تتابع المحافل الدبلوماسية الإسرائيلية عن كثب السباق الانتخابي الجاري على زعامة حزب المحافظين في بريطانيا، وسط تركيز لافت على الملف الشخصي للمرشح "روبرت جينريك" الذي يعلن من غير تردد دعمه غير المشروط للاحتلال الإسرائيلي والجالية اليهودية، فهو متزوج من إسرائيلية، ويتعهد بأنه إذا فاز في انتخابات قيادة الحزب الأسبوع المقبل، فإنه سينقل السفارة البريطانية إلى القدس المحتلة، مع العلم أن طريقه إلى عرش رئيس الوزراء البريطاني لا يخلو من العقبات.



روبرت فيلبوت المراسل السياسي لموقع "زمن إسرائيل" العبري، لا يخفي "الانتقادات الموجهة إلى جينريك، 42 عاما، بوصفه سياسيا انتهازيا تحول من وسطي ليبرالي اشتراكي إلى ترامبي يميني، ويعدّل أشرعته وفقًا للرياح السياسية التي تهب في حزب المحافظين، لكنه المتزوج من محامية أعمال إسرائيلية، وحفيدة ناجين من المحرقة، تعتبر نفسها "مؤيدة قوية لإسرائيل"، فيما يُبقي هو على ثباته وتشدده إزاء دعمه لإسرائيل والجالية اليهودية في بريطانيا، مع أن أبناءهما يتلقيان تعليمهم كيهود".

دعم الاحتلال
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه "منذ أن انخرط في حكومة بوريس جونسون السابقة، جعل جينريك مكافحة معاداة السامية على رأس أولوياته، ودفع الجامعات لاعتماد تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة (IHRA) لمعاداة السامية، ودعم بقوة إنشاء النصب التذكاري المقترح للمحرقة، وزعم في خطاب ألقاه أمام لجنة مندوبي الجالية اليهودية في 2019 أنه "لا يتخيل بريطانيا بدون أصدقائنا وجيراننا وأحبائنا اليهود"، وخلال السباق الذي استمر أربعة أشهر لخلافة ريشي سوناك، أعلن جينريك مراراً وتكراراً عن دعمه لإسرائيل".


وأشار إلى أنه "في مؤتمر المحافظين الشهر الجاري، دافع جينريك بقوة عن الدولة اليهودية، وأعرب عن شكوكه بشأن الطبيعة المتوقعة الدولة الفلسطينية المستقبلية، وزعم أن "دولة الاحتلال الإسرائيلي هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، وسيكون من دواعي سروري أن توجد دولة فلسطينية ديمقراطية وليبرالية وحرة مثلها، لكننا بعيدون عن ذلك، ودعا البريطانيين لإظهار المزيد من التعاطف تجاهها".

وأوضح أنه "بعد وقوع هجوم حماس في السابع من أكتوبر على المستوطنات الاسرائيلي، خاطب البريطانيين قائلا: كيف سنشعر إذا قُتل 1200 من رجالنا ونسائنا وأطفالنا خلال مهرجان غلاستونبري، وإذا كان لدينا مقاتلون مثل حماس وحزب الله على الجانب الآخر من الباب، كما حضر في اجتماع تذكاري خارج مقر الحكومة في داونينغ ستريت بعد وقت قصير من الهجوم، وخاطب تجمعا كبيرا معاديا للسامية وسط لندن في نوفمبر 2023، زاعما أن هزيمة حماس ستكون نعمة لهذا العالم".

معاداة المسلمين
وأكد أن "جينريك لم يكتف بهجومه على المقاومة الفلسطينية، وتأييده للاحتلال، بل إنه ارتدى سترة كُتب عليها "حماس إرهابيون"، ما أثار حفيظة المذيعة التلفزيونية كاي بيرلي من قناة سكاي نيوز، التي تساءلت: "هل يليق هذا السلوك بشخص يترشح لزعامة المحافظين؟ لكنه لم يتردد، بل ارتداها مرة أخرى في اجتماع لأصدقاء دولة الاحتلال في مؤتمر حزب المحافظين، كما دعا لاتخاذ مواقف صارمة تجاه المتظاهرين المناهضين للاحتلال المشاركين في مظاهرات شوارع لندن منذ بدء الحرب على غزة".

وأشار الكاتب إلى أن "جينريك واصل دعمه للاحتلال من خلال تعهده كوزير للهجرة بإلغاء تأشيرات الدخول لزوار بريطانيا الذين تبين أنهم ينشرون الكراهية والانقسام، حتى لو لم تكن أفعالهم تنتهك القانون، واصفا هذه المظاهرات بأنها سلوك مثير للاشمئزاز، لا يريد رؤيته في الشوارع، لأنني لا أستطيع النظر في عيني يهودي بريطاني وأقول له إنني سمحت لشخص بالبقاء في بلدنا، بينما يتصرف بهذه الطريقة، هذا غير صحيح، وقد أثارت مواقفه المعادية للمتظاهرين المخاوف منه مراراً وتكراراً".

ولفت إلى أن "جينريك اتهم السلطات البريطانية بالسماح للإسلاميين بالسيطرة على شوارع لندن، فيما يشعر اليهود البريطانيون بالتهديد الشديد، ولا يمكنهم السير في شوارع وسط لندن أسبوعًا بعد أسبوع، واصفا المتظاهرين بأنهم "ليسوا فقط مناهضين لإسرائيل، أو معادين لليهود، بل مناهضين لبريطانيا"، كاشفاً أنه حثّ قائد شرطة لندن مرارًا وتكرارًا على اتباع نهج أكثر صرامة تجاههم، متهماً الشرطة بالفشل في التعامل معهم، خاصة في أصحاب هتافات "الجهاد، والله أكبر"، وحملة لافتات "من النهر إلى البحر" على ساعة بيغ بن".


لم يكتف جينريك بهذه المواقف العنصرية تجاه الفلسطينيين، بل إنه "طالب بحظر المنظمات المؤيدة لهم، مما دفع خصومه لاتهامه بممارسة سياسة التلميحات الصارخة، والحضّ على الكراهية، والتحريض على الفُرقة، ورفض الحريات، وتجاهل حقوق الإنسان الأساسية".

نقل السفارة للقدس
على الصعيد السياسي، ذكر أن "جينريك أعلن أنه إذا فاز، وترأس حزب المحافظين، فإن بيانه التالي سيعترف بالقدس عاصمة شرعية لدولة الاحتلال، وسينقل السفارة البريطانية من تل أبيب إليها، وإذا لم تفعل ذلك وزارة الخارجية، فسأقوم ببناء السفارة بنفسي، كاشفا أنه خلال فترة عمله بوزارة الداخلية حاول منح الزوار القادمين من إسرائيل إمكانية استخدام معابر جوازات السفر البيومترية في المطارات، المفتوحة حاليًا فقط للبريطانيين والأوروبيين والأمريكيين والأستراليين، بحيث تظهر نجمة داود كرمز على دعم بريطانيا لدولة الاحتلال، والوقوف بجانبها".

وعلى صعيد السياسة الخارجية، فقد "وصف جينيريك فشل حزب المحافظين في حظر الحرس الثوري الإيراني خلال فترة ولايتهم بأنه علامة عار، ورغم دعمه لدونالد ترامب، إلا أنه يدعي أن نموذجه هو بيير بولياب، زعيم حزب المحافظين في كندا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية حزب المحافظين بريطانيا الفلسطينية الاحتلال بريطانيا فلسطين الاحتلال حزب المحافظين صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب المحافظین

إقرأ أيضاً:

أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد للإسلام وماكرون قلق على مصيره

في خطوة لم يتم تأكيدها بشكل رسمي، أقدمت السلطات الجزائرية على اعتقال الكاتب الجزائري بوعلام صنصال (75 عامًا) فور وصوله إلى مطار الجزائر يوم السبت 16 تشرين الثاني/ نوفمبر، قادمًا من فرنسا، وفقًا لما أوردته تقارير إعلامية فرنسية.

اعلان

ويبدو أن الواقعة، التي أثارت جدلًا واسعًا، جاءت دون أي إعلان رسمي عن أسباب الاحتجاز، ما أضفى مزيدًا من الغموض على القضية. وذكرت مجلة "ماريان" الفرنسية أن صنصال، الذي لم يتواصل مع عائلته منذ لحظة وصوله، تم توقيفه واحتجازه من قبل الشرطة الجزائرية. وأكد أقاربه أن السلطات قررت سجنه، دون تقديم توضيحات حول خلفيات هذا الإجراء.

من هو صنصال؟

يُعتبر صنصال، الحاصل حديثًا على الجنسية الفرنسية، من أبرز الكتاب الجزائريين المعروفين بآرائهم النقدية والجريئة. اشتهر بانتقاده للنظام السياسي في بلاده، وبمواقفه المؤيدة لإسرائيل، وواجه تهديدات مستمرة من الإسلاميين.

وعلى الرغم من أن أعماله تُنشر في فرنسا وتُباع بحرية في الجزائر، إلا أن صنصال يظل شخصية مثيرة للجدل، خاصة بعد زيارته لإسرائيل عام 2014، التي أثارت ردود فعل متباينة في الأوساط الجزائرية.

بوعلام صنصال خلال جلسة تصوير لجنة تحكيم مهرجان برلين السينمائي الدولي، الخميس 9 فبراير 2012.Markus Schreiber/AP

في حديث سابق مع مجلة "ماريان"، صرّح قائلاً: "في الجزائر، كل شيء مغلق بإحكام". ورغم الرقابة الصارمة على أعماله، لم يتخلَّ عن زيارة وطنه بانتظام.

حقق الكاتب الجزائري بوعلام صنصال شهرة واسعة منذ إصداره الأول لرواية "قسم البرابرة"، التي سلطت الضوء على صعود التيارات المتشددة في الجزائر، وهو ما أسهم في اندلاع الحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من 200 ألف شخص بين عامي 1992 و2002.

ردود فعل غاضبة ودعوات للتحرك

أثار اعتقال صنصال ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والثقافية والإعلامية في فرنسا، بينما تواصل السلطات الجزائرية التزام الصمت حول ملابسات القضية.

أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه البالغ حيال اختفاء الكاتب، مؤكداً عبر مقربين منه أن "أجهزة الدولة تعمل بلا كلل لتوضيح ملابسات قضيته". وشدد ماكرون على موقفه الراسخ في الدفاع عن حرية التعبير، واصفاً صنصال بأنه "كاتب ومفكر عظيم يستحق الحماية والدعم".

Relatedصربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتيلازلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في حق نتنياهو وغالانتجرائم حرب وإبادة: قادة صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من الجنائية الدولية.. تعرف عليهم؟

وفي سياق متصل، دعت مارين لوبان، زعيمة نواب حزب التجمع الوطني، الحكومة الفرنسية إلى "التحرك للحصول على إطلاق سراحه الفوري". ووصفت صنصال بأنه "مناضل من أجل الحرية ومعارض شجاع للإسلاميين".

من جانبه، كتب رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، إدوار فيليب، على منصة "إكس"، قائلاً: "بوعلام صنصال يمثل كل ما نقدره: دعوته للعقلانية والحرية والإنسانية في مواجهة الرقابة والفساد والتطرف الإسلامي". وأضاف: "أدعو السلطات الفرنسية والأوروبية إلى العمل للحصول على معلومات دقيقة وضمان حرية تنقل هذا الكاتب العظيم، حتى يتمكن من العودة إلى فرنسا متى شاء".

بدوره، طالب لوران فوكييه، زعيم نواب حزب الجمهوريين، باستخدام "كل وسائل الضغط على الجزائر" لضمان الإفراج عن صنصال، واصفًا إياه بـ"الكاتب الكبير ومواطننا الذي يرمز إلى القيم الإنسانية في مواجهة الظلم".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية

مقالات مشابهة

  • اقرأ غدًا في «البوابة».. قرار اعتقال نتنياهو.. ترحيب دولى وغضبط أمريكي
  • أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد للإسلام وماكرون قلق على مصيره
  • أستاذ قانون: انفجار بريطانيا كان جزءًا من عملية أمنية قرب السفارة الأمريكية
  • بريطانيا.. تفجير طرد مشبوه قرب السفارة الأمريكية
  • إصابة 6 من الكوادر الطبية في قصف إسرائيلي على مستشفى شمالي غزة
  • منهم امرأة وطفلتها.. استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة
  • السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في الصراع الأوكراني
  • مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 3 وحزب الله يقصف قواعد عسكرية للاحتلال
  • مؤسسة معمارية ألمانية تتراجع عن منح جائزتها لفنان بريطاني تعهد بمقاطعة الاحتلال
  • فنزويلا.. أمريكا تعترف بمرشح المعارضة "رئيسا" بعد أشهر من إعلان فوز مادورو