وزير الثقافة والإعلام: منزلي من طين وهذا ما خسرناه (…..)
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
(نجـــــــوم في الحــــرب)
سلسلة حوارات يجريها:
محمــد جمــال قنـــدول
وزير الثقافة والإعلام جراهام عبد القادر لـ(الكرامة):
منزلي من طيـــــــــن وهذا ما خسرناه (…..)
نتوقع عودة الآثار ولكـــــــن (…..)؟!
مؤسسات الإعلام توقفت تمامًا وخرج الناس دون (كاميرا أو ميكروفون)..
منذ دخول مــــــروي كانت نذر الحرب واضحةً
جميع الولايات تتحدث الآن خطابًـــــا واحـــدًا هو (….
ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة.
ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.
ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة.
وضيف مساحتنا لهذا اليوم هو وزير الثقافة والإعلام جراهام عبد القادر، فماذا قال:
أول يوم الحرب، أين كنت؟
كنت في أم درمان وخرجت باكرًا وكان يوم سبت، لمراجعة المؤسسات التابعة للوزارة، وقد درجت على ذلك دومًا.
لحظة اندلاع الحرب، ماذا كان شعورك؟
تتوقف المشاعر في هذه اللحظات والإحساس، ويتجه العقل لتدبر الأمر بما تمليه عليك المسؤولية، ولذلك كان شعوري المسؤولية تجاه الوطن.
كم مكثت في الخرطوم؟
شهرًا وبضعة أيامٍ، وذلك لأنّ موقع وجودي في أم درمان شبه محاصر منذ الأيام الأولى بالمنطقة الجنوبية لأم درمان.
كيف خرجت من الخرطوم؟
بالتأكيد عندما يهتز المسرح يعرف الممثل كيف يتدبر الأمر ويخرج من المسرح وهو مدرك لكيفية هذا الخروج.
هل كنت تتوقع الحرب؟
نذر الحرب كانت واضحة، ولكن كنت أعتقد بأنّه خلافٌ حاد يمكن أن يتم تداركه، ولكن المؤشرات كانت بائنة في مروي وغيرها وكان واضحًا حتى للمواطن بأنّ هذه الأزمة قد تتطور لحرب وتتم معالجتها.
ماذا خسرت في الحرب؟
السودانيون جميعهم خسروا، وقد خسرنا خلال فترة الحرب وطنًا هادئًا وكنا نتوقع فيه أن نقفز إلى الأمام وبناء الدولة التي تحقق الطمأنينة لكل السودانيين، وخسرنا هدوء تلاميذ المدراس وهم يذهبون لمدارسهم والطلاب لجامعاتهم، وخسرت سعادة المرضى وهم بعيدين عن المشافي يتلقون العلاج، والعاملون وهم ذاهبون وعائدون إلى منازلهم من كافة القطاعات الإنتاجية، وخسرنا كل هذا في الحرب، على مستوى الخسارة الشخصية لا أعتقد بأنّها تذكر إذا ما قارناها بالخسارة العامة ومنزلي من طين.
هل لهذه التجربة فوائد للسودانيين؟
أعتقد بأنّ الأصل في الأشياء هو السلام، ولكن إذا جاءت الحرب استثناءًا على الناس أن يتعلموا الدروس والعبر والوحدة الوطنية والتراضي بين السودانيين على أن يكون هذا الوطن متماسكًا وهذا هو الدرس الأهم من هذه التجربة المريرة.
كيف تقرأ المشهد العام للحرب؟
هو مشهدٌ بالفعل يتطلب أن نقرأه بشكل واسع، سياسيًا واقتصاديًا كافة قوى الدولة الشاملة يجب أن تتم قراءته، وما نود أن نكون عليه بعد تجاوز هذا الظرف وانتصارات القوات المسلحة وجهود كل المستنفرين، وما نود أن نكون عليه بعد تجاوز الحرب، خاصةً وأنّ المشهد به كثير من الانكسارات في مجالات التنمية الزراعية والصناعية والتعليم والصحة ومؤسسات الإعلام المختلفة والمراكز الثقافية المختلفة من تراث وتاريخ السودان، وهذا المشهد ليس من العادة أن نرى حروبًا تبدأ داخل وطن وينجرف فيها من الناس للتخريب من دواعي وادعاءات ليست منطقية وعلى الأقل لماذا ندمر مؤسسات التنمية التي هي ملك للشعب السوداني؟، والانجراف والانجرار في تدمير كثير مما صنعه عامة الشعب وشركاء المجتمع السوداني، وأنا أعتقد أنّ قوات الدعم السريع المتمردة من حيث قصدت أن تدمر البنية التحتية للبلاد فهذا أمر جر على أهل السودان كثيرًا، وبالتالي لن يجد أي إسنادٍ شعبي، وهو من الأدوات التي تجعل هذه الميليشيا تكون مجردةً من أي تبعية والقيم السودانية.
أين وصلت الجهود لاستعادة الآثار التي نهبتها الميليشيا وعبرت بعضها لدول الجوار؟
هذا جهدٌ كبيرٌ جدًا وفيه عمل استقصائي كبير، والنيابة العامة تقوم بجهودها، وهنالك شرطة المباحث والسياحة والجمارك والهيئة العامة للآثار والمتاحف، وهنالك لجنة برئاسة وزير الثقافة ومتابعة ما يستجد هنا وهناك، وتتعامل مع المنظمات الدولية اليونيسكو، وعلى المستوى الإفريقي وعالميًا هنالك قوانين ومواثيق دولية تمنع أي متحف من استلام هذه الآثار، ولذلك هذه الجهود مستمرة وإن شاء الله نتوقع الوصول بنتائج إيجابية ولكن ليس بالسرعة المتوقعة من الناس، لأنّها لا بد من الإحراز والمتابعة والتأكد ثم الاستعادة.
كيف تقيم الأداء الإعلامي في هذا الظرف العصيب الذي تمر به البلاد؟
الناس يدركون بعد اندلاع الحرب أنّ كافة مؤسسات الإعلام المركزية توقفت تمامًا وخرج الناس دون أن يحملوا كاميرا أو ميكروفون، ولكن الحمد لله تمكنا من تجاوز هذه الظروف وأصبح لدينا مؤسسة إعلامية تقف على أرجلها سواءً في الإذاعة والتلفزيون و(سونا)، وهذه المؤسسات تقوم بمهامها بصورة إيجابية، والمتابعون يشاهدون ويستمعون ويقرأون الخطاب الرسمي للدولة سواءً كان على مستوى الدولة أو الولايات أو المستوى الشعبي للاستنفار ومتابعة جهود الدولة بما يمكن تقديمه للمواطنين، وأعتقد بأنّ الجهد الإعلامي تجاوز كل الصعاب وكافة العقبات، وتمكنا من أن يكون لدينا كميات كافية من المعدات الإعلامية.
هنالك اضطراب بين الإعلام القومي والولائي، هل هنالك ترتيبات ومعالجات لهذا الخلل؟
هنالك مؤتمر والناس يعلمون أنّ وسائل الإعلام الولائية كانت تتبع للسادة ولاة الولايات، ولكن مؤتمر القضارف الذي شرفه نائب رئيس مجلس السيادة والمقترحات التي تقدمنا بها في ذلك المؤتمر الآن صدر القرار بمعالجة أمر الولايات، ولكن كان هنالك خطابات للسادة الولاة بجعل الخطاب الإعلامي موحدًا وهذا ما تمّ، والآن التقارير نستلمها من الولايات المختلفة وجميعها الآن تتحدث خطابًا واحدًا ولغةً واحدة هي لغة السودان والتضامن مع القوات المسلحة والعمل المشترك، وعادةً الأخبار تكون مشتركة خاصة الرئيسة التي تأتي من الإذاعة القومية والتلفزيون لكل هذه الأجهزة الولائية، وبالتالي لا يوجد تعارض في الخطاب، وأيضًا عادةً ما يضع الناس في الاعتبار التنافس ما بين الخطاب الرسمي للدولة والخطاب التقليدي الذي يخرج من وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكد أنّ وسائط التواصل الاجتماعي يتحدث بها ملايين الناس ولذلك أسرع في الوصول للملايين، والخطاب الرسمي هو الخطاب الرصين الذي يقوم على الحقائق والثوابت، وبالتالي لا مقارنة ما بين خطاب التضليل الإعلامي والخطاب الثابت الذي يستطيع أن يأخذ مساحةً قويةً في قلوب الناس وأذهانهم ولا يؤخذ بخطاب التضليل كوثيقة.إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: وزیر الثقافة أعتقد بأن
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة المصري يستقبل نظيرته الفرنسية بمتحف أم كلثوم بالمنيل.. تفاصيل
استقبل الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، نظيرته الفرنسية رشيدة داتي، وزيرة الثقافة الفرنسية، والوفد المرافق لها، خلال زيارة تفقدية لمتحف أم كلثوم بقصر المانسترلي بجزيرة منيل الروضة، وذلك ضمن فعاليات الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر.
وتفقد الوزيران المتحف الذي يضم مجموعة نادرة من مقتنيات كوكب الشرق أم كلثوم، إلى جانب عدد من الصور الفوتوغرافية، والأوسمة، والنياشين التي حصلت عليها سيدة الغناء العربي، والتي تُبرز المكانة الفريدة التي احتلتها في الوجدان العربي والعالمي.
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو أن زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية إلى مصر تمثل فرصة مهمة لتأكيد عمق ومتانة العلاقات المصرية الفرنسية على الصعيدين الرسمي والشعبي، وخطوة جادة نحو تعزيز أواصر التعاون الثقافي بين الجانبين.
وأشار إلى أن عام 2019 شهد إعلان القيادة السياسية في البلدين عامًا للثقافة المصرية الفرنسية، وهو ما مثّل تتويجًا للعلاقات الوثيقة بين الجانبين، حيث تم خلاله تنظيم العديد من الفعاليات الفنية والفكرية التبادلية، التي ساهمت في تعزيز التعاون والتبادل الثقافي على مختلف المستويات.
ولفت إلى أن متحف أم كلثوم يُعد أحد أبرز المعالم الثقافية في مصر، ويجسد ثراء الهوية المصرية وتاريخها الفني من خلال سيرة أسطورة الغناء العربي، كوكب الشرق أم كلثوم.
وأضاف وزير الثقافة أن اختيار قصر المانسترلي بجزيرة الروضة المطلة على نهر النيل كمقر لهذا المتحف يعكس روح مصر التراثية العريقة، ويعبّر عن حرص الدولة على الحفاظ على معالمها الأثرية وتكريسها كمنارات للثقافة والتاريخ.
من جانبها، أعربت السيدة رشيدة داتي، وزيرة الثقافة الفرنسية، عن سعادتها البالغة بزيارة متحف أم كلثوم، الذي اعتبرته شاهدًا حيًا على عمق التاريخ الثقافي المصري، وتعبيرًا صادقًا عن اهتمام المصريين بتوثيق رموزهم التاريخية وتخليد إرثهم الفني، مؤكدة أن أم كلثوم تُعد أيقونة ثقافية عربية وعالمية. وأشارت داتي إلى أهمية هذه الزيارة في تعزيز الحوار الثقافي وتبادل الخبرات بين البلدين، مؤكدة أن العلاقات التاريخية بين مصر وفرنسا تفتح آفاقًا واسعة للتعاون المشترك في مجالات الثقافة والفنون والحفاظ على التراث، بما يُعزز التزام البلدين بصون التراث الثقافي العالمي.
وعقب الجولة التفقدية، عقد الجانبان جلسة مباحثات تناولت سبل تعميق التعاون الثقافي بين البلدين، حيث اقترحت وزيرة الثقافة الفرنسية أن تحل فرنسا ضيف شرف لإحدى الدورات المقبلة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يُعد أحد أعرق معارض الكتب العالمية. كما تم بحث التعاون في مجالات النشر والترجمة من العربية إلى الفرنسية والعكس، وتوثيق وترميم ورقمنة المخطوطات والوثائق، بالإضافة إلى إعداد ملفات مشتركة لصون عناصر التراث غير المادي، خاصة ما يتعلق بالتراث المشترك لمنطقة الشرق الأوسط، إلى جانب تبادل العروض الفنية والموسيقية والأوبرالية، والتعاون في مجال السينما، والعمل على إحياء وتفعيل بروتوكولات تعاون ثقافي تُعزّز تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
شارك في الزيارة من الجانب الفرنسي عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم: هوبير تاردي-جوبير، المستشار الدبلوماسي للوزيرة؛ إيفا نغوين بينه، السفيرة ورئيسة المعهد الفرنسي في باريس؛ جولي كريتزشمار، المفوضة العامة لموسم البحر الأبيض المتوسط 2026؛ شارل بيرسوناز، مدير المعهد الوطني للتراث؛ جيل بيكوت، رئيس المكتبة الوطنية الفرنسية؛ بريزة خياري، رئيسة منظمة ALIPH ومستشارة رئيس الجمهورية الفرنسية وعضو مجلس الشيوخ السابق؛ وإريك ليباس، الملحق الثقافي.
ومن الجانب المصري، حضر كل من: الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب؛ الدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية؛ المهندس حمدي السطوحي، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية؛ الدكتورة نهلة إمام، مستشار وزارة الثقافة لشؤون التراث غير المادي؛ والدكتورة رانيا عبد اللطيف، رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة.