مؤتمر الطب الرياضي يكافح الخمول البدني بتعزيز ممارسة الرياضة
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
دبي (الاتحاد)
اختتمت فعاليات النسخة الـ38 من المؤتمر الدولي للطب الرياضي، والتي استمرت لمدة 4 أيام متتالية، خلال الفترة (24 – 27) أكتوبر الجاري، بمركز دبي التجاري العالمي، برعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، بمشاركة ما يزيد على 1000 منتسب لمختلف التخصصات الطبية من جميع أنحاء العالم، و130 متحدثاً عبر 13 جلسة، كما تم تقديم 304 ورقات بحثية، إذ شهد ختام المؤتمر تقديم 13 توصية مختلفة.
ونظمت اللجنة الأولمبية فعاليات المؤتمر، ممثلة في لجنة الطب الرياضي التابعة لها، بالتعاون مع دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، وجمعية الإمارات للعلاج الطبيعي، وجمعية الإمارات للتأهيل والطب الرياضي.
وتضمنت التوصيات تعزيز حركة التحالف العالمي للنشاط البدني وممارسة الرياضة، حيث سلّط المؤتمر الضوء على الحاجة الملحة لمكافحة الخمول البدني من خلال تحالف عالمي يهدف إلى تعزيز ممارسة الرياضة. ويجمع هذا التحالف مختلف التخصصات من أصحاب المصلحة، إضافة إلى توصية الذكاء الاصطناعي والابتكارات التكنولوجية لرفاهية الرياضيين، حيث تناول المؤتمر محاور التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، مع التركيز على دورها في مراقبة صحة الرياضيين وأدائهم، واستكشاف الابتكارات، مثل خوارزميات التعلم الآلي للتنبؤ بالإصابات وإدارتها.
كما شملت التوصيات مناهج علاج الألم الشاملة التي أكد عليها المؤتمر خلال جلساته بضرورة وجود إطار عمل متكامل لإدارة الألم في الطب الرياضي، وناقش الخبراء النُهج متعددة التخصصات التي تجمع بين العلاج الطبيعي، والعلاجات الدوائية والدعم النفسي والتدخلات المتعلقة بنمط الحياة، إلى جانب توصية التخصص والتوحيد القياسي في الطب الرياضي، والتي كان الهدف الرئيسي منها تعزيز التوحيد القياسي والتخصص في جميع أنحاء العالم في مجال الرياضة والطب الرياضي. ويشمل ذلك وضع بروتوكولات وإرشادات تدريبية قابلة للتطبيق عالمياً، لضمان الاتساق في علاج الإصابات المرتبطة بالرياضة والوقاية منها.
كما تطرقت التوصيات إلى التطورات في كرة القدم وعلوم الرياضة، حيث تبادل الخبراء الرؤى حول كيفية تشكيل الأبحاث الجديدة للطريقة التي يتدرب بها الرياضيون ويتعافون من خلالها، مع تسليط الضوء على أمثلة للتطبيقات الناجحة في مختلف الرياضات، وكذلك توصية مراكز تعاون الطب الرياضي للدراسات وتبادل الخبرات التي تعمل كشبكة عالمية تسهل التعاون السريع بين الأطباء والباحثين، وناقش المؤتمر تصميم وتنفيذ دراسات تهدف إلى جمع البيانات التي يمكن أن تفيد أفضل ممارسات الرعاية الصحية للرياضيين.
وأوصى المشاركون في المؤتمر بتقديم أحدث الأبحاث حول تقييم الارتجاج والوقاية منه وعلاجه، إذ تظل إدارة الارتجاج قضية حرجة في مجال الرياضة، إلى جانب تسليط الضوء على الأبحاث التي تركز على أداء الرياضيين وصحتهم في ظل الظروف البيئية القاسية، مثل الارتفاعات الشاهقة ودرجات الحرارة القصوى وتفاوت جودة الهواء، وتعزيز التعاون بين مختلف التخصصات لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات الحالية في الطب الرياضي من خلال الربط بين المتخصصين من خلفيات مختلفة.
وشهد المؤتمر مجموعة من المناقشات حول التقنيات الناشئة، مثل أدوات الرعاية الصحية عن بُعد، والأجهزة القابلة للارتداء، وتحليلات البيانات المتقدمة، وتطبيقات الواقع الافتراضي-المعزز، كما شجع المؤتمر على التواصل بين الباحثين من خلال توفير منصات لعرض الأبحاث مثل عروض الملصقات ومسابقات العروض التقديمية، تعمل على تسهيل تبادل المعرفة والشراكات التعاونية، مما يدعم نمو الحلول المبتكرة القائمة على الأبحاث في مجال الطب الرياضي.
واختتمت توصيات المؤتمر بالتأكيد على أهمية التواصل مع المجتمعات المحلية والدولية، وتم تسليط الضوء على أهمية الطب الرياضي في المجتمع من خلال مبادرات التوعية التعاونية مع الرياضيين المحليين والمنظمات الرياضية المحلية، وتشجيع المناقشات حول التدابير الصحية الوقائية، ودور الطب الرياضي في تعزيز أداء الرياضيين ورفاهيتهم، مع الحفاظ على المشاركة بعد المؤتمر، إذ تم تأسيس منصات لمواصلة الحوار وتبادل المعلومات، بما في ذلك الحلقات الدراسية ومنتديات النقاش عبر الإنترنت، بهدف الالتزام بالتعاون المستمر، وإبقاء المجتمع متصلاً ومستجيباً للقضايا الناشئة والتطورات في مجال الرياضة والطب.
وكرم فارس محمد المطوّع، الأمين العام للجنة الأولمبية الوطنية، بحضور الدكتور هاشل الطنيجي، رئيس لجنة الطب الرياضي باللجنة الأولمبية، والدكتور عبدالله الرحومي، نائب رئيس لجنة الطب الرياضي، الفائزين بجوائز اسبيتار، والاتحاد الدولي للطب الرياضي، وجائزة الباحث الشاب، والتي عقدت في اليوم الختامي للنسخة الـ38 للمؤتمر الدولي للطب الرياضي بدبي، إذ شهدت جائزة اسبيتار فوز 4 أبحاث لعدة موضوعات هي تأثير مكملات البيتين على الأداء الرياضي، هرمون التستوستيرون والسيتوكينات الالتهابية لدى الرياضيين في تخصصات السرعة والقوة للباحثة البولندية إميليا زافيا، والبحث الخاص بالمعدلات العالية لإصابات «رامب» لدى المرضى الذين يخضعون لجراحة إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي، مع ارتفاع أكبر في حالات المراجعة (دراسة مستقبلية) لـ 302 مريض للباحث السويسري أليخاندرو كوليبراس، كما فازت الباحثة الإيطالية إلينا بارليتا بجائزة اسبيتار للبحث المقدم بعنوان «البصمة البروتينية المناعية الالتهابية للرياضيين النخبة، الرياضيين الهواة وغير الرياضيين»، إضافة إلى البحث المقدم بعنوان «تأثير نقص الأوكسجين على تنشيط العضلات أثناء التمرينات المتزايدة عند شدة نسبية مكافئة» للباحثة دانيا نزيه إبراهيم من الأردن.
وفي جائزة الاتحاد الدولي للطب الرياضي فاز كل من الدكتور الألماني جانا شيلينبيرج ببحث وظائف القلب السليمة بعد الإصابة بفيروس SARS-COV-2 لدى الرياضيين النخبة، فيما فاز الباحث السعودي الدكتور محمد الدوسري بالبحث المقدم بعنوان «تقييم مستويات النشاط البدني بين لاعبي الرياضات الإلكترونية.. دراسة مقطعية في كأس العالم للرياضات الإلكترونية بالرياض».
وفازت الباحثة المصرية الدكتورة كنزي ياسر بجائزة الباحث الشاب للبحث المقدم بعنوان «مستقبل الطب الرياضي وطب التمارين»، كما فاز بذات الجائزة الباحث الهندي نيميشيانت إس إس، بالبحث المقدم بعنوان «تحليل مقارن لتسارع الأطراف السفلية بين الجانبين الأيسر والأيمن بين لاعبات التجديف بالهند».
كما كرّم فارس محمد المطوّع مجموعة من الشركات المتعاونة والرعاة على هامش الفعاليات الختامية للمؤتمر. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الطب الرياضي فيفا لجنة الطب الرياضي اللجنة الأولمبية الوطنية
إقرأ أيضاً:
بدور القاسمي تفتتح «مؤتمر الموزعين الدولي»
الشارقة (الاتحاد)
افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، صباح أمس (الاثنين)، أعمال الدورة الرابعة من «مؤتمر الموزعين الدولي»، الذي تنظمه الهيئة في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة واسعة لأكثر من 750 موزعاً وناشراً وبائع كتب من 92 دولة، إلى جانب مشاركة 60 دار نشر إماراتية وعربية وعالمية بأجنحة خاصة، وحضور عدد من الشخصيات الرسمية وخبراء صناعة الكتاب والمكتبات من مختلف أنحاء العالم.
وفي كلمتها خلال افتتاح المؤتمر قالت الشيخة بدور القاسمي: «تكمن مرونة موزعي الكتب في قدرتهم على التكيّف والابتكار وبناء مجتمعات نابضة بالحياة في محيطهم ومساحات أعمالهم، ويُجسّد مؤتمر الموزعين الدولي عزمنا المشترك على مواجهة التحديات، وتبادل المعارف، ورسم مستقبل هذه الصناعة بأيدينا، لذلك نحن في الشارقة، نواصل شراكتنا الراسخة مع موزعي الكتب حول العالم، دعماً لدورهم المحوري في إثراء الثقافة والمجتمع».
القصص تبني الحوارات
بدوره، أكد جيريمي كامي، مدير السرد القصصي في مجموعة «روك ذا باص بروداكشنز» الكندية، أن الكتب تمتلك القدرة على جمع البشر حول القصص التي تعكس صورة العالم، مشيراً إلى أن كل فرد يحمل في داخله قصة، ولكل قارئ كتاب يلامسه ويشبهه. وقال: «القصص هي التي تربطنا، وهي التي تبني الحوارات وتغذي المشاعر الإنسانية المشتركة. ونحن هنا اليوم لأننا نؤمن بهذه الروح، التي تجمع بين حب الكتب وقوة السرد، وتؤكد دورها في خلق التفاهم الإنساني».
وبدأت أعمال اليوم الأول من المؤتمر بجلسة حوارية مع ريناتو سالفيتي، المدير التنفيذي لشركة «ميساجيري ليبري» الإيطالية لتوزيع الكتب، حاوره فيها بورتر آندرسن، مدير تحرير «ببلشنغ بيرسبيكتيف». واستعرض سالفيتي، تجربة شركته التي تُعد من كبرى شركات التوزيع في إيطاليا، مؤكداً أن التوزيع في مفهومه المعاصر لم يعُد مجرد عملية نقل للكتب، بل هو شراكة استراتيجية تربط الناشر بالأسواق والمؤسسات والقراء، وتساعده على تحقيق الاستدامة والنمو.
وأضاف: «أن تكون موزعاً يعني أن تكون في قلب قطاع النشر، تقدِّم الدعم المالي والفني والتقني للناشرين، من خلال شراكات مع المؤسسات الائتمانية والبنوك، ونُيسّر للناشرين الوصول إلى أدوات التمويل، وخدمات العلاقات العامة، وتطوير المحتوى وتوزيعه بكفاءة».
مشروع مشترك
وشهدت الشيخة بدور القاسمي، على هامش افتتاح فعاليات المؤتمر، توقيع شراكة بين «هيئة الشارقة للكتاب» وشركة «آراب بوك فيرس» الرائدة في مجال الكتب الصوتية والإلكترونية، والتي وقّعها كل من أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي للهيئة، وعلي عبدالمنعم، الشريك المؤسّس والرئيس التنفيذي للشركة. ويهدف المشروع إلى إثراء منظومة النشر والإنتاج الصوتي والرقمي، عبر تحفيز الابتكار، وتعزيز الشراكات التكنولوجية، وتنمية السوق الرقمي العربي، وحماية حقوق الملكية الفكرية، وتوسيع نطاق المحتوى العربي عالمياً. كما يشمل إنتاج كتب صوتية وإلكترونية سنوياً، وإنشاء استوديو حديث لإنتاج محتوى صوتي عربي عالي الجودة، يواكب أرقى المعايير العالمية.
ورش عمل
وشهد اليوم الأول من المؤتمر انطلاق سلسلة من ورش العمل المهنية والجلسات والندوات، والتي اختار الموزعون وبائعو الكتب المشاركة فيها وفقاً لاحتياجاتهم المهنية، بهدف تطوير مهاراتهم في مجالات متعددة تتعلق بإدارة المكتبات وتعزيز عمليات التوزيع والتسويق. وتوزّعت الورش بين موضوعات، تناولت توظيف الذكاء الاصطناعي في دعم المبيعات، والتعاون مع مدوني الكتب، وإدارة البيانات، وتنويع عروض المكتبات، وتطوير نوادي القراءة، وبناء مشاريع التجارة الإلكترونية، إضافة إلى جلسات حول كتب «طاولة القهوة»، وتشجيع القراءة بين الأطفال واليافعين، وتنظيم الفعاليات الثقافية، قدمها مجموعة من أبرز خبراء صناعة الكتاب حول العالم.