استمرار الإجرام يرفع الفاتورةَ على العدوّ الصهيوني .. ويدفعُ بعجلته نحو الهاوية
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
يمانيون- متابعات
يوماً تلوَ آخر يتضحُ مستقبلُ اقتصاد العدوّ الصهيوني المليء بالانتكاسات؛ جراء استمرار العدوان والحصار على غزة ولبنان، وما ينتجُ عن ذلك من ضربات مرتدة تنفِّذُها المقاومةُ في فلسطينَ ولبنانَ وكذلك جبهات الإسناد اليمنية الفاعلة والعراقية المتصاعدة، فضلاً عن الإنفاقات العسكرية المباشرة التي قد تصل في مجملها إلى قرابة 70 مليار دولار، بحسب ما أكّـدته الاعترافات الإسرائيلية، وفي المقابل تؤكّـد المعطيات أن العدوّ الصهيوني سيكون على موعد مع أزمات طويلة الأجل جراء التقلص المتواصل في قطاعات الاستثمار والإنتاج، ومعدل الائتمان والمعدل الإنمائي.
وفيما يعاني اقتصاد العدوّ الصهيوني من سلسلة أزمات أبرزها تراجع مؤشرات الأسهم في البورصة وقيمة “الشيكل” وهروب أصحاب رؤوس الأموال وعزوف المستثمرين والسياح وشبه شلل في الاستيراد والتصدير وتعطل معظم القطاعات الإنتاجية، فَــإنَّ هناك مشاكل أُخرى متعلقة بالإنفاق المتزايد والذي يفاقم العجز المالي الذي يعاني منه العدوّ الصهيوني؛ فبعد أن وصل إلى أكثر من 67 مليار دولار بحلول سبتمبر الفائت، فَــإنَّ جبهة حزب الله فاقمت من هذا الإنفاق وفاقمت العجز، حَيثُ يستهلك العدوّ الصهيوني يوميًّا أكثر من 135 مليون دولار لتغطية النفقات المباشرة في جبهة الشمال، فضلاً عن نفقات أُخرى تتمثل في شراء الصواريخ الاعتراضية للتصدي لمئات الصواريخ القادمة من لبنان بشكل يومي، وهذا ما يمثل تهديداً كَبيراً للعدو الصهيوني على المستوى الاقتصادي وعلى المستويَّين العسكري والأمني؛ ليتضح جليًّا مدى تأثير الجبهة اللبنانية القوية في كسر عظم العدوّ.
وإزاء كُـلّ هذه المعطيات وغيرها، فقد أوضح صندوق النقد الدولي نهاية الأسبوع المنصرم أن الثلاثة الأعوام القادمة ستسجل نمواً أقل من المتوقع لاقتصاد العدوّ الصهيوني، إلا أن التقارير المالية الصهيونية تقول: إن النمو في السنوات القادمة سيكون بالسالب.. في إشارة إلى حجم التأثيرات التي أحدثتها جبهات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران، على المديَّين المتوسط والبعيد، أما على المدى القريب فَــإنَّه عبارة عن عجز كبير لم يستطع العدوّ مواكبته حتى بالقروض، فضلًا عن عجزه عن استعادة أنشطة “موانئه” المحاصرة وما ترتب على ذلك من تعطل الإنتاج في عدة مجالات، وتعطل نسبة الاستيراد والتصدير بنسبة كبيرة جِـدًّا بعد إفلاس وتوقف ميناء “إيلات” وتشديد الخناق اليمني على باقي الموانئ المحتلّة عبر ضرب السفن المرتبطة بالعدوّ أَو المملوكة لشركات تتعامل معه.
وفيما توقع صندوق النقد الدولي نمو الناتج المحلي الإجمالي للعدو بنسبة 2.7 % فقط في 2025 -وهو ما يقل إلى النصف عن التوقعات السابقة التي صدرت في أبريل الفائت– فَــإنَّ حسابات ما تسمى “وزارة المالية” الصهيونية قد سجلت النمو في الفترة بين 2023 وحتى 2025 بالسالب.
ولفت صندوق النقد الدولي إلى أن الانخفاضات التي يسجلها الاقتصاد الصهيوني منذ أُكتوبر العام 2023 هي الأدنى منذ العام 2002 “إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية”، مشيرةً إلى أن الأزمة العالمية التي ضربت العالم في العام 2008 لم تهوِ بالاقتصاد الصهيوني مثلما هو الحال اليوم، في تأكيد على أن الضربات التي تلقاها العدوّ هي الأكثر إيلاماً منذ نشأته.
وفي السياق يؤكّـد مراقبون أن العدوّ الصهيوني لن يستعيد عافيته اقتصاديًّا إلا بعد سنوات عديدة من وقف الحرب والحصار على لبنان وغزة، حَيثُ يحتاج لوقت طويل لترميم قطاعاته الحيوية التي أصابتها الضربات، خُصُوصاً وأن الاستثمار قد تدهور بشكل كبير ومن الصعب إعادة أصحاب رؤوس الأموال مجدّدًا بعد فقدان الثقة في حكومة العدوّ الصهيوني، وقد ذكرت صحف عبرية في وقت سابق أن غالبية المشمولين في الهجرة العكسية -سواء أصحاب رؤوس أموال أَو غيرهم- لن يعودوا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة مجدّدًا، وهذا بحد ذاته ضربة قوية للعدو.
ويؤكّـد المراقبون أن تقادم الوقت يزيد من آفاق الأزمات على العدوّ الصهيوني، حَيثُ تفاقمت مشاكله الاقتصادية بشكل أكبر منذ تصاعد الحرب مع حزب الله؛ فقد بلغت خسائر العدوّ منذ نهاية سبتمبر الفائت قرابة 7 مليارات دولار، وهو ما انعكس بمشاكل عديدة من بينها ارتفاع نسبة العجز المالي، مؤكّـدين أنه كلما مر الوقت زادت نسبة الهروب في قطاع الاستثمار والإنتاج وانعدمت الثقة في حكومة العدوّ الصهيوني الذي كان يصور الأراضي الفلسطينية المحتلّة بيئة جاذبة للاستثمار.
وبما أن العدوّ ينفق بشكل يومي 135 مليون دولار لتغطية نفقات جبهة الشمال؛ فَــإنَّ مسار حزب الله التصاعدي سيقود العدوّ الصهيوني للمزيد من المشاكل، وفي مقدمتها ارتفاع الإنفاق الهجومي والدفاعي ومعه ارتفاع العجز، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة النزوح والهجرة العكسية وارتفاع وتيرة الهروب الجماعي للاستثمار، خُصُوصاً أن الحزب قد بدأ عمليات كبرى تستهدف حيفا الصناعية بصواريخ نوعية، ووسَّع عملياته في “تل أبيب”.
وفي سياق متصل ذكرت وسائل إعلامية صهيونية أن نسبةَ هروب المستثمرين ارتفعت إلى 62 %، وغالبيتهم من المستثمرين في القطاع التكنولوجي الذي يمثّل عصبَ الاقتصاد الصهيوني، بعائداته الضخمة التي تمثل ربع الموارد للعدو، في حين أن هذا الهروب يمثل تهديدًا إضافيًّا كبيرًا لمستقبل الاقتصاد الصهيوني.
ونقل موقع “ميدل إيست مونيتور” تقارير لوسائل إعلام إسرائيلية تناولت الوضع الاقتصادي المتردي منذ بدء العدوان على قطاع غزة واتساعه في لبنان وتصاعد عمليات جبهات الإسناد، حَيثُ أفادت بارتفاع كبير في هروب رؤوس الأموال من الأراضي الفلسطينية المحتلّة وسحب الاستثمارات إلى خارجها، موضحة أن نسبة الانسحاب وصلت منذ السابع من أُكتوبر 2023 وحتى منتصف أُكتوبر الجاري إلى 62 %، مؤكّـدةً أن تصاعد عمليات حزب الله وباقي جبهات الإسناد سيفاقم المشاكل بشكل أكبر، وفضلاً عن توسع العمليات النوعية لحزب الله في ضرب المناطق الحيوية، فَــإنَّ المقاومة العراقية بدورها تنفذ بشكل متسارع عمليات على أهداف حيوية في “إيلات” وحيفا ومناطق أُخرى؛ وهو ما يفاقم الأزمات بشكل قد لن يتحمله العدوّ.
وفي السياق ذاته أوردت صحيفة “كالكاليست” الصهيونية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية تقريراً أوضحت فيه أن “المصطلح الاقتصادي (هروب رأس المال)، له آثار بعيدة المدى على الاقتصاد؛ لأَنَّه قد يتسبب في انهيار اقتصادي أَو حدوث أزمة”.
وقالت: إن “هروب رأس المال يحدث بشكل كبير وسريع وغير موثق في بعض الأحيان؛ بسَببِ عدم الاستقرار المالي أَو عدم اليقين أَو زيادة المخاطر السياسية أَو الجيوسياسية أَو الاقتصادية أَو الاجتماعية”، في إشارة إلى التأثيرات المتوسعة للعمليات التي تطال العدوّ الصهيوني، لا سيما تلك الضربات التي تطال المناطق الحيوية.
وأكّـدت الصحيفة الصهيونية أن استمرارَ الوضع الراهن سيؤدي إلى “فقدان الثقة في “إسرائيل”، ويدفع المزيد من المستثمرين للبحث عن فرص في الخارج”.
وتأتي هذه التقاريرُ بعد أن أوردت مجلة “الإيكونوميست” الشهر الماضي، تقاريرَ تفيدُ بأن البنوكَ الصهيونية تعاني من هروب رؤوس الأموال؛ أي أن الهجرة العكسية التي تصيب العدوّ لا تقتصر فقط على “المستوطنين”، بل إن شريحة واسعة من الهاربين هو من أصحاب رؤوس الأموال، فضلاً عن إعلان شركات أُورُوبية وبريطانية كبرى سحب أصولها من الأراضي الفلسطينية المحتلّة؛ وهو ما يكشف مدى انعدام الثقة في حكومة العدوّ الإسرائيلي.
ومع كُـلّ المعطيات يبدو أن العدوّ الصهيوني بات محاصراً في زاوية ضيقة للغاية؛ فهو لم يتمكّن من ردع المخاطر العسكرية والأمنية، وإنما زادت بشكل أكبر مع توسع الحرب مع لبنان، وكذلك لم يتمكّن من تخفيف وتيرة الانهيار الاقتصادي، وقبل ذلك لم يتمكّن من تحقيق أهدافه التي أعلنها، كاستعادة الأسرى وتفكيك المقاومة واستعادة الردع، وإنما فقد العديد من الأوراق التي كان محتفظًا بها قبيل توسيع إجرامه، وهو الأمر الذي يجعل أمامه خيارًا واحدًا متمثلًا في وقف العدوان والحصار على غزة ولبنان وبكامل شروط المقاومين العادلة والمشروعة والمحقة، أما الاستمرار في الإجرام فهو مسار انتحاري بكل المقاييس والمعايير التي توضحها المعطيات الراهنة، ويشمل هذا المسار الانتحاري انهيارًا أمنيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا يؤول إلى طريق الزوال.
———————————–
المسيرة – نوح جلّاس
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الأراضی الفلسطینیة المحتل ة الاقتصاد الصهیونی رؤوس الأموال أصحاب رؤوس أن العدو الثقة فی حزب الله وهو ما ف ــإن
إقرأ أيضاً:
رمضان في غزة على وقع التنصل الصهيوني.. صيام دائم وحرمانٌ من أبسط متطلبات العيش
يمانيون ـ محمد الكامل
يستقبل الفلسطينيون شهر رمضان المبارك تحت وطأة التشرد والجوع والفقر والفقد والألم نتيجة 15 شهرًا من حرب الإبادة الإسرائيلية واستمرار العدوّ الإسرائيلي في تكثيف اعتداءاته جنوب وغرب رفح في القطاع ولليوم 43 منذ وقف إطلاق النار.
ويعيش سكان قطاع غزة في خِيامٍ تفتقد لأبسط مقومات الحياة بعد أن دمّـر العدوّ الإسرائيلي منازلهم، فيما يواجهون نقصًا حادًّا في الغذاء والماء والدواء، وسط انهيار كُـلّ مقومات الحياة.
الحرمان يستقبل شهر رمضان:
ومع حلول شهر مضان المبارك يجد الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر أنفسهم وسط واقع مأساوي مرير، ومعاناة لا سابق لها في التاريخ المعاصر، بحرب إبادة صهيونية تلقي بظلالها الكارثية على الحياة اليومية، رغم سريان وقف إطلاق النار فإنَّ الفرحة تكاد أن تكون غائبة في ظل التهديد الصهيوني باستئناف العدوان والدعم الأمريكي الجديد لجيش العدوّ الإسرائيلي بأسلحة تقارب قيمتها 4 مليارات دولار.
الفرحة في غزة حَـلّ مكانها الحزن والمشقة مع وجود الآلاف تحت الركام، والجوع ينهش أجساد الصغار والكبار منذ ما يزيد عن 16 شهرًا.
ويواجه مليونٌ ونصفُ مليون فلسطيني مأساة التشرد القسري وخطر المجاعة، في استخفاف صهيوني واضح بالقوانين الإنسانية والدولية وانتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق.
وعلى مدى 42 يومًا لم يلتزم العدوّ الصهيوني بتنفيذ بنود وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى، وإصراره على المماطلة وتمديد المرحلة الأولى من الاتّفاق وعرقلة كُـلّ الجهود التي تتضمن نجاحها؛ مِن أجلِ تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب على حساب الالتزام ببنود عملية وقف إطلاق النار في مراحلها الثلاث، وخَاصَّة فيما يتعلق ببروتوكولها الإنساني بإدخَال المساعدات الإنسانية بعد النقص الحاد في الغذاء والدواء، وعدم إدخَال الخيام والبيوت المتنقلة في ظل الوضع المأسوية الذي يعيشه السكان، تحت وطأة الفقد والحصار بخيام مهترئة تفتقر لأبسط مقومات الحياة الأَسَاسية، هي عبارة عن أقمشة وأكياس النايلون وأغلفة الدقيق والقمح، لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.
نزعة صهيونية دائمة في السلم والحرب:
في المقابل حركة المقاومة الإسلامية حماس ملتزمة بكل البنود منذ اليوم الأول لبدء وقف إطلاق النار وعملية تبادل الأسرى في المرحلة الأولى من الاتّفاق من خلال إطلاق صراح 37 أسيرًا من الصهاينة ما بين أحياء وأموات، في حين ماطل العدوّ الإسرائيلي الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين خلال عمليات التبادل المتفق عليها في المرحلة الأولى.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس رفضَها كُـلَّ العراقيل الصهيونية التي تحول دون إتمام المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار واستحقاقاتها المعروفة، مطالبةً الوسطاءَ بالضغط على العدوّ الإسرائيلي لسرعة تنفيذ كامل التزامات المرحلة الأولى من الاتّفاق، ومن ثم الدخول إلى المرحلة الثانية التي لن تحدُثَ إلا بعد التزام العدوّ الصهيوني بكل ما التزم به في المرحلة الأولى.
وأوضحت أن هناك حاجةً ماسَّةً وطلبًا متزايدًا لإدخَال الخيام والبيوت المتنقلة والمساعدات الإنسانية والمستلزمات الضرورية من المواد الغذائية ومواد البناء والمعدات الثقيلة للجهات المختصة لجهاز الدفاع المدني؛ مِن أجلِ فتحِ الشوارع ورفع الأنقاض والبحث عن جثامين شهداء ومفقودين لا زالوا تحت الركام والمنازل التي دمّـرتها الطائرات الإسرائيلية بعد عدوان صهيوني استمر لأكثر من 470 يومًا.
الساعات القادمة هي ساعاتٌ حاسمة، تتضح فيها الرؤية إذَا كان فعلًا سيتم الدخول في المرحلة الثانية من الاتّفاق أَو ربما تعثر المفاوضات وعودة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم أمريكي، في ظل تهديدات مجرم الحرب نتنياهو التي ترافقت مع إعلانِ قوات العدوّ الصهيوني إغلاقَ معابر قطاع غزة، وأوقفت إدخَال البضائع والمساعدات، مع نهاية المرحلة الأولى من اتّفاق وقف إطلاق النار دون تنفيذ كامل الالتزامات.
وذكرت هيئة البث الصهيونية، أن حكومة كيان العدوّ أمرت قواتها بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة.
فيما أوردت القناة الـ 14 الصهيونية أن قرارًا بإيقاف شحنات المساعدات إلى قطاع غزة اتُّخذ خلال مباحثات عقدها نتنياهو الليلة الماضية، مشيرة إلى أن القرار اتُّخذ بالتنسيق مع الجانب الأمريكي.
وقال مكتب المجرم بنيامين نتنياهو: مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة الأسرى، قرّر رئيسُ الوزراء نتنياهو وقف إدخَال البضائع والإمدَادات إلى قطاع غزة اعتبارًا من صباح اليوم.
وفي مقابل ذلك، اعتبرت حماس قرار وقف المساعدات، ابتزازًا رخيصًا وجريمة حرب وانقلابًا سافرًا على الاتّفاق، داعيةً الوسطاء والمجتمع الدولي للتحَرّك للضغط على العدوّ لتنفيذ التزاماته ووقف إجراءاته العقابية بحق نحو مليونَي إنسان بغزة.
وأوضحت في بيان، الأحد، أن نتنياهو يحاول فرضَ وقائعَ سياسية على الأرض بعد فشل جيشه الفاشي في إرسائها على مدى 15 شهرًا، مؤكّـدةً أن مزاعمَ الكيان الإجرامي بشأن انتهاك الحركة لاتّفاق وقف إطلاق النار هي ادِّعاءات مضللة لا أَسَاس لها.
وجَدَّدَت حركة حماس التأكيد على أن “جميع المشاريع والمخطّطات التي تتجاوز شعبنا وحقوقه مصيرها الفشل والانكسار”.
كما جَدَّدَت التزامها الكامل “بتنفيذ الاتّفاق بمراحله الثلاث، ومستعدون لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، ونتنياهو وحكومته يتحملان المسؤولية عن تعطيل المضي بالاتّفاق”، مؤكّـدةً أن “السبيل الوحيد لاستعادة أسرى العدوّ هو الالتزام بالاتّفاق والدخول الفوري بمفاوضات بدء المرحلة الثانية”.
حيثيات ومآلات الغطرسة الصهيونية:
ومع التدمير الممنهج والحصار الذي لا ينتهي والتخاذل العربي والإسلامي غير المبرّر تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وكذلك الضفة الغربية نتيجة القيود الصهيونية المفروضة ومنع دخول المساعدات الإنسانية، في ظل الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون لتوفير الطعام والماء الصالح للشرب، حتى أصبحت وجبتَا الفطور والسحور غير متاحتين للجميع.
وتأتي العربدة الإسرائيلية بعد ضوء أخضر أمريكي منحه “المعتوه” ترامب، حينما صرّح قبل يومين بأنه من حق الكيان الصهيوني اتِّخاذ الإجراءات المناسبة في غزة، في إشارة إلى موافقة أمريكية على نسف اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة، والعودة لمربع العدوان والحصار في عجز العدوّ عن إخراج كامل أسراه بالقوة، أَو بالالتفاف على الاتّفاق الذي يريد المجرم نتنياهو القفز على استحقاقات المرحلة الأولى، بمباشرة مرحلة ثانية وربما ثالثة ورابعة هدفها فقط إخراج الأسرى الصهاينة والقفز على الحقوق العادلة والمشروعة للفلسطينيين، وفي مقدمتها العيش وسط مقومات الحياة.
ورغم الفقد والجوع والألم والتهديدات المُستمرّة باستئناف العدوان الإسرائيلي وتوجيهات المجرم نتنياهو بإغلاق كُـلّ المنافذ والمعابر في القطاع إلا أن أهالي قطاع غزة يقتنصون لحظات من الفرح والأمل بتزيين شوارعهم وركام منازلهم المدمّـرة فرحًا وابتهاجًا بشهر رمضان المبارك، على أمل أن يقوم الوسطاءُ بدورهم وتحمُّلِ مسؤوليتهم.
المصدر: المسيرة