الحركة الأخيرة لهوكشتاين: الـ1701 بشروط المنطقة الأمنية أو الحرب المفتوحة؟
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
كتب ابراهبم حيدر في " النهار": لا يعني الرد الإسرائيلي على إيران، تخفيف الضغط على جبهة لبنان، بل إن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الاستباحة الإسرائيلية بالنار. ووفقاً للمعطيات، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فصل ردّه على إيران عن جبهة لبنان، رافضاً أي وقف لإطلاق النار. وتفيد مصادر ديبلوماسية مطلعة أن نتنياهو سيواصل حربه التدميرية على لبنان التي تخطت عنوان إعادة السكان إلى مستوطنات الشمال أقله حتى ما بعد الانتخابات الأميركية، وإن لم يستطع أن يحقق هدفه في المعركة البرية، فإن خطته هي إبقاء الوضع اللبناني تحت الضغط لإحداث مزيد من الفوضى في الداخل ومنع عودة النازحين، وبالتالي يزيد العبء على الحزب في بيئته خصوصاً بعد اغتيال معظم قادته، وتجفيف منابع تمويله.
في المقابل يجاهر "حزب الله" بأنه استعاد المبادرة بعد تدخل إيراني مباشر، فتمكن من تفعيل منظومته الصاروخية، فيما بنيته القتالية في الجنوب لا تزال قادرة وهي توقع بالجيش الإسرائيلي خسائر فادحة، ولذا عاد إلى التشدد، معلناً رفضه الشروط المعلنة لتطبيق القرار 1701 والمسارات التفاوضية المتصلة به، ما جعل لبنان الرسمي مرتبكاً في التعامل مع المبادرات الدولية لوقف النار.
المفارقة في الحرب القائمة على جبهة لبنان، أنها تحظى بغطاء دولي ضد "حزب الله" كذراع إيرانية أولاً، فضلاً عن الإجماع الإسرائيلي الداخلي على الحرب، ووفق المصادر الديبلوماسية هذا ما يشجع إسرائيل أكثر على المضيّ في حربها التدميرية، وهي تحاول انطلاقاً من ذلك تغيير المعادلات على الحدود ودفع الوضع اللبناني إلى الفوضى، حتى الحديث عن الـ1701 لم يعد ذا جدوى بصيغته الحالية، وهو ما تسعى إسرائيل إلى تعديله بالنار لفرض شروطها.
أما رهان "حزب الله" فيتجاوز ما يحلّ بلبنان من دمار ونزوح، مراهناً على المواجهة البرية لإيقاع أكبر خسائر بقوات الاحتلال ويعتبر أن ذلك وحده سيدفع الإسرائيليين إلى مراجعة خطط حربهم ضد لبنان.
بعد الضربة الإسرائيلية لإيران ستمارس الولايات المتحدة ضغوطاً كبرى على طهران و"حزب الله" للقبول بالشروط المفروضة لوقف إطلاق النار. ولذا يتحرك هوكشتاين مجدداً إلى إسرائيل في محاولة لإحداث خرق يمكن أن يحمل بعدها الموقف الإسرائيلي إلى لبنان حول القرار 1701، انطلاقاً مما حدده حول الإجراءات المطلوبة لتطبيقه بعد التغييرات التي حدثت منذ 2006، تجنباً لطرح تعديله في مجلس الأمن الدولي. والواضح أن ما يتصل بالقرار من شروط إسرائيلية قد يتخطى المنطقة العازلة وانسحاب مقاتلي الحزب إلى شمال الليطاني وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني.
جولة هوكشتاين واتصالاته قد تكون الأخيرة في الفترة الفاصلة عن الانتخابات، لكنها تحمل الكثير من التعقيدات وسط إصرار إسرائيلي على فرض الشروط في مقابل تمسك "حزب الله" بالقتال، فيما لبنان الرسمي تحوّل إلى شاهد لا قدرة له على اتخاذ القرار ويتلقى المزيد من الصفعات في ظل الفوضى التي أحدثتها الحرب المستمرة حاملة أخطاراً كبيرة على البلد ووحدته ومستقبله.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
بعد اتفاق غزة.. هل يصبح اليمن الساحة الأخيرة للصراع الإقليمي؟
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في غزة حيز التنفيذ، تتجه الأنظار نحو اليمن كآخر الملفات العالقة التي تشهد توترًا في الإقليم.
وقد حدثت تطورات كبرى منذ السابع من أكتوبر 2023 على مستوى الشرق الأوسط، فقد سجّلت الأشهر الماضية تكبّد حزب الله اللبناني خسائر قاسية أزاحته عن الساحة، وفقدت إيران بذلك أبرز أذرعها التي كانت تُعوّل عليها كثيرًا في المنطقة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل شهد الشهر الأخير من العام الماضي سقوط نظام الأسد في سوريا، ما يعني خسارة طهران لأبرز حليف لها على المستوى الإقليمي.
وحُشرت إيران في الزاوية، فلم يتبقَّ لديها سوى الفصائل الشيعية المسلحة في العراق، التي نأت بنفسها عن أن تكون أداة فاعلة لطهران في هذه المرحلة، وميليشيا الحوثي في اليمن.
وبذريعة مناصرة غزة، كثّف الحوثيون هجماتهم على خطوط الملاحة الدولية واستهداف سفن الشحن التجارية، ليتسع نطاق تأثيرهم من المستوى المحلي ودول الجوار فقط، إلى العالم بأسره.
ونتيجة لذلك، شكّلت الولايات المتحدة وبريطانيا تحالفًا دوليًا تحت مسمى "تحالف الازدهار" لمواجهة الخطر القادم من اليمن، والذي يتمثل في التأثير على العمليات التجارية الدولية.
واقتصر دور التحالف على تنفيذ ضربات جوية على معاقل الحوثيين العسكرية، دون الإضرار المباشر بقدراتهم القتالية.
لطالما ربط الحوثيون توقف استهداف الملاحة البحرية برفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي عليها، وهو ما قد يتحقق مع الاتفاق على الهدنة بين إسرائيل وحماس. وبغضّ النظر عن نتائج الاتفاق، فإن التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة يجعل الملف اليمني آخر الملفات العالقة التي تحتاج إلى إغلاق، خصوصًا بعد أن التمس العالم مدى الخطورة التي يمكن أن تصدر عن الحوثيين.
مدير عام الإعلام الداخلي بمكتب رئاسة الجمهورية اليمنية، فايد دحان، يقول: "حاولت جماعة الحوثي الإرهابية استغلال قضية غزة لتحسين صورتها أمام الشرائح المجتمعية وإحداث صدى داخلي، على الرغم من الحقائق الواضحة التي يراها اليمنيون تجاه هذه الجماعة".
وأضاف دحان : "من خلال اعتداءاتها المستمرة على تعز والبيضاء، وحصارها للمدن، وتجويعها للشعب، استمرت الجماعة في ترويج أكاذيبها بأنها الممثل الشرعي للشعب اليمني".
*ميليشيا الحوثي وتضليل الرأي العام*
وأكد دحان: "ولكن هذه الأكذوبة، وإن بدت قابلة للتصديق لبعض الوقت، ستنكشف مجددًا بعد انتهاء الحرب في غزة. وسيترقب اليمنيون الكذبة القادمة التي ستستخدمها الجماعة لتضليل الرأي العام، وإسكات أي صوت معارض بتهم كيدية، كما هو ديدنها منذ البداية".
ويتوقع المسؤول اليمني أن "التداعيات المستقبلية، خاصة مع عودة الحديث عن التصويت في الكونغرس لإعادة إدراج جماعة الحوثي في قائمة الإرهاب، تجعل مصير هذه الجماعة يقترب من مصير حزب الله وبشار الأسد".
وأضاف قائلًا: "في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الحسم العسكري هو الخيار الوحيد المتبقي. وينتظر الجيش اليمني فقط رفع الغطاء الدولي عن جماعة الحوثي لتسهيل مهمة القضاء عليها وإنهاء الطموحات الإيرانية في اليمن".
من جانبه، قال رئيس مركز "نشوان الحميري" للدراسات والإعلام، عادل الأحمدي: "لابد أولًا من وضع اتفاق غزة في سياق عالمي مرتبط بآخر أيام إدارة جو بايدن، التي اختارت إغلاق هذا الملف قبل رحيلها بأيام. من هنا، يبدو أن أزمة الحوثي هي آخر الملفات العالقة في المنطقة".
وأشار الأحمدي في حديثه إلى أن "هذا لا يعني أنها ستظل عالقة، بل إنها يجب أن تُغلق. وفي حال لم تُغلق، ستظل الحوثية قنبلة إيران الموقوتة التي لا استقرار في المنطقة دون نزع سلاحها".
وأضاف الأحمدي: "اليمن في المرحلة المقبلة معركته كما هي وستظل إلى حين استعادة صنعاء ونزع سلاح الحوثيين، سواء كان ذلك اليوم أو غدًا. ولا أعتقد أن أيًّا من اليمنيين كان يؤمل إغلاق هذا الملف كما هو حاصل في غزة".
*هدنة غزة ووصول ترامب*
بدوره، يرى مدير مركز "South24" للأخبار والدراسات، يعقوب السفياني، أن: "اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيضع اليمن أو الملف اليمني أمام سيناريوهين. الأول: نجاح وقف إطلاق النار في خفض التصعيد بالمنطقة، وبالتالي يشمل ذلك اليمن، وهذا يعني عدم حدوث مزيد من الضربات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية على اليمن".
وقال السفياني: "أما السيناريو الثاني، فهو مرتبط بوصول ترامب إلى البيت الأبيض. ومن المحتمل أن يُعيد ممارسة سياسة الضغط الأقصى على إيران والمجموعات المدعومة منها في المنطقة، وهذا يشمل الحوثيين".
واختتم السفياني حديثه بالقول: "قد تُتخذ إجراءات مثل رفع تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية إلى الدرجة الأولى، وهذا ستكون له انعكاسات كبيرة على المسار السياسي وخريطة الطريق".