسبه الشريف، وطالبوا بمصادرة الكتاب ومحاكمة المؤلف، وجمعت نسخ الكتاب وحفظت في مخازن الجامعة، كما أثيرت المشكلة في البرلمان وطالب بعض النواب برفع دعوى عمومية ضد طه حسين وفصله من الجامعة.

ومال المؤلف للعاصفة حتى مرت، عندما اتخذت المسألة بعدًا سياسيًّا بين قطبي الوزارة: الوفديين وعلى رأسهم سعد زغلول ومعه الأغلبية الوفدية، والدستوريين وعلى رأسهم عدلي يكن وعبد الخالق ثروت وهم الذين ساندوا طه حسين ووقفوا إلى جانبه.

وأجرت النيابة تحقيقًا مع المؤلف في مارس 1927، وأصدر النائب العام قراره بأن المؤلف لم يهدف إلى الطعن في الدين، وأن العبارات الماسة بالدين التي وردت في بعض المواضع من الكتاب، وردت في سبيل البحث العلمي، وأن القصد الجنائي غير متوفر في القضية؛ ومن ثم حفظت أوراق القضية إداريًّا، وكان حكمًا تاريخيًّا انتصر لحرية البحث العلمي، مما يشهد بأمانة وثقافة النظام القضائي في مصر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: طه حسين اللغة العربية عميد الأدب العربي الشعر الجاهلي الشعر الجاهلی طه حسین

إقرأ أيضاً:

قصور الثقافة بالدقهلية تحتفي باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف

 

نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية بمحافظة الدقهلية، احتفاءً باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، وذلك ضمن برامج وزارة الثقافة.

القراءة جسر بين الأجيال في قصر ثقافة نعمان عاشور

استُهلت الفعاليات بلقاء توعوي بعنوان "الكتاب حلقة الوصل بين الأجيال والثقافة" في قصر ثقافة نعمان عاشور، بالتعاون مع مدرسة الرشاد الابتدائية بميت غمر. وأكدت نهال محمد، مسئولة النشاط، أهمية يوم 23 أبريل الذي اختارته اليونسكو لهذا الاحتفاء، موضحةً أن القراءة تعزز التعلم الذاتي وتقوي الذاكرة وتنمي التفكير.

ورشة حكي بمكتبة العيادية حول أثر القراءة في رفع الوعي

نظمت مكتبة العيادية ورشة حكي بعنوان "أهمية القراءة في زيادة الوعي المعرفي"، تحدث فيها مدير المكتبة، محمد عبد الحافظ، عن الكتاب كوسيلة لنقل المعرفة وبناء الإنسان وتنمية قدراته الذهنية.

تكريم المواهب الرياضية على مسرح بيت ثقافة تمي الأمديد

وفي إطار أنشطة إقليم شرق الدلتا الثقافي، أقيمت احتفالية لتكريم المواهب الرياضية على مسرح بيت ثقافة تمي الأمديد، بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم والشباب والرياضة، تزامنًا مع اليوم الدولي للرياضة. وتضمن الحفل عروضًا رياضية في كرة اليد، والملاكمة، وألعاب القوى، واختُتم بتكريم المتفوقين.

التراث الإنساني في دائرة الضوء ببيت ثقافة تمي الأمديد

بمناسبة يوم التراث العالمي، الموافق 18 أبريل، نظم بيت ثقافة تمي الأمديد لقاءً تثقيفيًا تحدثت فيه الأخصائية الثقافية صبحة إسماعيل عن أهمية الحفاظ على المواقع التراثية، وضرورة حمايتها من المخاطر المختلفة، مؤكدةً أن التراث يمثل إرثًا إنسانيًا مشتركًا يجب صونه.

القبائل في البحر الأحمر ودورها في تشكيل الهوية الثقافية

استضافت مدرسة الإعدادية المشتركة بأبو قراميط لقاءً بعنوان "أهم القبائل بمحافظة البحر الأحمر"، تناولت فيه ثناء هاشم صديق، المسؤولة الإعلامية، أهمية توثيق تراث قبائل مثل العبابدة والرشايدة، ودورهم في بناء الهوية الثقافية والتاريخية للمحافظة.

ختام الفعاليات بمحاضرة حول عادات وتقاليد المناطق الحدودية

اختُتمت الفعاليات بمحاضرة نظّمها قصر ثقافة نجيب سرور بعنوان "عادات وتقاليد المناطق الحدودية في مصر"، تحدثت فيها سحر فهيم، المسؤولة الثقافية، عن تنوع العادات بين سيناء ومرسى مطروح والنوبة والوادي الجديد، وأكدت أن هذا التنوع يعكس ثراء الهوية المصرية.

 

مقالات مشابهة

  • أحد أبطال حرب أكتوبر يكشف تفاصيل معركة «تبة الشجرة»
  • أحد أبطال حرب أكتوبر يكشف عن تفاصيل معركة تبة الشجرة
  • فعالية اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف بجامعة ظفار
  • مابل ولف ومدرسة القابلات (1920): الاستعمار المضاد (1-2)
  • مصرع طبيب وإصابة أسرته في حادث بطريق الإسماعيلية السويس .. تفاصيل
  • رحل من 3 أيام.. تفاصيل جديدة عن وفاة الإعلامي صبحي العطري
  • قصور الثقافة بالدقهلية تحتفي باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف
  • تزوج عليها بعد 32 عاما.. سوء العشرة يفرق بين زوجة وزوجها.. تفاصيل
  • تعرف على تفاصيل اجتماع مجلس جامعة أسيوط اليوم
  • مات منذ ثلاثة أيام.. تفاصيل جديدة في وفاة الإعلامي صبحي عطري