مؤيد للاحتلال.. ترحيب إسرائيلي بمرشح بريطاني لزعامة حزب المحافظين
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
تتابع المحافل الدبلوماسية الإسرائيلية عن كثب السباق الانتخابي الجاري على زعامة حزب المحافظين في بريطانيا، وسط تركيز لافت على الملف الشخصي للمرشح "روبرت جينريك" الذي يعلن من غير تردد دعمه غير المشروط للاحتلال الإسرائيلي والجالية اليهودية، فهو متزوج من إسرائيلية، ويتعهد بأنه إذا فاز في انتخابات قيادة الحزب الأسبوع المقبل، فإنه سينقل السفارة البريطانية إلى القدس المحتلة، مع العلم أن طريقه إلى عرش رئيس الوزراء البريطاني لا يخلو من العقبات.
روبرت فيلبوت المراسل السياسي لموقع "زمن إسرائيل" العبري، لا يخفي "الانتقادات الموجهة إلى جينريك، 42 عاما، بوصفه سياسيا انتهازيا تحول من وسطي ليبرالي اشتراكي إلى ترامبي يميني، ويعدّل أشرعته وفقًا للرياح السياسية التي تهب في حزب المحافظين، لكنه المتزوج من محامية أعمال إسرائيلية، وحفيدة ناجين من المحرقة، تعتبر نفسها "مؤيدة قوية لإسرائيل"، فيما يُبقي هو على ثباته وتشدده إزاء دعمه لإسرائيل والجالية اليهودية في بريطانيا، مع أن أبناءهما يتلقيان تعليمهم كيهود".
دعم الاحتلال
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه "منذ أن انخرط في حكومة بوريس جونسون السابقة، جعل جينريك مكافحة معاداة السامية على رأس أولوياته، ودفع الجامعات لاعتماد تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة (IHRA) لمعاداة السامية، ودعم بقوة إنشاء النصب التذكاري المقترح للمحرقة، وزعم في خطاب ألقاه أمام لجنة مندوبي الجالية اليهودية في 2019 أنه "لا يتخيل بريطانيا بدون أصدقائنا وجيراننا وأحبائنا اليهود"، وخلال السباق الذي استمر أربعة أشهر لخلافة ريشي سوناك، أعلن جينريك مراراً وتكراراً عن دعمه لإسرائيل".
وأشار إلى أنه "في مؤتمر المحافظين الشهر الجاري، دافع جينريك بقوة عن الدولة اليهودية، وأعرب عن شكوكه بشأن الطبيعة المتوقعة الدولة الفلسطينية المستقبلية، وزعم أن "دولة الاحتلال الإسرائيلي هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، وسيكون من دواعي سروري أن توجد دولة فلسطينية ديمقراطية وليبرالية وحرة مثلها، لكننا بعيدون عن ذلك، ودعا البريطانيين لإظهار المزيد من التعاطف تجاهها".
وأوضح أنه "بعد وقوع هجوم حماس في السابع من أكتوبر على المستوطنات الاسرائيلي، خاطب البريطانيين قائلا: كيف سنشعر إذا قُتل 1200 من رجالنا ونسائنا وأطفالنا خلال مهرجان غلاستونبري، وإذا كان لدينا مقاتلون مثل حماس وحزب الله على الجانب الآخر من الباب، كما حضر في اجتماع تذكاري خارج مقر الحكومة في داونينغ ستريت بعد وقت قصير من الهجوم، وخاطب تجمعا كبيرا معاديا للسامية وسط لندن في نوفمبر 2023، زاعما أن هزيمة حماس ستكون نعمة لهذا العالم".
معاداة المسلمين
وأكد أن "جينريك لم يكتف بهجومه على المقاومة الفلسطينية، وتأييده للاحتلال، بل إنه ارتدى سترة كُتب عليها "حماس إرهابيون"، ما أثار حفيظة المذيعة التلفزيونية كاي بيرلي من قناة سكاي نيوز، التي تساءلت: "هل يليق هذا السلوك بشخص يترشح لزعامة المحافظين؟ لكنه لم يتردد، بل ارتداها مرة أخرى في اجتماع لأصدقاء دولة الاحتلال في مؤتمر حزب المحافظين، كما دعا لاتخاذ مواقف صارمة تجاه المتظاهرين المناهضين للاحتلال المشاركين في مظاهرات شوارع لندن منذ بدء الحرب على غزة".
وأشار الكاتب إلى أن "جينريك واصل دعمه للاحتلال من خلال تعهده كوزير للهجرة بإلغاء تأشيرات الدخول لزوار بريطانيا الذين تبين أنهم ينشرون الكراهية والانقسام، حتى لو لم تكن أفعالهم تنتهك القانون، واصفا هذه المظاهرات بأنها سلوك مثير للاشمئزاز، لا يريد رؤيته في الشوارع، لأنني لا أستطيع النظر في عيني يهودي بريطاني وأقول له إنني سمحت لشخص بالبقاء في بلدنا، بينما يتصرف بهذه الطريقة، هذا غير صحيح، وقد أثارت مواقفه المعادية للمتظاهرين المخاوف منه مراراً وتكراراً".
ولفت إلى أن "جينريك اتهم السلطات البريطانية بالسماح للإسلاميين بالسيطرة على شوارع لندن، فيما يشعر اليهود البريطانيون بالتهديد الشديد، ولا يمكنهم السير في شوارع وسط لندن أسبوعًا بعد أسبوع، واصفا المتظاهرين بأنهم "ليسوا فقط مناهضين لإسرائيل، أو معادين لليهود، بل مناهضين لبريطانيا"، كاشفاً أنه حثّ قائد شرطة لندن مرارًا وتكرارًا على اتباع نهج أكثر صرامة تجاههم، متهماً الشرطة بالفشل في التعامل معهم، خاصة في أصحاب هتافات "الجهاد، والله أكبر"، وحملة لافتات "من النهر إلى البحر" على ساعة بيغ بن".
لم يكتف جينريك بهذه المواقف العنصرية تجاه الفلسطينيين، بل إنه "طالب بحظر المنظمات المؤيدة لهم، مما دفع خصومه لاتهامه بممارسة سياسة التلميحات الصارخة، والحضّ على الكراهية، والتحريض على الفُرقة، ورفض الحريات، وتجاهل حقوق الإنسان الأساسية".
نقل السفارة للقدس
على الصعيد السياسي، ذكر أن "جينريك أعلن أنه إذا فاز، وترأس حزب المحافظين، فإن بيانه التالي سيعترف بالقدس عاصمة شرعية لدولة الاحتلال، وسينقل السفارة البريطانية من تل أبيب إليها، وإذا لم تفعل ذلك وزارة الخارجية، فسأقوم ببناء السفارة بنفسي، كاشفا أنه خلال فترة عمله بوزارة الداخلية حاول منح الزوار القادمين من إسرائيل إمكانية استخدام معابر جوازات السفر البيومترية في المطارات، المفتوحة حاليًا فقط للبريطانيين والأوروبيين والأمريكيين والأستراليين، بحيث تظهر نجمة داود كرمز على دعم بريطانيا لدولة الاحتلال، والوقوف بجانبها".
وعلى صعيد السياسة الخارجية، فقد "وصف جينيريك فشل حزب المحافظين في حظر الحرس الثوري الإيراني خلال فترة ولايتهم بأنه علامة عار، ورغم دعمه لدونالد ترامب، إلا أنه يدعي أن نموذجه هو بيير بولياب، زعيم حزب المحافظين في كندا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية حزب المحافظين بريطانيا الفلسطينية الاحتلال بريطانيا فلسطين الاحتلال حزب المحافظين صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب المحافظین
إقرأ أيضاً:
ردّا على حصارهم البحري للاحتلال.. هكذا تحرّض إسرائيل على استهداف الحوثيين
بعد الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة لمواقع الحوثيين في اليمن، لا يخفي الاحتلال أنه أمام عدو من نوع مختلف، بزعم أنه ليس لديهم، وهم المشبعون بالدوافع الأيديولوجية، ما يخسرونه، ومستمرون في إطلاق الصواريخ على الأهداف الاسرائيلية، ما يحفزهم بعد كل ضربة للاستمرار في استهداف الاحتلال.
وفي مقال نشره موقع "ويللا" العبري، وترجمته "عربي21"، زعم الباحث المشارك في برنامج إيران بمعهد دراسات الأمن القومي ورئيس سابق لفرع إيران في قسم أبحاث جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، دينيس سيترينوفيتش، أنه: "بقي الحوثيون يقودون "محور المقاومة" ضد الاحتلال بدافع شعورهم بالمهمة الأيديولوجية".
وأوضح سيترينوفيتش، "بعد وقف إطلاق النار في لبنان، والأضرار الجسيمة التي لحقت بتشكيلات حزب الله، وفي ظل تردد القيادة الإيرانية بشأن الانتقام من الهجوم الإسرائيلي، بقي الحوثيون يقودون -محور المقاومة- ضد الاحتلال بدافع شعورهم بالمهمة الأيديولوجية، وواصلوا إطلاق الطائرات بدون طيار والصواريخ باتجاه، وتجاه السفن المختلفة في مضيق باب المندب".
وأضاف: "الحوثيين يواصلون التهديد بأنهم لن يوقفوا عملياتهم حتى تقف الحرب على غزة، حيث يرون في هجماتهم وسيلة لوضع أنفسهم ضمن محور المقاومة كعامل إقليمي لا يمكن تجاهله، ورغم أن الهجوم الإسرائيلي عليهم ألحق أضرارا بإمدادات الكهرباء في صنعاء".
"وربّما أدى إلى شلّ ميناء الحديدة لفترة زمنية غير معروفة، فمن المشكوك فيه جدا أن الحوثيين سيوقفون الهجمات ضد إسرائيل نظرا لعوامل عديدة" بحسب سيترينوفيتش.
وزعم أن: "الحوثيين ليس لديهم ما يخسرونه، والمفارقة أن الهجمات الإسرائيلية عليهم تؤدي لتعزيزهم وتصميمهم، مما يعني أن الضربات العملياتية لسلاح الجو الإسرائيلي لا تترجم فعلياً لإنجاز استراتيجي يتمثل بوقف الصواريخ من اليمن، ولا تسفر عن إعادة فتح الممرات الملاحية في باب المندب".
واسترسل: "ما يستدعي من الاحتلال التفكير في استراتيجية مختلفة أهمها التعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ودول المنطقة بهدف تنفيذ حملة مستمرة تلحق أضرارا جسيمة بقدرة الحوثيين".
إلى ذلك، أبرز أن: "إيران هي مورّد أسلحة مهم للحوثيين، لكن الغريب أن تأثيرها على عملية صنع القرار لديهم محدود للغاية، ولذلك من المشكوك فيه للغاية ما إذا كان مهاجمة إيران سيغير نمط عملياتهم في البحر الأحمر".
وأردف: "في نهاية المطاف، حتى لو توقفت حرب غزة، فمن المشكوك أن يوقفون هجماتهم بشكل كامل تجاه إسرائيل أو مضيق باب المندب، بل قد يجدوا مختلف الذرائع لمواصلة ابتزاز المجتمع الدولي ودول المنطقة".
وختم بالقول: "بالنظر للمستقبل، لن يكون هناك خيار سوى العمل على إسقاط الحوثيين، ومثل هذه الخطوة ستكون بمثابة ضربة قوية أخرى لمحور المقاومة، وتزيد الضغط على إيران، صحيح أن هذا ليس حدثاً بسيطاً، لكن هناك قدراً كبيراً من الشك إذا كان هناك خيار آخر لتأمين الممرات الملاحية في البحر الأحمر، ووقف الصواريخ تجاه إسرائيل، حتى لو عادت وهاجمت مواقعهم للبنية التحتية في المستقبل أيضاً".
من جهته، أكّد الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، تامير هايمان، أنّ: "الضربات الجوية الإسرائيلية لن تهزم الحوثيين، ولذلك فقد حان الوقت لاستخدام ذراع أكثر ملاءمة ضدهم، لأنه منذ اللحظة التي فرضوا فيها حصاراً بحرياً على إسرائيل، أعلنوا الحرب عليها، لكن من الواضح أنها لم تعلن بعد الحرب عليهم، زاعما أنه حان وقت الاغتيالات في صفوفهم".
وأضاف هايمان، في مقال نشرته "القناة 12" العبرية، وترجمته "عربي21" أنّ: "الهجوم الإسرائيلي في اليمن رد مناسب على الحوثيين، لكنه ليس كافيا لتغيير الواقع في أقرب وقت، خاصة عقب إعلانهم حصارا بحريا ضد الاحتلال، مع أنه من المناسب رفعه بأسرع وقت ممكن من خلال قدرات الجيش".
"مع التركيز على سلاح البحرية، ولكن بسبب العبء الثقيل على المؤسسة الأمنية والعسكرية للاحتلال، والرغبة بإعطاء فرصة للتحالف الدولي للتحرك ضد الحوثيين، امتنع الاحتلال عن الردّ عليهم لعدة أشهر" بحسب هايمان.
وأوضح أنّ: "الاحتلال في الشهور الأخيرة هاجم الحوثيين مرتين، تركزت بتدمير بناهم التحتية للطاقة والتجارة، فيما تقتصر ضربات التحالف الدولي الواسع على قدراتهم العسكرية، بغرض إزالة التهديدات وحماية الممرات الملاحية".
واستطرد: "لكن شيئين أساسيين غابا تماما عن الطريقة التي تجري بها الحملة ضد الحوثيين، أولهما مهاجمة المرسل والممول، وهي إيران، والروح الحية التي تقف وراء السهام القادمة من اليمن، وبالتالي فإن التحالف الدولي وإسرائيل يردان مباشرة على الوكيل، وليس على اليد التي تهز المهد".
وأشار إلى أن: "الشيء الثاني الغائب عن الضربات الإسرائيلية الدولية للحوثيين هو عدم التركيز على القيادة والسيطرة، أي أنه لا توجد حملة واسعة ومستمرة لإضعاف الحوثيين بطريقة تؤدي لضغوط متزايدة، كما حدث ضد حماس وحزب الله في الحرب الحالية".
وبيّن أنّ: "الأمر الذي يستدعي القيام بالشيء الصحيح الذي ينبغي عمله ضدهم، وهو حملة مستمرة، وليس عملية واحدة، وهي بحاجة لقدرات استخباراتية وهجومية أخرى".
إلى ذلك، زعم أن "الاحتلال مطالب ببناء القدرة التشغيلية التي تسمح بقدر أكبر من المرونة والدقة، ومثل هذه القدرات، وعلى هذه المسافة من إسرائيل، تتطلب جهازا مختلفاً يقودها، وينسق بين القوات الجوية والبحرية".
وأردف: "على أن تتمتع البحرية بميزة كبيرة في هذه الحرب، ولكن بعيداً عن القدرات التكتيكية، فإن الاحتلال مطالب بحملة عسكرية تعمل ضد الحوثيين كمنظومة عسكرية، مع التذكير بأن نهاية حرب غزة ستنهي الحرب ضد الحوثيين".