مشهدية رشعين لوحة سوريالية لما سيكون عليه لبنان ما بعد الحرب
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
مشهدان مؤثران ومكمّلان لبعضهما البعض طبعا التطورات الأخيرة. الأول في ياطر، حيث سقط الرائد محمد فرحات مع أثنين من عناصر الجيش بينما كانوا يساعدون في إجلاء جرحى الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة. والثاني في رشعين – قضاء زغرتا، حيث استقبلت جثمان الشهيد عائلته، التي نزحت من دير قانون رأس العين – قضاء صور، ومعها أهالي المنطقة بالزغاريد ونثر الأرزّ والورود، وسجي في رحاب كنيسة مار مارون، فامتزجت صلوات المؤمنين، كلّ بحسب إيمانه، ولكن بصوت واحد ورجاء واحد ودعاء واحد بأن يكون دم الشهداء معمودية لولادة جديدة لوطن لا تختلف تلاوينه عما شهدته ساحة تلك البلدة الزغرتاوية من تلاحم مصيري وتلقائي بين أبناء الوطن.
فهذه المشهدية المعبّرة عما ترمز إليه في الوجدان اللبناني من صور جميلة عن ماضي الزمن الجميل قد تعيد إلى أذهان بعض مما فُقد من وصايا عشر أوصى بهم الأباء والأجداد. وهذا هو المطلوب بعد أن يتوقف القصف، وسيتوقف في يوم من الأيام، وبعد أن يُعاد بناء ما تهدّم، وسيعاد، وبعد عودة النازحين إلى قراهم وأرزاقهم، ويعودون، وبعد أن تعود دورة الحياة إلى طبيعتها، وبعد أن تبرد الرؤوس الحامية، وبعد أن يقتنع من يجب أن يقتنع بأن لا غنى للبناني عن أخيه اللبناني الآخر المختلف عنه ومعه في النظرة إلى المستقبل، ولكن هذا الاختلاف لا يعني بالضرورة أنه ليس شريكًا له في المواطنية، وأنه على رغم ما هو عليه من اختلاف ديني وثقافي يبقى أقرب إليه من أي غريب، خصوصًا بعدما تبيّن للجميع بأن لهذا الغريب، أيًّا تكن هويته، مصالح تتقدم على أي مصلحة أخرى. وما ينطبق على هذه الدولة الغريبة ينطبق أيضًا على أي دولة غريبة أخرى.
فالمشهدية الرمزية في بلدة رشعين الزغرتاوية لا يمكن أن يجدها المرء في أي بقعة من بقاع الأرض. هي مشهدية استثنائية وحصرية بهذا البلد، الذي لم يعد اسمه فقط لبنان بعدما كرّسه البابا القديس يوحنا بولس الثاني في سفر جديد من أسفار العهد القديم كرسالة تتخطّى بمفهومه الكوني ما يتمّ توارثه من معتقدات مسطّحة ومجردّة من عناصر القوة المشعّة بأنوارها على العالم كله.
صحيح أن غبار الحرب تعمي العيون، وتحول دون الوضوح في الصورة المشوشة، وذلك بفعل ما تتعرض المناطق اللبنانية من اعتداءات موصوفة، وهي تدخل في توصيفات جرائم الحرب. ولكن وعلى رغم ما يُسفك من دماء على مذبح الوطن، وعلى رغم كل هذا الدمار والخراب، وعلى رغم كل هذا الوجع، وعلى رغم كل هذه الدموع، فإن ثمة حقيقة واحدة ستسطع في يوم من الأيام من ساحة كنيسة مار مارون في رشعين، التي احتضنت جثمان الشهيد البطل الرائد محمد فرحات كوديعة. لا بدّ من أن تكون هذه الحقيقة هي الثابتة الوحيدة كركيزة أساسية في إعادة إعمار ما تهدّم، وكذلك ستكون حجر الزاوية في إعادة رسم الصورة الحقيقية للبنان – الرسالة، الذي سيكون فيه جميع أبنائه متساوين أمام القانون وفق مفاهيم جديدة، ولكن واضحة ولا تحتمل وثيقتها أي لغط أو لبس. فبعد أن تزول أثار هذه الحرب الهمجية وأسبابها لا عودة إلى الوراء، بمعنى أنه لن يحمي اللبنانيين سوى سلاح الشرعية، وأن استقواء اللبنانيين ببعضهم البعض يغنيهم عن استقواهم بالخارج على بعضهم البعض.
فعلى مثال هذه المشهدية السوريالية سيكون وجه لبنان ما بعد الحرب. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وعلى رغم على رغم وبعد أن
إقرأ أيضاً:
طفل يخدش لوحة تبلغ قيمتها عشرات ملايين الدولارات بمتحف هولندي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أُزيلت لوحة ضخمة للفنان الأمريكي، مارك روثكو، يُعتقد أن قيمتها تبلغ عشرات الملايين من الدولارات، من متحف هولندي بعد أن تعرّضت للتخريب على يد طفل زائر.
ويتوجب على خبراء الترميم الآن إصلاح العمل الفني الذي يحمل اسم "Grey, Orange on Maroon, No. 8" بعد أن تعرّض للخدش على يد طفل زار معرضًا في مدينة روتردام بهولندا.
كانت اللوحة التجريدية، التي تعود إلى عام 1960، قطعةً فنيةً محورية في متحف "Boijmans Van Beuningen" في روتردام، ولكنها كانت معروضة مؤقتًا في "Depot Boijmans Van Beuningen" نظرًا لإغلاق المتحف حاليًا لإجراء أعمال تجديد واسعة النطاق.
أكّد المتحف حصول الحادث في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني لـCNN، موضحًا أنّ لوحة الفنان "تعرّضت لأضرار سطحية بعد أن لمسها طفل أثناء عرضها. ونتيجةً لذلك، تظهر خدوش صغيرة في طبقة الطلاء غير المصقولة في الجزء السفلي من اللوحة".
وأضاف المتحف: "تم الاستعانة بخبراء الترميم في هولندا وخارجها. وندرس حاليًا الخطوات التالية لمعالجة العمل الفني. ونتوقع أن تُعرض اللوحة مجددًا في المستقبل".
رفض المتحف الإفصاح عن قيمة اللوحة أو تكلفة إصلاح الضرر، أو الجهة التي يُتوقع منها أن تتحمل التكلفة.
ردًا على سؤال حول قيمة اللوحة عبر موقعه الإلكتروني، أوضح المتحف أنّ القطعة الفنية بيعت في سبعينيات القرن الماضي في مقابل مبلغ لم يُكشف عنه.
وأضاف: "عادةً ما يشارك خبير تقييم من دار مزادات دولية في بيع لوحة لفنان مشهور مثل روثكو. ويعتمد السعر بشكلٍ كبير على الحالة، والحجم، والإطار، وما إلى ذلك".
اشتهر روثكو الذي وُلد في لاتفيا، وتُوفي في عام 1970 بلوحات "مساحات الألوان" خاصته.
وتُباع أعماله بملايين الدولارات في المزادات بشكلٍ منتظم، حيث بيعت لوحة "Untitled, 1968" بنوفمبر/تشرين الثاني من عام 2023، في مقابل 23.9 مليون دولار في دار "سوذبي" للمزادات في نيويورك بأمريكا.