ركزت صحف عالمية اهتمامها على عملية إسرائيل المتواصلة على شمال قطاع غزة وما أفرزته من أزمة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تعمد الاحتلال تهجير السكان قسرا وتدمير كافة مقومات الحياة والبنى التحتية.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن غارات إسرائيلية على شمال غزة قتلت عشرات الأشخاص معظمهم من الأطفال والنساء، مع دخول الهجوم الإسرائيلي على المنطقة المحاصرة والمنكوبة أسبوعه الثالث.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسرائيل وأميركا معزولتان عالميا بسبب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيينlist 2 of 2إرث روسيا السوفياتية.. ما تخفيه منشأة سيرغييف بوساد-6 البيولوجيةend of list

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "محنة الفلسطينيين هناك بأنها لا تطاق".

وأفاد مصدر طبي للجزيرة، مساء أمس الأحد، باستشهاد أكثر من 1000 شخص في العملية العسكرية الإسرائيلية على شمال القطاع منذ 22 يوما.

وتحدثت صحيفة لوموند الفرنسية بدورها عما سمته حرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجديدة على شمال غزة، وقالت إنه أشرك جيشه في مرحلة جديدة من الهجوم على غزة رغم القضاء على زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار.

وذكرت أن خطوة نتنياهو أدت إلى عواقب وخيمة على السكان، مشيرة إلى الحصار الإعلامي المشدد الذي فرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، منذ أكثر من عام، حيث لا يزال الوصول إلى القطاع محظورا على الصحافة الدولية.

ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن هاميش فالكونر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، قوله إن سمعة إسرائيل ستتضرر بشدة إذا مضى الكنيست قُدما في مشاريع قوانين من شأنها إنهاء كل أشكال تعاون الحكومة الإسرائيلية مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وحظرُها.

وأضاف فالكونر أن مثل هذه الخطوة "لن تكون في مصلحة إسرائيل، في وقت أصبحت فيه الأزمة الإنسانية في غزة كارثية وتزداد سوءا".

وحذر مقال في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية من الهجرة الجماعية من إسرائيل للنخب والخبراء والمتخصصين في مجالات التكنولوجيا الفائقة والطب والتعليم، مما قد يؤدي إلى دوامة من الانهيار الاقتصادي.

ونقلت الصحيفة عن الخبير الاقتصادي دان بن ديفيد قوله إنه حتى قبل عام ونصف العام الماضيين -الأسوأ منذ أكثر من نصف قرن- كان عدد متزايد من الإسرائيليين المتعلمين، يستسلمون ويغادرون البلاد، والآن أصبح هذا التهديد أكبر.

بدوره قال تقرير لموقع ميديا بارت الفرنسي -من أحد المعابر الحدودية اللبنانية السورية التي تقصفها إسرائيل- إن الحروب تتقاذف اللاجئين السوريين الذين يفرون بالآلاف من لبنان إلى سوريا مجددا حيث تستمر الحرب أيضا.

ويسرد المقال أوجه المخاطرِ والمعاناة التي يتكبدها السوريون الفارون من الحرب في لبنان وهم يحاولون عبور الحدود.

وأشار إلى أن أكثر من 176 ألف سوري وأكثر من 63 ألف لبناني فروا إلى سوريا منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفقا لمركز الأزمات اللبناني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات ترجمات على شمال أکثر من

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يواصل حربه على مخيمات الفلسطينيين شمال الضفة.. 40 ألف نازح

منذ 100 يوم يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية المحتلة التي انطلقت من مخيم جنين في 21 كانون الثاني/ يناير.

العملية العسكرية التي أطلق عليها الجيش اسم "السور الحديدي" حولت مخيم جنين بمحافظة جنين ومخيمي طولكرم ونور شمس بمحافظة طولكرم إلى مدن أشباح، وأسفرت عن استشهاد 52 فلسطينيا منذ 21 كانون الثاني/ يناير، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

ودمر الجيش منذ بدء العملية مئات المنازل وأجبر نحو 40 ألف فلسطيني على النزوح من منازلهم، وفق بيانات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".



ووفق "نادي الأسير الفلسطيني" فإن الجيش شن منذ 21 كانون الثاني/ يناير حملة اعتقالات واسعة بالمحافظتين أسفرت في جنين عن اعتقال 600 شخص، وفي طولكرم عن 260، يشمل ذلك من يُعتقل ويُفرج عنه لاحقا.

ويقول خبراء إن العدوان الإسرائيلي تسبب بتغيير جغرافية المخيمات عبر هدم منازل وشق طرقات فيها.

بداية العملية
بدأ العدوان ظهر 21 كانون الثاني/ يناير في مخيم جنين بقصف نفذه الجيش الإسرائيلي بمسيرات قتل خلالها 12 فلسطينيا خلال يومين وأصاب نحو 40 آخرين.

واصل الجيش عمليته التي شملت أحياء وبلدات مجاورة تزامنا مع فرض حصار بمنع دخول المخيم.

وبحسب بيانات وزارة الصحة، أسفرت العملية بمحافظة جنين حتى اليوم الأربعاء عن استشهاد 39 فلسطينيا وإصابة عشرات.

وتشير تقديرات رسمية أن جميع منازل ومنشآت المخيم تعرضت لضرر كامل أو جزئي جراء العدوان الإسرائيلي والتدمير والتجريف المتواصلين.

وقالت بلدية جنين إن 800 وحدة سكنية بالمدينة تعرضت لضرر جزئي، بالإضافة إلى هدم الجيش 15 مبنى في المدينة، وتركزت أغلبية الأضرار في المباني والمساكن على الحي الشرقي وحي الهدف.

في السياق، قال مراقبون إن "إسرائيل" تستنسخ تجربة الإبادة الجماعية التي تمارسها بقطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث شهد مخيم جنين في 21 شباط/ فبراير نسف 21 منزلا، وفق شهود عيان.

عمليات النسف هذه مارسها الجيش في غزة في عملية وصفها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بسياسة "إبادة المدن" لفرض التهجير القسري والدائم على الفلسطينيين ومنع عودتهم إلى أراضيهم ومنازلهم، وفق بيان نشره في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2024.

كما شق جيش الاحتلال الإسرائيلي طرقا واسعة في المخيم قسمته إلى مربعات، في عملية قال خبراء فلسطينيون للأناضول إنها تستنسخ شق محور "نتساريم" الذي فصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه.

وصعد الجيش من عملياته العسكرية بمدينة جنين ومخيمها حيث اقتحمهما بدباباته في 23 شباط/ فبراير وذلك لأول مرة منذ عام 2002.

فيما نصب في 23 نيسان/ أبريل الجاري بوابات حديدية على كافة مداخل المخيم المغلقة بسواتر ترابية في خطوة يقول الفلسطينيون إنها تسعى لفصل المخيم عن المدينة.

وبسبب استمرار العملية، تواصل العائلات الفلسطينية نزوحها القسري من المخيم، وتشير تقديرات البلدية أن عدد النازحين من المخيم والمدينة تجاوز 22 ألفا.

توسيع العملية
وفي 27 كانون الثاني/ يناير وسّع الجيش الإسرائيلي عدوانه إلى محافظة طولكرم حيث قُتل 5 فلسطينيين في حينه، فيما وصل في 9 شباط/ فبراير لمخيم نور شمس شرق المدينة.

وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل حتى الأربعاء عن استشهاد 13 فلسطينيا بينهم طفل وسيدتان، إحداهما حامل، بالإضافة إلى إصابة واعتقال عشرات، وفق بيانات رسمية.

كما تسببت العملية بنزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم أكثر من 25 ألف مواطن، إلى جانب مئات المواطنين من الحي الشمالي والحي الشرقي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية، بحسب محافظة طولكرم.

وخلف العدوان خلف دمارا كبيرا في البنى التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات، التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والسرقة من قوات الجيش.

وقال نهاد الشاويش، رئيس اللجنة الشعبية بمخيم نور شمس إن الجيش سرق مقتنيات النازحين التي بقيت في منازلهم وعجزوا عن اصطحابها معهم.

وتظهر الأرقام الرسمية أن الجيش الإسرائيلي دمر 396 منزلا بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.

وفي 21 شباط/ فبراير، اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أحد المنازل في مخيم طولكرم بعد ساعات من خطوة مماثلة أقدم عليها وزير الدفاع يسرائيل كاتس.

ونشرت هيئة البث العبرية الرسمية صورة لنتنياهو وعدد من ضباط الجيش الإسرائيلي وهم داخل منزل فلسطيني في مخيم مدينة طولكرم.



مخيما الفارعة وطمون
في 2 شباط/ فبراير، وسّع الجيش الإسرائيلي عدوانه ليصل بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، لينسحب بعد 7 أيام من طمون، فيما انسحب من مخيم الفارعة بعد 10 أيام.

ولأول مرة استخدم الجيش الإسرائيلي مدرعات من نوع "إيتان" في عملياته البرية، حيث رصدت في بلدة طمون قبل أن تستخدم في عدة مواقع في شمال الضفة الغربية لاحقا.

وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 958 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: إسرائيل تعمل منذ استئناف الحرب على تغيير وجه غزة
  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • صحف عالمية: إسرائيل تصنع كابوسا إنسانيا في غزة لكنها تتمزق داخليا
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية نقلًا عن مصدر أمني: الجيش الإسرائيلي قتل عنصرًا من حزب الله جنوبي لبنان
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم «الولجة» شمال غرب بيت لحم
  • صحيفة: حرائق جبال القدس تدمر أكثر من 19 ألف دونم وتكلفة الإعمار بملايين الدولارات
  • الجيش الإسرائيلي يهدم منزلي عائلتين في قرية قبيا شمال الضفة الغربية المحتلة
  • قائد منطقة القدس في الشرطة الإسرائيلية: حرائق اليوم هي الأكبر في تاريخ إسرائيل
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل حربه على مخيمات الفلسطينيين شمال الضفة.. 40 ألف نازح
  • قوات العدو الإسرائيلي تخطر بوقف العمل بحديقة برقة شمال غرب نابلس