شهدت حدود قبرص وبولندا وبلغاريا خلال الأيام القليلة الماضية، تصاعداً في عمليات صد النازحين وطالبي اللجوء الذين يحاولون الوصول إلى الأراضي الأوروبية بحثاً عن الأمان والحياة الكريمة.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الأمن في الدول الثلاث قامت بدفع مجموعات من النازحين، بينهم أطفال ونساء، بعيداً عن الحدود، وتعرضوا للضرب والاعتداء اللفظي.

كما تم تسجيل حالات من إعادتهم قسراً إلى مناطق الصراع وعدم السماح لهم بتقديم طلبات لجوء.

خطاب مناهض للمهاجرين في العديد من الدول الأوروبية

وتأتي هذه الحوادث في ظل تصاعد حدة الخطاب المناهض للمهاجرين في العديد من الدول الأوروبية، وتشديد إجراءات مراقبة الحدود، ما يزيد من معاناة النازحين ويعرض حياتهم للخطر.

وأدانت منظمات حقوقية دولية هذه الانتهاكات، ودعت الدول الأوروبية إلى الالتزام بمسؤولياتها الإنسانية والقانونية تجاه النازحين، وتوفير الحماية اللازمة لهم سواء في قبرص أو بولندا أو بلغاريا.
مهمة شبه مستحيلة مع تزايد عمليات الصد على الحدود

ويهدف النازحين الوصول إلى الاتحاد الأوروبي وطلب اللجوء فيه في مهمة شبه مستحيلة، في ظل ازدياد عمليات الصد على الحدود، وهي عمليات الإرجاع غير القانونية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن القانون الدولي والأوروبي يحظر ذلك، فبعد مرور ثلاثة أشهر على وصوله إلى المنطقة العازلة في قبرص، لا يزال النيجيري جون 34 عاماً ينتظر بفارغ الصبر خروجه من مخيم أجلانتزيا، وسط المنطقة العازلة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة في قبرص، والتي تفصل شمال الجزيرة الجانب التركي عن جنوبه جمهورية قبرص، ليصبح حال جون كحال العشرات من المهاجرين الآخرين المنحدرين من الكاميرون والسودان وسوريا وأفغانستان، طالبي اللجوء لدى وصولهم إلى جنوب قبرص.
أعادة النازحين إلى مخيم الأمم المتحدة

وصدت الشرطة القبرصية وأعادت عددا غير قليل من النازحين إلى مخيم الأمم المتحدة، ويعيش جميع المهاجرين في المخيم ضحايا لعمليات الصد والإرجاع من قبل السلطات القبرصية، وبحسب تعريف مقرر الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان للمهاجرين، فإن عملية الصد هي “الإجراء الذي تتخذه الدول والذي يؤدي إلى إعادة المهاجرين بالقوة، بما في ذلك طالبي اللجوء، عن طريق إجراءات موجزة، وذلك دون الحصول على الحماية الدولية أو إجراءات اللجوء، أو دون إجراء تقييم فردي لاحتياجات الحماية الخاصة بهم”.
الصد على الحدود يفتح باب الجدل القانوني

وتعتبر هذه الممارسات غير قانونية فيما يتعلق بمبدأ عدم الإعادة القسرية المنصوص عليه في المادة 33 من اتفاقية جنيف لقانون اللاجئين، والتي تنص على أنه لا يجوز لأي من الدول الموقعة أن تطرد أو تعيد لاجئاً إلى حدود أقاليم، حريته ستكون مهددة فيها. كما أعاد الاتحاد الأوروبي التأكيد على مبدأ عدم الإعادة القسرية في ميثاق الحقوق الأساسية، وتشير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أنه “لا يُسمح بتطبيق أي استثناء على المادة 33 من اتفاقية عام 1951، أو لأي حكم آخر ينص على عدم الإعادة القسرية بموجب القانون الدولي”.
طرد آلاف المهاجرين على الحدود البرية

منذ ما يقرب من عقد من الزمان، تم طرد الآلاف من المهاجرين الذين يطلبون الحماية على الحدود البرية للاتحاد الأوروبي. وخلال السنوات التي تلت أزمة الهجرة في عام 2015، كانت هذه الممارسات تتركز على طريق البلقان أو في منطقة “إيفروس”، على الحدود بين اليونان وتركيا، وغالبا ما كانت عمليات الصد هذه مصحوبة بأشكال مختلفة من العنف والإذلال. وفي الآونة الأخيرة، تكثفت عمليات الصد هذه عند نقاط دخول أخرى إلى الاتحاد الأوروبي، مثل بولندا.

ويتم تنفيذ عمليات الصد بشكل شبه يومي، بحيث يمنع المهاجرون الذين يطلبون الحماية من تقديم طلباتهم، وهو ما استنكرته عدد من المنظمات غير الحكومية منذ زيادة حركة المهاجرين على هذا الطريق، في أغسطس 2021.

وليد العدوي – بوابة روز اليوسف

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الأمم المتحدة على الحدود

إقرأ أيضاً:

تركيا: نشر بخيبة أمل من قرار مجلس الأمن بشأن قبرص

أنقرة (زمان التركية) – أدانت تركيا تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص لمدة عام.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: ”نذكّر بأن أنشطة قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في أراضي الجمهورية التركية لشمال قبرص يمكن أن تتم حصراً في إطار النوايا الحسنة لسلطات الجمهورية التركية لشمال قبرص، ونؤكد على أنه من الضروري وضع أساس قانوني سريع لاستمرار الأنشطة المذكورة”.

أضاف البيان: “مدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولاية قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام المتمركزة في جزيرة قبرص لمدة عام آخر بموجب القرار 2771 (2025) في 31 يناير 2025.

ونحن نؤيد البيان الصادر عن وزارة خارجية جمهورية شمال قبرص التركية بشأن هذا القرار.

وعلى الرغم من تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام، إلا أنه لم يتم الحصول على موافقة الجانب القبرصي التركي هذه المرة أيضاً، خلافاً للممارسات المتبعة في الأمم المتحدة.

ونذكّر بأن أنشطة قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في أراضي الجمهورية التركية لشمال قبرص لا يمكن أن تتم إلا في إطار حسن نية سلطات الجمهورية التركية لشمال قبرص، ونؤكد على أنه من الضروري وضع أساس قانوني سريع لاستمرار الأنشطة المذكورة. ونؤكد أننا سندعم بشكل كامل الخطوات التي سيتخذها جانب الجمهورية التركية لشمال قبرص الشمالية التركية في هذا الإطار.

ومن ناحية أخرى، فإننا نشعر بخيبة أمل عميقة لأن مجلس الأمن في قراره هذا العام بتمديد ولاية قوة حفظ السلام لا يزال يصر على الإشارة إلى نماذج التسوية التي انتهت صلاحيتها وأصبحت خارج جدول الأعمال في سياق تسوية محتملة.

لا يمكن إيجاد حل عادل ودائم ومستدام للمشكلة القبرصية إلا على أساس الحقائق على الأرض. ونحن ندعو مجلس الأمن الدولي إلى الاعتراف بهذا الواقع والتأكيد على الحقوق الأصيلة للشعب القبرصي التركي في المساواة في السيادة والمساواة في المركز الدولي“.

Tags: تركياقبرصقبرص التركية

مقالات مشابهة

  • تساؤلات.. صحة ومهظر مقاتلي حماس والرهائن الإسرائيليين بعد عام من الحرب تثير تفاعلا
  • تركيا: نشر بخيبة أمل من قرار مجلس الأمن بشأن قبرص
  • تماسك الجبهة الداخلية حائط الصد فى مواجهة مخططات التهجير
  • بعثة المساعدة التابعة للاتحاد الأوروبي تمركزت عند معبر رفح بين مصر وغزة
  • مشاهد عودة النازحين الي شمال غزة تثير استغراب الصحف الاسرائيلية..ما لقصة
  • أوامر ترامب المتعلقة بالهجرة تضع المهاجرين بين المطرقة والسندان
  • "بوليتيكو": خلافات الطاقة مع الاتحاد الأوروبي تطيح بحكومة النرويج
  • التلغراف: الاتحاد الأوروبي “متواطئ” في بيع المهاجرين من تونس كعبيد للعصابات الليبية
  • الاتحاد الأوروبي: المستوطنات في فلسطين غير قانونية بموجب القانون الدولي
  • البرلمان الألماني يوافق على زيادة عمليات إعادة اللاجئين من الحدود الألمانية