سواليف:
2024-12-22@03:29:51 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. رأسمالية المروحة

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

#رأسمالية_المروحة

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 7 / 8 / 2028

برغم كل وسائل الراحة والتكييف ، الغرف المبرّدة وثلاجات الماء والسيارات المكيّفة وعوازل الحرارة التي تفصل الجدران ، ومع ذلك لا يمرّ يوم الا ونضجر ونتأفف من درجات الحرارة المرتفعة ولا نطيق الوقوف لدقائق معدودة تحت الشمس أو نحاول أن نتغلّب مع التعطل المفاجئ لمكيف البيت أو نفاد الغاز من مكيّف السيارة… السؤال الذي يخطر ببالي دائماً كيف كان أجدادنا يعيشون الصيف بدرجات حرارته المرتفعة اللاهبة التي نعيشها اليوم ،ولم تتوفّر لديهم أدنى وسائل التبريد وتلطيف الجو، فحتى منتصف القرن الماضي لم تكن الكهرباء متوفّرة في مختلف المدن والقرى في العالم العربي.

.وأقصى اختراع كانوا يتمتّعون به هو وضع البشكير المبلول على الرأس والإنسداح على أرض الغرف الطينية ساعات الظهيرة وسكب الماء من جرار الفخّار على الصدور والمؤخرات حتى يغالبهم النعاس وينامون تعباً لا نعساً و استمتاعاً..
طبعاً لم تقنعني الأجوبة في مجملها التي يقولها من بقي على قيد الحياة منهم أنه “الحرارة لم تكن بهذا الارتفاع” وأن الجو كان أبرد بكثير من هذه الأيام ، غياب التسجيل وضعف اهتمام الجهات المعنية بالاحتفاظ بتاريخ درجات الحرارة لعقود مضت لا يترك أمامنا الاّ ان نوافقهم ونصدّقهم مع بقاء السؤال مطروحاً كيف كان القدامى يتعاملون مع درجات الحرارة المرتفعة في غياب اختراع التكييف؟..
أذكر في ثمانينات العصر الماضي كان لدينا مروحة أرضية بساق واحدة ، يحتكرها غالباً كبير القوم ويحرم باقي أفراد العائلة بحجّة الخوف من إصابتهم بالتهاب القصبات الهوائية ، لم تكن هذه المروحة تضيف شيئاً جديداً في آب ، سوى أنها تأخذ الهواء الساخن من الجو وتعيد توزيعه على الحضور ، كانت أشبه بمجفف الشعر “السشوار” الا أنها من غير مقبض ،كانت تمرّ أيام قائظة كالتي نشهدها الآن..مع اختلاف بسيط ان بيوت الطين كانت تحافظ إلى حدّ ما على حرارة الغرفة ولا تقوم بامتصاص الحرارة كما تفعله بيوت الاسمنت الحالية ..لكن التعرّق واحد والشوب واحد ، والنوم على البطن واحد و الناموس واحد..إلى أن تم اكتشاف المروحة السقفية …عندها تم كسر احتكار “كبير القوم” الإقطاعي الرأسمالي لوسيلة التبريد اليتيمة…وأصبح الهواء “شيوعيا” للجميع يتوزع ساخناً أيضاَ لكن بالتساوي هذه المرة..

مقالات ذات صلة جنوب إفريقيا تقدم ملفا لـ”العدل الدولية” لإثبات إبادة إسرائيل في غزة 2024/10/28

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#119يوما

#أحمد_حسن_الزعبي

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحرية لأحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

هل كانت ديسمبر نصف ثورة؟

بعد ست سنوات من تفجر ثورة ديسمبر ثم انتكاس مشروعها، هل يمكننا أن نقول ما قاله زعيم الثورة الصينية (من يقوم بنصف ثورة كمن يحفر قبره بيده) ؟، خاصة وأن الانقلاب العسكري عليها واندلاع الحرب، يمثلان الحصاد المر والسم الزعاف الذي تجرعه الثوار الشجعان، الذين تصدوا لطغيان رصاص الدكتاتور بصدورهم العارية، دون أن يرتعد لهم بدن أو تنهار عزيمتهم، حتى أسقطوا طاغيتين (البشير وبن عوف) في غضون أربعة وعشرين ساعة، في تصميم عنيد وإرادة قوية، ألهمت الثائرين في بلدان الجوار كيفية انتصار القلوب النابضة بحب الأوطان على السلاح، ولقنتهم الحكمة البليغة من ان القاتل الحقيقي هو الصمت عن قول الحق وليس الطلق الناري، هل يعقل أن ثوار وثورة بهذه القيم النبيلة تبيعها نخبة سياسية فاشلة، وثّق لفشلها أحد رموزها في سفر شهير عنوانه (النخبة السودانية وإدمان الفشل)، لقد باع الثورة للعسكر زعيم حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، يوم ان أمسك بيد الجنرال وقدمه للثوار في ساحة الاعتصام أمام بوابة القيادة العامة للقوات المسلحة، فابتلع الثوار الطعم وعلموا لاحقاً أنهم بيعوا بثمن بخس للجنة الأمنية لنظام الطاغية، وأن رجل الأعمال زعيم الحزب المشبوه في علاقاته التجارية مع النظام البائد، قد ارتكب خطيئة الدماء السائلة من فجر يوم مجزرة فض الاعتصام حتى لحظة انسكاب هذا المداد، لقد تحققت النتيجة الحتمية للمعادلة الصريحة التي قدمها الزعيم الصيني – الثورة الناقصة هي الطريق السالك للقبر، فلم تتعظ النخبة من تجارب الفشل السابقة، ولم تتعلم من إخفاقات الأجداد، فتسببت في سفك دماء الأحفاد، فتدفق سيل الدماء المسفوحة من رقاب الشباب وما يزال، وآخر هذه الدماء المسفوكة تمثلت في المجازر المرتكبة بحق عضوية لجان المقاومة في الأحياء، وهم يقدمون الطعام للعجزة والمسنين الذين لم يقدروا على الفرار من جحيم الحرب.
السودانيون حالمون ومنهم العاطفيين، منذ أكتوبر حتى ديسمبر، يحتفون بالأهازيج ويلونون شوارع النصر برايات الفرح الأسطوري احتفاءً بثوراتهم، لكنهم ليسوا بشديدي البأس في إعمال سيف الشرعية الثورية في بتر رؤوس الطغيان، كما هو حال ثوار جميع الثورات، فثوارنا تجدهم يرأفون بمن بطش بهم وسفك دمهم وانتهك عرضهم واغتصب ارضهم، فعلى الرغم من الظلم والعدوان المؤكد للمنظومة البائدة والفاجرة، إلّا أنهم لم يتركوا ثورتهم تكتمل بالخلاص من الطغاة، كما تخلص الشعب الروماني من الدكتاتور شاوسسكو وقرينته، ولأول مرة تعتمد ثورة (وطنية) على المؤسسات القضائية والعدلية لذات الحكومة الفاسدة التي أسقطتها، في محاكمة نفس الرموز الحكوميين الفاسدين والمجرمين، الذين وضعوا القوانين والنظم لتلك المؤسسات، لقد تعاملت الحكومة الانتقالية التي جاءت بها ثورة ديسمبر بلامبالاة سافرة، لا تتناسب وحجم التضحيات التي قدمها الثائرون، فعقدت جلسات محاكمات لرموز النظام البائد في حلقات درامية مسجلة، من داخل قاعة المحكمة التي هي الأقرب في هيئتها لمحاكم مسرحيات عادل إمام الكوميدية، فكثيرون من أبناء الشعب تعرضوا للاعتقال والتعذيب داخل بيوت الأشباح، التي أسسها المتهمون الماثلون أمام المحكمة المهزلة، التي يدخل لبهوها هؤلاء المتهمون الكبار بكامل زيهم (الوطني) الناصع البياض، يتضاحكون ويصدرون النكتة من كبيرهم الذي اعتاد على فعل ذلك، حينما كان حراً طليقاً، قبل أن يلج الفندق ذا الخمس أنجم (السجن)، كانت سلسلة محاكمات رموز فساد الحكم الاخواني بمثابة المسلسل اليومي المخصص لإمتاع المشاهدين، حقيقة كانت ديسمبر نصف ثورة وربما ربعها، لأنها امسكت بالعصا من منتصفها، ولم تجرؤ على إعمال سيف الشرعية الثورية المفرق بين الحق والباطل، لذلك انتقم فلول النظام البائد من المدنيين عامة في الحرب التي اشتعلت نسبة لتراخي حكومة الثورة.
الحرب أرّخت لاندلاع ثورة مسلحة حقيقية في الخامس عشر من ابريل قبل عام ونصف، حين حاول فلول النظام البائد العودة بكامل عدتهم وعتادهم للاستيلاء على الحكم، بمحاولتهم اليائسة والفاشلة في إزاحة القوة العسكرية الوحيدة التي تضامنت مع مشروع التغيير الذي أعلنته ديسمبر، وفي ظل الانقسام الذي أحدثته الحرب بين المكونات الاجتماعية والسياسية، لن يجد ثوار ديسمبر بد من الانخراط في صفوف هذه القوات العسكرية الرافضة لعودة الحرس القديم، حتى يستأصلوا الوجود الكارثي لكادر النظام البائد، القوات العسكرية المحاربة بكل ضراوة لكتائب البراء بن مالك الداعشية المختطفة للجيش، القوات العسكرية الداعمة لاتفاق الإطار الذي أدى لتفجر الحرب بسبب تعنت قادة الجيش المخطوف، الرافضين لإبعاد المؤسسات العسكرية عن الشأن المدني، فلكي يحقق الديسمبريون أهداف ثورة ديسمبر – الحرية والسلام والعدالة – لا مفر لهم من أن يضعوا يدهم على يد القوات الوطنية التي تحارب الفلول الآن، الرافعة لشعار الديمقراطية والحكم المدني، فالنصف الآخر للقمر لا يكتمل إلّا باكتمال تضافر الجهود، والاصطفاف مع ثوار ابريل، الرافعين لشعار ثنائية النصر والشهادة، ولتمام النصف الآخر لبدر الثورة من الضروري العلم، بالجهة الضامنة لاستشراف قيم الحرية بعد انقضاء أجل الحرب، وهي القوات المؤمنة بالسلام والعدالة الاجتماعية.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … عيون “الرنّة”
  • لقد كانت أيام ديسمبر هي أجمل أيام حميدتي
  • حرية أحمد حسن الزعبي… صوت الوطن لا يُكمم
  • الطفل حمادة هاني فياض من سوهاج يفوز بجائزة الكاتب محمد أحمد فؤاد امين
  • الكاتب العمومي .. مهنة تأبى الزوال رغم التطور التكنولوجي
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. دمى الراحلين
  • طقس فلسطين اليوم: انخفاض درجات الحرارة وسقوط أمطار على مختلف المناطق
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. إلى كندة سائد المعايطة
  • أ.د محمد حسن الزعبي يكتب .. مائة وسبعون يوما” من القبض على الجمر
  • هل كانت ديسمبر نصف ثورة؟