الزاوية الخُتنية.. مدرسة صوفية في القدس تحوّلت إلى مكتبة
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
يُعَد مبنى الزاوية الخُتنية أحد معالم القدس العريقة التي بُنيت في عهد الدولة الفاطمية، ويُطلَق عليها المكتبة الخُتنية أو المدرسة الخُتنية. أعاد إنشاءها القائد صلاح الدين الأيوبي وأقام فيها زاوية، وذلك في إطار عمله على تحصين وصيانة سور مدينة القدس بعد تحريرها من الصليبيين.
وكان لهذه المكتبة دور كبير في الحركة الفكرية بمدينة القدس، وقد تولى مشيختها والتدريس فيها عدد من كبار العلماء.
أقام القائد صلاح الدين الأيوبي الزاوية الخُتنية خلف محراب المصلى القبلي في المسجد الأقصى المبارك في الجهة الغربية مباشرة، ولها مدخل على يمين المنبر، إضافة إلى مدخل أسفل المصلى القبلي من الجهة الشمالية.
وتقع المكتبة في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى المبارك، ويتم الوصول إليها عبر الدرج الموجود أمام المصلى القبلي، الذي يؤدي إلى رواق طويل ينتهي ببوابة عملاقة من الأبواب المغلقة قديما تعرف بباب النبي.
وتؤدي هذه البوابة إلى الزاوية الخُتنية التي أصبحت تقوم مقام مكتبة.
جاءت تسمية الزاوية الخُتنية نسبة إلى عالم جاء من تركمانستان شمالي إيران، ففي عام 1345 م جاء إلى مدينة القدس الرحالة ابن فضل الله العمري، وزار الزاوية -التي كانت تسمى حينها الخانقاه الصلاحية– وقال إن بها شيخا يُعرف بالخُتني، وإن الزاوية أصبحت تُعرَف نسبة له باسم الزاوية الخُتنية.
النشأةأُنشئت الزاوية الخُتنية في البداية على يد الدولة الفاطمية، وأوقفها صلاح الدين الأيوبي عام 587هـ1191م، للشيخ جلال الدين أحمد بن محمد الشاش ليتعبد فيها، ويلقي دروسا في العلم.
يعود تاريخ بناء الزاوية إلى الفترة الفاطمية، وكانت جزءا من استعدادات الحامية الفاطمية لتحصين أبواب الأقصى ومدينة القدس قبيل الغزو الصليبي.
فقد بُنيت في البداية حصنا صغيرا وبرجا دفاعيا يحمي باب النبي (الباب المزدوج)، ثم كان احتلال المدينة من قبل الصليبيين ودام 88 عاما، حتى حررها الأيوبيون بقيادة صلاح الدين الأيوبي، وأمر بتحويل هذا الحصن إلى زاوية للصوفية، فكان أول من تولى مشيختها الشيخ أبو بكر الشاشي.
أعاد القائد صلاح الدين بناءها حين حصّن القدس ورمم سورها بعد تحريرها، وكانت حجارة البناء متواضعة نظرا لما كانت تمر به المدينة من حالة حرب.
إهمال ثم إعادة بناء
تعرضت الزاوية الخُتنية للإهمال في أواخر العهد العثماني، وتحولت من مكتبة إلى مخزن للسروج والقناديل، وفي أوائل عهد المجلس الإسلامي الأعلى أُلقيت بها مخلفات الأتربة والأنقاض التي نتجت عن إعادة إعمار المسجد الأقصى المبارك، وبقيت مهجورة حتى عام 1998م، وعُمرت بعدها وأُسس فيها مركز لتحفيظ القرآن الكريم، ومكتبة إسلامية ضخمة.
تحولت الزاوية الختنية إلى مكتبة سنة 1998م، وأحضرت الكتب إليها لإعادة الحياة فيها، وتزخر بمخطوطات ثمينة تنقسم ملكيتها بين عامة وخاصة.
تتفرع المكتبة الختنية إلى فرعين: أحدهما يحوي مراجع في المواضيع الدينية والإنسانية، والثاني يُسمى "مسجد النساء"، ويوجد فيه قسم لِلمواد العلمية وآخر للمخطوطات التي وصلت للمكتبة عن طريق وقفيات من علماء بيت المقدس، إضافة إلى خطاب وجهته دائرة الأوقاف لأهل القدس، طالبة منهم التبرع بما يملكون من مخطوطات قديمة.
تطوع المقدسي مروان النشاشيبي (أبو عدنان)، بشراء بعض الكتب وجمع الأموال، وحشد جهوده لإغناء المكتبة الخُتنية، فبعد تقاعده عام 1988م تفرغ هو وزوجته لخدمة المسجد الأقصى، وتطوع لترتيب المصاحف وتركيب ثريات الإنارة، وعمل أمينا للمكتبة الخُتنية مدة 20 عاما حتى وفاته يوم 21 مايو/أيار 2014 عن عمر ناهز 90 عاما.
توجد في المكتبة مئات آلاف الكتب القديمة المهمة والمراجع اللغوية، ومراجع من جميع أصناف العلوم الدينية والدنيوية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات صلاح الدین الأیوبی المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
60 ألف مصل بالأقصى ورقصات استفزازية متزامنة لمستوطنين بالقدس
بالتزامن مع توافد الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة العشاء والتراويح، نفذ مستوطنون إسرائيليون، الليلة، رقصات استفزازية داخل أزقة البلدة القديمة في القدس، وسط حماية مكثفة من قوات الاحتلال.
كما نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في باحات المسجد الأقصى، شملت الصحفي أحمد جلاجل، حيث سلمته استدعاء للتحقيق غدا الأحد. كما اعتقلت 3 شبان خلال توزيعهم وجبات إفطار للصائمين.
وأدى 60 ألف مصل صلاتي العشاء والتراويح في الليلة التاسعة من شهر رمضان الفضيل، في رحاب المسجد الأقصى المبارك، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إلى المسجد.
وقدّرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 60 ألف مصل أدوا صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى، غالبيتهم من أبناء المدينة المقدسة أو من داخل أراضي عام 1948، حيث تحرم سلطات الاحتلال آلاف المواطنين من الضفة الغربية من الوصول إلى القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال عرقلت وصول المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة عبر بابي العامود والأسباط، ودققت في هوياتهم، وأوقفت عددا من الشبان ومنعتهم من الدخول إلى المسجد.
إعلانوكانت سلطات الاحتلال فرضت قيودا مشددة على وصول الفلسطينيين من الضفة إلى القدس الشرقية منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين أعلنت الشرطة نشر تعزيزات أمنية إضافية في القدس مع حلول شهر رمضان.
وتأتي هذه الإجراءات في سياق محاولات الاحتلال لتهويد القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.