شروط صعبة للاحتلال وتمسك حماس بموقفها .. هل تنجح مفاوضات الدوحة؟
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
سرايا - بعد توقف امتد لشهرين، استؤنفت أمس في العاصمة القطرية الدوحة مجددا، المفاوضات للتوصل إلى اتفاق جديد قصير الأمد، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح أسرى الاحتلال لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال، كل ذلك بمشاركة أميركية ومصرية وصهيونية، قد تجري وقائعها في قطر.
وتشير تقديرات مراقبين إلى أن احتمال تحقيق اختراق في المفاوضات يبدو منخفضا، برغم بعض الآمال المعقودة على النجاح بتحريك المياه الراكدة من جديد، بيد أن حماس رفضت مؤخرا عرضا جديدا للاحتلال، يقضي بإبعاد قادتها من القطاع، في نطاق اتفاق لوقف إطلاق النار، وعقد صفقة لتبادل الأسرى.
وفيما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن وسطاء عرب، بأن الاقتراح قدمه رئيس مخابرات الاحتلال (الموساد) ديفيد برنياع، في اجتماع مع مسؤولين مصريين الأسبوع الماضي، أكدت أن العرض قوبل بالرفض السريع من حماس.
وفيما تهدف محادثات الدوحة، لإقناع الاحتلال وحركة حماس، بالموافقة على وقف إطلاق نار في القطاع لمدة تقل عن شهر، تفصح تقديرات، بأنه بعد أن عدل رئيس وزراء الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو موقفه بعدم منح طاقمه المفاوض هامشا كافيا من الحرية، بخاصة بعد استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وتحقيق ما يرى بأنه إنجازات عسكرية ميدانية، وفقا للصحيفة الأميركية، هو ما أتاح له أن يرسل وفدا بكامل هيئته برئاسة برنياع.
وفي هذا الإطار، يقول د. محمد الخزاعلة، إنه برغم جهود الوسطاء، ومن بينهم قطر، فيرجح بأن مساراتها لن تفضي حاليًا إلى أي نتائج ملموسة، على صعيد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضاف الخزاعلة "يعود السبب في ذلك، إلى طبيعة وقف إطلاق النار المراد الوصول إليه، والشروط المرتبطة به من جهة، كما أن نجاح الوساطات يعتمد أيضًا على سؤال أساسي: هل تريد إسرائيل فعليًا وقف إطلاق النار في الوقت الحالي؟".
وتابع: إن اليمين المتطرف في كيان الاحتلال الذي يقود الحكومة، وضع منذ اليوم الأول للحرب العدوانية على غزة، هدفًا رئيسا يتمثل بتدمير القدرات العسكرية للمقاومة، لكن قدرة حماس على الصمود حتى الآن، واستمرارها في المقاومة بغزة، ونجاحها المستمر بتكبيد الاحتلال خسائر متتالية، كلها عوامل ستدفع به - في ظل الدعم الأميركي والغربي المستمرين – لإفشال جهود الوساطة، حتى يحقق هدفه من الحرب، وهو القضاء على القدرة العسكرية للمقاومة.
وأتم الخزاعلة: ومع ذلك، جرى تداول ملامح صفقة يرغب بها الاحتلال كما أفصحت عنها وسائل إعلامه، تقوم على ركيزتين: خروج المقاومة وقياداتها من القطاع على نحو آمن، مقابل الإفراج عن أسراه. ومع ذلك، لا نتوقع بأن تقبل المقاومة بهذه الصفقة مهما كانت الضغوط حاليًا، بخاصة وأن اليمين في الكيان وحركة "نحالاه"، قد بدأوا جهودًا واسعة النطاق، تحضيرًا لمرحلة استيطان المناطق الشمالية في القطاع، معتقدين بأن المقاومة قد تقبل بالخروج منه، وبعدها، ستكون عملية استيطان من جهة وتهجير للفلسطييين من جهة أخرى، أمرا متاحا للكيان، والعمل عليه بحرية في غزة، ما دامت المقاومة لن تكون موجودة.
واستكمل: لذلك، نرى بأن المقاومة الفلسطينية في غزة، سترفض التجاوب مع أي جهود للوساطة من أجل وقف إطلاق النار، إذا كان الشرط هو خروجها من القطاع حاليًا، مقابل الإفراج عن الأسرى، ونتوقع بأن تبقى منفتحة على جهود الوساطة من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، في حال تحاوب أو أبدى المحتل انفتاحا على الانسحاب الكامل من غزة ورفع الحصار تمهيدًا لعملية إعادة الإعمار.
أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الألمانية الأردنية د. بدر الماضي، قال إن هذه المفاوضات وبسبب تدخل بعض الأطراف، ليست قرارا صرفا فقط لحماس أو للاحتلال، فالأطراف التي ستدير العملية التفاوضية مهمة جدا، بخاصة عندما نتكلم عن الولايات المتحدة الأميركية، وهي التي تمتلك مفاتيح الضغط على الاحتلال، كذلك فإن الطرف الآخر حماس، سيكون هناك من سيضغط عليها مثل مصر وقطر، بهدف التخفيف من الشروط، ويبدو بأن الظروف المحيطة في المنطقة وبهذه الحرب، قد تشكل فاعلا مهما جدا في الدفع لإنجاح مفاوضات الدوحة.
وأضاف الماضي، إن ما يعيشه الاحتلال حاليا، بخاصة بعد فتحه جبهة في الشمال بجنوب لبنان لن تكن آثارها عليه سهلة، لذا قد يعجل بالمفاوضات، ويوافق على وقف لإطلاق النار أو البدء بوقفها في غزة، متطلعا الى التفرغ لاستكمار حربه على جنوب لبنان، في نطاق اعتقاده بأنه حقق ما يريده في القطاع، لكن يبقى حال أسراه وقضيتهم التي تتداعى داخل المجتمع الصهيوني، لذا سيسعى للاتفاق على هذه المعضلة.
وأتم "حتى هذه المفاوضات، ونحن هنا لا تتكلم عن الأسرى فقط، بل وعن وقف إطلاق النار، وما إذا كان هناك مشروع متكامل لليوم التالي، يوافق عليه الاحتلال وحماس معا، يتضمن استبعاد حماس من أن تكون فاعلا أساسيا في القطاع، وتحديدا في الجانب السياسي أم لا؟ وهذه بالطبع قضية مهمة جدا، يجب التركيز عليها، وأعتقد بأن المصريين والقطريين لديهم بعض الأفكار التي يمكن أن تطرح على حركة حماس بهذا الخصوص.
وأضاف الماضي، "إن الولايات المتحدة نجحت بالضغط على الاحتلال في ضبط رده على إيران، لذلك يمكن أيضا أن تؤثر عن طريق مدير استخباراتها الموجود في هذه المفاوضات بالضغط على الاحتلال للقبول بمفاوضات ما مرة أخرى".
وتابع: أعتقد بأن الطرفين أمام اختيارات صعبة، لكنها بالتأكيد ستكون ضاغطة جدا، بخاصة في الجانب المتعلق بحماس، إذ على حماس أن تدرك بأن الفلسطينيين في القطاع هم الخاسرون، والإبادة الجماعية التي تحدث هناك، تستحق التنازل في بعض الملفات، وهذا لن يؤثر على فكرة مقاومة الاحتلال في السنوات المقبلة، إذ لا بد من إعادة إنتاج أفكار جديدة تحمي الشعب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه تحقق بعض الشروط، وليس كل الشروط التي كانت تطالب بها حركة حماس.
وتوقع الماضي، بأن تكون هناك حلحلة في الموقف، وحراك قد يؤدي إلى نوع من أنواع وقف إطلاق النار، وإلا سيستمر الاحتلال صراحة في غيه، وسيستمر بحشر الشعب الفلسطيني في القطاع، بزوايا سيكون من الصعب تحملها أكثر مما تحمل الفلسطينيون في آخر 13 شهرا.
وفي السياق، قال وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت، إنه يجب تقديم تنازلات مؤلمة لتأمين استعادة الرهائن المحتجزين في القطاع، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية وحدها، لن تحقق أهداف الحرب.
بدوره، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد، إن نجاح مفاوضات الدوحة يعتمد على مدى نجاح قوات الاحتلال بتحسين الوضع الميداني، بعد محاولات متكررة منذ أكثر من 24 يوما لتحقيق إنجاز في العملية البرية، محاولا أن يمتلك أوراقا تفاوضية جيدة إذا جلس على طاولة المفاوضات، ما يشير إلى أن الوضع القائم لا يمكن قبول الاحتلال بالجلوس على طاولة المفاوضات في وضع ميداني سيئ، لم ينجح خلاله بإعادة سكان مستعمرات الشمال المحتل على أقل تقدير.
وأضاف أبوزيد، أن جولة التصعيد الميداني تترافق مع مفاوضات الدوحة، ما يعني بأن الجميع يريد رفع الكلف على الآخر في محاولة لفرض شروطه على طاولة المفاوضات، في حين أن تصريحات جنرالات الاحتلال بقرب انتهاء العملية العسكرية جنوب لبنان، في محاولة للتخلص من التورط عبر إعطاء اشارة بضرورة فتح المسار التفاوضي، لكن ذلك يعطي الاحتلال مزيدا من الوقت لتحسين الواقع العملياتي، ما يفسر بأن الاحتلال يطالب بالتفاوض تحت النار وحزب الله يطالب بوقف النار أولا ثم التفاوض.
يشار إلى أن جولات المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال وحركة حماس تتعثر منذ أكثر من 11 شهرا تقريبا، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وتمسكه بمحوري فيلادلفيا ونتساريم جنوبي ووسط غزة، بينما تطالب حماس بانسحابه الكامل من غزة وعودة النازحين دون قيد.
الغدإقرأ أيضاً : حزب الله ينفذ 29 عملية ضد جيش الاحتلال خلال 24 ساعةإقرأ أيضاً : العدوان على غزة يدخل يومه 388 والاحتلال يتكبد الخسائر في لبنانإقرأ أيضاً : مجلس الامن يعقد نقاشا مفتوحا بشأن فلسطين الثلاثاء
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الاحتلال رئيس الاحتلال الاحتلال القطاع رئيس الاحتلال رئيس محمد الاحتلال اليوم الاحتلال الاحتلال القطاع الشمالية القطاع غزة مصر المنطقة الاحتلال لبنان الاحتلال الاحتلال الاحتلال القطاع الاحتلال الشعب الاحتلال الشعب الاحتلال الاحتلال الوضع الوضع الاحتلال الجميع الاحتلال الاحتلال الاحتلال الله الاحتلال غزة الامن فلسطين مصر إيران المنطقة الشمالية الوضع قطر لبنان مجلس اليوم الحكومة الله الحرية غزة الاحتلال الشعب الجميع محمد رئيس القطاع شهر لوقف إطلاق النار وقف إطلاق النار مفاوضات الدوحة فی القطاع جهود ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
نهاية مفتوحة| نتنياهو يحدد أكتوبر كحد أقصى لحرب غزة وسط مفاوضات عديدة.. وخبير يكشف المشهد
وسط الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، بدأت تتكشف ملامح سيناريوهات محتملة لنهايتها، وسط جهود دبلوماسية متصاعدة تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة.
وتبرز تصريحات لمسؤولين إسرائيليين تكشف نية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنهاء العمليات العسكرية بحلول أكتوبر المقبل، في وقت تتكثف فيه مفاوضات التهدئة وسط خلافات عميقة بشأن مستقبل حماس وسلاحها.
وفي هذا الصدد، يقول جمال رائف، الكاتب والباحث السياسي، إن تصريحات نتنياهو بإنهاء الحرب علي غزة بحلول أكتوبر القادم ، تتزامن مع زيارة ترامب للمنطقة وربما تتماشي مع رغبة ترامب فيما يتعلق بتهدئة منطقة الشرق الأوسط، وذلك قبل زيارته لبعض الدول العربية.
وأضاف رائف- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الضغط علي نتنياهو من واشنطن يأتي بعد ترجمة هذه التصريحات، ولكن يجب أن ننتظر حتى تكون تلك التصريحات علي أرض الواقع، فيجب أن يكون هناك خطوات تمهيدية، بمعني عدم التوغل في قطاع غزة، ووقف الأعمال العدوانية والسماح بإدخال المساعدات والذهاب إلي المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
وأشار رائف، إلى أن على الجانب الإسرائيلي أن يبدي تصرفات علي أرض الواقع تثبت مصداقية تلك التصريحات، وليس أن تكون مجرد تصريحات لاستجابة ترامب أن يقوم بزيارة المنطقة فقط.
ومن جانبها، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهاء الحرب في قطاع غزة بحلول شهر أكتوبر المقبل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني كبير في الحكومة الإسرائيلية أن هذا الموعد يمثل الحد الأقصى للعملية العسكرية، مؤكدا أن إنهاء الحرب قد يتم قبل ذلك في حال تحققت الأهداف الاستراتيجية.
وبحسب المصدر، فإن امتداد المعركة لأكثر من عامين غير منطقي، مما يعكس سعي القيادة الإسرائيلية لوضع سقف زمني للصراع المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، حين شنت إسرائيل هجوما واسعا على غزة ردا على هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كأسرى.
خلاف حول مستقبل حماسوفي سياق متصل، كشفت "هيئة البث الإسرائيلية" عن وجود نقطة خلاف مركزية في مفاوضات وقف إطلاق النار، تتمثل في إصرار إسرائيل على تفكيك الجناح العسكري لحماس، وهو ما تعتبره الحركة خطا أحمر.
من جهة أخرى، نقلت قناة القاهرة الإخبارية أن رئيس المخابرات العامة المصرية، حسن رشاد، سيلتقي وفدا تفاوضيا إسرائيليا في القاهرة لمواصلة بحث سبل التهدئة، بعد أيام قليلة من زيارة وفد حماس للعاصمة المصرية لمناقشة ذات الملف.
الوساطة الدوليةوتدخل مصر وقطر والولايات المتحدة بدور محوري في محاولة كسر الجمود التفاوضي، وسط تقارير عن تقدّم كبير في محادثات القاهرة، بحسب وكالة رويترز، التي أفادت بتوصل الأطراف إلى اتفاقات مبدئية تشمل وقف إطلاق نار طويل الأمد، مع بقاء بعض النقاط الشائكة، وعلى رأسها قضية تسليح حماس.
في تطور لافت، أعلنت حركة حماس عن استعدادها لإبرام "صفقة" تتضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين دفعة واحدة، مقابل هدنة لمدة خمس سنوات، لكن إسرائيل، من جهتها، رفضت هذا الطرح، متمسكة بـهدنة قصيرة (45 يوما) مقابل الإفراج عن عشرة رهائن فقط.
وتطالب تل أبيب باتفاق شامل يتضمن نزع سلاح حماس وعودة جميع الرهائن، فيما تعتبر الحركة ذلك مطلبًا تعجيزيًا يمس جوهر المقاومة.
والجدير بالذكر، أنه مع استمرار الجهود الدولية، وتزايد الضغوط الإنسانية والسياسية، يبقى مستقبل الحرب في غزة رهنا بالتنازلات التي قد تقدمها الأطراف المتنازعة.