عين ليبيا:
2024-11-01@12:29:29 GMT

العدالة فوق المصالح السياسية

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

في الآونة الأخيرة، ظهرت عليّنا بعض الدعوات لإطلاق سراح بعض السجناء الذين كانوا يشغلون مناصب أمنية رفيعة في عهد نظام القذافي، والمتهمين بالتورط في جرائم كبرى مثل مجزرة أبوسليم، التي راح ضحيتها أكثر من 1200 سجين سياسي، واللافت في هذه الدعوات هو أنها تصدر عن أشخاص تُحسب على الثورة، مما يطرح عدة تساؤلات حول مدى تأثير المصالح السياسية والانتماءات الجغرافية على مسار العدالة الانتقالية.

نحن في دولة تسعى لتحقيق العدالة والمصالحة، لا ينبغي أن يُنظر إلى مسألة إطلاق سراح السجناء من منظور سياسي، بل يجب أن تخضع لقرارات قضائية بحتة دون تدخل من جهة في ليبيا.

المنطق الصحيح أن العدالة لا تعرف الانتماءات ولا تتحيز لطرف على حساب آخر، ولذلك، من الضروري التأكيد على أن تسيس القضايا الجنائية أو استخدامها كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية، يُهدد أسس المصالحة الوطنية ويقوض مبدأ العدالة.

فالخطوة الأولى لتحقيق العدالة هي أن تكون كل السجون تحت إدارة وزارة العدل وبإشراف قضائي مستقل.

هذا الإجراء ضروري لضمان عدم تدخل أي جهة خارج إطار القانون، ولحماية حقوق جميع الأطراف المعنية، سواء كانوا ضحايا أو متهمين، فبدون هذه الشفافية، ستظل الشكوك قائمة حول نزاهة المحاكمات.

أيضا القوانين المتعلقة بالعفو العام والعدالة الانتقالية ليست مجرد أدوات قانونية، بل هي آليات ضرورية لتحقيق العدالة والمصالحة الوطنية، فلا يمكن التسرع في إصدار قرارات عفو دون دراسة شاملة لحالة كل سجين على حدة، وتحديد ما إذا كان ينطبق عليه قانون العفو أم لا، فالهدف هنا ليس الانتقام، بل تحقيق توازن عادل بين محاسبة المسؤولين عن الجرائم وتخفيف حدة النزاعات المجتمعية.

أي خطوات تتعلق بإطلاق سراح السجناء أو محاسبتهم يجب أن تكون جزءاً من إطار أوسع يشمل جميع الليبيين، ويستند إلى مبدأ الشفافية والمشاركة المجتمعية، ومن هنا، تبرز أهمية عقد مؤتمر حوار وطني شامل يضم كافة الأطراف المعنية، حيث تتم مناقشة هذه القضايا بكل حيادية، وتحديد آليات التعويض وجبر الضرر للضحايا أو عائلاتهم.

لا يمكن تحميل المدن الليبية أو نخبها السياسية والمجتمعية أو أي مكون اجتماعي مسؤولية جرائم أفراد بعينهم، فالجريمة تُرتكب بقرارات فردية، ولا يجوز استخدام اسم المدينة أو الانتماء الاجتماعي كذريعة لحماية مرتكبي هذه الجرائم، ولذلك، يجب أن يكون الحكم على الأفراد بناءً على ما اقترفوه من أفعال، وليس بناءً على انتماءاتهم.

باختصار يمكن القول إن العدالة هي المفتاح والأساس لتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية في ليبيا، وأي محاولة لتجاوز هذا المبدأ أو تسيسه لن تؤدي إلا إلى تعميق الانقسامات وخلق شعور بعدم الإنصاف بين الليبيين، ما تحتاجه ليبيا في هذه المرحلة لتحقيق ذلك هو وجود قيادة شجاعة وحكيمة قادرة على وضع إطار قانوني واضح، يعتمد على مبدأ الشفافية والعدالة كأساس لبناء مستقبل مستقر وآمن لجميع الليبيين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

منتخب العاملين بجامعة الفيوم يصعد للمبارة النهائية بدوري المصالح الحكومية.. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 شارك منتخب العاملين لجامعة الفيوم في دورى المصالح الحكومية على مستوى محافظة الفيوم والتى تنظمه مديرية الشباب والرياضة بالفيوم للعام ٢٠٢٤م.
ويمثل المنتخب رجب خليفة، إسلام حسن، علي علي أمين، مصطفى عبد الحليم، طارق على أحمد، أحمد حسين محمد، أحمد محمد نبيل، أحمد محمد محمود، وذلك تحت قيادة الدكتور أحمد محمد عبد الباقي المدير الفنى للفريق، ومحمود مصطفى، إدارى الفريق، تحت رعاية الدكتور ياسر مجدي حتاته رئيس جامعة الفيوم، وإشراف أحمد رشاد أمين عام الجامعة، وعمرو ماضي أمين الجامعة المساعد للشؤون المالية، ورئيس مجلس إدارة اللجنة الرياضية للعاملين بالجامعة. 

والجديد بالذكر أن منتخب العاملين بجامعة الفيوم فاز على منتخب شبكات الجهد العالي بنتيجه 2/0، وفاز منتخب الجامعة أيضًا على منتخب المستشفى العام 1/0 خلال المجموعات، وتم صعود منتخب جامعة الفيوم لدور الـ٨ حيث فاز على منتخب ديوان عام المحافظة بنتيجه 7/1، وتم الصعود للدور قبل النهائي وانتهت المبارة  بالفوز  علي منتخب شركه الكهرباء 1/0 ليصعد منتخب العاملين بجامعة الفيوم للمباراة النهائيةوالتي سيتم تحديد موعدها لاحقًا.

ويذكر أن منتخب جامعة الفيوم حاصل على المركز الأول  بدوري المصالح الحكومية  للعام السابق.

مقالات مشابهة

  • منى صفوان : ايقاف الحرب.. تلاقي المصالح
  • شرطة عين الدفلى تُحيل 7 أشخاص على العدالة لترويجهم الكوكايين
  • منتخب العاملين بجامعة الفيوم يصعد للمبارة النهائية بدوري المصالح الحكومية.. صور
  • افتتاح معرض "بين الشفافية والظلال" للفنانة نجاة فاروق.. صور
  • فرنسا: الانتخابات البلدية خطوة حاسمة في الحياة السياسية في ليبيا
  • ما بين الشفافية والمحاسبة: العراق يسعى لتغيير الواقع الفاسد
  • وكيلة تعليم مطروح: الشفافية والمصداقية وتفعيل المشاركة المجتمعية واللامركزية أساس النجاح
  • وكيل "تعليم مطروح": الشفافية وتفعيل المشاركة المجتمعية واللامركزية أساس النجاح
  • ميلوني: ملتزمون بمساندة ليبيا لتحقيق الاستدامة الاقتصادية
  • هذا سبب منع الرعي في بشار