هكذا تُستخدم صور الأقمار الصناعية للتحقيق في جرائم الحرب بأوكرانيا
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
مع استمرار الحرب في أوكرانيا، يعتمد المحامون وجماعات حقوق الإنسان بشكل متزايد على صور الأقمار الصناعية كأدلة في القضايا التي رفعتها ضد روسيا.
اعلانتُشير وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال العدالة الجنائية "يوروجست" لـ”يورونيوز نكست“ إلى أنهم يعتمدون على هذه الصور في تحقيقاتهم أكثر من أي وقت مضى لأنها توفر ”معلومات أساسية تعزز التحقيقات في الجرائم الدولية الأساسية".
لدى "يوروجاست" حاليًا أكثر من 3000 ملف مرتبط بجرائم حرب محتملة في أوكرانيا. وتدير المنظمة قاعدة بيانات للجرائم الدولية تحتوي على أدلة يمكن للسلطات الوطنية الرجوع إليها. كما تمتلك مركزًا قضائيًا، حيث يمكن للمدعين العامين تبادل الأدلة على أساس يومي.
تُستخدم صور الأقمار الصناعية إلى جانب أنواع أخرى من الأدلة، مثل مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية والتسجيلات الصوتية وإفادات الشهود وشهادات الضحايا في التحقيقات.
ما فائدة صور الأقمار الصناعية؟تُعد صور الأقمار الصناعية مفيدة عندما يرغب المدعون العامون بتحديد جدول زمني لهجوم أو عمل معين، وفقًا لويل غودهيند، محقق ومحلل صور الأقمار الصناعية في مشروع البحث مفتوح المصدر ”الأرض المتنازع عليها".
على سبيل المثال، يمكن للصور أن تُظهر للمحققين كيف يبدو المشهد قبل وبعد تفجير القنبلة، وهو ما يمكن أن يساعد المحققين على إجراء تقييم لنوع السلاح المستخدم وما إذا كان الهجوم ضربة مستهدفة أو حالة ”تفجير عشوائي“، وفقًا لغودهيند.
يمكن استخدام هذه الصور لاستكمال أو توثيق لقطات الفيديو الأرضية التي تم التقاطها أثناء وقوع الحدث. وخلف كل صورة بيانات وصفية لا يمكن تلفيقها، مما يجعل الصور ”أكثر موضوعية وموثوقية“، كما قال غودهيند.
صور الأقمار الصناعية لشركة Planet Labs، أوكرانيا في 8 أبريل 2022.Planet Labs via APمن هم أكبر مزودي صور الأقمار الصناعية في أوكرانيا؟في أوكرانيا، هناك عدد قليل من الشركات الرئيسية التي تُستخدم صورها كأدلة مثل بلانيت لابز وماكسار تكنولوجيز وبلاك سكاي، وفقًا للمحامي الدولي ماثيو جيليت.
تمتلك شركة بلانيت لابز 15 قمرًا صناعيًا عالي الدقة و200 قمر صناعي متوسط الدقة في مدار أرضي منخفض يدور حول العالم، لذا فهي ليست متمركزة فوق روسيا أو أوكرانيا تحديدًا، وفقًا للرئيس التنفيذي والشريك المؤسس ويل مارشال.
يقول مارشال إن صور الأقمار الصناعية التي التقطتها الشركة لأوكرانيا قد استخدمت للتحقيق في المقابر الجماعية ولتأريخ الفترة التي سبقت "الغزو الروسي".
وأوضح أن الشركة تقوم أيضًا بجمع صور الأقمار الصناعية في ملف ”تقييم الأضرار“ مع العديد من هيئات الأمم المتحدة لتتبع المدارس والمستشفيات والبنية التحتية الحيوية التي دُمرت.
Relatedوكالة الفضاء الأوروبية تطلب 6 أقمار صناعية إضافية لـ "إيريدي" لرصد التغيرات المناخية وحماية السواحلفيديو: وكالة تنشر صور أقمار صناعية تشير إلى بناء إيران منشأة نووية جديدةشاهد: إطلاق أربعة أقمار صناعية جديدة ومنظومة غاليليو الأوروبية على وشك الاكتمالما الذي يُعيق الوصول إلى صور الأقمار الصناعية؟لا تزال هناك بعض العوائق المتعلقة بإمكانية استخدام الأقمار الصناعية. ووفقًا لجيليت، يمكن تقديم الصور للفرق القانونية مع وجود محاذير أو قيود من المحكمة الجنائية الدولية أو حلف شمال الأطلسي حول كيفية استخدامها.
وهذا يمكن أن يسبب بعض المشاكل للادعاء العام لأنه من المفترض أن يكشفوا عن المواد ذات الصلة للدفاع ولكنهم لا يستطيعون ذلك. يمكن للمدّعين العامين طلب الإذن للتحايل على هذه القيود، لكنها غالبًا ما تتسبب في ”تأخيرات زمنية“ يمكن أن تعيق العملية القانونية، بحسب جيليت.
وإذا تم الكشف عن الصور علنًا، فهناك أيضًا توقعات بأن يؤدي ذلك إلى اعتقالات حتى لو لم يكن للمحكمة التي تحصل عليها اختصاص قضائي. بالإضافة إلى خطر إساءة تفسير الصورة أو الثغرات الناتجة عن الغيوم أو الغابات أو الغطاء الدخاني.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ما فائدة مناطيد التجسس في عصر الأقمار الصناعية؟ الاتحاد الأوروبي يدشن في السويد أول موقع لإطلاق الأقمار الصناعية في أوروبا شاهد: روسيا تطلق دفعة جديدة من الأقمار الصناعية العسكرية إلى المدار قمر اصطناعي جرائم حرب روسيا أوكرانيا تكنولوجيا الحرب في أوكرانيا اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next حرب غزة: مجازر في بيت لاهيا ومقتل 4 ضباط إسرائيليين بجنوب لبنان وعملية دهس قرب قاعدة عسكرية بتل أبيب يعرض الآن Next الرئيس البوليفي السابق إيفو موراليس يعلن نجاته من محاولة اغتيال بعد إطلاق النار على سيارته يعرض الآن Next صور بالأقمار الصناعية.. ما الذي استهدفته إسرائيل في القواعد العسكرية الإيرانية؟ يعرض الآن Next شقق فاخرة ويخوت.. السعودية تفتتح جزيرة "سندالة" في مدينتها المستقبلية نيوم يعرض الآن Next "من يؤذينا سنؤذيه".. نتنياهو يتوعد أعداء إسرائيل ويقول إن الهجوم على إيران كان دقيقا وحقق كل أهدافه اعلانالاكثر قراءة كوكاكولا تسحب ملايين الزجاجات في النمسا.. مخاوف من شظايا معدنية تهدد سلامة المستهلكين دراسة: ممارسة الجنس جزء أساسي في حياة من هم فوق 65 عاما حب وجنس في فيلم" لوف" اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما الحزب الحاكم في جورجيا يحقق فوزاً في الانتخابات وسط اتهامات بالتزوير ورفض من المعارضة اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024إسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماسالاتحاد الأوروبيحزب اللهغزةالشتاءانتخاباتإيرانبحث وإنقاذأوروبا Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024المصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس الاتحاد الأوروبي حزب الله الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس الاتحاد الأوروبي حزب الله قمر اصطناعي جرائم حرب روسيا أوكرانيا تكنولوجيا الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس الاتحاد الأوروبي حزب الله غزة الشتاء انتخابات إيران بحث وإنقاذ أوروبا السياسة الأوروبية صور الأقمار الصناعیة الأقمار الصناعیة فی یعرض الآن Next فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
لماذا تريد أوكرانيا قوات حفظ سلام على أراضيها؟
كييف- رغم أن أوكرانيا تقاتل منذ نحو 3 سنوات روسيا التي تملك ثاني أكبر جيش في العالم، ورغم أن الأخيرة تتمتع بميزة التقدم على الأرض منذ شهور وإن كانت بطيئة، فإن كييف ليست في أسوأ أحوالها، قياسا بما كانت عليه قبل بداية الحرب في فبراير/شباط 2022.
ذلك لأن تعداد جيش أوكرانيا النظامي ارتفع من 250 ألف جندي قبل الحرب إلى ما يتراوح بين 880 ألفا ومليون جندي، بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يتحدث بفخر عن ذلك، ويضيف أن إنتاج بلاده من الأسلحة التي تحتاجها سنويا زاد من 10% إلى نحو 33-34% أيضا.
ولكن قد يظن البعض -للوهلة الأولى- أن أوكرانيا وصلت إلى هذا التفوق العددي لحاجتها إلى قلب مسار الحرب، خاصة أنها أشارت مرارا إلى وجود نحو 600 ألف جندي روسي على أراضيها، لكن الأمر ليس كذلك، فجنود أوكرانيا موزعون على كامل أراضي البلاد وحدودها، ولا يزال التفوق على الجبهات لصالح الروس، بحسب زيلينسكي نفسه.
ويفسر هذا الأمر استمرار عمليات التعبئة وكثرة الحديث عن خفض الفئة العمرية، لتشمل الأعمار التي تتراوح بين 18 و25 عاما، بغض النظر عن التوتر وحجم الجدل الذي تخلفه داخل المجتمع.
السلاح الأوكرانيخصصت أوكرانيا نحو 61% من ميزانيتها للدفاع، وتنشط فيها اليوم نحو 800 شركة عامة وخاصة في مجال الصناعات الدفاعية، كما زادت الدولة حجم إنتاجها العسكري بواقع يزيد على 6 أضعاف، كما أنها تصنّع محليا نحو 96% من الطائرات المسيرة، التي باتت تتفوق في مجالها على روسيا، كما تقول.
إعلانويقول وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف إن حجم إنتاج المجمع الصناعي العسكري قد يصل إلى 35 مليار دولار في نهاية 2025، أي ما يغطي نسبة 57% من كامل ميزانية الدفاع.
لكن بلاده تعتمد -حتى يومنا هذا- بنسبة 30% على إمدادات الدول الأوروبية من السلاح، وبنسبة 40% على الأميركية، بحسب ما قال الرئيس زيلينسكي، وهي نسب لا تلبي كل الحاجة الأوكرانية، ولهذا تبقى غلبة الكمية للآليات والمدافع السوفياتية والروسية على طرف الجبهات الأخرى.
فعلى سبيل المثال، فإن كمية القذائف التي تطلقها القوات الروسية على الجبهات تصل في المتوسط إلى 7 أضعاف ما تطلقه نظيرتها الأوكرانية، ولا تتغير معطيات هذه المعادلة إلا بحصول أوكرانيا على دفعات جديدة من "شركائها" الغربيين.
من جهة أخرى، يشكل سلاح الطيران الروسي معضلة للأوكرانيين في الجبهات وبعيدا عنها، في حين أن طيرانهم الحربي يكاد يكون غائبا عن لعب أي أدوار هجومية لصالح أوكرانيا.
زيلينسكي أكد أن إنتاج بلاده من الأسلحة التي تحتاجها سنويا زاد إلى نحو 34% (الفرنسية) شريان الدعم مهددوبغض النظر عن "امتعاض" كييف من قلة حجم المساعدات وتأخرها في كثير من الأحيان، فإنها تعيش اليوم مخاوف حقيقية من أن تنقطع مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الحكم، أو أن تُربط بشروط صعبة.
ويوضح هذا الأمر للجزيرة نت الخبير والمحلل السياسي كونستانتين إليسيف، رئيس "مركز الحلول الجديدة"، فيقول "ثمة أزمة تلوح في الأفق على ما يبدو، فالرئيس زيلينسكي حاول مرارا طمأنة الجيش والعامة، لكنه عبّر عن الهواجس الموجودة صراحة، عندما طالب فريق ترامب بشراء السلاح الأميركي بعد قطع المساعدات، والتحول إلى شرائه بدلا من الحصول عليه بالمجان، ولكن باستخدام أموال الأصول الروسية المجمدة".
ويضيف إليسيف "هذه الهواجس موجودة أيضا لدى بعض الأوروبيين الداعمين، وبعضهم يرى أن أعباء الملف الأوكراني ستكون أكبر على عاتقهم تقريبا"، ويوضح في السياق ذاته أن "ليس أمام أوكرانيا سوى الحفاظ على علاقات متزنة مع كل من أوروبا والولايات المتحدة، هذا مهم لاستمرار الدعم، بغض النظر عن شكله، وللحصول على الضمانات الأمنية التي تريدها أوكرانيا أيضا".
إعلان
حلول بديلة
تحولت أوكرانيا مؤخرا نحو الحديث عن إمكانية نشر قوات أجنبية على أراضيها، ويبدو أنها ترحب بالأمر وتريده صراحة، بعد طول تأكيد سابق بأنها لا تحتاجه، وهو أمر بُحث مع الفرنسيين على مستوى الرؤساء، وسيبحث مع البريطانيين قريبا، أما دول البلطيق المجاورة فقالت إنها ستدرس الأمر إذا طالبت به أوكرانيا.
من جهته، يربط الرئيس الأوكراني بين وجود هذه القوات و"تعزيز الوحدة الأوروبية"، وبين "الضمانات الأمنية" لبلاده، حيث يصنفها كقوات "حفظ سلام" على أراضيها.
لكن معظم دول "الناتو" تعارض إرسال قوات إلى أوكرانيا، ومنها ألمانيا التي أكدت أنها لن تناقش الفكرة إلا بعد موافقة روسيا عليها، في إطار "حفظ السلام"، لكن خبراء يرون أن الأمر سيكون، ولكن بالتدرج.
ومن وجهة نظر المحلل العسكري يوري فيدوروف، فإن "مجرد الحديث عن هذا الموضوع يعد تمهيدا لتطبيقه، الذي قد يبدأ ببرنامج تدريب للقوات الأوكرانية، على أراضي أوكرانيا وليس خارجها".
ويضيف في حديثه للجزيرة نت أن هذا الوجود قد يتطور لحماية مواقع أو مدن معينة، ويمكّن أعدادا أكبر من القوات الأوكرانية للمشاركة في الحرب بشكل مباشر، وبهذا يتحقق جزئيا هدف "الضمانات الأمنية" التي تريدها أوكرانيا، حتى وإن دُفعت للتخلي عن مساعي العضوية في حلف شمال الأطلسي "الناتو".
ويوضح فيدوروف قائلا "لا أعتقد أن أي قوات أجنبية ستشارك في حرب روسيا في المستقبل القريب، لكنها تعتبر مجرد وجودها تهديدا، ونحن نرى فيه وسيلة ضغط قوية عليها، سواء إذا استمرت الحرب، أو ذهبت إلى طاولة مفاوضات عادلة"، ويضيف "بعد 3 سنوات، روسيا لم تعد قوية لتذهب إلى إشعال حرب مع الناتو وكل الغرب كما كانت، وكما تدعي".