«البحر» يجمع فناني الإمارات ومالطا
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
استضافت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، معرضاً فنياً يستمر حتى 6 نوفمبر القادم، بعنوان «البحر»، ويجمع المعرض الذي تنظمه سفارة جمهورية مالطا في الإمارات، وافتتحته الدكتورة عائشة راشد الديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، 4 فنانين من مالطا الإمارات، وهم: آنا جاليا، أدريان شيكلونا، عزة القبيسي، سالم الجنيبي.
رؤية مشتركة
من جانبها قالت ماريا كاميليري، سفيرة جمهورية مالطا لدى الدولة: «على الرغم من التباعد الجغرافي بين مالطا ودولة الإمارات، إلا أن الدولتين تتقاسمان رؤية مشتركة، تقوم على الابتكار والتعاون الثقافي والاحترام المتبادل للتنوع»
وأضافت، يحتفي هذا الحدث بالأهمية الثقافية والبيئية للبحر في كلا البلدين، ويعزز في الوقت ذاته التعبير الفني والتبادل الثقافي. كما يبرز الصداقة المتينة والتعاون الوثيق بين مالطا والإمارات، ويساهم في توثيق الروابط الثقافية وتعزيز التفاهم المتبادل.
تعزيز الإبداع
قال الفنان والكاتب سالم الجنيبي، الأمين العام لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية: «يسعدنا استضافة هذا المعرض الفني، في مقر جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وبفضل التزامها الراسخ بتعزيز الإبداع والابتكار، عملت الجمعية على مدار السنوات على رعاية الفنانين وتنظيم المعارض والفعاليات وورش العمل واحتضان الفعاليات المهمة والحرص على التعاون المستمر مع كل المؤسسات والسفارات والدول، وبفضل هذه الاستراتيجية، ساهمت بشكل كبير في تنمية بيئة ديناميكية للتعبير الفني والتبادل الثقافي في الإمارات، وساهمت في نمو الفنون وتطورها.
رمز ثقافي
قالت القيمة الفنية للمعرض الدكتورة نهى فران: «يمثل المعرض رحلة إبداعية مع البحر، باعتباره رمزاً ثقافياً وحضارياً يغذي الهويات ويشكل الوجدان. ومن خلال تفاعل الفنانين الأربعة مع الوسائط والأساليب الفنية المتنوعة، ينبثق حوار فني بين دولة الإمارات وجمهورية مالطا، حيث يصبح البحر نقطة التقاء تحمل دلالات عميقة عن التأثير المتبادل بين الإنسان والطبيعة». وأضافت، تستند الرؤية الفنية للمعرض إلى استكشاف الدور المحوري الذي يلعبه البحر في تشكيل الهويات الثقافية والتاريخية والاجتماعية، وذلك من خلال عرض أعمال فنية حصرية لفنانين من كلا البلدين، ويسعى المعرض إلى تقديم سرد متنوع يبرز الحضور الدائم للبحر كمصدر للإلهام والاستدامة، مؤكداً على لغة الفن العالمية وقدرتها الفائقة على بناء جسور تمتد عبر البحار.
البحر
استوحت الفنانة الإماراتية عزة القبيسي أعمالها المعروضة من رحلتها الأخيرة بين مالطا والإمارات، واستخدمت في عملها «البحر»، مادة الفولاذ المقاوم للصدأ بألوان زرقاء، وقامت بصهره مع قاعدة من الفولاذ الطري لتجسيد الحركة الديناميكية للبحر ودوره في تشكيل الثقافات المتنوعة.
ويستكشف الفنان أدريان شيكلونا في لوحاته «البحر»، كعامل محفز لسرد القصص وإطلاق الخيال، حيث تعزز الحياة بالقرب من البحر الإبداع، والمساحة الزرقاء الشاسعة تولد الإحساس بالهدوء. وتاريخياً كانت الأساطير والسرديات تُنقل عبر البحار.
اللؤلؤ وسبخة الملح
تشير الفنانة «آنا جاليا» إلى أعمالها قائلة: «تجسد أعمالي الفنية الرئيسية جوهر ثقافة بلدينا: اللؤلؤ للإمارات وسبخة الملح لمالطا. بالإضافة إلى ذلك، تعكس لوحاتي المائية الصغيرة روح البحر، من خلال تقديم تكوينات تجريدية روحانية».
بحر الخليج والبحر الأبيض
يمثل العمل الفني «بحر الخليج والبحر الأبيض» لسالم الجنيبي، تأملاً عميقاً في العلاقة بين الإمارات ومالطا، مستخدماً رمزية ثلاث موجات تعكس مراحل التطور الحضاري، الموجة الأولى، المصنوعة من كتل معدنية متشابكة، ترمز إلى التحول العمراني السريع والتحديث في الإمارات، والموجة الثانية، المصنوعة من أقمشة السدو الزرقاء، تعكس التقاليد العريقة والارتباط بالتراث. أما الموجة الثالثة، المكونة من الأكريليك وتحتوي على مياه من كلا البحرين، ترمز إلى التواصل بين الإمارات ومالطا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الفنون التشكيلية مالطا متاحف الشارقة الشارقة من خلال
إقرأ أيضاً:
حفل كورالي أوبرالي يجمع نعمى عمران وكورال غاردينيا بدمشق
دمشق-سانا
بين لوحات قضبان زنازين النظام البائد وصور شهداء الثورة السورية، أحيّت فرقة غاردينيا مع المغنية الأوبرالية السورية نعمى عمران أمسيةً موسيقية مميزة، وذلك في ختام تظاهرة /بداية/ في بيت فارحي التراثي بدمشق.
وتم خلال الحفل أداء عدة مقاطع وترانيم ودندنات ترمز للظلم وأوجاع السوريين، ومنها (مقدمة أسماء المخطوفين، الحانوتة الأوغاريتية، سوري، يا عيني لا تدمعي، الهدهدة “سيغا سي)، إضافةً إلى أهزوجتي /يا حيف/ لسميح شقير، و/ يا يما توب جديد/ للشهيد عبد الباسط الساروت، وذلك في دمج بين الكورال الجماعي والصوت الأوبرالي القوي.
(سميرة خليل.. وائل حمادة.. ناظم حمادي .. زكي كورديللو .. يحيى شربجي .. عبد العزيز الخيّر) وغيرهم.. أسماء من ضحايا النظام البائد التي لم تفارق شفاه المغنية الأوبرالية نعمى التي صدحت أنغامها في أرجاء الحفل على وقع أصوات الكورال فشكلت صرخات للاإنسانية جمعاء عن المجازر والجرائم التي ارتكبها وخلفها النظام البائد.
وفي تصريحات لمراسلة سانا الثقافية، أكدت مايسترو الكورال سفانة بقلة أن ابتداء الحفل بأسماء المخطوفين يُعتبر حفظاً لسردية الثورة والتضحيات التي قدمها الشعب السوري بكفاحه من أجل الحرية، لافتةً إلى أن جميع القطع التي قدمت في الحفل كانت عبارة عن تهويدة للشهداء بطريقة الكورال الخاصة، وباللغات السورية القديمة.
وحول تجربة الشراكة بين المشاريع الموسيقية المختلفة، أوضحت سفانة أن الشراكة بين مشروع نعمى عمران الذي جال العالم والغني عن التعريف، ومشروع غاردينيا هي تجربة دائمة وفريدة، وتتيح المجال للتطور والتعلم، وإيجاد اللغة المشتركة بين الجانبين، وهو أمرٌ مهم جداً بالفن.
ونوهت سفانة بالتأثير العميق جداً للموسيقا على المتلقين، فالجمهور اليوم كان يبكي حين أوصلت الموسيقا السردية الثورية بطريقة مختلفة حفّزت لديه مشاعر يصعب التعبير والكلام عنها.
وأضافت سفانة: “رسالتنا دائماً أننا سنبقى نغني للإنسان السوري، فمشروع الإنسان في سوريا يتجلى بالكرامة والحرية والعدالة، وهو مشروعنا الدائم”.
//أتيتُ بشغفٍ عظيم.. وسعادة غامرة مطلقة//، حسبما تصف المغنية نعمى، موضحةً أن حفل اليوم هو الأول الذي تقيمه في سوريا بعد سقوط النظام البائد، إذ مكثت أربعة عشر عاماً في باريس، وما إن فُتحت الأبواب حتى عادت مباشرةً إلى سوريا.
نعمى التي كانت ممنوعة من دخول سوريا لافتتاحها كل حفلة دائماً بأسماء الشهداء والمعتقلين، أكدت أن أول شيء رغبت بالقيام به في سوريا هو أن تغني أسماءهم بعد أن مُنعتُ من التحدث عنهم هنا، وبقيت تخصص مساحةً دائمةً لهم في صوتها وموسيقاها، وحتى في العروض الفنية.
وتمنت نعمى أن يُقام هذا الحفل لاحقاً في دار الأوبرا، لتغني أسماء المعتقلين والشهداء فيها، وقالت: “لنقيم لهم قصةً كاملةً لتكريمهم.. رفاقي بعضهم مات في فرنسا حيث أعيش، وبعضهم فُقد أثناء النضال، وشهدتُ حالات اختفاء منهم، بالتالي من حقهم علينا تكريمهم”.
ولفتت نعمى وهي من الدفعة الأولى لتخصص الغناء الأوبرالي في سوريا، إلى مواجهتها الكثير من المشكلات في معهد الموسيقا بسبب معارضتها الدائمة للنظام البائد، حيث كانت ممنوعة دائماً من كل الأنشطة، وأضافت: “لكن رسالة حفل اليوم هي المحبة والسلام، ولن نتوقف عن النضال معاً فسوريا لكل السوريين”.
وبالنسبة لأهمية الحفل بهذا التوقيت في سوريا الجديدة، قالت نعمى: “اليوم سعيدة جداً بأنني أُقيمُ هذا الحفل الموسيقي في هذا الدار التاريخي، ومع الكورال الرائع وجميع أفراده الممتازين، ويجب أن نُركز على محبتنا الدائمة والمستمرة لبعضنا، فالمرحلة القديمة انتهت، وهناك دمار كبير يحتاج وقتاً لإصلاحه”، معربة عن إيمانها بدور الفن في الإصلاح فهو يُليّنُ القلوب ويفتحُ الآفاق.
تابعوا أخبار سانا على