لن تسقط رايةُ مقاومة يعشقُ مجاهدوها جمهورَها
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
ايهاب شوقي
من المتعارف عليه، في زمن الحروب، أن الشعوب تدعم الجبهات القتالية وترفع الروح المعنوية للمقاتلين، وتتوجه الجهود الاقتصادية والثقافية لدعم جبهات القتال ورفدها بكل ما يعينها على أداء مهمتها. لكن هناك مفارقة استثنائية لا تصدر إلا عن مقاومة استثنائية، وهي أنّ المقاتلين هم من يرسلون رسائل الطمأنينة ورفع الروح المعنوية للجماهير.
لقد شكّلت رسالة المجاهدين لجمهور المقاومة حالًا وجدانية فريدة، مليئة بالعاطفة والتقدير والإيمان بدور البيئة الحاضنة، ومشحونة بمحبة صادقة ومصطلحات من خارج قواميس السياسة والعسكرية؛ بل هي رسائل روحانية إيمانية ورسائل عشق في مدرسة استثنائية للمقاومة، رسم خطوطها الشهداء المؤسسون، وبلور معالمها القائد الشهيد نصر الله الذي شكّل حالًا فريدة من المقاومة قوامها العشق للشهادة والعشق للنصر والعشق المتبادل بين القائد والجماهير.
لم تكن كاريزما القيادة هي الميزة الوحيدة للشهيد القائد؛ بل كانت المحبة المتبادلة بينه وبين المجاهدين على الجبهات، والتي أوضحتها الرسائل المتبادلة بينهما ثم بينهما وبين الجماهير، والتي تكلّلت بشعار جسّد المقاومة في شخص وأنّ الشخص مقاومة تتحدث وتمشي على الأرض، وهو شعار “لبيك يا نصر الله”، تلخيصًا للثقة التامة بأنه يمثل المقاومة ولا يصدر عنه أمر أو طلب يمكن أن ينحرف عن مبادئها الحسينية التي شكّلت المرجعية العاطفية والعقدية الكبرى في مسيرة هذه المقاومة واستراتيجيتها ومنهجها، وبرنامجها التنفيذي.
لقد جاءت رسالة المجاهدين لجمهور المقاومة مليئة بالرسائل والدلالات:
أولاً: من حيث الشكل، جاءت عبر عدة مجاهدين بأصواتهم الواثقة الحنونة وباللهجة العامية، لتخاطب الجماهير الصابرة التي تدفع ثمن خياراتها الشريفة قتلاً وتهجيرًا، لتثبيتهم وطمأنتهم بلغة بسيطة وصادقة وتخاطب القلوب والأرواح، كونها السلاح الأبرز الذي يقاتل ويصمد، وهي مدرسة المقاومة الروحانية التي نجحت دومًا وستظل السبيل لتحقيق الانتصارات.
ثانيا: من حيث المضمون، فقد حملت رسائل متعددة يجب أن يلقى عليها الضوء:
1. عبّرت عن الثبات الكامل للمقاتلين والإرادة الصلبة والثقة الكاملة بالنصر، وهي ثقة يؤكدها الواقع الميداني وأبواق العدو الصهيوني، والتي تعترف بثبات المقاومة وامتصاصها للصدمات الكبرى وباحتفاظها بقدراتها الصاروخية ومفاجآتها على صعيد الصمود البري والطائرات المسيرة والحفاظ على تماسك القيادة. وعندما يقول المجاهدون ” أما عن سؤالكم عنا، فليطمئن بالكم، نحن بألف ألف خير الحمدلله، نحن مثل الجبال التي تعرفونها، والتي على ترابها نحرق ونهدم دبابات العدو وجنوده، نحن “بدر”، نحن “نصر”، نحن “الرضوان”، ونحن “عزيزنا”، فعندما ترى الجماهير هذه الوقائع على الأرض، فإن الثقة ستكون كاملة بكل ما يعد به المجاهدون في مرحلة لاحقة قريبة من نصر وأنه ليس إلا صبر ساعة.
2. الالتزام بنهج القائد الشهيد ومدرسته، حيث كان حرص القائد دومًا وهاجسه الأكبر هو الجمهور وطمأنته والإطلالة عليه وتثبيته، وهو ما فعله المجاهدون وبالمصطلحات ذاتها وأوصاف السيد للجماهير ومخاطبتهم “يا أشرف الناس وأطهر الناس وأطيب الناس”، وكذلك الحفاظ على الصلة الوجدانية بين بيئة المقاومة وجبهة القتال، وتأكيدًا بأن الخط الساخن موصول؛ فالمجاهدون ” يسمعون صوتكم ورسائلكم، ومعنوياتكم العالية والطيية، وهذه اعتدنا عليها منذ بداية المقاومة”، وهو ما يلقي بالمسؤولية على الجمهور بأن دورهم رئيسي ولا يستهين أحد بدوره، والإعلان عن ثباته ومعنوياته العالية وثقته بالنصر، لأنه يصل إلى المجاهدين ويثبتهم ويقويهم، وهو نهج القائد الذي آمن بالجماهير ودورها ولم يعدّها يوما قطيعا أو كومبارس كما يفعل كثير من القادة من خارج مدرسة المقاومة.
3. رسائل التوعد للعدو بالعقاب وبأننا بيننا وبين العدو الأيام والميدان، وهي رسالة مباشرة بأن المقاومة لم تتأثر إرادتها ولم تنكسر بشهادة قائدها العظيم، وإنما هو حاضر بالجبهة وبمصطلحاته ووعده ووعيده ذاته، وعلى العدو أن ينتظر عقابًا مضاعفًا على جرائمه.
ما أراد المجاهدون إيصاله لخّصوه بالقسم بصبر وعذابات جمهور المقاومة بأن الراية لن تسقط، وبأنّ الجمهور الذي يشكّل وديعة القائد الشهيد، يجب أن يثق بأنه في يد أمينة على الوديعة، وأنهم قادرون على تحمل المسؤولية وتحقيق النصر الموعود، وأن صبر الجماهير لن يذهب هباءً، وأن اللقاء قريب بين المجاهدين والجماهير للاحتفال بالنصر.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
السيد القائد: المشروع الصهيوني يسعى إلى تدمير البلدان العربية وتفكيكها إلى كيانات صغيرة تحت عناوين طائفية وقومية ومناطقية
يمانيون../
لفت السيد القائد أنه فيما يتعلق بالعدو، هناك تقصير في الجانب التعليمي في المناهج والأنشطة والبرامج، وأنه لا يوجد توجه إعلامي واسع تجاه العدو، ومعظم الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في حالة من الضياع والتيه العجيب جداً، وأن بعض وسائل الإعلام في بلداننا تعمل لصالح الأمريكي والبعض يعمل على إلهاء شعوبنا عن القضايا الكبرى، والجزء المحدود يتحرك لنصرة قضايا الأمة وتوعيتها.
وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة له، اليوم الخميس، حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية، أن البلدان المكبلة عن أي تحرك ضد العدو الإسرائيلي والأمريكي كما هو الحال في معظم بلدان الخليج يمكن أن يكون لها تأثيرا كبير على العدو في المقاطعة الاقتصادية، لافتاً إلى أن المقاطعة الاقتصادية مساهمة وموقف يفيد الإنسان أمام الله وهي عمل متاح ومؤثر على الأعداء، علاوة على أن هناك بضائع أخرى تلبي الاحتياجات الضرورية لشعوبنا.
ولفت إلى أن الوضع السائد في معظم الأنظمة والشعوب الإسلامية عامل كبير في جرأة الأعداء الذين ينظرون إلى معظم البلدان كفريسة سهلة ولقمة سائغة وهذا يشكل خطراً حقيقياً، لافتاً إلى أن الأعداء يتحركون بمشروع واضح، وليس كردة فعل على ما يستفزهم من بعض البلدان أو القوى والجهات في بلداننا.
وتطرق السيد القائد إلى الحديث عن تغيير الشرق الأوسط الجديد، معتبراً أنه هو المشروع الصهيوني بذاته، وهو مشروع تدميري كارثي على أمتنا الإسلامية، والمؤسف أن يجرؤ العدو على الحديث عنه بكل وقاحة، لافتاً إلى أنه من
المؤسف أن تنفيذ جزء كبير من مشروع “الشرق الأوسط الجديد” موكول إلى أنظمة وجماعات وكيانات، وتتحمل أنظمة عربية أعباءه الكبرى في التمويل، وأن المشروع الصهيوني يهدف إلى توسيع الاحتلال المباشر للعدو الإسرائيلي على الأرض العربية وفق الخريطة الإسرائيلية “إسرائيل الكبرى”.
وقال إن ” المشروع الصهيوني يسعى إلى تدمير البلدان العربية وتفكيكها إلى كيانات صغيرة مبعثرة تحت عناوين طائفية وقومية ومناطقية وسياسية”، معبراً عن أسفه ان يتحدث الأعداء في أعلى مستوى من مستوياتهم القيادية عن أهداف المشروع الصهيوني ويقابل ذلك بالصمت، مؤكداً أن خطة العدو أن تكون منطقتنا العربية كاملة مستباحة للإسرائيلي، يحتل ما يريد دون أن توجه إليه طلقة رصاص واحدة أو كلمة إدانة، مشيراً إلى أن الأمريكي ينهب النفط السوري والإسرائيلي وينهب كل ما في فلسطين من ثروات ويركز على مناطق منابع المياه العذبة في سوريا وبقية الثروات، وأن العدو أراد أن تكون شعوب الأمة ضائعة وشبابها مجندون لصالحه ويقاتلون في الفتن التي يخطط لها باستماتة واستبسال، موضحاً أن جزءاً من شباب الأمة مستغرقون في الفساد ولا يمتلكون أي موقف أو وعي مما ساعد العدو على الفتك بالأمة وتدميرها وإنهائها.
وأكد السيد القائد أن السيطرة على المقدسات هي الصورة الأخيرة للمشروع الصهيوني الأمريكي الإسرائيلي بأن يكون القدس ومكة والمدينة تحت السيطرة الإسرائيلية، مبيناً أن الإسرائيلي يراد له أن يكون الوكيل الأمريكي الحصري في المنطقة وبعد أن يكمل الآخرون أدوارهم سيتم القضاء عليهم بعد أن فقدوا عناصر القوة.
ولفت إلى أن إعلان المجرم نتنياهو لـ”حرب القيامة” كعنوان للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يأتي في إطار سعي اليهود الصهاينة لإنشاء ما يسمونه بالمملكة الثالثة.