جريدة الوطن:
2024-10-03@07:52:23 GMT

أصداف: تزييف فـي «العلم»

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

أصداف: تزييف فـي «العلم»

هل سمعتم بمعلومة «علميَّة» حقَّقت انتشارًا هائلًا، واحتلَّ الكتاب الذي تناولها صدارة مبيعات الكتب في العالَم لعدَّة أشْهُر؟
حدَثَ هذا قَبل أن يتمَّ فتح الأبواب أمام نشْرِ كُلِّ شيء في عصر «الميديا» وقنوات متعدِّدة الواجهات والذَّكاء الاصطناعي، وحصل ذلك من خلال دار نشْرٍ مشهورة، وكما يعرف الجميع، فإنَّ دُورَ النشر، تلتزم بضوابط ومعايير شديدة وصارمة في طبعها ونشرها للكتب.


عنوان الكتاب «عوالم في تصادم» المؤلِّف إيمانويل فيليكوفسكي ودار النَّشر ماكميلان وشركاه وسنة النَّشر 1950، تلك الحقبة التي أعقبت الحرب العالميَّة الثانية، وشهدت نشاطًا واسعًا في عالَم النَّشر والطِّباعة، والمعلومة التي تحدَّث عَنْها الكتاب تقول: إنَّه وفي حوالي ألفٍ وخمسمئة سنة قَبل الميلاد، أنَّ كوكب المشتري قذَف مذنَّبًا صوب الأرض ممَّا تسبَّب في حدوث اضطرابات كبيرة في المجال المغناطيسي للأرض، ثم إعادة توجيه محور الأرض. ويسرد القصَّة بتفاصيلها المثيرة للاهتمام الباحث ديفيد سيبكوسكس في كتابه (التفكير الكارثي) الصادر ضِمْن سلسلة عالَم المعرفة التي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت وترجمة إيهاب عبد الرحيم علي.
هذه المعلومات التي لَمْ يتمكن الباحث إيمانويل فيليكوفسكي إثباتها. ليس هذا وحده، بل جوبهت بحملة مضادَّة من جمهرة واسعة من كبار العلماء ومن جامعات مرموقة جدًّا، إلَّا أنَّها وجدَت سُوقًا كبيرًا وبيئة خصبة لانتشارها على أوسع نطاق. ويُصنِّف سيبكوسكي مِثل هذه المعلومة والنطاق الواسع الذي انتشرت فيه تحت عنوان أو مُسمَّى «التفكير الكارثي» مستشهدًا بالمواقف التي أطلقها العلماء والخبراء لوقف المعلومات ذات الطابع الكارثي، والتي تتسبب بنتائج خطيرة على مستويات مختلفة في تفكير المُجتمعات، إلَّا أنَّ كُلَّ تلك التحركات والأنشطة العلميَّة لَمْ تتمكن من إيقاف السَّيل العامِّ الذي ورَدَ في كتاب (عوالم في تصادم)، رغم الجديَّة العالية التي اتَّسمت فيها المُجتمعات في تلك الحقبة وتأثير العلماء وصعوبة نشْرِ الخرافات التي ترتدي أقنعة العِلْم إنْ لَمْ يكُنْ مستحيلًا، إلَّا أنَّ «خرافة» المشتري الذي قذف المذنَّب صوب الأرض وأحدث ما أحدث فيها قَدْ قوبل بقَبول منقطع النظير على المستوى الشَّعبي، وتفاعلت معه فئات مختلفة من المُجتمعات. ورغم رصانة الذين تصدوا لذلك من العلماء والمفكرين، إلَّا أنَّ الموجة الصاخبة التي أطلقها فيليكوفسكي كانت أقوى من هؤلاء.
لو تمَّ إسقاط ما حصل في تلك الحقبة على حجم الزائف بجميع أشكاله وأنواعه والحقول المختلفة التي ينمو فيها وينتشر بسرعة البرق في وقتنا الحالي، ما نَوْع تداعيات والتحدِّيات التي سنواجهها؟ وما حجم الوهم والخداع الذي يستهلكه النَّاس في جميع دوَل العالَم وفي مختلف المُجتمعات؟
وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مهزلة.. جامعة الفيوم تستقبل طلابها الجدد على أنغام المهرجانات

شهدت جامعة الفيوم مع انطلاق العام الدراسي الجديد، مهزلة وحالة من الاستياء والغضب بين عدد كبير من الطلاب وأولياء الأمور، حيث انتشرت فيديوهات عديدة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعنوان (جامعة الفيوم تستقبل طلابها على أنغام الدي جي) وانهالت التعليقات على تلك الفيديوهات بالغضب والسخرية.

وقد تباينت ردود الأفعال والتعليقات بين رواد موقع التواصل الاجتماعي على تلك الواقعة، ومن بين تلك التعليقات، تعليق يقول "من المسؤول عن انحدار وانهيار التعليم في مصر، وهل هو مقصود". وجاء تعليق أخر " هم رايحين يتعلموا ويحصلون على العلم، الجامعات الآن للرقص، من هنا يسقط المجتمع ضاعت هيبة العلم والعلماء الحرم الجامعي له قدسيته وتقديره، وليس للرقص والأغاني". وفي تعليق على ما حدث بالجامعة جاء: " لاحول ولا قوة إلا بالله من أين يأتي التوفيق والفلاح.. هي دي التربيه والتعليم في مصر". وفي تعليق آخر قائلاً: " لا حول ولا قوه إلا بالله البدايه كده النهايه ايه بقي". وأيضاً جاء ذلك التعليق ساخراً: "يا سلام عليكم ايه الحلاوة دي سلملي على قوانين التعليم".

كما جاء العديد والعديد من التعليقات التي تحمل الكثير من الغضب والاستياء والسخرية على ما وصل له حال التعليم داخل الجامعات، لافتة تلك التعليقات إلى أن هذا الصرح لا يجوز أن يتم بداخله ترويج تلك الأغاني والرقصات الشعبية وذاك الهرج والمرج، وذلك لعلو مكانته ولكونه أحد الصروح التعليمية الكبيرة والتي تُعد أخر مراحل التأهيل لسوق العمل، فكان ولابد أن تتجنب إدارة الجامعة عرض تلك الحفلات التي اعتبرها المواطنين حفلات صاخبة ولا يجوز أن تُعرض في تلك الأماكن التعليمية، خاصة أن هذا السن من طلاب الجامعات سن مؤهل للإنسياق خلف تلك المهاترات داخل سوق العمل بمصر بل والعالم كله، فمن الواجب أن يُبث لهؤلاء الشباب، العلم والتربية والأخلاق الطيبة، لا الأغاني والمهرجانات والرقصات الشعبية.

مقالات مشابهة

  • “التغير والنظام العالمي.. فهم التحولات التي تشكل عصرنا” .. ندوة حوارية بمعرض الكتاب
  • وردنا من صنعاء.. الإعلان عن بدء عملية فرز واختيار الصور الفائزة في مسابقة العلم الوطني
  • الدعيس يتفقد سير عمل مطابع الكتاب المدرسي
  • وزارة الإعلام: بدء عملية فرز واختيار الصور الفائزة في مسابقة العلم الوطني
  • إعلان من الجيش بخصوص خدمة العلم
  • الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: الأزهر هو المكون الفكري الذي يسير على منهاج الوسطية
  • عبدالله آل حامد: “اليوم الإماراتي للتعليم” يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • عبدالله آل حامد: اليوم الإماراتي للتعليم يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • مسلسلات الذكاء الإصطناعى
  • مهزلة.. جامعة الفيوم تستقبل طلابها الجدد على أنغام المهرجانات