عين ليبيا:
2025-05-01@23:05:01 GMT

العدالة فوق المصالح السياسية

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

في الآونة الأخيرة، ظهرت عليّنا بعض الدعوات لإطلاق سراح بعض السجناء الذين كانوا يشغلون مناصب أمنية رفيعة في عهد نظام القذافي، والمتهمين بالتورط في جرائم كبرى مثل مجزرة أبوسليم، التي راح ضحيتها أكثر من 1200 سجين سياسي، واللافت في هذه الدعوات هو أنها تصدر عن أشخاص تُحسب على الثورة، مما يطرح عدة تساؤلات حول مدى تأثير المصالح السياسية والانتماءات الجغرافية على مسار العدالة الانتقالية.

نحن في دولة تسعى لتحقيق العدالة والمصالحة، لا ينبغي أن يُنظر إلى مسألة إطلاق سراح السجناء من منظور سياسي، بل يجب أن تخضع لقرارات قضائية بحتة دون تدخل من جهة في ليبيا.

المنطق الصحيح أن العدالة لا تعرف الانتماءات ولا تتحيز لطرف على حساب آخر، ولذلك، من الضروري التأكيد على أن تسيس القضايا الجنائية أو استخدامها كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية، يُهدد أسس المصالحة الوطنية ويقوض مبدأ العدالة.

فالخطوة الأولى لتحقيق العدالة هي أن تكون كل السجون تحت إدارة وزارة العدل وبإشراف قضائي مستقل.

هذا الإجراء ضروري لضمان عدم تدخل أي جهة خارج إطار القانون، ولحماية حقوق جميع الأطراف المعنية، سواء كانوا ضحايا أو متهمين، فبدون هذه الشفافية، ستظل الشكوك قائمة حول نزاهة المحاكمات.

أيضا القوانين المتعلقة بالعفو العام والعدالة الانتقالية ليست مجرد أدوات قانونية، بل هي آليات ضرورية لتحقيق العدالة والمصالحة الوطنية، فلا يمكن التسرع في إصدار قرارات عفو دون دراسة شاملة لحالة كل سجين على حدة، وتحديد ما إذا كان ينطبق عليه قانون العفو أم لا، فالهدف هنا ليس الانتقام، بل تحقيق توازن عادل بين محاسبة المسؤولين عن الجرائم وتخفيف حدة النزاعات المجتمعية.

أي خطوات تتعلق بإطلاق سراح السجناء أو محاسبتهم يجب أن تكون جزءاً من إطار أوسع يشمل جميع الليبيين، ويستند إلى مبدأ الشفافية والمشاركة المجتمعية، ومن هنا، تبرز أهمية عقد مؤتمر حوار وطني شامل يضم كافة الأطراف المعنية، حيث تتم مناقشة هذه القضايا بكل حيادية، وتحديد آليات التعويض وجبر الضرر للضحايا أو عائلاتهم.

لا يمكن تحميل المدن الليبية أو نخبها السياسية والمجتمعية أو أي مكون اجتماعي مسؤولية جرائم أفراد بعينهم، فالجريمة تُرتكب بقرارات فردية، ولا يجوز استخدام اسم المدينة أو الانتماء الاجتماعي كذريعة لحماية مرتكبي هذه الجرائم، ولذلك، يجب أن يكون الحكم على الأفراد بناءً على ما اقترفوه من أفعال، وليس بناءً على انتماءاتهم.

باختصار يمكن القول إن العدالة هي المفتاح والأساس لتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية في ليبيا، وأي محاولة لتجاوز هذا المبدأ أو تسيسه لن تؤدي إلا إلى تعميق الانقسامات وخلق شعور بعدم الإنصاف بين الليبيين، ما تحتاجه ليبيا في هذه المرحلة لتحقيق ذلك هو وجود قيادة شجاعة وحكيمة قادرة على وضع إطار قانوني واضح، يعتمد على مبدأ الشفافية والعدالة كأساس لبناء مستقبل مستقر وآمن لجميع الليبيين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

تاقجوت يدعو العمال الجزائريين إلى التجند للدفاع عن المصالح العليا

دعا الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، اعمر تاقجوت، اليوم الخميس، عمال كافة القطاعات الى التجند للدفاع عن المصالح العليا للبلاد وتمتين الجبهة الداخلية لإفشال المحاولات التي تستهدف الجزائر.

وقال تاقجوت خلال اشرافه بدار الشعب على لقاء بمناسبة إحياء اليوم العالمي للشغل بحضور وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فيصل بن طالب أن عمال كل القطاعات مدعوون. الى “التعبئة والتجند والانخراط في المجهود الوطني بهدف الحفاظ على المصالح العليا للبلاد والمكتسبات المحققة. وكذا تمتين الجبهة الداخلية ومواجهة اصحاب النوايا الخبيثة الذين يحاولون استهداف بلادنا”.

كما أشاد تاقجوت بمضمون رسالة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الموجهة الى العمال الجزائريين بمناسبة اليوم العالمي للشغل وما تحمله من “دلالات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة” مجددا دعم الاتحاد العام للعمال الجزائريين. لكافة “القرارات الشجاعة التي اتخذها رئيس الجمهورية من أجل انعاش الاقتصاد الوطني وتحسين الظروف المعيشية للعمال والحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة”.

وذكر الامين العام أن “الاوضاع الاقليمية والدولية السائدة اليوم تتطلب من العمال الاجتهاد والعمل أكثر من أي وقت مضى.” داعيا الى “التحلي بالروح والعزيمة. والوعي التي سادت لدى العمال إبان الثورة التحريرية المجيدة. وخلال سنوات المأساة الوطنية للدفاع عن مؤسسات الجمهورية”. لا سيما وأن الجزائر حققت خلال السنوات الاخيرة -كما قال- “العديد من المكاسب الايجابية. التي تثبت أن مسعى رئيس الجمهورية يضع العامل في صلب اهتماماته”.

وبعد أن نوه بالمواقف المشرفة للجزائر تجاه القضايا العادلة في العالم. عبر تاقجوت عن “التضامن المطلق” للاتحاد العام للعمال الجزائريين مع نضالات. العمال في فلسطين والصحراء الغربية.

وكشف من جهة أخرى أن الاتحاد سينظم “قريبا”. عدة لقاءات مع مختلف القطاعات
الوزارية وأرباب العمل الى جانب ندوة افريقية في شهر أكتوبر القادم.

مقالات مشابهة

  • تاقجوت يدعو العمال الجزائريين إلى التجند للدفاع عن المصالح العليا
  • الوزير الشيباني: إن أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام، وتجارب المنطقة والعالم شاهدة على الكلفة الباهظة التي دفعتها الشعوب جراء التدخلات الخارجية، والتي غالباً ما تُبنى على حساب المصالح الوطنية، وتخدم أ
  • برلمانية: تعديل قانون الإيجار القديم ضرورة ملحة لتحقيق العدالة
  • محمود فوزي: قانون الإجراءات الجنائية الجديد خطوة فارقة لتحقيق العدالة الناجزة
  • النعامة.. الشروع في بيع الأضاحي المستوردة ابتداءً من 4 ماي
  • النعامة.. الشروع في بيع الأضاحي المستوردة ابتداءً من 4 ماي 
  • النعامة.. الشروع في بيع الأضاحي المستوردة ابتداءا من 4 ماي 
  • الرقابة الإدارية والمجلس الرئاسي يبحثان إصلاحات شاملة لتحقيق الشفافية وترشيد الإنفاق
  • مستقبل وطن: إحالة قانون الإيجار للبرلمان خطوة إيجابية لتحقيق العدالة بين المالك والمستأجر
  • وزيرة التضامن تقدم رؤية مصر لتحقيق العدالة الاجتماعية والنمو المجتمعي في سنغافورة