كتبت" الاخبار":عادت الاستخبارات الألمانية لتنشط في بيروت، وتستعمل أدوات متنوعة في إطار جمع المعلومات، كما يقوم فريقها العامل ضمن قوات الطوارئ الدولية بجهود إضافية بحجة تأمين المنطقة البحرية. واستخدمت القوات الألمانية راداراتها، ليس لرصد الخروقات الإسرائيلية أو محاولة منعها أو حتى التحذير منها، بل دخلت في تعاون مع قيادة العدو لمدّها بما تجمعه أو تستشعره الرادارات من حركة وخصوصاً للمُسيّرات.

وهي كانت، في مراحل سابقة، تكتفي بنقل المعلومات التي تُصنّف في «خانة الإنذار المبكر»، وهي ثغرة لدى العدو الذي لم يتمكن بعد من كشف المُسيّرات فور إطلاقها، وغالباً ما تتجاوز أكثر من 15 كيلومتراً في عمق الكيان قبل أن يكتشفها، كما يواجه صعوبة في إسقاطها أو منع عدد كبير منها من الوصول إلى أهدافه.
لكنّ الجانب الألماني أقدم على خطوة بالغة الخطورة، عندما لجأ يوم 17 الجاري، إلى إصدار إنذار مبكر للعدو بوجود مُسيّرات تنطلق من الأراضي اللبنانية فوق البحر. ويبدو أن العدو الذي يواجه مشكلة في ملاحقة المُسيّرات، طلب المساعدة، فأطلقت سفينة ألمانية صواريخ أسقطت المُسيّرة التي تبيّن أنها تتبع للمقاومة الإسلامية. ولاحقاً، برّرت قوات «اليونيفل» الأمر بأن القوات الألمانية قامت بواجبها لجهة إزالة تهديد شعرت به نتيجة رصدها لجسم مشبوه في الأجواء.
في المقابل، لم تبادر السلطات الألمانية إلى القيام بأي جهد لمنع تعرّض قوات «اليونيفل» نفسها لضربات عسكرية مباشرة من قبل جنود العدو في أكثر من موقع على طول الحدود، كما لم تدن هذه الخروقات، ولم تبادر إلى أي إجراء تجاه مُسيّرات العدو ومقاتلاته التي تمر من فوقها أو بالقرب منها بشكل متواصل، إذ توجد أكثر من عشر مُسيّرات طوال الوقت في المنطقة الجنوبية، والرادارات الألمانية قادرة على اكتشافها، بل على تعقّبها إن قررت ذلك، فضلاً عن السفن الحربية التابعة للعدو التي تقصف الأراضي اللبنانية تحت نظر البحرية الألمانية.
عملياً، يبدو أن ألمانيا قررت الانتقال كلياً إلى المحور المعادي للمقاومة، وهي تستعدّ من خلال سفارتها في بيروت للعب دور داخلي في إطار التحريض على المقاومة وسلاحها، في خطوة جعلت حزب الله يعيد النظر في نظرته إلى الدور الألماني، إذ قرّر وقف أي تواصل مع الألمان، سياسياً أو أمنياً، وعدم التعاون معهم في أي ملف يتعلق بالصراع مع إسرائيل، وهو سيرفض أي دور ألماني في أي مفاوضات حول مستقبل عمل القوات الدولية في لبنان، وصولاً إلى توجه مبدئي لدى حزب الله بالعمل على طلب إبعاد ألمانيا من المشاركة في القوات الدولية، والتعامل معها على أنها طرف معادٍ، وهو أمر ستكون له انعكاساته الكبيرة على الموقف من النشاط الألماني في لبنان.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

هيئة شؤون الأسرى توضح لـعربي21 الانتهاكات التي يتعرض لها الأسير عبد الله البرغوثي

أثار حديث ابنة الأسير الأردني عبد الله البرغوثي عن تعرضه للضرب والتنكيل بشكل يومي المخاوف على حياته، وطرح سردها عن وضع والدها الصحي والجسدي تساؤلاً عن ما إذا كان الاحتلال يحاول اغتياله.

وكانت ابنة البرغوثي قد نقلت عن أحد محامي والدها أنه "يتعرض لمعاملة وحشية، وضرب مفرط بواسطة أدوات قمعية مثل الأحزمة والعصي الحديدية، ويتعمد الاحتلال إفراغ القسم بالكامل من الأسرى، ليُترك البرغوثي مع السجانين لوحده وتنطلق عملية تعذيبه".

ولفتت إلى أن هذه الممارسات الوحشية، أدت إلى كسور شديدة في عظامه، مما جعله غير قادر على الحركة أو الوقوف بشكل طبيعي.



من جهتها قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، إن حال الأسير عبد الله البرغوثي كحال بقية الأسرى في السجون الإسرائيلية ما بعد السابع من أكتوبر، حيث يُمارس عليهم جميعا سلسلة من العقوبات.

وأوضحت الهيئة في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن هذه العقوبات تتمثل بالاعتداء بالضرب والتنكيل بالأسرى، بالإضافة إلى تقليل كميات الطعام ما أدى إلى خسارة جميع الأسرى الكثير من أوزانهم، كذلك انتشرت بينهم الأمراض والأوبئة.

وأكدت أنه لا يتم تقديم العلاج الطبي اللازم للأسرى بشكل عام والأسير عبد الله البرغوثي بشكل خاص، الذي تقوم إدارة السجون الإسرائيلية بالاعتداء عليه بشكل يومي وممنهج والتنكيل به ونقله من سجن إلى أخر.

وأكملت الهيئة، أيضا تم سحب مواد التنظيف وهذا أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف الأسرى في السجون الإسرائيلية، كما أن الاحتلال لا يقدم العلاج الطبي اللازم للأسرى المرضى الذين أصيبوا بالمرض الجلدي (الجرب).



وحول وضع الأسير الأردني عبد الله البرغوثي، قالت هيئة شؤون الأسرى لـ"عربي21"، بحسب مشاهدة المحامي الذي قام بزيارته تظهر على جسده آثار الضرب بوضوح، بالإضافة الى انتشار المرض الجلدي، وهناك علامات ظهور للدمامل، أيضا لا يتم تقديم العلاج الطبي له، علما أنه خسر من وزنه ما يقارب 70 كيلو منذ السابع من أكتوبر.

وأثار حديث المحامي عن وضع الأسير الأردني عبد الله البرغوثي تساؤلات حول ما إذا كان الاحتلال يتعمد اغتياله، خاصة أنه كان دائما يرفض إدراجه في أي صفقة تبادل لأسرى، وكان يتعمد وضعه في زنزانة انفرادية لسنوات ويمنع أهله من زيارته لفترات طويلة.

بدورها قالت هيئة الأسرى رداً على هذه التساؤلات، "طلبنا زيارته وننتظر تحديد موعد للزيارة حتى نعرف كل التفاصيل حول ما يحدث معه".

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد كثف قمعه وتنكيله بالأسرى الفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر، ونال أسرى قطاع غزة النصيب الأكبر من هذا التنكيل والمعاملة الوحشية.

حيث احتجز الاحتلال أسرى قطاع غزة في معسكر سدي تيمان سيء السمعة، ووضعهم في أقفاص حديدية وعاملهم بطريقة وحشية وغير ادمية، حيث قام بتعذيبهم بكل الوسائل الجسدية والنفسية، كما هناك روايات تناقلها الأسرى عن تعرض بعضهم للاغتصاب.

ونقلت قناة الجزيرة عن رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله زغاري أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 15 ألف عملية اعتقال في قطاع غزة وحده.

ووفقا لزغاري فإن الاحتلال الإسرائيلي يرفض تقديم معلومات دقيقة عن عدد أسرى قطاع غزة، مؤكدا أن عمليات التعذيب والتنكيل قد تصاعدت منذ السابع من أكتوبر، علما أنه نتيجة للإهمال الطبي استشهد ما لا يقل عن 63 أسيرا فلسطينياً آخرهم الشاب مصعب عديلي (21 عاما).

مقالات مشابهة

  • خبراء عسكريون: استمرار استهداف عمق كيان العدو يثبت تناميَ قدرات القوات المسلحة اليمنية
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
  • هيئة شؤون الأسرى توضح لـعربي21 الانتهاكات التي يتعرض لها الأسير عبد الله البرغوثي
  • بالصور والتفاصيل.. لقاءات قبلية مسلحة في صعدة تؤكد الجهوزية الكاملة وتجدد التفويض للسيد القائد
  • حرب الرموز والمصطلحات.. يافا إنموذجاً
  • مرتضى منصور يرد على محمود عباس ويرفض نزع سلاح المقاومة (شاهد)
  • كيف تحمي أبناءك من التـ.ــحرش الإلكتروني؟.. الأوقاف توضح
  • تطور التصنيع العسكري اليمني يربك العدو
  • الإعلامي الحكومي: أكثر من مليون طفل بغزة في دائرة الخطر
  • جزين: التيّار وعازار يدعمان مرشّح زياد أسود لمواجهة القوات