ملاحظات أولية حول بيان جماعة “تقدم” عن مجازر الجنجا في الجزيرة
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
ملاحظات أولية حول بيان جماعة “تقدم” عن مجازر الجنجا في الجزيرة:
معتصم أقرع
عنوان البيان: ” تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية – تقدم….بيان”
ملحوظة: يأتي عنوان البيان باهتا كمجرد بيان لا يذكر جنجويد ولا جزيرة ولا مذابح وبهذا ياتي مخففا من عنف ما يحدث من مذابح ويتجنب ذكر منفذ الجرائم في العنوان.
يقول البيان: “تتابع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية – تقدم، بقلق بالغ، تطورات الأحداث في شمال ولاية الجزيرة، وحملة الانتهاكات البشعة وواسعة النطاق التي استهدفت قرى “السريحة، أزرق، والتكينة” وعدد من قرى شمال الجزيرة، التي تعرضت لعمليات قتل جماعي خاصة في منطقة “السريحة”، حيث قُتل وأُصيب المئات من أهالي القرية، عقب اقتحام قوات من الدعم السريع المنطقة وشروعها في إطلاق النار صوب المواطنين.
ملحوظة: “في الفقرة أعلاه تتحدث تقدم عن انتهاكات بشعة واسعة النطاق وقتل جماعي ولكنها لا تحدد الفاعل صراحة وتبني الفعل للمجهول. ويقول البيان أن الجرائم حدثت عقب اقتحام قوات من الدعم السريع المنطقة . لاحظ أن الجرائم أعلاه حدثت عقب اقتحام الجنجا للمنطقة. وهذا يعني أن الفاعل مجهول وليس بالضرورة هم الجنجويد، فقد يكون الفاعل متفلتون أو سكان كنابي أو فلول أو أي جهة أخري. وحتي لو تورط الجنجويد في الجرائم، كما يقول البيان لاحقا، من الممكن أن تكون هناك جهات أخري شاركت في إنتاج المأساة. هذا ما توحي به الفقرة أعلاه.
يقول البيان:
“تعرب (تقدم) عن قلقها وأسفها لحالة تحشيد المواطنين وتسليحهم وتحويلهم إلى مقاتلين مسلحين وإدخال البلاد في أتون حرب أهلية شاملة وتمددها في مناطق ومساحات جديدة وتضرر المدنيين المباشر من هذا التمدد المتزايد لمناطق الحرب.”
ملاحظة:
في الفقرة الأولي لم تدن تقدم الجنجويد صراحة بصورة مباشرة ولم تلق عليهم بمسؤولية الجريمة واكتفت بالحديث عن إنتهاكات حدثت من مجهول عقب دخول الجنجويد للمنطقة. ولكنها في هذه الفقرة تدين تسليح الموطنين للدفاع عن أنفسهم في سياق حددته تقدم بانه إنتهاكات بشعة واسعة النطاق وقتل جماعي. ولا تحدد تقدم وسيلة عملية لحماية المواطنين. كذلك لم توضح تقدم درجة نجاح شعارها وإتفاقها الذي وقعته مع الجنجويد في أديس في حماية المدنيين. يبدو أن تقدم تفضل أن يجلس المواطن ويقبل الإنتهاكات البشعة واسعة النطاق والقتل الجماعي. ويبدو أن تقدم تري أن تسليح المواطنون لانفسهم أخطر من عنف الجنجويد في ميزانها.
يقول بيان تقدم
“تحمل (تقدم) قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات الضخمة *التي تعرض لها المدنيون في قرى شمال وشرق الجزيرة، وتطالبها بوقف هذه الانتهاكات الآن وفورًا ضد المدنيين ومحاسبة كل مرتكبيها بدءًا ممن ثبت قيامهم بها عبر الفيديوهات المنشورة في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.”
ملاحظة:
تاتي إدانة تقدم للجنجويد متاخرة في البيان، بعد فقرة لمحت لإحتمال وجود جهات أخري ساهمت في المقتل وبعد فقرة تدين فكرة تسليح المواطنين للدفاع عن أنفسهم. وتاتي هذه الإدانة بعد فرشة بنت الجرم للمجهول وفقرة أخري أدانت توجه المواطنين للسعي لتسليح أنفسهم بغرض حماية دمهم ومالهم وعرضهم. يبدو أن فداحة ما حدث لم يترك لتقدم أي مخرج من إدانة الجنجويد لذلك تم إخراج الإدانة متاخرة في البيان بعد فرشة المبني للمجهول و إدانة التسليح الشعبي للتصدي للجنجويد.
يقول البيان
“نجدد الدعوة لطرفي هذه الحرب بضرورة التوقف عن خطاب الكراهية والحشد على أساس قبلي”.
ملحوظة:
حين شن حميدتى هجمة مسعورة ضد قبيلة الشايقية في تسجيله الأخير نست تقدم إدانة خطاب الكراهية والحشد على أساس قبلي لم تصدر بيان إدانة ولم تنبس ببنت شفة . ولم تتذكر تقدم الفتنة القبلية عندما هاجم مثقفي الجنجا قبائل بالاسم ولكنها تسارع بالتحذير من الفتنة القبلية كلما تم طرح فكرة تسليح المواطن ضحية الجنجويد للدفاع عن نفسه وليس بهدف الهجوم علي جهة علي أساس قبلي. قري ومدن السودان يسكنها شعب ينحدر من كل أقاليم وقبائل السودان وكلهم عانوا من بلطجة الجنجويد ولا أدري كيف يكون سعيهم للدفاع عن النفس دعوة قبلية.
يقول البيان:
“وتحث في ذات الوقت كل القوى المحلية والإقليمية والدولية الضغط على طرفي الحرب لوقفها فورًا، والشروع الجاد في عمليات وقف العدائيات، والمضي قدمًا في تأسيس عهد جديد يعيد البلاد من دوائر الحروب والانقلابات إلى مسار التحول المدني الديمقراطي، وصولاً إلى دولة الحرية والعدالة والسلام.”
ملحوظة:
في ماض قريب عندما سال مذيع قناة تلفزيونية عن تسليح دولة معينة للجنجويد أجاب زعيم تقدم بانهم جماعة مدنية لا يهمها من يسلح من. و إذا كانت مصادر تسليح الجنجويد لا تهم تقدم لانها جهة مدنية فلماذا تهمها قضية تسليح المواطنين لانفسهم؟ وكيف لها أن تحث القوى المحلية والإقليمية والدولية الضغط على طرفي الحرب؟ تقدم تسكت عمن يسلح الجنجويد ولكنها تدين تسليح المواطنين وتصوره زورا كنعرة قبلية. علي تقدم أن تعرف أنه لو حدثت فتنة قبلية سيكون سببها عنف الجنجويد ومن سلحهم ومن تواطأ معهم ولن يكون مسؤولا عنها مواطنا مارس حقه الطبيعي في الدفاع عن النفس.
ملحوظة ختامية: لم تدع هذه الصفحة لتسليح المواطنين ولم تعارضه. سلامة التوجه في هذه القضية يحتاج لتقديرات ومعلومات لا أملك ربعها. لذلك أترك الأمر للمواطن أن يمارس حقه الشرعي في الدفاع عن نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة وله أن يدافع عن نفسه بالسلاح إن شاء، أو بالتوقيع علي إتفاق مع الجنجويد في أديس أو بإنتزاع وعد بالحماية من حميدتى كما فعل ابن البطانة البار أو بالإكتفاء بتبني شعار لا للحرب كرد فعل مناسب لصراخ المغتصبات.
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: تسلیح المواطنین الدعم السریع الجنجوید فی للدفاع عن
إقرأ أيضاً:
قراءة أولية في أفق السلام القادم..
المتتبع للمشهد السياسي وتطورات مستجدات الأحداث المتسارعة على الصعيد العربي عليه أن يتوقف ليقرأ الأحداث قراءة متأنية فاحصة لما بين السطور بعيدًا عن انسياق وسائل الإعلام وراء ما يروج له الإعلام الصهيوني والإعلام المتصهين
وهنا لا بد من الإشارة إلى نقطه مهمة في معركة الوعي للربط بين ماضي الأحداث وحاضرها لاستشراف المستقبل بوعي مستنير من خلال وضع النقاط على الحروف ليتضح المعنى، ومن ثم البناء على مستجدات الأحداث وتداعياتها اليوم في المنطقة، وما يجري في سوريا وما يعد من سيناريوهات يتم الترويج لها بوعي أو بدون..
وهنا يحضرني ما كنت قد تطرقت إليه في رسالتي التي تقدمت بها لنيل درجة الماجستير من كلية الإعلام جامعة صنعاء في العام 2022 م تحت عنوان اتجاهات النخبة اليمنية نحو الأداء المهني والأخلاقي للصحافة الرقمية، وبالتحديد ما يتعلق “بظهور العصر الرقمي وما أحدثه من تغيرات في الواقع السياسي العربي بعد 2011م، جراء استخدام التقنية الإعلامية كونها سلاح جديد بيد الدول الكبرى أطلق عليه (القوة الناعمة)، ليحل محل السلاح التقليدي بهدف السيطرة على دول العالم الثالث؛ إذ لم تعد الجيوش وحدها تقرر مصير الحروب ورجحان كافة الأطراف المتقاتلة، إنما بالمعلومات التي يملكها كل طرف حول الطرف الآخر ومدى سرعة انتشارها وتأثيرها”.
في ظل عدم إدراك خطورة الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا المتقدمة في الاتصال والإعلام، وهوما أشار إليه التقرير رقم (1352) الصادر في 1964/4/27م، الذي تمت مناقشته في دورة الكونجرس الأمريكي الـ (88) وأكد في مضمونه على “تحقيق مكاسب، وأهداف سياسية خارجية، من خلال التعامل مع الشعوب الأجنبية بدلا عن الحكومات باستخدام أدوات وتقنيات الاتصال الحديثة، مع إمكانية القيام بإعلامهم والتأثير في اتجاهاتهم، بل وجرفهم وجبرهم على سلوك معين، يؤدي في النهاية إلى ممارسة ضغوط حاسمة على حكوماتها”، وهذا ما ظهر في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الفيس بوك وتويتر الذي لعب دوراً مؤثراً فيما يسمى بثورات الربيع العربي؛ تمثل في قدرة وسائل التواصل الرقمية على تشكيل الاتجاهات، وتوفير عوامل الاستقطاب للتأثير على المواطن، وفي ساحات مفتوحة للحوار، وعملت على زعزعة أمن واستقرار عدد من الدول العربية، حيث تصدرت مواقع التواصل “فيس بوك” ذلك المشهد، وقد كشف تقرير حول شبكات الهاتف المحمول عن زيادة كبيرة في استخدام الفضاء الرقمي بعد ثورات الربيع العربي في مصر، حيث لعب فيس بوك وتويتر دوراً فاعلاً في تحريك الشارع ما أدى إلى تخلي عدد من رؤساء الدول العربية عن السلطة في كل من تونس ومصر ، واليوم في سوريا ..
لقد تحول الفيس بوك وتويتر من الشؤون الاجتماعية إلى الاهتمامات بالشؤون السياسية للدول، وأصبحت الصفحات السياسية تفوق الصفحات الرياضية والفنية فيما لم تدرك الحكومات مستوى وحجم المسؤوليات لرعاية الفئات العمرية الحرجة من الشباب؛ فتم استغلال تقنيات التكنولوجيا والبطالة؛ ليجد الشباب فيه متنفساً للتعبير عن أراءهم السياسية التي لا يستطيعون الجهر بها في العالم الواقعي الذي يعيشونه غير مدركين لأبعاد ومرامي تلك المخططات..
وما يحدث اليوم من انجراف مجاميع كبيرة من الناشطين وراء تلك المخططات في الترويج لها والانسياق دون وعي، ومنها ما يحدث في سوريا من تأمر واضح لحرف المسار عن مساندة ودعم غزة والتخفيف عن تركيز الرأي العام العالمي الذي كان قد بدأ يطالب بمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة وعلى رأسهم رئيس وزراء الكيان الصهيوني المجرم نتنياهو ووزير دفاعه المقال غالانت. وعلى وقع الكارثة الناتجة عن ارتكاب العدو الإسرائيلي للمجازر وجرائم حرب الإبادة الجماعية ضد أبناء الشعب الفلسطينيين في غزة. ومن ثم لفت الأنظار إلى ما يحدث في سوريا لإشغال الرأي العام بما حدث في سوريا وبالتحديد في العام 2011م وفعلاً انصرف الرأي العام وراء ذلك فيما كان عليه أن يتابع المشهد في غزة حيث قتل كيان الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 140الف من أبناء الشعب الفلسطيني في أكثر من 400يوم منذ السابع من أكتوبر 2023م
وأصاب أكثر من 110الف اخرجن جلّهم من الأطفال والنساء.. والمؤلم الذي يندى له جبين الإنسانية أن يمنع كيان الاحتلال فرق الإسعاف من الوصول إلى الجثث المتناثرة في شوارع وأزقة غزة وتركها للكلاب تنهشها في وحشية بشعة لم تشهدها البشرية من قبل..
فأيهما أولى في معركة الوعي اليوم تستحق الاهتمام وتوجيه الأنظار إليها في هذا الظرف العصيب..
هل شغل الناس بمعارك هامشية في سوريا؟ وإفساح المجال لكيان العدو الإسرائيلي المدعوم من دول الاستكبار العالمي أمريكا وبريطاني للاستمرار في ارتكاب المزيد من المجاز وجرائم حرب الإبادة الجماعية في غزة..