«النادي الثقافي العربي» يحتفي بالروائي الموريتاني يبّ حسن
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
محمد عبدالسميع (الشارقة)
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، أمسية احتفائية بالكاتب يب مولاي حسن، الباحث في إدارة الدراسات بدائرة الثقافة، بمناسبة فوزه بجائزة «شنقيط للآداب» لعام 2024م عن روايته «نقوش مسوفية»، وهذه الجائزة هي أكبر جائزة أدبية موريتانية.
وقال الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي: «إن هذا الاحتفاء يأتي في إطار ما درج عليه النادي من تثمين النجاحات التي يحققها روّاد النادي وأصدقاؤه في المجالات الثقافية، وفي إطار التزامه كناد عربي مهتم بكل ما يرفع من شأن الثقافة العربية، وشأن كتابها وأدبائها سعياً لإعلاء شأنها، وهو الهدف السامي الذي يوجه به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، النادي وكل مؤسسات وصروح الثقافة في الإمارة».
وثمن عبد العزيز الرواية وعوالمها التي تقدم عوالم سردية جديدة على القارئ العربي، وتعرفه بجوانب من المجتمع والحضارة في موريتانيا بأسلوب روائي سلس وأصيل في ذات الوقت. أخبار ذات صلة الإمارات تتضامن مع موريتانيا وترسل مساعدات عاجلة للمتضررين من الفيضانات 7 دول تشارك في «شاطئية الجامعات» بالمغرب غلاف رواية «نقوش مسوفية»
فضاء ممتد
وتحدث في الجلسة الكاتب الصحفي محمد بابا حامد قائلاً إن "رواية «نقوش مسوفية» تقدم فضاءً روائياً ممتداً ومشبعاً بالحكايات والرمزيات الأسطورية ومآثر الناس، وإن مدخلها السردي مغْرٍ، فوجه «ولاتة» هذه المدينة التاريخية العريقة، هو نفحة أسطورية من ضياء التاريخ، وسياحة مطلقة تختزن ملامح الأمكنة، حيث توظف الرواية كل عناصر المكان، تتدفق الصور، متشربة بفلسفة المدينة المسالمة، تحمل العديد من المشاهد، تميس فيها القوافل محملة بالملح والتمر والحاجيات، ما بين حواضر تنبكتو وتيشيت والآبار الموغلة في الصحراء، تنساق فيها الأحاديث مقدمة نصاً موازياً يختزل بعد المسافات. ويبدع الكاتب يبّ حسن في وصف الشخوص وتغليفها بمناخ نفسي تكتشف من خلاله تفاصيلها ومكنوناتها".
حقبة تاريخية
وعن أبعاد ودلالات الرواية قال محمد بابا: "الرواية تسريد لحقبةٍ تاريخيةٍ صاخبةٍ، من تاريخ المجتمع الموريتاني وثقافته، وتقاليده وهواجسه وأسئلته، وما أنتجتْه مخيلتُه الجمعية.. حيث تنحتُ عنوانَها من الإرث العتيق لقومية مسوفة الصنهاجية المعروفة، وتنطلق في بنائها القَصصي من مدينة «ولاتة» التاريخية، بوصفها خلفيةً لمسرحٍ جامعٍ، ضاجٍّ بالأصوات والأحداث والصراع والتحول. وتمتدّ إلى أكثرَ من مدينة، عبرَ حديث القوافلِ السّيّارةِ، والتفاعلِ والتواصل الفعال.. تتلمّسُ نقوشَ بيوت الطين الحمراء، وتجوب الصحارى الشاسعة، تسائل نَاسَها، وتختزلُ بأسلوب الحكي السردي حِقَباً مِن مألوف الناس وغَريبهِم وطقوسهم وتراثهم، كما تسترجع الرواية مواقفَهم القوليةَ والفعليةَ من سؤال الحياة وأهدافها، والعلاقة مع الأرض وأهلها، وتُقارِبُ تصورهم لخصوصية ذلك الزمان.
واختتمت الأمسية بمداخلات الحضور الذين أثنوا على جهد الكاتب، واتفقوا على أن رواية «نقوش مسوفية» استحقت جائزة شنقيط للآداب، لما قدمته من عوالم روائية جديدة، وما كشفت عنه من غنى وتنوع حضاري وعمق تاريخي في مدينة ولاته، بأسلوب سردي بالغ الجمال والتأثير.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: النادي الثقافي العربي في الشارقة روائي موريتانيا رواية
إقرأ أيضاً:
حسن الزهراني لـ”الثقافية”: ملتقى الأدب الساخر علامة فارقة بالمشهد الثقافي
الثقافية – علي بن سعد القحطاني
أعلن النادي الأدبي في منطقة الباحة عن انطلاق الملتقى الأول للأدب الساخر، المقرر عقده في الفترة من 22 إلى 24 ديسمبر 2024م، الموافق 21 إلى 23 جمادى الآخرة 1446هـ.
وأوضح رئيس النادي الشاعر حسن الزهراني لـ”الثقافية” أن الملتقى يأتي بمشاركة نخبة من الأدباء والباحثين من داخل المملكة وخارجها، حيث أقرت لجنة مشورة الملتقى، التي تضم الدكتور عبدالله الحيدري والدكتور ماهر الرحيلي والقاص محمد الراشدي ورسام الكاريكاتير أيمن يعن الله الغامدي، محاور الملتقى. وتشمل هذه المحاور:
* الأدب الساخر: المفهوم والدلالات والمصادر.
* الاتجاهات الموضوعية للأدب الساخر في المملكة.
* الخصائص الفنية للأدب الساخر محلياً.
* مستويات التأثر والتأثير بين التجارب الساخرة محلياً وعربياً.
* الأدب الساخر في الصحافة المحلية عبر التاريخ.
* أثر القوالب التقنية ومواقع التواصل في نشوء أشكال جديدة من الأدب الساخر.
* سيميائية الكاريكاتير الساخر محلياً.
وأضاف الزهراني بأن النادي تلقى 40 موضوعاً للمشاركة، وتم اعتماد 27 بحثاً من قِبل اللجنة لأسماء بارزة في مجال الأدب الساخر، مثل الدكتور محمد الخضير، والدكتور صالح الحربي، والدكتورة بسمة القثامي، والدكتور عادل الزهراني.. وغيرهم.
وأشار إلى تخصيص جلسة شهادات للمبدعين، يقدمها الكاتبان محمد الراشدي وعلي الرباعي، إلى جانب عرض فيلم مرئي حول فن الكاريكاتير الساخر.
ويعد الملتقى منصة مهمة لاستكشاف الأدب الساخر كوسيلة نقدية وثقافية، ولتسليط الضوء على تجارب أدبية وفنية متنوعة، مما يعكس ثراء هذا النوع الأدبي في المملكة.
وأكد الزهراني أن النادي يواصل مسيرته في تقديم فعاليات نوعية ومبتكرة، بعد النجاح الذي حققته ملتقيات الرواية والمسرح ومهرجانات الشعر والقصة القصيرة والقصيرة جداً خلال الأعوام الماضية، التي حظيت بتفاعل واسع على المستويين المحلي والعربي.
وأوضح الزهراني أن فكرة ملتقى الأدب الساخر جاءت لتسليط الضوء على أحد أكثر أشكال الكتابة الأدبية رواجاً وتأثيراً، وقال: “الأدب الساخر يتميز بقدرته الفريدة على مقاربة إشكالات الإنسان وقضاياه وفق طرح مغاير ونسق إبداعي جاذب ومختلف. ورغم ذلك، لم ينل هذا اللون الأدبي نصيبه الكافي من الاهتمام والعناية البحثية على المستوى المحلي؛ لذلك يقوم الملتقى على إبراز الكتابة الساخرة في فضاءات التداول البحثي والنقدي، والتحاور حول واقعها في الأدب المحلي قديماً وحديثاً، إلى جانب الاحتفاء بالمنجز الإبداعي في هذا المجال”.
وأشار الزهراني إلى أن الملتقى يهدف أيضًا إلى:
* تأسيس فعاليات وملتقيات مستقبلية تعنى بالأدب الساخر.
* تسليط الضوء على هذا الشكل الأدبي العريق في تاريخ الأدب العربي.
* تشجيع الأجيال الصاعدة والمواهب الشابة على تبني هذا اللون الكتابي والتجديد فيه.
* كسر رتابة الألوان الأدبية التقليدية واستكشاف آفاق جديدة ومبتكرة.
وأعرب الزهراني عن سعادته بالتفاعل الكبير الذي وجدته فكرة الملتقى من قبل الأدباء والمثقفين، مؤكدًا أن هذا الحدث سيكون علامة فارقة في المشهد الثقافي بالمملكة، وموجهاً الشكر لكل من أسهم في إنجاح هذا المشروع الثقافي الواعد.