يمانيون:
2024-11-01@10:24:15 GMT

لن تسقط رايةُ مقاومة يعشقُ مجاهدوها جمهورَها

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

لن تسقط رايةُ مقاومة يعشقُ مجاهدوها جمهورَها

ايهاب شوقي

من المتعارف عليه، في زمن الحروب، أن الشعوب تدعم الجبهات القتالية وترفع الروح المعنوية للمقاتلين، وتتوجه الجهود الاقتصادية والثقافية لدعم جبهات القتال ورفدها بكل ما يعينها على أداء مهمتها. لكن هناك مفارقة استثنائية لا تصدر إلا عن مقاومة استثنائية، وهي أنّ المقاتلين هم من يرسلون رسائل الطمأنينة ورفع الروح المعنوية للجماهير.

لقد شكّلت رسالة المجاهدين لجمهور المقاومة حالًا وجدانية فريدة، مليئة بالعاطفة والتقدير والإيمان بدور البيئة الحاضنة، ومشحونة بمحبة صادقة ومصطلحات من خارج قواميس السياسة والعسكرية؛ بل هي رسائل روحانية إيمانية ورسائل عشق في مدرسة استثنائية للمقاومة، رسم خطوطها الشهداء المؤسسون، وبلور معالمها القائد الشهيد نصر الله الذي شكّل حالًا فريدة من المقاومة قوامها العشق للشهادة والعشق للنصر والعشق المتبادل بين القائد والجماهير.

لم تكن كاريزما القيادة هي الميزة الوحيدة للشهيد القائد؛ بل كانت المحبة المتبادلة بينه وبين المجاهدين على الجبهات، والتي أوضحتها الرسائل المتبادلة بينهما ثم بينهما وبين الجماهير، والتي تكلّلت بشعار جسّد المقاومة في شخص وأنّ الشخص مقاومة تتحدث وتمشي على الأرض، وهو شعار “لبيك يا نصر الله”، تلخيصًا للثقة التامة بأنه يمثل المقاومة ولا يصدر عنه أمر أو طلب يمكن أن ينحرف عن مبادئها الحسينية التي شكّلت المرجعية العاطفية والعقدية الكبرى في مسيرة هذه المقاومة واستراتيجيتها ومنهجها، وبرنامجها التنفيذي.

لقد جاءت رسالة المجاهدين لجمهور المقاومة مليئة بالرسائل والدلالات:
أولاً: من حيث الشكل، جاءت عبر عدة مجاهدين بأصواتهم الواثقة الحنونة وباللهجة العامية، لتخاطب الجماهير الصابرة التي تدفع ثمن خياراتها الشريفة قتلاً وتهجيرًا، لتثبيتهم وطمأنتهم بلغة بسيطة وصادقة وتخاطب القلوب والأرواح، كونها السلاح الأبرز الذي يقاتل ويصمد، وهي مدرسة المقاومة الروحانية التي نجحت دومًا وستظل السبيل لتحقيق الانتصارات.

ثانيا: من حيث المضمون، فقد حملت رسائل متعددة يجب أن يلقى عليها الضوء:
1. عبّرت عن الثبات الكامل للمقاتلين والإرادة الصلبة والثقة الكاملة بالنصر، وهي ثقة يؤكدها الواقع الميداني وأبواق العدو الصهيوني، والتي تعترف بثبات المقاومة وامتصاصها للصدمات الكبرى وباحتفاظها بقدراتها الصاروخية ومفاجآتها على صعيد الصمود البري والطائرات المسيرة والحفاظ على تماسك القيادة. وعندما يقول المجاهدون ” أما عن سؤالكم عنا، فليطمئن بالكم، نحن بألف ألف خير الحمدلله، نحن مثل الجبال التي تعرفونها، والتي على ترابها نحرق ونهدم دبابات العدو وجنوده، نحن “بدر”، نحن “نصر”، نحن “الرضوان”، ونحن “عزيزنا”، فعندما ترى الجماهير هذه الوقائع على الأرض، فإن الثقة ستكون كاملة بكل ما يعد به المجاهدون في مرحلة لاحقة قريبة من نصر وأنه ليس إلا صبر ساعة.
2. الالتزام بنهج القائد الشهيد ومدرسته، حيث كان حرص القائد دومًا وهاجسه الأكبر هو الجمهور وطمأنته والإطلالة عليه وتثبيته، وهو ما فعله المجاهدون وبالمصطلحات ذاتها وأوصاف السيد للجماهير ومخاطبتهم “يا أشرف الناس وأطهر الناس وأطيب الناس”، وكذلك الحفاظ على الصلة الوجدانية بين بيئة المقاومة وجبهة القتال، وتأكيدًا بأن الخط الساخن موصول؛ فالمجاهدون ” يسمعون صوتكم ورسائلكم، ومعنوياتكم العالية والطيية، وهذه اعتدنا عليها منذ بداية المقاومة”، وهو ما يلقي بالمسؤولية على الجمهور بأن دورهم رئيسي ولا يستهين أحد بدوره، والإعلان عن ثباته ومعنوياته العالية وثقته بالنصر، لأنه يصل إلى المجاهدين ويثبتهم ويقويهم، وهو نهج القائد الذي آمن بالجماهير ودورها ولم يعدّها يوما قطيعا أو كومبارس كما يفعل كثير من القادة من خارج مدرسة المقاومة.
3. رسائل التوعد للعدو بالعقاب وبأننا بيننا وبين العدو الأيام والميدان، وهي رسالة مباشرة بأن المقاومة لم تتأثر إرادتها ولم تنكسر بشهادة قائدها العظيم، وإنما هو حاضر بالجبهة وبمصطلحاته ووعده ووعيده ذاته، وعلى العدو أن ينتظر عقابًا مضاعفًا على جرائمه.
ما أراد المجاهدون إيصاله لخّصوه بالقسم بصبر وعذابات جمهور المقاومة بأن الراية لن تسقط، وبأنّ الجمهور الذي يشكّل وديعة القائد الشهيد، يجب أن يثق بأنه في يد أمينة على الوديعة، وأنهم قادرون على تحمل المسؤولية وتحقيق النصر الموعود، وأن صبر الجماهير لن يذهب هباءً، وأن اللقاء قريب بين المجاهدين والجماهير للاحتفال بالنصر.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

شعب يعشق كرة القدم

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي

 

تُعد كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم وهو ما يعكسه الاهتمام المتزايد بالفعاليات الكروية المختلفة سواء كأس العالم أو البطولات الأوروبية المختلفة أو البطولات القارية، أو حتى الإقليمية كما هو عليه الحال في الخليج والبطولة الخليجية.

وهذا الاهتمام يأتي على نطاق المنتخبات أو الأندية، بالتالي تجد عشقا متزايدا للشعوب لهذه اللعبة ينعكس ذلك إضافة إلى تشجيع منتخبات بلدانهم وأنديتهم المحلية فإنهم يشجعون أسماء لمنتخبات عالمية أو أندية أخرى خاصة الأندية الأوروبية التي تعد بطولاتها الأشهر والأكثر متابعة من جميع أنحاء العالم.

ولا يختلف الحال في بلادي؛ حيث يعشقون كرة القدم حتى الثمالة ويتابعون كل ما يتعلق به في وسائل الإعلام والقنوات وتعج وسائل التواصل الاجتماعي بالمجموعات المخصصة لمتابعة أخبار كرة القدم، فهذه المجموعة مخصصة لمشجعي هذا النادي والأخرى مخصصة للنادي الآخر المنافس وهكذا، بل إنهم يتحدثون عن كرة القدم في كل مكان وفي أي فرصة في البيوت في العمل في المجالس وفي المناسبات الاجتماعية.

وتجد بخلاف تلك الفئات التي تمارس كرة القدم في الأندية وفرق الحواري، تجد فئات أخرى في مختلف الأعمار يمارسون كرة القدم في السكك في الأزقة في الشواطئ الممتدة في الولايات الساحلية، فكرة القدك عندهم شغف ليس مثله شغف.

في المقابل، وقياسًا على هذا العشق، فإنَّ الاتحاد العُماني والذي تأسس في عام 1978، يعني منذ قرابة حوالي 47 عاماً، قد حققت كرة القدم العُمانية، بطولتين إقليميتين على مستوى دول الخليج ونالت بعض المراكز الشرفية في بطولات المراحل السنية،ولم تصل كرتنا إلى بطولة كأس العالم أو الأولمبياد أو حتى المنافسة على بطولة آسيا القارية، وحتى على مستوى الأندية، البطولة القارية الوحيدة أحرزها نادي السيب على المستوى الثاني من البطولة وليس المستوى الأول وهو كأس الاتحاد الآسيوي للأندية بمسماه السابق، وكذلك حصول نادي فنجا في فترة الثمانينات من القرن الماضي على بطولة ما يسمى سابقًا بكاس أندية مجلس التعاون.

لذا.. نقول إن كرة القدم معشوقة الجميع هنا في هذا البلد جميع الأعمار رجالهم؛ بل وحتى نسائهم، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالمنتخب الوطني فتجد الجميع أثناء مشاركات المنتخب في المنافسات المختلفة ولا يستطيع الحضور في الملعب، يتسمر أمام جهاز التلفاز ليتابع المنتخب، تجد الشوارع وقد خلت من المارة والكل يرجئ كل شي لكي يتابع المنتخب وإذا فاز المنتخب تجد فرحة عارمة في كل البيوت، و إذا كان الأمر يتعلق بالفوز ببطولة كما هو الحال أثناء منافسات بطولة الخليج فتخرج الجماهير بمسيرات الفرح بالشوارع وتكرر هذا الأمر عدة مرات.

لكن ودون جلد الذات ودون أن نرسم ذاك السواد القاتم عن اليوم والغد، وحتى لا نجامل كذلك، فإننا نعرف أن هذا العشق لا يُقابل بنفس الآمال والطموحات، وقد يذهب البعض ويعزي السبب فورا إلى عدم توافر الإمكانيات.

لكن ماذا إذا ما عملنا وخططنا وفق هذه الإمكانيات المتاحة، صحيح أن كرة القدم أصبحت صناعة حالها حال الأنشطة الاقتصادية وتدر اموال بالملايين على الأندية في بعض دول العالم وتخلق وظائف للقطاعات المتعلقة بهذا النشاط، من دخول بيع اللاعبين ودخول بيع تذاكر المباريات ودخول مكافاءت المشاركات في البطولات أو الفوز باحد المراكز، وكذلك من دخول أموال حقوق البث المباشر والإعلانات وتخلق وظائف كثيرة غير مثل تلك المتعلقة بالإدراة التنفيذية وإدارة المرافق للأندية، وكذلك الوظائف المتعلقة بوكلاء اللاعبين، والعاملين في القنوات الرياضية والمحللين، ووظائف مكاتب السفر والسياحة فهناك مدن كثيرة في أوروبا تعتمد في دخلها من السياحة على وجود بعض الأندية في مدينتها.

السؤال: لماذا لا نعمل وفق ما يمكن عمله في ظل ما نملكه من إمكانيات، ومنها على سبيل المثال ما يلي:

حوكمة الأندية؛ فلاتزال الأندية تدار بعقلية السبيعنات من القرن الماضي، من المتطوعين وأعضاء مجلس الإدارة وخلط بين التوجيه والإشراف وبين ادوات التنفيذ دون رؤي واضحة للمسؤلية، وبالتالي  لابد من وجود بعض الوظائف الثابتة في هذا الأندية، حتى لو ساهمت الجهات المختصة بالتوظيف في هذا الجانب من باب خلق فرص اعمال للباجثين عن عمل. الاهتمام بالمدارس والأكاديميات الكروية في الأندية؛ فهي البيئة الحاضة للمواهب،فالأندية بحاجة ملحة للمواهب ولا تحتاج الكثير هذه المدارس الكثير من الامكانيات والمصاريف  فهناك الكثير من العُمانيين من حملة المؤهلات يمكن الاستعانة بهم والبنية التحتية لمعظم الأندية موجودة والاحتياجات الباقية بسيطة  لا ترهق موازنة هذه الأندية. العمل على عودة الجماهير الى المدرجات، عن طريق دراسة الاسباب الحقيقة وراء عزوف هذه الجماهير فالجماهير هي من تخلق روح جديدة للمنافسة وابراز المواهب وبذل الللاعبين المزيد من الجهد أثناء المنافسات. تشجيع الاحتراف الخارجي؛ فالاحتراف أحسن وسيلة لصقل المواهب واكتساب الخبرات والاستفادة من الإمكانيات في الأندية الخارجية شريطة اختيار الأماكن المناسبة للاحتراف. وقف التذمر والتعذر يالامكانيات؛ لأننا نملك المواهب ويمكن العمل بهذه الميزة ونبني عليها في ورقة التطوير والمنافسة، ولدينا بيئة حاضنة وعاشقة لكرة القدم. اكتشاف المواهب؛ من خلال تعين كشَّافين في كل محافظة أو ولاية، وتنظيم هذا العمل وفق مرجعية ادارية ترتبط بنمظومة كرة القدم. الاهتمام بمنتخبات المراحل السنية وتكوين منتخب رديف للمنتخب الاول يعين له جهاز فني يرحل اليه من الفئات السنية ومن يراه الجهاز الفني مناسب، يكون له حضور وبرنامج محدد طول الموسم ويشارك في مناسبات ودية محليا ودوليا ويكون رافدا للمنتخب الاول. وضع خطة طويلة الاجل تتضمن محاور عدة لتطوير الكرة العُمانية مبنية على الامكانيات المتاحة وأهم محاورها تطوير وصقل المواهب. إقامة دوري المحافظات، تشارك فيه الأندية بلاعبي الرديف ويمكن مشاركة عدد محدد من لاعبي الفريق الاول في كل مباراة لاعتبارات فنية وجماهيرية و يحضى هذا الدوري بالمتابعة من جميع المعنين بالمنتخب واجهزته الفنية. تبنِّى المواهب الصغيرة والتعاقد مع إحدى الأكاديميات العالمية تتبنى هذه المواهب وفق شروط محدده، على أن تضع ضوابط لاختيار هذه المواهب.

وفي الختام.. إنَّ ما دفعنا للكتابة عن هذا الموضوع، هو ذلك الشعور بالإحباط الذي نلمسه من الكثير من الجماهير عن الحال الذي وصلت إليه الكرة العُمانية من تراجع وضعف في النتائج.. لكن يبقى الأمل أن غدًا سيكون أجمل، وسنفرح- بإذن الله- ويبقى منتخبنا الأحمر تجسيدًا لمعاني العشق والجنون لدى الكثيرين من المحبين، رغم بعض الصعاب.

مقالات مشابهة

  • آياتُ الله في زمننا: رسائلُ إلى الأنظمة قبل الأعداء
  • السيد القائد :الامريكي يوظف قواعدة في المنطقة خدمة للصهاينة
  •   السيد القائد: العدو الاسرائيلي يسعى لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة
  • الشيخ نعيم قاسم مخاطباً السيد نصر الله: كنا ننتظر إطلالتك لتعبئنا بالنصر وستبقى راية المقاومة المنصورة وبشير النصر
  • مناورة “لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ”.. رسائل استراتيجية لإظهار القوة والجاهزية
  • الشيخ قاسم: السيد الشهيد حسن نصر الله كان وسيبقى راية المقاومة المنصورة وحبيب المقاومين وخزان الأمل وبشير النصر
  • صنعاء تزلزل عروش الطغاة: “القارعة” و “ليَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ” رسائل قوة وتحدٍّ
  • شعب يعشق كرة القدم
  • المقاومة اللبنانية تسقط مسيرة معادية فوق مرجعيون وتواصل استهداف مواقع العدو ومستوطناته
  • القائد الذي لا يموت