الجزيرة:
2024-11-01@06:20:21 GMT

كيف يُخترق السودان تحت مزاعم المساعدات؟

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

كيف يُخترق السودان تحت مزاعم المساعدات؟

السودان بلد مأزوم بالكوارث بفعل الطبيعة أو بفعل الإنسان، وتتعدد أسباب الكوارث والأزمات الإنسانية في السودان، منها موقع السودان الجغرافي في منطقة الساحل الأفريقي الكبير، وهو الحزام الطولي الممتد من إريتريا إلى السنغال، والذي يشهد موجات عنيفة من الجفاف ونقص الغذاء منذ سبعينيات القرن الماضي، فيما عُرف بالجفاف العظيم.

ومنها موارد السودان الكبيرة غير المستغلة التي تحفز التدخلات الأجنبية، ومنها سياسات الحكومات المتعاقبة التي تقاصرت عن تحقيق الأمن والاستقرار، واستغلال موارد البلاد الهائلة لرفاهية الإنسان.

فتحت الأزمات الإنسانية الباب واسعًا أمام المنظمات الإنسانية الدولية للدخول إلى السودان تحت مظلة العون الإنساني، ولكنها مع مرور الوقت انداحت على امتداد البلاد وعاثت فسادًا، وتجاوزت بشكل واضح تفويضها الممنوح لها، بل إنها ضربت عرض الحائط بمبادئ وقيم العمل الإنساني الدولي المعروفة.

وتعتبر عملية شريان الحياة النموذج الأشهر لتداخل العون الإنساني بالسياسة، ولاستباحة المنظمات الإنسانية – بما فيها منظمات الأمم المتحدة – سيادة السودان، مما أسهم في إطالة أمد الحرب على مختلف الجبهات.

إن دراسة تجربة عملية شريان الحياة ضرورية لمعرفة العلاقة بين العون الإنساني والسياسة، وكيف استخدمت المنظمات الإنسانية الدولية العون الإنساني في السودان لخدمة أجندة سياسية بامتياز ليس لها أية علاقة مباشرة بالتفويض الممنوح لهذه المنظمات.

ومن خلال دراسة هذه العملية الإنسانية المعقدة يمكن أن نفهم بشكل أفضل أسباب الخلاف الماثل بين السودان والمجتمع الدولي فيما يتعلق بالعون الإنساني الدولي للتخفيف من آثار الأزمة الراهنة في البلاد، سواء في منبر جنيف، أو مع الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية.

عملية "شريان الحياة"

تعتبر عملية شريان الحياة واحدة من أكبر وأطول عمليات العون الإنساني التي نفذتها الأمم المتحدة على مستوى العالم، واستمرت عمليًا من العام 1989، وحتى العام 2010. هدفت العملية إلى إيصال الغذاء والمساعدات الإنسانية المختلفة إلى مناطق النزاع في جنوب السودان، وغيرها من المناطق المتضررة؛ بسبب الحرب أو الجفاف في بقية أنحاء السودان.

وقامت العملية على جملة من الترتيبات الإدارية والسياسية والتنظيمية التي وافقت عليها حكومة السودان في نهاية فترة الديمقراطية الثالثة، وتم تنفيذ العملية تحت مظلة الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية، وصدر عدد من القرارات من المنظمة الدولية بشأن العملية.

بالرغم من أن العملية تمت تحت مظلة المنظمة الأممية، فإن المؤشرات تؤكد أنها كانت مبادرة أميركية كاملة، حيث مارست الولايات المتحدة وحلفاؤها ضغوطًا كبيرة على حكومة السودان للقبول بالعملية.

أشرفت الحكومة الأميركية على مراحل العملية المختلفة، وكانت هي المانحة الكبرى للعملية. نجح الضغط الدبلوماسي الأميركي في إرغام حكومة السودان على الجلوس مع حركة التمرد في جنوب السودان والتوقيع سويًا على الوثيقة الأساسية للعملية في مارس/ آذار 1989.

بذلك شكلت شريان الحياة سابقة دولية فريدة، إذ كانت المرة الأولى في تاريخ الدولة الوطنية الحديثة أن تسمح دولة ذات سيادة بإيصال المساعدات الإنسانية مباشرة للمتضررين في مناطق من ترابها الوطني تسيطر عليها حركات مسلحة خارجة عن الدولة. ورغم الهدف الإنساني السامي للعملية، فإنها شهدت تجاوزات خطيرة أضرت بسيادة السودان، وهددت وحدته الوطنية.

كان التجاوز الأول في العملية هو أن المنظمات الإنسانية استغلت الوثيقة التي وقع عليها الطرفان كذريعة للاعتراف بفصائل التمرد كجهات سياسية تسيطر وتدير شؤون الحياة في المناطق التي تسيطر عليها. باتت تتعامل مباشرة مع هذه الجهات دون الحاجة إلى الإذن أو التنسيق مع الحكومة المركزية، مما يعني أن المنظمات باتت تعامل حركات التمرد على قدم المساواة مع الحكومة السودانية.

تطور الأمر أبعد من ذلك، حيث وقعت حركة التمرد اتفاقية ثنائية مع عملية شريان الحياة دون مشاركة الحكومة السودانية في العام 1995، وكانت تلك سابقة أخرى تحدث لأول مرة، أن توقع الأمم المتحدة اتفاقية ثنائية مع حركة متمردة دون إشراك الحكومة المركزية. بتوقيع هذه الاتفاقية، أصبحت حركة التمرد في جنوب السودان تدير حركة العون الإنساني سواء من نيروبي أو من مواقع في داخل جنوب السودان بالتنسيق مع الأمم المتحدة مباشرة دون إذن أو تنسيق مع الحكومة السودانية.

تأكيدًا لسيطرة حركة التمرد على سير العملية الإنسانية في مناطق سيطرتها، فرضت الحركة قيودًا على المنظمات الإنسانية الدولية، بدأت بإلزامها بالحصول على الأذونات من حركة التمرد كشرط مسبق للعمل في المناطق التي تسيطر عليها الحركة، وانتهى الأمر بإلزام المنظمات بتوقيع مذكرات تفاهم منفصلة مع حركة التمرد تمامًا، مثل المذكرات التي وقعتها المنظمات مع حكومة السودان، مما يعني اعتراف هذه المنظمات بحركة التمرد كجهة سياسية حاكمة. وقامت الحركة بطرد كل المنظمات التي رفضت توقيع مذكرة تفاهم معها.

وهكذا، انفردت حركة التمرد بإدارة العون الإنساني في مناطق سيطرتها، وسخرت ذلك لخدمة أجندتها السياسية والعسكرية، وذلك بتوجيه الإغاثة مباشرة لتشوين قواتها المقاتلة على امتداد جنوب السودان، واستغلت طائرات الإغاثة لنقل الجنود وإسعاف الجرحى إلى نيروبي، ونقل الأسلحة والمؤن إلى قواتها في الحاميات النائية في الجنوب.

شارك في ذلك عدد من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية الغربية، بما فيها منظمة الصليب الأحمر الدولي التي تعتبر أكثر المنظمات التزامًا بمبادئ ومواثيق العمل الإنساني والقانون الدولي الإنساني.

ورغم أن الحكومة السودانية قد قبضت على عدد من طائرات وموظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية متلبسين بجريمة نقل الذخائر والأسلحة لحركة التمرد؛ لإذكاء نار الحرب، ونقل قادة الحركة ومقاتليها على طيران الإغاثة، فإن ذلك العمل الشنيع لم يجد الاستنكار اللازم من دول المركز ومنظماتها.

بالمقابل، استمرّت قيادة عملية شريان الحياة في انتهاك سيادة السودان، والتحريض على الحكومة المركزية والسكوت عن تجاوزات ومخالفات فصائل التمرد، وتجاوزها المستمر للقواعد التنظيمية والإدارية التي قامت عليها عملية شريان الحياة، مما يعني دعمها المباشر أو غير المباشر لعملية توظيف العون الإنسانيّ لدعم حركة التمرّد في جنوب السودان.

دعم الحرب في دارفور

إن تعامل المنظمات الإنسانية المباشر مع حركة التمرد في الجنوب دفعها لمقاطعة الحكومة المركزية تمامًا والانسياق مع برامج وتوجهات حركة التمرد، لدرجة أن هذه المنظمات تبنت أطروحات الحركة وخطابها السياسي.

أصدر تحالف المنظمات العاملة في جنوب السودان، والذي يضم منظمات دولية مرموقة، مثل: أوكسفام وحماية الطفولة، بيانًا ناشد فيه المجتمع الدولي فرض السلام فرضًا في السودان باعتباره الوسيلة الوحيدة لإنهاء حالة الطوارئ الإنسانية المعقدة في البلاد.

تصاعد الطابع السياسي للعملية، حيث بدأ المسؤولون في عملية شريان الحياة في استخدام الخطاب السياسي لحركة التمرد الذي ينادي بحماية حقوق المهمشين اقتصاديًا وسياسيًا في شمال السودان، وينادون برفع الظلم عنهم، في تجاوز فاضح لدورهم الإنساني الذي حددته الوثيقة الأساسية الموقعة مع حكومة السودان، وتجاوزوا في ذات الوقت مبادئ العمل الإنساني القائمة على الحياد والنزاهة.

في وسط هذا المشهد الذي تنمرت فيه منظمات العون الإنساني الدولية وخرجت عن سلطان الحكومة السودانية وعن سيطرة الأمم المتحدة، جاءت أزمة إقليم دارفور في العام 2003، فقفزت منظمات المجتمع المدني الغربية عامة، واليهودية الأميركية خاصة، في مركب دارفور، وقادت حملة تشويه وتحريض ضخمة ضد السودان بشكل لم يسبق له مثيل.

قاد هذه الحملة الشعواء تحالف "أنقذوا دارفور" في أميركا الذي ضم عددًا كبيرًا من المنظمات، معظمها يهودية ودينية مسيحية، ولها مواقف مبدئية معادية لحكومة السودان. استغل تحالف "أنقذوا دارفور "حالة الفوضى التي خلقتها المنظمات الإنسانية العاملة في عملية شريان الحياة، ولم يوقع أي اتفاق مع حكومة السودان، ولم يطلب إذنها للعمل في دارفور أصلًا.

دشن تحالف "أنقذوا دارفور" مرحلة جديدة وغريبة في عمل المنظمات، وهي التعامل مع المانح والمستفيد مباشرة دون الحاجة للدولة، مما يؤكد توجه التحالف لانتقاص سيادة الدولة السودانية بغية توفير الدعم السياسي والدبلوماسي والإعلامي للحركات المسلحة في دارفور.

كما أن التحالف لم يلتزم بمبادئ العمل الإنساني الدولي المعروفة، وإنما أصبح تجمعًا سياسيًا بامتياز يعمل على التحريض ضد الحكومة السودانية وتشويه صورة السودان لدى الرأي العام الأميركي والعالمي.

قامت المنظمات اليهودية الأميركية التي قادت تحالف أنقذوا دارفور بتبني سياسات وإستراتيجيات تهدف لإعادة ترتيب الأوضاع في السودان وإعادة صياغة الواقع السياسي والاجتماعي في البلاد تحت مظلة العمل الإنساني.

وفي سبيل ذلك، استخدمت المساعدات الإنسانية كأداة لفرض نفوذها السياسي وبناء تحالفات خبيثة تخدم مصالح الدول المانحة. ومن جانب آخر، نجحت المنظمات في إحداث تغييرات سلبية عميقة في المجتمع، حيث تحول إنسان دارفور من إنسان منتج وعامل مجتهد إلى متلقٍّ للدعم، عاطل عن العمل، عاجز عن الإسهام في تنمية المجتمع.

وأخيرًا، فقد تحولت عملية شريان الحياة من عملية إنسانية إلى عملية سياسية ممتدة، بدءًا من الحوار بشأن الممرات الآمنة مرورًا بالحوار حول وقف العدائيات وانتهاءً بمفاوضات السلام السودانية التي كانت المنظمات عنصرًا رئيسيًا فيها.

لقد نُشر الكثير من الكتابات عن عملية شريان الحياة وتداعياتها على منظومة العمل الإنساني الدولية. ومن أهم ما كُتب عنها بالعربية كتاب الباحث السوداني محمد الفاتح مجذوب بعنوان: "تقاطع السياسة والعون الإنساني في السودان، عملية شريان الحياة نموذجًا"، الذي نشره مركز الجزيرة للدراسات.

إن استيعاب هذه التجربة مهم جدًا في وقت يواجه فيه السودان الآن أزمة إنسانية خطيرة يحتاج فيها بالضرورة لدعم العالم ومنظماته الإنسانية رغم مساوئها الجمة التي أشرنا إلى بعض منها.

بيدَ أن حاجة السودان الماسة للدعم الإنساني الدولي لا تبرر بأي حال استغلال العون الإنساني لفرض الأجندة السياسية للدول المانحة تحت أي ذريعة كانت.

ولا مشاحة أن يتعامل السودان – ولو على مضض – مع المنظمات الإنسانية الدولية إن التزمت بمبادئ العمل الإنساني الدولي ونظمه. وقديمًا قال الشاعر: "ومن نكد الدنيا على الحُر… أن يرى عدوًا له ما من صداقته بدّ".

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المنظمات الإنسانیة الدولیة العمل الإنسانی الدولی الحکومة السودانیة الحکومة المرکزیة فی جنوب السودان العون الإنسانی الأمم المتحدة حکومة السودان حرکة التمرد فی السودان السودان ا الدولی ا تحت مظلة مع حرکة

إقرأ أيضاً:

مؤتمر الطيران الإنساني بالدوحة يبحث سلامة الوصول للمناطق الخطرة

الدوحة – على مدار 3 أيام يناقش مؤتمر ومعرض الطيران الإنساني العالمي رقم 16، الذي انطلق الثلاثاء في الدوحة، تعزيز قدرات سلطات الطيران المدني وصناعات الطيران، والمؤسسات الوطنية العاملة في مواقع المنظمات الإنسانية.

وتركّز أعمال المؤتمر، الذي ينظمه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بالتعاون مع المنظمات التي تعنى بالطيران الإنساني وتحت رعاية وزارة المواصلات القطرية، على تعزيز العلاقات الوثيقة بين مشغلي الطيران، ودعم التعاون الشامل في قطاع الطيران وصولا إلى تقليل مستوى المخاطر وتجنب وقوع كوارث الطيران.

ويحضره نحو 300 خبير ومسؤول في قطاع الطيران والنقل الجوي وهيئات الطيران المدني في قطر والدول العربية والأجنبية، وممثلون عن منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) ووكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوربي "إي إيه إس إيه" (EASA) إضافة إلى المشغلين الجويين وشركات صناع الطائرات ومقدمي خدمات الطيران.

وتحدث سمير ساجد الرئيس الإقليمي لسلامة الطيران في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة -في تصريحات للجزيرة نت- قائلا إن المؤتمر يشتمل على 3 محاور:

الابتكارات والتكنولوجيا في مجال الطيران الإنساني. كيفية معالجة الاستجابة السريعة للكوارث الطبيعية والنزاعات. فرص عمل الطيران التجاري بشكل عام للعمل في مجال الطيران الإنساني. سمير ساجد: عدد المستفيدين من الطيران الإنساني نحو 152 مليون شخص (الجزيرة) تأمين سلامة العاملين

وأضاف ساجد أن مفهوم الطيران الإنساني هو ذلك الطيران المعني بالاستجابة للكوارث الطبيعية والحروب والنزاعات، والذي تكون مهمته الأولى هي إنقاذ الناس والمساعدة في انتشالهم من المناطق الصعبة أو المنكوبة ومن ثم توفير المساعدات اللازمة للبقاء على الحياة.

وحول مدى استجابة الطيران الإنساني للأزمات الإنسانية في غزة ولبنان، قال ساجد إنه "بالفعل شاركنا وسنشارك في توفير المساعدات قدر المستطاع للمحتاجين بهذه المناطق ولكن التحدي الأكبر هو الحفاظ على طواقم العمل من المخاطر" موضحا أن المؤتمر سيشهد مناقشة مثل هذه الموضوعات التي تركز على العمل على توفير المساعدات وفى الوقت نفسه تأمين سلامه العاملين.

وأشار ساجد إلى أن الطيران الإنساني لديه 23 عملية إنسانية فيما يخص برنامج الغذاء العالمي معظمها في أفريقيا وأفغانستان واليمن وسوريا وأيضا في هاييتى بأميركا الوسطى، موضحا أن عدد المستفيدين من هذه العمليات بلغ نحو 152 مليون شخص.

وزير المواصلات القطري: المؤتمر أفضل منصة للتعاون وتمهيد الطريق لتحقيق مبادرات جديدة (الجزيرة) جهود قطر

وفى كلمة له خلال أعمال المؤتمر، أكد وزير المواصلات القطري جاسم بن سيف السليطي على جهود الدولة في دعمها الرئيسي للمنظمات الدولية والأممية الإنسانية، في ظل التحديات الاقتصادية والفجوة التمويلية التي تواجه جهود التنمية في الدول الأقل نموا والأشد حاجة.

وأشار السليطي للجهود الكبيرة التي يلتزم بها الناقل الجوي الوطني لقطر بالعمل مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من خلال جهود المناصرة والتبرعات وخدمات الشحن لدعم المساعي الإنسانية، وكذلك شحن المواد الإغاثية وإيصالها إلى اللاجئين والنازحين في مناطق عمليات المفوضية حول العالم.

ونوه بمساهمة الخطوط القطرية في إجلاء آلاف المدنيين من مطار العاصمة الأفغانية، ودورها البارز الذي لعبته خلال جائحة كورونا في مواصلة عملها ونقل أكثر من 3 ملايين مسافر بأمان، وتمكينهم من العودة إلى أوطانهم خلال رحلات غير مجدولة في ظل وضع إغلاق عالمي.

وأكد ساجد أن ضمان وصول المساعدات المنقذة للحياة -عبر الطيران المدني إلى المحتاجين أينما كانوا- يتطلب التعاون بين كافة الأطراف وفي كل الأوقات، لافتا إلى أن هذا المؤتمر الذي يجمع العديد من الجهات المعنية بالطيران الإنساني هو أفضل منصة للتعاون وتمهيد الطريق لتحقيق مبادرات جديدة وشراكات مبتكرة، تزيد الكفاءة في مجال العمليات الجوية الإنسانية، وتعميق التعاون بين الشركاء.

فرانكلين فريمبونغ: الخدمات والمساعدات الإنسانية صناعة فريدة من نوعها في عالم الطيران (الجزيرة) تحديات

وفى حديثة للجزيرة نت، قال المدير العام للخدمات الجوية الإنسانية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي الأممي فرانكلين فريمبونغ إن الخدمات أو المساعدات الإنسانية تعتبر صناعة فريدة من نوعها بعالم الطيران الذي يعتبر أسرع وسيلة لإيصال هذه الخدمات أو المساعدات "حيث نستجيب بشكل أساسي لحالات الطوارئ الطبيعية مثل الزلازل أو حالات الطوارئ الصحية" مثل إيبولا أو كوفيد.

وأشار إلى أنه خلال فترة انتشار فيروس كورونا، وعندما تم إيقاف جميع شركات الطيران بشكل أساسي "كنا الوحيدين الذين يسافرون فعليا وتوفير المساعدات بشكل مستمرة والمساهمة في ربط عمال الإغاثة بعملهم ومنازلهم، وعندما يتعلق الأمر بالصراعات والحروب، كما يحدث حاليا بالعديد من المناطق، فإننا نكون أمام تحد كبير وهو أهمية توفير مظلة أمنة لعمال الإغاثة حتى يمكن الوصول لمناطق النزاعات والحروب".

وأضاف فريمبونغ أن شركات الطيران التجارية لا تكون مهتمة بالذهاب إلى مثل هذه البلدان مع وجود مخاطر أمنية، حيث يواجه عمال الإغاثة على الأرض تحديات "ولذلك نحن بحاجة إلى الدعم ووسيلة تمكن عمال الإغاثة من الوصول إلى تلك الأماكن ودعم المحتاجين وهو أمر يجب أن تتضافر جهود العالم من أجله".

تحت رعاية وزير المواصلات.. انطلاق فعاليات مؤتمر ومعرض الطيران الإنساني العالمي السادس عشر#جريدة_الراية #قطر |
للتفاصيل ⬇️⬇️ https://t.co/NbEui74ZTo pic.twitter.com/njw4yvJ6NA

— الراية القطرية (@alraya_n) October 29, 2024

العمل في 21 دولة

وقال المدير العام للخدمات الجوية الإنسانية التابعة للبرنامج الأممي للغذاء العالمي إن البرنامج يعمل في 21 دولة، ويقدم خدمات منتظمة في تلك البلدان "وإلى جانب ذلك، فإننا نقدم خدمات في مجال الحركة الإستراتيجية، على سبيل المثال في غزة، وقمنا بتسهيل عدد من شحنات المساعدات إلى العريش في مصر، حيث نقلنا جميع مواد الإغاثة والمساعدات بسرعة كبيرة إلى الحدود ليتم الوصول إليها بسرعة كبيرة".

ولفت إلى أن البرنامج نجح في الوصول إلى مناطق بالسودان واليمن "وفى البداية استطعنا توفير الدعم لمواجهة الأزمة في غزة، ولكن خلاصة القول هي أننا نسهل وصول عمال الإغاثة إلى الأرض لكن الوضع هناك حاليا يفتقر للأمن والأمان لوضع العمال على الأرض وهو التحدي الذي يجب أن نتعاون جميعا من أجل مواجهته".

مقالات مشابهة

  • منظمات تركية تندد بجرائم الاحتلال في غزة وتدعو لإدخال المساعدات دون عوائق
  • قطع شريان الحياة في غزة.. هل ينقذ العالم الأونروا من الحظر الإسرائيلي؟
  • وفد المساعدات الإنسانية يصل مدينة كادوقلي
  • المبادرة الإنسانية بإندونيسيا تكرم شبكة الجزيرة على تغطية القضايا الإنسانية
  • ضمن عملية الفارس الشهم 3.. الإمارات تُسير سفينة المساعدات الإنسانية الخامسة إلى قطاع غزة
  • مؤتمر الطيران الإنساني بالدوحة يبحث سلامة الوصول للمناطق الخطرة
  • يونيسف: ندعو الأطراف في السودان إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي
  • إسرائيل تطلق الرصاصة الأخيرة على "شريان الحياة" في فلسطين وتحظر عمل "الأونروا"
  • مندوب السودان أمام مجلس الأمن: (30) شاحنة مرّت بمعبر أدري الحدودي على متنها “أسلحة متطورة ومضادات للطائرات وذخائر ومدافع”.. وشاحنات الإغاثة تدخل الجنينة محروسة من المليشيا!!
  • مسؤول كبير المنظمة :الأونروا في قطاع غزة هي "شريان الحياة" للفلسطينيين