حقن إنقاص الوزن بعد الولادة: تحذيرات للأمهات الجدد

تتوالى التحذيرات بشأن حقن إنقاص الوزن، وأخيراً بشأن استخدامها من قبل الأمهات الجدد بعد الولادة، في محاولة للتخلص من الوزن الزائد بعد الولادة.

ووفق "دايلي ميل"، تم الترحيب بالأدوية - بما في ذلك Mounjaro وOzempic وWegovy باعتبارها اختراقاً هائلاً في الحرب ضد السمنة، ولكن هناك اتجاه جديد مثير للقلق شهد تباهي النساء بعد الولادة عبر الإنترنت بفقدان أكثر من 20 رطلاً من خلال الحقن بعد أسابيع قليلة من الولادة.

واعترفت أخريات بمشاركة العقاقير مع أمهات أخريات "عند بوابة المدرسة"، ومع ذلك، حذر الخبراء من أن هذا الاتجاه يشكل "خطراً حقيقياً" على الأمهات الجدد وحثوا النساء على عدم استخدام الدواء أثناء الرضاعة الطبيعية.
وحذرت شارلوت جريفثس، التي يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديها 21.7 فقط - وهو الحد الأدنى من النطاق الطبيعي - من مخاطر استخدام الحقنة بعد الولادة، بعد تلقي جرعة زائدة من ويجوفي عن طريق الخطأ، إذ أخبرها أحد أصدقائها أنه يمكن إقناع بعض الصيادلة بإعطائها وصفة طبية عبر إنستغرام.
كما شاركت المؤثرة هولي كونولي تجربتها، حيث استخدمت عقار "مونجارو" لتحسين مظهرها بعد استقبال ابنتها سيسي في مارس (آذار) 2023، ولم تدرك كونولي أنها تناولت أربعة أضعاف الجرعة الأولية الموصى بها حتى شعرت بضباب دماغي حاد، وأعراض الصداع النصفي، ومرضت بشدة ثلاث مرات.

وقالت كونولي: "كانت حقن إنقاص الوزن موضوعاً ساخناً للحديث عند بوابات مدرسة أطفالي في غرب لندن لعدة أشهر، كان الحديث يدور حول من يستخدمها، والأهم من ذلك كيفية الحصول عليها".

وذهبت بعض النساء إلى أطباء لتلقي الحقن، بينما تمكنت بعضهن من الحصول على اللقاحات من الصيدليات عبر الإنترنت من خلال الكذب بشأن وزنهن.

وفي قصة على إنستغرام، روجت إحدى الأمهات، التي لديها طفل واحد، للشركة التي اشترت منها الحقن، قائلة: "أشعر بالروعة في كل جانب من جوانب حياتي".

ويخشى أن ينتقل الدواء إلى الأطفال حديثي الولادة مما يعرضهم لمضاعفات غير معروفة حتى الآن، وقال البروفيسور أليكس ميراس، الخبير في الغدد الصماء بجامعة أولستر: "هذه الأدوية ليست حلاً سريعاً لأي شخص ويجب استخدامها على المدى الطويل فقط من قبل الأشخاص الذين يعانون من السمنة ومضاعفاتها، لا ينبغي استخدامها أبداً لأسباب تجميلية فقط أو من قبل الأمهات الجدد إذا كن يرضعن، فمن الناحية النظرية، عند الرضاعة الطبيعية، يمكن أن ينتقل الدواء إلى الطفل".
وأضاف أن الخبراء لا يعرفون بعد "ما هي الآثار الجانبية المحتملة لأننا لا نملك أي بيانات لإبلاغنا".

إجراءات صارمة

وأمر الأطباء باتخاذ إجراءات صارمة ضد المرضى الذين يسيئون استخدام حقن التخسيس، قائلين إنها مثل أي دواء يجب أن يخضع متلقيها للمراقبة والإشراف الطبي.
ووفقاً لإرشادات هيئة الخدمات الصحية الوطنية، يجب تقديم الحقن فقط للأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم 30 على الأقل، وحالة صحية واحدة مرتبطة بالوزن، مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري.

ظاهرة شائعة جداً

غير أن الظاهرة أصبحت شائعة، جداً لدرجة أن مستخدمي المنتديات يشاركون تجاربهم في تجربة الحقن للتخلص من الوزن الزائد.
وفي إحدى مجموعات Reddit التي تضم أكثر من 99000 عضو، قالت إحدى المشاركات: "لقد مضى أربعة أشهر منذ الولادة وثلاثة أسابيع على تناول Ozempic لم يتغير وزني، واكتسبت 70 رطلاً أثناء الحمل - على الرغم من إصابتي بفرط القيء الحملي الشديد".
ورغم ذلك قالت: "أنا سعيدة جداً به وأعتقد أنه رائع للأجزاء الصعبة حقاً من حياة ما بعد الولادة، لقد فقدت بالفعل بعض الوزن في الأسابيع القليلة الأولى، ومن الرائع أن أرى الميزان يتحرك مرة أخرى".
وقالت أخرى: "بدأت بعد حوالي 8 أسابيع من ولادة طفلي الثاني، حتى الآن، كان الأمر سلساً وقد خسرت 16 رطلاً". 

ويحث الخبراء اليوم النساء على عدم الشعور بالاندفاع "للعودة إلى طبيعتهن" بعد إنجاب طفل محذرين من أنهن قد يعرضن صحتهن للخطر.

وقالت جين فيتانوفا، ممارسة التجميل وممرضة هيئة الخدمات الصحية الوطنية السابقة ومقرها هديرسفيلد: "أنا أفهم تماماً الضغط الذي تشعر به العديد من الأمهات الجدد بعد إنجاب طفل، لكن فترة ما بعد الولادة هي وقت للشفاء، وليس التسرع في إنقاص الوزن، قد تبدو حقن إنقاص الوزن وكأنها حل سريع، لكنها تشكل مخاطر حقيقية مثل تعطيل الهرمونات، والتأثير على نسبة السكر في الدم، والتسبب في الجفاف، وبالنسبة للأمهات الجدد اللاتي يحتجن إلى طاقة ومزاج مستقر، يمكن أن تكون هذه الآثار الجانبية ضارة بشكل خاص، إن منح نفسك الوقت والمساحة بينما يتعافى جسمك أمر ضروري، إنها رحلة تدريجية".
وقالت الأستاذة نيريس أستبيري، الخبيرة في النظام الغذائي والسمنة في جامعة أكسفورد: "تستخدم الرضاعة الطبيعية أيضاً الكثير من الطاقة، ومحاولة إنقاص الوزن في نفس الوقت قد تؤثر على إمدادات الحليب وجودته، وقد تؤثر أيضاً على الصحة الغذائية للأم الجديدة، إن تناول الأدوية غير الموصوفة بما في ذلك حقن إنقاص الوزن التي يتم شراؤها عبر الإنترنت يحمل مخاطر، إذا تم الحصول عليها عبر الإنترنت، فلن يكون الأطباء على دراية بذلك وقد يكون لهذا عواقب وخيمة عند علاج أي آثار جانبية قد يتعرضون لها". 

إجهاض وعيوب خلقية وغيبوبة وغيرها

كما تنصح شركة الأدوية نوفو نورديسك، المصنعة لدواء سيماجلوتيد، النساء بالتوقف عن تناول أدوية إنقاص الوزن قبل شهرين على الأقل من الحمل المخطط له.
وأظهرت الأبحاث التي أجريت على الفئران والأرانب والقرود أن أدوية إنقاص الوزن قد تؤدي إلى الإجهاض والعيوب الخلقية إذا تم تناولها أثناء الحمل.
ووفقاً لأحدث البيانات، كانت مشاكل الجهاز الهضمي هي الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لدواء تيرزيباتيد، المكون النشط في دواء مونجارو.

وتخدع الحقن الدماغ ليعتقد أنه ممتلئ، وبالتالي تقلل الشهية وتمنع المستخدمين من الإفراط في تناول الطعام، ولكن مثل أي دواء، يمكن أن يكون للحقن آثار جانبية معروفة تختلف في كل من التردد والشدة، بما في ذلك الغثيان والإمساك والإسهال والتعب وآلام المعدة والصداع والدوار.
كما عانى بعض المرضى من تساقط الشعر أثناء تناولها، وكما أعلنت هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة (MHRA) أن 46 بريطانياً تم نقلهم إلى المستشفى بسبب تفاعلات الجهاز الهضمي المتعلقة بالحقن، اعتباراً من 16 أغسطس (آب).
كما تركت النسخ المزيفة، التي تباع بما يصل إلى 280 جنيهاً إسترلينياً للحزمة، المرضى يكافحون من أجل حياتهم في غيبوبة.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن وزير الصحة البريطاني، أن الحكومة تخطط لتقديم حقن إنقاص الوزن للعاطلين عن العمل في محاولة لجعلهم في حالة جيدة والعودة إلى العمل.
وأصدر تحذيراً مشتركاً مع الجهات التنظيمية للأدوية في المملكة المتحدة وسط مخاوف متزايدة من إساءة استخدام "الدواء الخطير" من قبل الأشخاص الذين يسعون للتخلص من الوزن الزائد لأسباب تجميلية.

وأكد وزير الصحة أن الحقن يجب أن تُستخدم فقط من قبل الأشخاص البدناء الذين فشلوا في تغيير وزنهم من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة، وليس أولئك الذين يتطلعون إلى الحصول على صورة مثالية للجسم من أجل إنستغرام.

المصدر: موقع 24