مراوغات سياسية| صفقة الأسرى بين الآمال والمماطلة.. وخبير يكشف سيناريوهات مستقبلية
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
تحتضن العاصمة القطرية الدوحة، ابتداء من أمس الأحد، مباحثات بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى في غزة، بمشاركة مدير وكالة المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" وليام بيرنز، ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي ديفيد برنياع.
الضغط الأمريكي على الاحتلال لوقف الحربوفي هذا الصدد، يقول أكد الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه بعيدا عن التسريبات التي تشير إلى أننا قد نشهد صفقة صغيرة الأيام القادمة يتم خلالها إطلاق أسرى إسرائيليين مزدوجي الجنسية مقابل أسرى فلسطينيين وهدنة عدة أيام، معقبا: "إلا أنني لا أتوقع أي صفقة قبل الانتخابات الأمريكية التي اقتربت بشكل كبير".
وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذه الجولات إضاعة للوقت ورغبة من الأمريكيين في إظهار أنهم يحاولون إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية الأمريكية بجانب الجنسية الإسرائيلية.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس: "سننتظر حتى تضع الانتخابات الأمريكية أوزارها ثم نرى كيف سيكون شكل الضغط الأمريكي على الاحتلال الإسرائيلي لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني والشعب اللبناني".
وأشار الرقب، إلى أن بلينكن لم يستطع إقناع نتنياهو بوقف الحرب ونتنياهو كما وعد المرشح الجمهوري دونالد ترامب بعدم تقديم أي هدايا للديموقراطيين لن يوافق على صفقة تبادل الأسرى قبل الانتخابات، حتى لو تم الاتفاق تمريره يحتاج أسبوعا أقل شيء بين الحكومة والكنيست الإسرائيلي.
وتأتي هذه المباحثات في سياق المساعي المستمرة من قبل قطر وبقية الوسطاء، لاستئناف المفاوضات بشأن التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى بين "إسرائيل" و"حماس".
وكان رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، أكدا في مؤتمر صحفي مشترك بالدوحة يوم الخميس الماضي، أن مفاوضات صفقة التبادل سوف تستأنف في الدوحة.
ولفت بلينكن إلى أن خطة وقف إطلاق النار التي طرحها الرئيس الأمريكي جو بايدن أواخر مايو الماضي، لا تزال على الطاولة، لكنه ألمح إلى الاستعداد لاستكشاف أطر جديدة للسعي إلى الإفراج عن المحتجزين.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن برنياع سيناقش في الدوحة الخيارات المتعددة لبدء مفاوضات إطلاق سراح الأسرى لدى "حماس" في ضوء أحدث التطورات.
وكان وزير الخارجية القطري كشف، الخميس، عن عقد اجتماعات مع المكتب السياسي لحركة "حماس" في الدوحة، مؤكداً أن قطر تعمل مع مصر عن كثب بشأن أي مبادرة يمكن أن تُطرح بخصوص غزة.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن تنفيذ هجوم جديد على إحدى المدارس في غزة الدفاع المدني في غزة: غارة إسرائيلية قتـ.لت وأصابت العشرات شمال القطاعولفت إلى أن المطلوب "تجنب أي تصعيد في المنطقة"، مشيراً إلى أن قطر "تتحدث مع جميع الأطراف لاحتواء الوضع"، وأن الوقت قد حان لتركيز الجهود على جلب السلام للمنطقة، والعمل على التنمية والازدهار.
حصيلة الشهداء 7 أكتوبرويأتي هذا في الوقت الذي يستمر جيش الاحتلال في ارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، في حين ارتفعت حصيلة الشهداء والجرحى منذ الـ7 من أكتوبر إلى أكثر من 143 ألف شهيد وجريح، وقرابة 10 آلاف مفقود.
وجدير بالذكر، أنه لليوم الـ23 على التوالي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي القصف الجوي والمدفعي المكثف وإطلاق النار شمال غزة، وخاصة مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا، في استمرار لحرب الإبادة التي يشنها على القطاع منذ أكثر من عام على مرأى العالم.
ووصفت ستيفاني إيلر نائبة رئيس بعثة الصليب الأحمر في غزة، الأوضاع في شمال غزة بأنها "مأساوية للغاية"، وقالت إنه يتعين توفير ممر آمن للأشخاص الذين يرغبون في مغادرة أماكنهم.
وأضافت في بيان أن «أوامر الإخلاء المستمرة والقيود المتواصلة على إدخال الإمدادات الأساسية تترك بقية السكان المدنيين في شمال غزة في ظل ظروف مروعة».
مشيرة خطاب: ما يحدث في غزة ولبنان يندى له الجبين متأثراً بجراحه.. مصرع جندي إسرائيلي في معارك غزةوأكدت أن طلب جيش الاحتلال بإخلاء المستشفيات يترك فراغا محتملا في الخدمات الطبية لعدد كبير من المدنيين المتبقين.
من جانبه، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الوضع في شمال قطاع غزة بأنه «كارثي»، لافتا إلى وجود «نقص خطير في اللوازم الطبية، يضاف إليه وصول محدود للغاية إلى هذه اللوازم، يحرمان أناسا من علاجات حيوية».
وأكد أن جيش الاحتلال هاجم مستشفى كمال عدوان، آخر مستشفى لا يزال يعمل في شمال قطاع غزة، واعتقل 44 من الموظفين الرجال، ولم يبق سوى موظفة واحدة ومدير المستشفى وطبيب للاهتمام بنحو 200 مريض يحتاجون إلى العلاج بشكل ملح.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة الأسرى وقف إطلاق النار القدس أسرى فلسطينيين هدنة صفقة تبادل الاسرى نتنياهو جیش الاحتلال فی شمال فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
وقف إطلاق النار في غزة..بين الآمال والتحديات
أبو الغيط: غزة بحاجة إلى إعادة إعمار عاجلة والالتزام بتنفيذ كافة بنود الاتفاق خبير عسكري : المقاومة نجحت في استنزاف الاحتلال رغم قوته العسكرية رئيس البرلمان العربي: المجتمع الدولي مطالب بدعم الجهود العربية لإنهاء الاحتلال
في خضم التصعيد العسكري المستمر الذي شهدته غزة، جاء التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار كنسمة أمل في منطقة تعاني من ويلات الحروب والنزاعات. وبرزت مصر حج كوسيط رئيسي في هذا الاتفاق، حيث لعبت دورًا محوريًا في تعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة. إذ تمثل هذه الخطوة تجسيدًا للجهود الدبلوماسية المصرية الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الذي عانى لسنوات من النزاع.
وتعكس هذه الوساطة أهمية الدور المصري في السياسة العربية، حيث سعت القاهرة منذ بداية النزاع إلى التوسط بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، مما يعكس التزامها بالقضية الفلسطينية ورغبتها في تحقيق السلام. وقد جاء هذا الاتفاق بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، ليعكس جهودًا مشتركة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإعادة الأمل في بناء مستقبل أفضل.
أبو الغيط: خطوة نحو السلامرحب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، باتفاق وقف إطلاق النار، مشيدًا بالجهود التي بذلتها الدول الوسيطة. وأكد على أهمية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشددًا على ضرورة العودة الآمنة للنازحين إلى منازلهم. وأوضح أبو الغيط أن هذا الاتفاق يجب أن يقود إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة بشكل كامل، مؤكدًا أن الضفة الغربية وقطاع غزة يمثلان معًا إقليم الدولة الفلسطينية المستقبلية.
كما دعا أبو الغيط إلى الالتزام الدقيق بتنفيذ بنود الاتفاق، مشددًا على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع حتى حدود 4 يونيو 1967. وأعرب عن أهمية العمل على إعادة الإعمار بعد مرحلة الإنعاش المبكر، في ضوء الدمار المروع الذي تعرض له القطاع خلال الـ14 شهرًا الماضية من الضربات الإسرائيلية.
اليماحي: دعم عربي متواصلفي هذا السياق، أعرب محمد بن أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، عن ترحيبه بالاتفاق، معتبرًا إياه خطوة مهمة نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني. وأشاد بالجهود العربية المبذولة لتحقيق هذا الاتفاق، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية. وشدد على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين والمساهمة في إعادة إعمار القطاع.
كما أكد اليماحي على أهمية استمرار الجهود العربية والدولية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن البرلمان العربي لن يتوانى عن مواصلة جهوده البرلمانية والدبلوماسية من أجل إنهاء الحرب في غزة.
بينما تلوح في الأفق بوادر الأمل من خلال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تظل التحديات قائمة. تعكس تصريحات أحمد أبو الغيط أهمية الالتزام ببنود الاتفاق كخطوة نحو إنهاء الحرب الإسرائيلية بشكل كامل، بينما يبرز نضال أبو زيد نجاح المقاومة في استنزاف الاحتلال، مما يعكس صمودًا غير مسبوق للشعب الفلسطيني. من جهة أخرى، يشدد رئيس البرلمان العربي على ضرورة دعم المجتمع الدولي للجهود العربية في تحقيق حقوق الفلسطينيين وإعادة الإعمار.
إن هذه التفاعلات تشير إلى أن السلام ليس مجرد غياب للصراع، بل يتطلب التزامًا حقيقيًا من جميع الأطراف. ينبغي أن تكون هذه اللحظة نقطة انطلاق نحو تجسيد رؤية الدولة الفلسطينية المستقلة وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.
وجاءت ردود الفعل الشعبية تعبر عن الفرحة المختلطة بالقلق، ويري العديد منهم أنه إذا ما تم استثمار هذه الفرصة بحكمة، فقد نكون أمام بداية جديدة تعيد الأمل لملايين القلوب. ولكن إذا تكررت الأخطاء السابقة، فإن الوضع قد يبقى معلقًا بين الأمل والقلق، مما يعيدنا إلى دوامة من المعاناة.