كتب ابراهبم حيدر في " النهار": لا يعني الرد الإسرائيلي على إيران، تخفيف الضغط على جبهة لبنان، بل إن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الاستباحة الإسرائيلية بالنار. ووفقاً للمعطيات، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فصل ردّه على إيران عن جبهة لبنان، رافضاً أي وقف لإطلاق النار. وتفيد مصادر ديبلوماسية مطلعة أن نتنياهو سيواصل حربه التدميرية على لبنان التي تخطت عنوان إعادة السكان إلى مستوطنات الشمال أقله حتى ما بعد الانتخابات الأميركية، وإن لم يستطع أن يحقق هدفه في المعركة البرية، فإن خطته هي إبقاء الوضع اللبناني تحت الضغط لإحداث مزيد من الفوضى في الداخل ومنع عودة النازحين، وبالتالي يزيد العبء على الحزب في بيئته خصوصاً بعد اغتيال معظم قادته، وتجفيف منابع تمويله.



في المقابل يجاهر "حزب الله" بأنه استعاد المبادرة بعد تدخل إيراني مباشر، فتمكن من تفعيل منظومته الصاروخية، فيما بنيته القتالية في الجنوب لا تزال قادرة وهي توقع بالجيش الإسرائيلي خسائر فادحة، ولذا عاد إلى التشدد، معلناً رفضه الشروط المعلنة لتطبيق القرار 1701 والمسارات التفاوضية المتصلة به، ما جعل لبنان الرسمي مرتبكاً في التعامل مع المبادرات الدولية لوقف النار.

المفارقة في الحرب القائمة على جبهة لبنان، أنها تحظى بغطاء دولي ضد "حزب الله" كذراع إيرانية أولاً، فضلاً عن الإجماع الإسرائيلي الداخلي على الحرب، ووفق المصادر الديبلوماسية هذا ما يشجع إسرائيل أكثر على المضيّ في حربها التدميرية، وهي تحاول انطلاقاً من ذلك تغيير المعادلات على الحدود ودفع الوضع اللبناني إلى الفوضى، حتى الحديث عن الـ1701 لم يعد ذا جدوى بصيغته الحالية، وهو ما تسعى إسرائيل إلى تعديله بالنار لفرض شروطها. 

أما رهان "حزب الله" فيتجاوز ما يحلّ بلبنان من دمار ونزوح، مراهناً على المواجهة البرية لإيقاع أكبر خسائر بقوات الاحتلال ويعتبر أن ذلك وحده سيدفع الإسرائيليين إلى مراجعة خطط حربهم ضد لبنان. 
 
بعد الضربة الإسرائيلية لإيران ستمارس الولايات المتحدة ضغوطاً كبرى على طهران و"حزب الله" للقبول بالشروط المفروضة لوقف إطلاق النار. ولذا يتحرك هوكشتاين مجدداً إلى إسرائيل في محاولة لإحداث خرق يمكن أن يحمل بعدها الموقف الإسرائيلي إلى لبنان حول القرار 1701، انطلاقاً مما حدده حول الإجراءات المطلوبة لتطبيقه بعد التغييرات التي حدثت منذ 2006، تجنباً لطرح تعديله في مجلس الأمن الدولي. والواضح أن ما يتصل بالقرار من شروط إسرائيلية قد يتخطى المنطقة العازلة وانسحاب مقاتلي الحزب إلى شمال الليطاني وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني.
 
جولة هوكشتاين واتصالاته قد تكون الأخيرة في الفترة الفاصلة عن الانتخابات، لكنها تحمل الكثير من التعقيدات وسط إصرار إسرائيلي على فرض الشروط في مقابل تمسك "حزب الله" بالقتال، فيما لبنان الرسمي تحوّل إلى شاهد لا قدرة له على اتخاذ القرار ويتلقى المزيد من الصفعات في ظل الفوضى التي أحدثتها الحرب المستمرة حاملة أخطاراً كبيرة على البلد ووحدته ومستقبله.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي: المحادثات مع أميركا في السعودية ستركز على الضمانات الأمنية

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن المحادثات مع الجانب الأمريكي، المزمع عقدها في السعودية، ستركز على الضمانات الأمنية، معربًا عن أمله في أن تكون هذه المحادثات بناءة وتساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في أوكرانيا والمنطقة.

جاء ذلك خلال لقائه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة، حيث أُجريت له مراسم استقبال رسمية. 

وخلال هذه الزيارة، أعرب زيلينسكي عن شكره وتقديره للجهود التي تبذلها المملكة ودورها المحوري في المنطقة والعالم.

ومن جانبه، أكد ولي العهد السعودي حرص المملكة ودعمها لكافة المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة الأوكرانية والوصول إلى السلام. 

الاستخبارات الأمريكية تعلق على مشاجرة ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيضرئيس البرازيل ينتقد شجار ترامب وزيلينسكي: «مشهد بشع غير مسبوق في الدبلوماسية»

كما جرى خلال اللقاء استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وبحث آخر المستجدات وتطورات الأزمة الأوكرانية.

وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود المستمرة لتعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وأوكرانيا، وبحث سبل التعاون المشترك في مختلف المجالات. 

كما تُبرز هذه الخطوة التزام المملكة بدعم الجهود الدولية الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.

ومن المتوقع أن تسهم المحادثات المرتقبة بين المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين في السعودية في تعزيز التعاون الأمني وتقديم الضمانات اللازمة لأوكرانيا، وذلك في ظل التوترات المستمرة في المنطقة. 

وتُعَدُّ هذه المحادثات خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والسلام في أوكرانيا.

وفي سياق متصل، أشاد زيلينسكي بالدور السعودي في دعم الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية، مؤكدًا أن المملكة تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

تُعَدُّ هذه الزيارة والمحادثات المرتقبة جزءًا من الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حلول سلمية للأزمة الأوكرانية، وتعكس التزام المملكة العربية السعودية بدعم الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.

ويُتوقع أن تُثمر هذه الجهود المشتركة عن تعزيز التعاون الدولي وتقديم الدعم اللازم لأوكرانيا في مواجهة التحديات الأمنية، مما يسهم في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ولبنان تتفقان على مفاوضات لترسيم الحدود
  • إليكم صور الأسرى الذين سلّمتهم إسرائيل إلى لبنان
  • في بادرة حسن نية تجاه الرئيس الجديد..إسرائيل تفرج عن 5 لبنانيين
  • إسرائيل تفرج عن 4 لبنانيين.. وتبقي على أسر العسكري في الجيش
  • عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني: هدف الهجوم في لبنان عضو كبير في وحدة الدفاع الجوي لحزب الله
  • زيلينسكي: المحادثات مع أميركا في السعودية ستركز على الضمانات الأمنية
  • قاسم لا يستبعد مواجهة مع إسرائيل ويكشف وضع حزب الله بعد الانكشاف الأمني
  • هل بدأت إسرائيل بمخطط تقسيم دول المنطقة؟
  • الحوثي الطلقة الأخيرة لمدفعية إيران
  • حزب الله: لا اتفاق سري مع إسرائيل وعلى الاحتلال الانسحاب من جنوب لبنان