صحيفة الاتحاد:
2024-11-01@05:22:04 GMT

محمد كركوتي يكتب: المخاطر المالية العالمية

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

لا توجد أخطار آنية في الساحة المالية العالمية حالياً. لكن كل شيء قابل للتغيير، خصوصاً في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها الاقتصاد العالمي. 
الأسواق مستقرة، والموجة التضخمية تراجعت وبلغت حدوداً مطمئنة، ولاسيما في البلدان المؤثرة اقتصادياً، وسلاسل التوريد باتت أكثر استدامة، بعد فترة مضطربة مقلقة. وحتى مسارات خفض الفائدة، تمضي بصورة متوازنة على الأقل في الوقت الراهن.

 
إلا أن هناك قلقاً موجوداً آتياً من جهة الاضطرابات الناجمة عن الصراعات الجيوسياسية. 
هذه الأخيرة لا تزال تهدد التعافي الاقتصادي، خصوصاً في ظل غياب مخططات لإيقافها، أو حتى للتخفيف من حدتها. 
ولا يمكن أن يتعافى العالم اقتصادياً، ويعود لتحقيق مستويات مقبولة من النمو، إلا بتراجع حدة التهديدات، والعودة إلى التنافسية الصرفة، لا المواجهات، في هذه الساحة أو تلك.
هناك نقطة محورية أخرى، تتعلق بشكل حماية الاقتصاد العالمي من المخاطر المالية، وتنحصر بمدى منع أي انعكاسات سلبية للتيسير النقدي الراهن، الذي باشرت فيه البنوك المركزية منذ أشهر عدة. 
فصندوق النقد الدولي (مثلاً) يحذر من أن هذا «التيسير» قد يؤدي إلى تفاقم فقاعات أسعار الأصول، ويقلل من تقدير الأسواق للمخاطر المرتبطة بالصراعات العسكرية، ونتائج الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة تحديداً. 
صحيح أن هذه المخاطر المالية، هي تحت السيطرة الآن، لكنها ربما لن تكون كذلك في العام المقبل. فالصدمات واردة في كل الأوقات، وتكون واردة أكثر في مرحلة التعافي الهشة، بعد سنوات من أزمات ضربت الاقتصاد العالمي، وتركت آثاراً تتطلب وقتاً أطول للخلاص منها. 
ومن المخاوف على الوضع المالي العالمي، أن خفض تكاليف الاقتراض سيؤدي حتماً إلى ارتفاع في حجم الديون الخاصة والحكومية، كما أنه سيزيد من ارتفاع تقييمات الأصول. 
ومن هنا، لا بد من الموازنة بين الإسراع نحو تحقيق نمو عال، والحفاظ على استقرار مالي، يضمن في النهاية مساراً صحياً للاقتصاد حول العالم. 
إنها مرحلة حساسة يمر بها الاقتصاد العالمي، وإذا لم تتم السيطرة على الجانب السلبي من التيسير النقدي، في ظل ارتفاع وتيرة الاضطرابات الجيوسياسية، فإن المرحلة المقبلة ستتسم بالمخاطر ليس فقط على الساحة المالية، بل على كل الساحات المؤسسة للاقتصاد العالمي.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: «نوبل» لـ «الاقتصاد الإنساني» محمد كركوتي يكتب: الصين وأوروبا.. «عنف» الرسوم

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر الاقتصاد العالمی

إقرأ أيضاً:

د. محمد بشاري يكتب: بين العقل والفكرة.. موضع تأمل

لم يتوقف الإعجاب بأصحاب العقول الخلاقة ومتفوقة الذكاء يوما ما، حيث يستطع في كل مجتمع نخبة من الأفذاذ الضالعين في المجالات والتخصصات المختلفة والذين عرفوا ليس بمجالهم وإنما من خلال الإبداع الذي قدمه من خلال التفوق الفكري والنتاج العملي.

وفي ذات السياق لا يمكن إخفاء الرغبة العارمة لدى مختلف شرائح المجتمع في تكون من ضمن تلك النخبة المتميزة، وهو الأمر غير الممكن تطبيقه بشكل متساوي الأمر الذي يمكن تفسيره من خلال النظرة التحليلية للعقل الإنساني والوقوف على نقاط التشابه والاختلاف والمشتركات والمفترقات، سيما أن التشابه بين العقول الإنسانية لا يتجاوز البنية البيولوجية. حيث أن لكل إنسان دماغ متصل بشبكة معقدة من الأعصاب وفي ذات الوقت تتشابه العقول الإنسانية بالأجزاء المكونات للدماغ والتي يمكن دراستها بتفصيل في علم الأحياء، المتخصص بتشريح الأجهزة في جسم الإنسان.

وأما فيما يتعلق بتفسير المفارقة النوعية بالإنتاج الفكري والمعرفي الإنساني، فإنهم يمكن ارجاعه إلى التنوع الوظيفي الخاص بالدماغ الإنساني، حيث أن القدرات العقلية والوظائف التي يمكن إنجازها لا تتشابه بين شخص والآخر، وبخاصة أن إتقان المهارات المسؤولة عن الإبداع والابتكار في مجال معين تختلف من شخص إلى آخر عند مقارنة ذلك بشخصين على سبيل المثال في نفس الفئة العمرية، حيث أن التكوين البيولوجي لدماغ الإنسان يتشابه في عمر ال(35) سنة مثلاً، ولكنه يختلف في ممتلكاته من الأدوات الدافعة بمستوى الإنتاج العقلي من مهارات وخبرات، وبالتالي لا يمكن المساواة في مستوى الإدراك والمعرفة لاختلاف التنوع الوظيفي .

وبالإضافة إلى كل ما سبق فإن هناك حزمة من التأثيرات التي لا يمكن استثنائها عند الحديث عن الفروقات والتشابهات في المستوى الفكري الإنساني وقدرته على إنتاج المعارف وما يتصل بذلك من مهارات تحليلية ونقدية وغيرها، حيث أنه لا يمكن إنكار الأثر الاجتماعي والتربوي والبيئي والثقافي والقيمي والديني على البنية العقلية وتكوين الفكر الإنساني وبالتالي القدرة العقلية.

كما أن الحديث عن القدرة العقلية وبالتحديد الإنتاج المعرفي يتداخل مع العديد من الخصوصيات والشروط والمحددات حيث أن ما يسميه العلماء ب: " الفروق الفردية"، لا هو أثر بارز أيضاً على طبيعة التكوين المعرفي، سيما إنه هناك العديد من هل الفروقات التي يتميز بها شخص عن الآخر، مثل الفروق في القدرة الحركية، التي يمكن ملاحظتها عند لاعبين القوى، حيث تختلف القوة البدنية والمهارات الحركية المكتسبة ومستوى المرونة من جسد إلى آخر، وكذلك الحال في الفروق العرقية التي تميز كل عرق بصفات مختلفة عن غيره، وهذا هو الحل أيضا التي يذكر عنده المقارنة بين التحصيل العلمي بين الطلبة حيث أن أطفال فرق التحصيل أو الإنجاز يختلف في الأداء الأكاديمي من شخص إلى آخر، وكذلك الحال بالفروق المتعلقة بشخصية الإنسان نفسه مثل توجه الفكر عنده نحو الإيجابية أو السلبية، وأخيرا الفروق  الفكرية التي تعبر عن مستوى القدرة العقلية أو مستوى الذكاء الذي يتفاوت بين مستوى الذكاء العادي، و المتوسط، و الشديد، وما يتجاوز ذلك وصولاً إلى العبقرية.

وعليه، فإن تأثير العقل في اكتساب المعرفة وتطوير الأفكار، يتعلق بطبيعة البنية العقلية البشرية ، التي تجعلنا نقف مطولاً بين العقل والفكرة، لنلمس الخيط الذي يربط بينهما والعلاقة التكاملية والتأسيسية المطردة.
 

مقالات مشابهة

  • معيط: الاحتياطي النقدي للدولة وصل إلى 46 مليار دولار
  • د. محمد بشاري يكتب: بين العقل والفكرة.. موضع تأمل
  • كيف تؤثر الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الاقتصاد وسوق الأوراق المالية؟
  • اجتماع بالهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد مع برنامج الأغذية العالمي
  • وزيرا المالية والاقتصاد والتخطيط يجتمعان مع الرئيس التنفيذي لمجموعة سيتي جروب العالمية
  • المالية: تجديد العمل بقانون إنهاء المنازعات الضريبية وسيلة جيدة لتقليل الخلافات لكنه حل مؤقت
  • نائب وزير المالية أمام الشيوخ: تجديد العمل بقانون إنهاء المنازعات الضريبية حل مؤقت
  • مخاوف من سياسات ترامب المالية تسيطر على قادة الاقتصاد العالمي (فيديو)
  • مخاوف من سياسات ترامب المالية تسيطر على قادة الاقتصاد العالمي
  • أستاذ علوم سياسية: مصر تلعب دورا مهما في مختلف القضايا على الساحة العالمية