سرايا - بعد توقف امتد لشهرين، استؤنفت أمس في العاصمة القطرية الدوحة مجددا، المفاوضات للتوصل إلى اتفاق جديد قصير الأمد، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح أسرى الاحتلال لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال، كل ذلك بمشاركة أميركية ومصرية وصهيونية، قد تجري وقائعها في قطر.




وتشير تقديرات مراقبين إلى أن احتمال تحقيق اختراق في المفاوضات يبدو منخفضا، برغم بعض الآمال المعقودة على النجاح بتحريك المياه الراكدة من جديد، بيد أن حماس رفضت مؤخرا عرضا جديدا للاحتلال، يقضي بإبعاد قادتها من القطاع، في نطاق اتفاق لوقف إطلاق النار، وعقد صفقة لتبادل الأسرى.

وفيما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن وسطاء عرب، بأن الاقتراح قدمه رئيس مخابرات الاحتلال (الموساد) ديفيد برنياع، في اجتماع مع مسؤولين مصريين الأسبوع الماضي، أكدت أن العرض قوبل بالرفض السريع من حماس.


وفيما تهدف محادثات الدوحة، لإقناع الاحتلال وحركة حماس، بالموافقة على وقف إطلاق نار في القطاع لمدة تقل عن شهر، تفصح تقديرات، بأنه بعد أن عدل رئيس وزراء الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو موقفه بعدم منح طاقمه المفاوض هامشا كافيا من الحرية، بخاصة بعد استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وتحقيق ما يرى بأنه إنجازات عسكرية ميدانية، وفقا للصحيفة الأميركية، هو ما أتاح له أن يرسل وفدا بكامل هيئته برئاسة برنياع.
وفي هذا الإطار، يقول د. محمد الخزاعلة، إنه برغم جهود الوسطاء، ومن بينهم قطر، فيرجح بأن مساراتها لن تفضي حاليًا إلى أي نتائج ملموسة، على صعيد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.


وأضاف الخزاعلة "يعود السبب في ذلك، إلى طبيعة وقف إطلاق النار المراد الوصول إليه، والشروط المرتبطة به من جهة، كما أن نجاح الوساطات يعتمد أيضًا على سؤال أساسي: هل تريد إسرائيل فعليًا وقف إطلاق النار في الوقت الحالي؟".


وتابع: إن اليمين المتطرف في كيان الاحتلال الذي يقود الحكومة، وضع منذ اليوم الأول للحرب العدوانية على غزة، هدفًا رئيسا يتمثل بتدمير القدرات العسكرية للمقاومة، لكن قدرة حماس على الصمود حتى الآن، واستمرارها في المقاومة بغزة، ونجاحها المستمر بتكبيد الاحتلال خسائر متتالية، كلها عوامل ستدفع به - في ظل الدعم الأميركي والغربي المستمرين – لإفشال جهود الوساطة، حتى يحقق هدفه من الحرب، وهو القضاء على القدرة العسكرية للمقاومة.


وأتم الخزاعلة: ومع ذلك، جرى تداول ملامح صفقة يرغب بها الاحتلال كما أفصحت عنها وسائل إعلامه، تقوم على ركيزتين: خروج المقاومة وقياداتها من القطاع على نحو آمن، مقابل الإفراج عن أسراه. ومع ذلك، لا نتوقع بأن تقبل المقاومة بهذه الصفقة مهما كانت الضغوط حاليًا، بخاصة وأن اليمين في الكيان وحركة "نحالاه"، قد بدأوا جهودًا واسعة النطاق، تحضيرًا لمرحلة استيطان المناطق الشمالية في القطاع، معتقدين بأن المقاومة قد تقبل بالخروج منه، وبعدها، ستكون عملية استيطان من جهة وتهجير للفلسطييين من جهة أخرى، أمرا متاحا للكيان، والعمل عليه بحرية في غزة، ما دامت المقاومة لن تكون موجودة.


واستكمل: لذلك، نرى بأن المقاومة الفلسطينية في غزة، سترفض التجاوب مع أي جهود للوساطة من أجل وقف إطلاق النار، إذا كان الشرط هو خروجها من القطاع حاليًا، مقابل الإفراج عن الأسرى، ونتوقع بأن تبقى منفتحة على جهود الوساطة من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، في حال تحاوب أو أبدى المحتل انفتاحا على الانسحاب الكامل من غزة ورفع الحصار تمهيدًا لعملية إعادة الإعمار.



أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الألمانية الأردنية د. بدر الماضي، قال إن هذه المفاوضات وبسبب تدخل بعض الأطراف، ليست قرارا صرفا فقط لحماس أو للاحتلال، فالأطراف التي ستدير العملية التفاوضية مهمة جدا، بخاصة عندما نتكلم عن الولايات المتحدة الأميركية، وهي التي تمتلك مفاتيح الضغط على الاحتلال، كذلك فإن الطرف الآخر حماس، سيكون هناك من سيضغط عليها مثل مصر وقطر، بهدف التخفيف من الشروط، ويبدو بأن الظروف المحيطة في المنطقة وبهذه الحرب، قد تشكل فاعلا مهما جدا في الدفع لإنجاح مفاوضات الدوحة.



وأضاف الماضي، إن ما يعيشه الاحتلال حاليا، بخاصة بعد فتحه جبهة في الشمال بجنوب لبنان لن تكن آثارها عليه سهلة، لذا قد يعجل بالمفاوضات، ويوافق على وقف لإطلاق النار أو البدء بوقفها في غزة، متطلعا الى التفرغ لاستكمار حربه على جنوب لبنان، في نطاق اعتقاده بأنه حقق ما يريده في القطاع، لكن يبقى حال أسراه وقضيتهم التي تتداعى داخل المجتمع الصهيوني، لذا سيسعى للاتفاق على هذه المعضلة.


وأتم "حتى هذه المفاوضات، ونحن هنا لا تتكلم عن الأسرى فقط، بل وعن وقف إطلاق النار، وما إذا كان هناك مشروع متكامل لليوم التالي، يوافق عليه الاحتلال وحماس معا، يتضمن استبعاد حماس من أن تكون فاعلا أساسيا في القطاع، وتحديدا في الجانب السياسي أم لا؟ وهذه بالطبع قضية مهمة جدا، يجب التركيز عليها، وأعتقد بأن المصريين والقطريين لديهم بعض الأفكار التي يمكن أن تطرح على حركة حماس بهذا الخصوص.


وأضاف الماضي، "إن الولايات المتحدة نجحت بالضغط على الاحتلال في ضبط رده على إيران، لذلك يمكن أيضا أن تؤثر عن طريق مدير استخباراتها الموجود في هذه المفاوضات بالضغط على الاحتلال للقبول بمفاوضات ما مرة أخرى".


وتابع: أعتقد بأن الطرفين أمام اختيارات صعبة، لكنها بالتأكيد ستكون ضاغطة جدا، بخاصة في الجانب المتعلق بحماس، إذ على حماس أن تدرك بأن الفلسطينيين في القطاع هم الخاسرون، والإبادة الجماعية التي تحدث هناك، تستحق التنازل في بعض الملفات، وهذا لن يؤثر على فكرة مقاومة الاحتلال في السنوات المقبلة، إذ لا بد من إعادة إنتاج أفكار جديدة تحمي الشعب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه تحقق بعض الشروط، وليس كل الشروط التي كانت تطالب بها حركة حماس.


وتوقع الماضي، بأن تكون هناك حلحلة في الموقف، وحراك قد يؤدي إلى نوع من أنواع وقف إطلاق النار، وإلا سيستمر الاحتلال صراحة في غيه، وسيستمر بحشر الشعب الفلسطيني في القطاع، بزوايا سيكون من الصعب تحملها أكثر مما تحمل الفلسطينيون في آخر 13 شهرا.


وفي السياق، قال وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت، إنه يجب تقديم تنازلات مؤلمة لتأمين استعادة الرهائن المحتجزين في القطاع، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية وحدها، لن تحقق أهداف الحرب.


بدوره، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد، إن نجاح مفاوضات الدوحة يعتمد على مدى نجاح قوات الاحتلال بتحسين الوضع الميداني، بعد محاولات متكررة منذ أكثر من 24 يوما لتحقيق إنجاز في العملية البرية، محاولا أن يمتلك أوراقا تفاوضية جيدة إذا جلس على طاولة المفاوضات، ما يشير إلى أن الوضع القائم لا يمكن قبول الاحتلال بالجلوس على طاولة المفاوضات في وضع ميداني سيئ، لم ينجح خلاله بإعادة سكان مستعمرات الشمال المحتل على أقل تقدير.


وأضاف أبوزيد، أن جولة التصعيد الميداني تترافق مع مفاوضات الدوحة، ما يعني بأن الجميع يريد رفع الكلف على الآخر في محاولة لفرض شروطه على طاولة المفاوضات، في حين أن تصريحات جنرالات الاحتلال بقرب انتهاء العملية العسكرية جنوب لبنان، في محاولة للتخلص من التورط عبر إعطاء اشارة بضرورة فتح المسار التفاوضي، لكن ذلك يعطي الاحتلال مزيدا من الوقت لتحسين الواقع العملياتي، ما يفسر بأن الاحتلال يطالب بالتفاوض تحت النار وحزب الله يطالب بوقف النار أولا ثم التفاوض.


يشار إلى أن جولات المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال وحركة حماس تتعثر منذ أكثر من 11 شهرا تقريبا، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وتمسكه بمحوري فيلادلفيا ونتساريم جنوبي ووسط غزة، بينما تطالب حماس بانسحابه الكامل من غزة وعودة النازحين دون قيد.

الغد

إقرأ أيضاً : حزب الله ينفذ 29 عملية ضد جيش الاحتلال خلال 24 ساعةإقرأ أيضاً : العدوان على غزة يدخل يومه 388 والاحتلال يتكبد الخسائر في لبنانإقرأ أيضاً : مجلس الامن يعقد نقاشا مفتوحا بشأن فلسطين الثلاثاء

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الاحتلال رئيس الاحتلال الاحتلال القطاع رئيس الاحتلال رئيس محمد الاحتلال اليوم الاحتلال الاحتلال القطاع الشمالية القطاع غزة مصر المنطقة الاحتلال لبنان الاحتلال الاحتلال الاحتلال القطاع الاحتلال الشعب الاحتلال الشعب الاحتلال الاحتلال الوضع الوضع الاحتلال الجميع الاحتلال الاحتلال الاحتلال الله الاحتلال غزة الامن فلسطين مصر إيران المنطقة الشمالية الوضع قطر لبنان مجلس اليوم الحكومة الله الحرية غزة الاحتلال الشعب الجميع محمد رئيس القطاع شهر لوقف إطلاق النار وقف إطلاق النار مفاوضات الدوحة فی القطاع جهود ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

جولات مفاوضات مكوكية.. اتفاق غزة مقدمة لخفض التصعيد في الشرق الأوسط

عرضت قناة “القاهرة الإخبارية”، تقريرًا مصورًا بعنوان، :"مع بدء تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في غزة.. وكالات ومنظمات الأمم المتحدة تعود للعمل في غزة"، وذلك بالتزامن مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وتابع التقرير المصور الذي عرضته قناة “القاهرة الإخبارية”، :جولات مفاوضات مكوكية، تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في مسعى لإنهاء أكثر من 15 شهرا من الحرب الإسرائيلية على القطاع، أنّ الاتفاق الذي تم بوساطة مصرية قطرية أمريكية يتضمن تبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين، حيث يجرى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة من مدنيين وجنود سواء كانوا على قيد الحياة أو غير ذلك، وفي المقابل تفرج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال مع التعهد بعدم اعتقالهم مستقبلا عن التهم نفسها، أو لأداء باقي محكومياتهم".

وأوضح التقرير، أنّ الاتفاق يؤكد على عودة الهدوء المستدام إلى قطاع غزة، بما يحقق وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحاب قوات جيش الاحتلال، وتفكيك المواقع والمنشآت العسكرية التي أنشأها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وأنّ الاتفاق يتيح للأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الأخرى القيام بأعمالها لتقديم الخدمات الإنسانية في كل مناطق قطاع غزة، واستمرار ذلك في جميع مراحل الاتفاقية، كما يؤكد الاتفاق أيضا على إعادة إعمار قطاع غزة وفتح المعابر الحدودية وإنفاذ المساعدات، والسماح بحركة السكان وعودة النازحين إلى مناطقهم، وحرية نقل البضائع.

وأضاف: “ترقُب طال انتظاره، ليتحقق الأمل الذي طاق إليه الفلسطينيون؛ لإنهاء أكبر مأساة إنسانية في التاريخ الحديث، فيما يأمل الكثيرون أن يكون الاتفاق مقدمة لخفض التصعيد في الشرق الأوسط، واستعادة الاستقرار في تلك المنطقة التي أدى تأجيج النزاعات بها إلى تهديد كامل للسلم والأمن الدوليين”.  

مقالات مشابهة

  • القسام تكشف عن ضربات قاسية للاحتلال قبل وقف إطلاق النار شمال القطاع
  • أبرز الفاعلين في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • الدفاع المدني بغزة: لدينا مهمة صعبة في البحث عن 10 آلاف شهيد تحت الأنقاض
  • نزال: إسرائيل ستنسحب من غزة تدريجيا وحماس لا تريد حكم القطاع
  • قاآني: كيان الاحتلال أُجبر على وقف إطلاق النار وهذه هزيمته الكبرى
  • جولات مفاوضات مكوكية.. اتفاق غزة مقدمة لخفض التصعيد في الشرق الأوسط
  • أول تعليق من "الحرس الثوري الإيراني" على بدء سريان وقف إطلاق النار بغزة
  • بعد دقائق من دخول وقف إطلاق النار.. الشرطة الفلسطينية تنتشر بقطاع غزة (شاهد)
  • قبيل ساعات من بدء وقف إطلاق النار.. انسحابات للاحتلال من غزة ورفح
  • الآلاف يتظاهرون في برلين احتفالا باتفاق وقف إطلاق النار في غزة