ما المقصود بحديث النبي "إن في المال لحقًّا سوى الزكاة"؟
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
ما المقصود بحديث النبي "إن في المال لحقًّا سوى الزكاة"؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية، حيث يقول السؤال: ما المقصود من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ فِي المَالِ لَحَقًّا سِوى الزَّكَاةِ»؟ وهل هذا يعني أنَّ المال يجب فيه شيء غير الزكاة المفروضة؟
ما المقصود بحديث النبي "إن في المال لحقًّا سوى الزكاة"؟قالت الإفتاء إن هذا الحديث النبوي الشريف ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث قال: «إِنَّ في المالِ لَحَقًّا سِوى الزَّكاةِ»، ثم قرأ قوله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177].
وأوضحت أن المراد بهذا الحق هو أنَّ دفع الضرر عن المسلمين وإزالة فاقتهم فرض كفاية على المسلمين بإجماع المسلمين، بل وعن أهل الذمة والمستأمنين من غير المسلمين أيضًا؛ كما نص عليه غير واحد من الفقهاء؛ حيث إنَّ كفاية الفقراء ورعايا الدولة الإسلامية واجبة في أموال الأغنياء إذا لم تَفِ الزكاةُ ولا بيت المال ولا الأوقاف والصدقات الجارية ولا الكفارات والنذور بذلك، فقد جعلت الشريعة لهم في مال الأغنياء حينئذٍ من الحق الواجب ما يقوم بحاجتهم ويسدّ خلتهم ويدفع فاقتهم.
النصوص الواردة في تأكيد معنى الحق في الحديثحفلت النصوص الشرعية بتقرير هذا المعنى وتأكيده؛ وقد حذرت من التغافل عن حاجات الفقراء وعدم السعي فيها، وجزاء مَن يبخل بماله عليهم:
فقد روى الإمام الطبراني في "المعجم الأوسط" عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَى أَغْنِيَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ قَدْرَ الَّذِي يَسَعُ فُقَرَاءَهُمْ، وَلَنْ يُجْهَدَ الْفُقَرَاءُ إِلَّا إِذَا جَاعُوا وَعُرُّوا مِمَّا يَصْنَعُ أَغْنِيَاؤُهُمْ، أَلَا وَإِنَّ اللهَ مُحَاسِبُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِسَابًا شَدِيدًا، وَمُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا نُكْرًا».
وروى الإمام البيهقي في "السنن الكبرى" عن محمد بن الحنفية رضي الله عنهما: أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: "إِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ فِي أَمْوَالِهِمْ بِقَدْرِ مَا يَكْفِي فُقَرَاءَهُمْ، فَإِنْ جَاعُوا وَعَرُوا جَهَدُوا فِي مَنْعِ الْأَغْنِيَاءِ، فَحَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يُحَاسِبَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُعَذِّبَهُمْ عَلَيْهِ".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حديث النبي الإفتاء الحديث النبوي الشريف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما المقصود فی المال ى الله الله ع
إقرأ أيضاً:
«حكماء المسلمين»: رعاية اليتيم واجب ديني ومسؤولية مجتمعية وأخلاقية
أكد مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن رعاية اليتيم من أهم الأعمال التي يمكن أن يتقرب بها الإنسان إلى الله عز وجل، وهي مسؤولية مجتمعية وأخلاقية تعزز من الروابط الاجتماعية والتماسك المجتمعي، مشيراً إلى ضرورة توفير احتياجاتهم المادية وتقديم الرعاية النفسية والاجتماعية والتعليمية لهم، ليكونوا نماذج نافعة في أوطانهم ومجتمعاتهم.
وقال المجلس في بيان له بمناسبة يوم اليتيم العربي - الذي يوافق أول جمعة من شهر إبريل من كل عام- إن الدين الإسلامي الحنيف حث على كفالة اليتيم، وحسن معاملته وإكرامه، ورعاية شؤونه ومصالحه، وجعل ذلك من أفضل الأعمال الصالحة التي ينال بها المسلم الأجر والثواب من الله تعالى.
وأكد المجلس ضرورة العمل على تقديم الدعم والرعاية اللازمة لمَن فقدوا آباءهم جراء ما يشهده عالمنا اليوم من حروب وصراعات، راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء، وفقد جرّاءها عشرات الآلاف من الأطفال الأهل والسكن والمأوى، فأصبحوا اليوم بحاجة ماسة إلى العناية والرعاية وإعادة تأهيلهم نفسيّاً واجتماعيّاً وتقديم يد العون لهم.(وام)