10 آلاف نازح بعد اجتياح الدعم السريع أكثر من 100 قرية شرق الجزيرة
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
قالت مصادر محلية إن قوات الدعم السريع واصلت اجتياحها قرى ولاية الجزيرة، وسط السودان، التي تجاوزت 100 قرية، شرقي وغربي وشمالي الولاية.
وذكرت منصة "مؤتمر الجزيرة"، المختصة بأخبار الولاية، أن "الدعم السريع" اغتالت عددا من المدنيين، بينهم ناشط في العمل التطوعي والإنساني من مدينة رفاعة، كما نهبت ممتلكات المواطنين.
وقالت المنصة، في تحديث آخر، إن قوات الدعم السريع قتلت ثلاثة من أهالي منطقة السريحة بمحلية الكاملين شمالي ولاية الجزيرة، بينهم طفل رضيع انتزعته عنوةً من أمه، وعثر الأهالي على جثمانين في إحدى قنوات الري".
وقال المؤتمر في تعميم تلقته الجزيرة نت، إن هناك مخاوف من تصفية عشرات الأسرى الذين اقتادتهم قوات الدعم السريع إلى منطقة "كاب الجداد" الواقعة بالقرب من "السريحة" شمالي الجزيرة، مشيراً إلى أسر حوالي 150 من أبناء المنطقة.
من جانبه، قال "منبر البطانة الحر" (تكتل مطلبي)، للجزيرة نت، إن الدعم السريع استباحت قرى شرق الجزيرة المحاذية للطريق الشرقي "الخرطوم-مدني"، وأُصيب 20 مواطنا مع استمرار هجمات هذه القوات وموجات النزوح إلى القرى الآمنة.
نازحون من شرق الجزيرة فروا من انتهاكات الدعم السريع (وزارة الصحة بولاية القضارف)وكشفت مصادر محلية، للجزيرة نت، عن استهداف الطيران الحربي للجيش السوداني، اليوم، مواقع للدعم السريع بمدينة تمبول شرقي الجزيرة، ومصنع "سكر الجنيد" محدثا خسائر كبيرة وسط هذه القوات، التي واصلت حشد منسوبيها من منطقة شرق النيل ومن غرب الجزيرة نحو شرقها.
ووفقا للمصادر، ارتفعت وتيرة انتهاكات قوات الدعم السريع في ظل انعدام وشح وسائل المواصلات، مما اضطر عددا من المواطنين للتحرك سيرا على الأقدام من تمبول شرق الجزيرة ومنها إلى منطقة الصباغ بولاية القضارف في مسافة تقدر بـ164 كيلومترا.
وقال شاهد عيان من مدينة تمبول، للجزيرة نت، إن الانتهاكات التي وقعت في المدينة على أيدي الدعم السريع "كانت على أساس الهوية، حيث استهدفت المواطنين المنحدرين من قبيلة "الشكرية" التي ينتمي إليها قائد الدعم السريع بالجزيرة المنشق أبو عاقلة كيكل، وقامت بتصفيتهم أيا كانت أعمارهم انتقاما من كيكل".
معسكر في الفاو بولاية القضارف يؤوي نازحي شرق الجزيرة (وزارة الصحة بولاية القضارف) إعلان الاستنفارمن جهته، أعلن والي ولاية الجزيرة الطاهر إبراهيم الخير، "التعبئة والاستنفار لكل قادر على حمل السلاح من أبناء الولاية للدفاع عن أرضه وعرضه"، وقال إن عاصمة الولاية مدني "على مرمى حجر من التحرير"، مشيرا إلى أن حكومة الولاية حريصة على تسليح المواطنين عبر القوات المسلحة "حتى لا يكونوا عرضة للجنجويد"، ووصف ما حدث في مناطق شمال وشرق الجزيرة بأنه "يرقى إلى الإبادة الجماعية".
من جانبه، قال "مؤتمر الجزيرة" إن قوات الدعم السريع فرضت حصارا على المدنيين النازحين بقرى "برانكو" و"ود الفضل" التي استقبلت آلاف الفارين من الموت، وباءت مفاوضات المدنيين مع الدعم السريع لإخراج النساء من القرية بالفشل.
وطالب "مؤتمر الجزيرة" بتدخلات إنسانية عاجلة لتوفير الإيواء والغذاء والكساء والدواء للنازحين والعالقين بالطريق.
معسكر لنازحي الجزيرة في منطقة حريرة بمحلية الفاو (وزارة الصحة بولاية القضارف)وفي ظل استمرار تدفق النازحين نحو ولايتي القضارف وكسلا شرقي البلاد، قال وزير الصحة والتنمية الاجتماعية المكلف بولاية القضارف أحمد الأمين آدم، للجزيرة نت، إنه تم استقبال أكثر من 10 آلاف شخص حتى الآن في مناطق حريرة بالفاو والصباغ بمحلية البطانة.
وأضاف أنه تم تشييد عيادات جوالة وتعقيم مصادر المياه، وإرسال أدوية لمستشفيات الفاو والبطانة لتعزيز قدراتها في تقديم الخدمات للنازحين.
وسيطرت قوات الدعم السريع على مدينة تمبول في 22 أكتوبر/تشرين الأول، عقب معارك مع الجيش السوداني والكتائب المساندة له على خلفية إعلان انشقاق قائدها بالولاية.
وشنّ الدعم السريع هجوما على أكثر من 30 قرية، مما أدى إلى مقتل وإصابة المئات ونزوح الآلاف من المدنيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع بولایة القضارف شرق الجزیرة للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
38 قتيلا بالفاشر واتهامات للدعم السريع بارتكاب عنف جنسي
أسفر هجوم شنته قوات الدعم السريع بطائرة مسيّرة عن 38 قتيلا على الأقل في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في حين اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي في السودان.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان لتنسيقية "لجان المقاومة-الفاشر" ارتفاع حصيلة قتلى "مجزرة" حي أولاد الريف بالفاشر إلى 38 منذ وقوع الهجوم في وقت متأخر السبت.
وكانت التنسيقية قالت في بيان سابق "قصفت طائرة مسيرة إستراتيجية تابعة للمليشيا، ليلة أمس، حي أولاد الريف وسط المدينة بـ4 صواريخ شديدة الانفجار"، معلنة مقتل 3 مدنيين وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح خطيرة.
وترزح مدينة الفاشر منذ أشهر تحت وطأة حصار تفرضه قوات الدعم السريع، كما تشهد اشتباكات توصف بالأكثر عنفا، في ظل سيطرة قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور.
ومساء الجمعة، نفّذت قوات الدعم السريع هجوما آخر بطائرة مسيّرة على مستشفى رئيسي في الفاشر، وفقا لوزارة الصحة التابعة للحكومة السودانية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 9 أشخاص قُتلوا وأصيب 20 بجروح في هذا الهجوم، في حين أفاد طبيب بأن المنشأة اضطرت إلى التوقف عن العمل.
من جانب آخر، أورد إعلام مجلس السيادة الانتقالي تصريحات لقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، قال فيها إن "العالم غير مهتم بما يجري في السودان"، مشيرا إلى قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن فك الحصار عن الفاشر، والتي لم يتم تنفيذها بجانب استمرار إمداد المليشيا بالسلاح".
إعلانوخلال تفقده مواقع للجيش بمنطقة البطانة، أفاد البرهان بأن ما سماها "معركة الكرامة" مستمرة بفضل الإسناد الشعبي، مؤكدا أنه "لا تفاوض ولا هدنة" مع المتمردين.
"عنف جنسي"من جهتها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش "قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة" معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد التي تشهد حربا دامية منذ أكثر من عام ونصف العام.
وأكّدت المنظمة -في تقرير نشرته الاثنين- أن "عشرات النساء والفتيات، تراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرّضن للعنف الجنسي في ولاية جنوب كردفان".
وبحسب "هيومن رايتس ووتش"، تعرضت الكثير من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن أو أمام عائلاتهن، بينما اختطفت بعضهن واستُعبدن.
واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، وجريمة حرب" داعية "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة".
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر حذّر الشهر الماضي -أثناء زيارة للسودان- من "وباء عنف جنسي" تتعرض له النساء، محذرا من أن نطاق هذه الاعتداءات "غير مقبول".
وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول، قالت الأمم المتحدة في تقرير إن جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة"، في حين أوضحت المنظمة الأممية أنها أجرت تحقيقا أكد أن معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.
وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان".
وأضاف عثمان، الذي يرأس هذه البعثة التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ بدء الصراع في أبريل/نيسان 2023، "لا يوجد مكان آمن في السودان الآن".
إعلانواندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وقد خلفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 11 مليون سوداني، وتسببت -وفق الأمم المتحدة- بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.