ماذا بعد السيناريو الأميركي بضبط الضربات بين طهران وتل أبيب؟
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
كتب صلاح سلام في" اللواء": ليس مستغرباً أن يتنفس اللبنانيون الصعداء، بعد الرد الإسرائيلي المنتظر على إيران، لأنه جاء في إطار السيناريو الأميركي لإحتواءالتصعيد بين طهران وتل أبيب، وتجنب إنزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.
من الواضح أن إلتزام الطرفان، الإيراني والإسرائيلي، بتفاصيل السيناريو الأميركي، كان مطلقاً، وعلى جانب كبير من الدقة.
لله الأهداف منها في القضاء على القيادة السياسية والعسكرية للحزب، إضافة للغارات المستمرة في مختلف المناطق بحجة ضرب مخازن الصواريخ والسلاح والذخيرة، والقضاء على البنية العسكرية للحزب.
ويبدو أن خريطة الطريق التي وضعها الرئيس نبيه برّي مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، ستكون على طاولة المباحثات في تل أبيب خلال الزيارة الحالية للموفد الأميركي، وعمادها إعادة تعويم القرار الأممي ١٧٠١، والإلتزام بتطبيقه، بكل مندرجاته، خاصة بالنسبة لتعزيز وضع الجيش اللبناني جنوب الليطاني، وحصر وجود السلاح في المنطقة يالسلطة الشرعية، وقوات اليونيفيل الدولية.
ولكن تفاصيل تطبيق وقف النار وتنفيذ بنود القرار ١٧٠١ هي التي ستوضع على مشرحة المناقشات والمماحكات، وتستغرق عدة جلسات من البحث والتدقيق، والتي تتطلب موقفاً لبنانياً موحداً وصلباً، بخلاف ما شاهدناه إثر إعلان الرئيس نجيب ميقاتي البيان الثلاثي من عين التينة، حيث عمدت بعض الأطراف السياسية إلى التشويش على مضمون البيان، والغمز من قناة أصحابه، بأسلوب أظهر الإنقسامات اللبنانية بأبشع صورها، رغم الحاجة الوطنية الضرورية لإبراز الجبهة الدخلية أكثر توحداً وأشد صلابة، بمواجهة العدوان التدميري.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
كيف قتلت الطائرات المسيرة في 3 سنوات قرابة 1000 مدني بأفريقيا؟
يفيد تقرير حروب الطائرات بدون طيار، الصادر في المملكة المتحدة، بأن العديد من البلدان الأفريقية باتت تستخدمها في الحرب ضد الجماعات المسلحة، وأدى هذا الاستخدام الذي يتم دون حرفية فائقة إلى وقوع العديد من الأخطاء التي تسببت في مقتل وإصابة العديد من الأشخاص.
ووفقا للتقرير الصادر في المملكة المتحدة، فقد قتل 943 عبر 50 حادثة وقعت في 6 دول أفريقية، وذلك في الفترة الممتدة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2021 إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
ويكشف التقرير المعنون بـ"الموت عند التسليم" أن بعض الضربات تفشل في تمييز المقاتلين المستهدفين عن المدنيين.
وفي تصريح لقناة الجزيرة، قال بعض الخبراء إن عدد القتلى قد يكون أكثر من هذا بكثير، إذ إن العديد من الدول تدير عمليات الطائرات المسيرة في حملات تطبعها سرية.
وبحكم أن الطائرات المسيرة باتت السلاح المفضل للحكومات في جميع أنحاء القارة الأفريقية، تساءل التقرير عن عواقب استخدامها زمن النزاعات على المدنيين، وهل حان الوقت لكي ينظم العالم بيع الطائرات بدون طيار؟
ما تفسير إقبال الدول الأفريقية على امتلاك الطائرات المسيرة؟أفاد التقرير أن الدول الأفريقية تزايد حصولها بشكل كبير في السنوات الأخيرة على الطائرات المسيرة وخاصة تلك المتوسطة وطويلة المدى.
إعلانومنذ عام 2022 اقتنت 10 دول أفريقية على الأقل هذا النوع من السلاح، مبررة ذلك بتعزيز الأمن ومكافحة التمرد.
وقالت كورا موريس -كاتبة التقرير الصادر في المملكة المتحدة بعنوان "الموت عند التسليم"- إن الطائرات المسيرة تم تسويقها على أنها أداة فعالة في الحروب، وتساهم في تقليل المخاطر على الأفراد العسكريين، لكن في الواقع هذا ليس دقيقا، إذ غالبا ما ترتفع الخسائر في صفوف المدنيين.
وفي تصريح لقناة الجزيرة، قالت موريس إن استخدام الطائرات المسيرة عاد بنتائج سيئة على المدنيين.
وتسعى الحكومات الأفريقية إلى الحصول على طائرات درون من موردين يستعدون للبيع دون شروط صارمة، وتهتم الدول بالطائرات المسيرة، إذ إن هجماتها لا تعرض لخطر الإصابة أو مقتل الطيارين.
وحذر بعض الخبراء من أن تمتلك بعض الجماعات غير الحكومية هذه الطائرات وتبدأ في استخدامها.
ومؤخرا برزت الصين وتركيا كمصدرين رئيسيين للطائرات المسيرة إلى الدول الأفريقية وبيعها بأثمان رخيصة مع اهتمام قليل بكيفية استخدامها.
ما الدول التي شملها تقرير "الموت عند التسليم"؟وشمل التقرير الذي رصد قرابة ألف حالة وفاة في صفوف المدنيين باستخدام الطائرات المسيرة 6 دول في قارة أفريقيا هي:
السودانتم استخدام الطائرات المسيرة بشكل واسع في الحرب المستمرة في السودان بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع، وأصابت الضربات البنية التحتية المدنية بما في ذلك الأسواق.
الصومالويعتبر الصومال ساحة معركة للطائرات المسيرة، وخاصة في العمليات التي تستهدف حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة، وتسببت في وفيات متكررة في صفوف المدنيين.
كما أدت الضربات الجوية التي شنتها القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" ضد حركة الشباب في إصابة ومقتل المدنيين، لكن يطلقون على تلك الأخطاء "الأضرار الجانبية".
نيجيرياوألحقت الضربات التي تقوم بها الحكومة في نيجيريا ضد مقاتلي "بوكو حرام" حالات متعددة من القتل في صفوف المدنيين.
إعلانوفي سنة 2023، أصاب هجوم بطائرة مسيرة مجموعة من الأشخاص كانوا يحضرون لاحتفالات إسلامية في ولاية كادونا.
بوركينا فاسووقد بدأ النزاع يتوسع في بوركينا فاسو منذ سنة 2015 بوصفها نقطة مجاورة لدولة مالي التي تعتبر مركزا إقليميا للصراع المسلح.
إثيوبياوقد ركزت الحكومة في إثيوبيا على الطائرات بدون طيار في حربها ضد مقاتلي جبهة تيغراي، الأمر الذي تسبب في ضربات متعددة على مخيمات اللاجئين، وأدانت ذلك منظمات حقوق الإنسان.
ومن الضربات الأكثر دموية في مجموع هذه الدول: مقتل 85 شخصا في الإغارة على احتفالات المسلمين في نيجيريا سنة 2023، رغم أن الحكومة شككت في صحة تلك الأرقام.
ومن ضمن الضربات المميتة في صفوف المدنيين، بسبب استخدام الطائرات المسيرة، مقتل 86 شخصا في الهجوم على سكان قرية أوفو بيكي في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
كما سجلت في الصومال أحداث متعددة أهمها مقتل 23 شخصا في مزارع للمدنيين في جنوب الصومال.
وفي بوركينا فاسو، تم تسجل 28 وفاة في حادث واحد في أغسطس/آب 2023، كما تم تسجيل 48 وفاة دفعة واحدة في العاصمة الخرطوم في سبتمبر/أيلول 2023.
ضرورة الإشراف والتنظيموتؤكد التقارير أن الحاجة أصبحت ملحة للعمل على مزيد من الإشراف والتنظيم والمراقبة على استخدام الطائرات المسيرة، خاصة أن التوسع في استخدامها أصبح متزايدا في جميع أنحاء العالم.
ووفقا للتقرير الصادر في المملكة المتحدة، فإن استخدام الطائرات بدون طيار سينمو بشكل كبير وقد ينتشر في الجماعات غير الحكومية.
ورغم أنه توجد 3 اتفاقيات رئيسية للحد من التسلح تنطبق على الطائرات المسيرة، فإن جميعها لا يتم تنفيذه وفقا للمطلوب.