د/ عبد الرحمن المختار

نستطيعُ أن نكتبَ عن الأحداث، وأن نوصِّفَ الوقائعَ بكل بساطة، لكننا لا نستطيعُ أن نكتُبَ عن القادة؛ لأَنَّهم هم من يكتبون التاريخ، وهم من يصنعون أحداثَه ووقائعَه، في ظروف يعتقدُ غيرُهم أنه يستحيلُ فيها الفعل، ويستحيلُ فيها على الأُمَّــة أن تكونَ في محل الفاعل؛ فمن اعتادوا ذلك لا يرون الأُمَّــة إلَّا في محل المفعول به، أما القادة العظماء فقد كسروا العادة، وأقاموا الحُجَّـة، وسطَّروا في أنصع صفحات التاريخ ما يرفعُ شأنَ الأُمَّــة وينتشلُها مما أوصلها إليه حُكَّامُها من حضيض الذل والهوان والتبعية والارتهان، ومن حالة انعدام الفعل إلى حالة الفعل ومن حال المفعول به إلى حال الفاعل، والقادة العظماء في بنائهم لأجيال الأُمَّــة لا يعتمدون نهجًا سلطويًّا كما هو حالُ حكامها الذين يتمحورون حول ذواتهم، وتسخير شعوبهم لخدمة أسيادهم، وسقوطهم سيعني انهيار بلدانهم وتمزق شعوبهم، وهو ما جسّده الواقع الراهن لشعوب الأُمَّــة منذ أكثرَ من عقدٍ من الزمان.

أما القادة العظماء فَــإنَّهم بنوا ولا يزالون يبنون أجيال الأُمَّــة بناء جهاديًّا خالصًا لله “تعالى” قائمًا على نهجه عز وجل لإقامة دينه وشرعه بين عباده، ومواجهة من طغى منهم وتجبر، ولا تعني السلطة للقادة شيئاً، ونظرتهم لها لا تتعدى كونها وسيلةً لبناء الأُمَّــة وإقامة شرع الله “سبحانه وتعالى”، والسلطة بالنسبة لهم وسيلة لإعداد القوة استجابةً لأمره “جل وعلا” لمواجهة أعدائه وأعداء رسوله والمؤمنين من الطغاة والمستكبرين في الأرض، ويشمل الإعداد التوعية والتدريب والتسليح لأجيال الأُمَّــة للمواجهة دون اعتبار لكثرة عدد الأعداء وعدتهم وعتادهم، ومن ثم فَــإنَّ ارتقاء القادة العظماء شهداء نصر للأُمَّـة، فبدمائهم ترتوي الأرض، وتنبت أجيالًا صُلبةً تحملُ دماءهم وفكرهم وتسير على نهجهم.

ولم تدرك القوى الإجرامية حتى اليوم سر تماسك وصبر وصمود ثلة الإيمَـان والجهاد، رغم ما أصابهم ويصيبهم من الأذى، ورغم مستوى همجية ووحشية قوى الاستكبار والطغيان والإجرام، الذي ضاعف مصابهم في أنفسهم وفي ذويهم، وتهدف هذه القوى الإجرامية الوصول دون جدوى إلى فرض حالة الخيارات الاستسلامية على المجاهدين، وباستهدافها للقادة الجهاديين اعتقدت قوى الطغيان والإجرام أن أفعالَها تلك ستؤدي حتمًا إلى انهيار ثلة الإيمَـان الجهاد وخلخلة صفوفها لكن هذه القوى سرعان ما تكتشف خطأ تقديراتها، وأن جرائمها قد ارتدت عليها، ومع ذلك لم تستفد من دروس بليغة سطّرها فتية الجهاد عبر عقود من الزمن أثبتوا خلالها أن استشهادَ القادة حافزٌ كبير لرفع مستوى الإصرار والصمود على مواصلة طريق العظماء بزخم أكبرَ؛ وفاءً لتضحيات القادة العظماء وحَمْلًا للأمانة، التي قدموا في سبيلها دماءهم الطاهرة قُربانًا إلى الله تعالى لنصرة دينه وإعزازًا لأمة نبيه الخاتم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، هذه الأُمَّــة المستهدفة من القوى الاستعمارية في دينها وقيمها وتاريخها وجغرافيتها وخيراتها، والتي لا تزال في سباتها العميق رغم أن فيها من حاول ويحاول بكل جهده إيقاظَها، لتنفُضَ غُبارَ الذل والهوان عن كاهلها، ولتواجهَ عن بصرٍ وبصيرةٍ أعداءها.

وفي بلدنا يمن الإيمَـان والحكمة كان المشروع الأكثر إقلاقاً بالنسبة للقوى الاستعمارية، هو المشروع الفكري النهضوي للسيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- فقد أدركت القوى الاستعمارية أن هذا المشروع لا يهدف إلى مُجَـرّد النهوض بالبلد اقتصاديًّا فحسب، بل إن هذا المشروع فكري تحرّري، يرفض ويقاوم الهيمنة والطغيان والارتهان للقوى الاستعمارية، وكانت هذه القوى تدرك أن مشروع السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- هو مشروع أُمَّـة، توعوي تنويري، إذَا ما كتب له النجاح فلن يقف أثره ومداه من حَيثُ الزمان عند مرحلة معينة، ومن حَيثُ المكان عند جغرافية محدّدة، ولن يكون وجوده مرتبطاً بوجود مؤسِّسه، بل إن هذا المشروع سيستمر ويزداد قوة.

فهذا المشروع أدرك مؤسّسه تمام الإدراك أن الأُمَّــة تتعرض لغزو استعماري ذي طابع حديث، وحول ذلك تحدث -رضوان الله عليه- قبل أكثر من عقدَينِ من الزمان قائلاً: (الاستعمارُ الحديث الآن جاء تحت عنوان خبيث، باسم مكافحة إرهاب، ومعهم مجموعة يسمونهم إرهابيين يوزعونهم على المناطق، ثم يقولون نريد أن ندخل لنطاردهم، نلحق وراءهم ويدخلون المناطق، يدخلون البلدان، يدخلون البلاد ويحتلونها، ويهيمنون عليها، ويكونون قد أخضعوا الدولة فيها، والناس لا يرون شيئاً، إلا عندما تستحكم قبضتهم، لا يرى الناس أشياء، لا يرون أمريكيين أمامهم زاحفين إلا بعد أن تكون قد استحكمت قبضتهم، قد دخلوا البلاد، وتوافدوا بأعداد كبيرة).

وشخّص السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- دقة وخطورة المرحلة التي تمر بها الأُمَّــة، وحالة ضعف قياداتها وعبر عن ذلك بقوله: (في هذا الزمن أصبحت القضايا خطيرة جِـدًّا جِـدًّا بشكل رهيب فيما يتعلق بأعمال اليهود والنصارى، لم تعد تقف عند حَــدّ، أن يصبح مثلاً أي زعيم عربي عبارة عن مدير قسم شرطة، يقولون له: نريد فلاناً، يقول: أبشروا بنا! نريد فلان، يقول تفضلوا: خذوه، كلهم جميعاً هكذا! هذه الحالة رهيبة جداً).

واليوم وبعد ثلاثة وعشرين عاماً على تشخيص السيد القائد الشهيد -رضوان الله عليه- لحال الأُمَّــة العربية أصبح الواقع أكثر إفصاحًا عن مضمون عن تلك النظرة الثاقبة التي قيَّمَ من خلالها حال الحكام العرب قبل أن تنكشف عمالتهم وتبعيتهم وارتهانهم بهذا المستوى الذي هي عليه اليوم، ومع إدراكه -رضوان الله عليه- المخاطر المحدقة بالأمة فَــإنَّه لم يلتزم الصمت وهو في بلد مستباح من القوى الاستعمارية الإجرامية فاستشعر مسؤوليته الدينية ونهض بواجبه، وأكّـد أن استشعار هذه المسؤولية واجبُ كُـلّ مسلم؛ باعتبَار الأُمَّــة الإسلامية كُلًّا لا يتجزأ، وتحدث حول هذه المسؤولية قائلاً: (ثم هل يمكن أن نقول إن الإسلام نفسه قد جاء ليوزع المسؤوليات بين أبناء هذه الساحة؟ فله خطاب خاص معنا، وخطاب خاص مع أُولئك، فوزع الرقعة الإسلامية إلى قطاعات ومناطق، ليس من في هذه المنطقة مسؤولًا عما يحدث في المنطقة الأُخرى! أَيْـضاً لا أعتقد أنه في القرآن الكريم هناك توزيع للعالم الإسلامي، أَو للأرض إلى قطاعات، وكل قطاع مسؤوليته تختص بجهة معينة، أَو بمن في داخله ليس أبناء هذه المنطقة، مسؤولين عما يواجه به الإسلام في منطقة أُخرى). وأبعد من ذلك أكّـد السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- أن التنصل عن إدراك المسؤولية تجاه ما تتعرض له الأُمَّــة الإسلامية يمثل: (خزيًا للمسلمين في الحقيقَة، خزيًا وتقصيرًا عظيمًا أمام الله سبحانه وتعالى، ونبذًا لكتابه نبذًا للقرآن خلف ظهورنا).

ولم يقف تشخيص السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- عند حَــدّ واقع الأُمَّــة على الجوانب السياسية والاقتصادية، بل شمل التشخيص علماء هذه الأُمَّــة وما هم عليه من حالة ضعف وتبعية وتضليل لشعوب الأُمَّــة وتدجينها للحكام عملاء القوى الاستعمارية، وحول ذلك تحدث قائلاُ: (هذه حالة سيئة حتى عند من يحملون الدين، واسم الدين، إنه إذَا كنت تطلب العلم وأنت ترى نفسك أنك تحمل نفسية ضعيفة، لا تقرب العلم، لا تتعلم لتصبح في نظر الآخرين رجل دين، وحامل علم يقتدى به، إنك حينئذ من سيصبغ دينه بضعفه، من سينعكس ضعفه على مواقفه الدينية).

وفي ما يتعلق بمواجهة قوى الغزو والهيمنة والاستكبار، أكّـد السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي –رضوان الله عليه – (أن من يتصدَّى من العلماء لأُولئك لا بد أن يكونَ واعياً مدركاً لحال الأُمَّــة، وما يحيط بها من مخاطر وضعف وهوان، مستشعراً لمسؤوليته أمام الله سبحانه وتعالى في النهوض بالأمة، ومن ثم فَــإنَّ من يحمل مسؤولية النهوض بالأمة هو من يمثل خطورة على قوى الهيمنة والغزو والاستعمار، وعلى مشاريعهم الاستعمارية الحديثة، فالخطورة عليهم من عالم الدين “ليس في لحيته، ليس في تركُّعه، بل في رؤيته في النهوض بهذه الأُمَّــة، كيف يمكن أن تتوقع ممن لا يرى الإسلام إلا لحية وثوباً قصيراً ومسواكاً، أن يجعل الأُمَّــة بمستوى المواجهة ضد اليهود وضد الغرب! ممن يرى أن الله قد أنعم علينا أن جعل الغربيين والكفار يصنعون لنا ونحن نعبده ونسير في عبادته، وهم يصنعون لنا كُـلّ شيء هل هذا يمكن أن يواجه الغرب) ولا يمكنُ اليومَ لأي منصف إلا الإقرار بصوابية تشخيص السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- لحال علماء الأُمَّــة قبلَ أكثرَ من عقدين من الزمان؛ فحالة الانكشاف التي هم عليها اليوم غير مسبوقة في التاريخ!

وبسبب إدراك القوى الاستعمارية الغربية لما حمله مشروعُ الشهيد القائد من جدية، عملت هذه القوى بكل ما لديها من قوة، وباستخدام أدواتها الإقليمية والمحلية على محاربة هذا المشروع، ومحاولة وأده في مهده، وخنقه في مكان انطلاقه، وتمكّنت بالفعل تلك القوى من اغتيال مؤسّسه السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- اعتقادا منها أنها قد سبقت الزمن، وقضت على أخطر مشروع يهدّد نفوذها في اليمن والمنطقة العربية بأسرها، لكنها ما لبثت أن أدركت خطأ تقديرها، حين وثب حَمَلَةُ هذا المشروع بقوة وبقيادة السيد القائد/ عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- لمقارعة الطغاة والمستكبرين، حتى مكنهم الله سبحانه وتعالى، وليصبح بعد ذلك هذا المشروع الحاملَ الأَسَاسَ لقضية الوطن، والمدافع عن حقوق أبناء الشعب في مواجهة الطغاة والفاسدين، فكان أنصار هذا المشروع قوة أَسَاسية محركة لعجلة الثورة، التي خلصت شعب الإيمَـان والحكمة من حالة التبعية والارتهان للقوى الاستعمارية، التي غادرت العاصمة صنعاء ذليلة تجر أذيال الخيبة والندامة على اقترافها جريمة اغتيال السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- فقد ارتدت جريمة الاغتيال الآثمة وبالًا على تلك القوى الإجرامية التي لم يخطر ببالها يوماً أنها وأدواتها الإقليمية الرخيصة ستغادر العاصمة صنعاء بتلك الحالة المهينة، بعد أن أحرقت ما بحوزتها من وثائق، حينها شاهد أبناء شعبنا وشعوب الأُمَّــة تصاعد أعمدة الدخان من سفارات تلك القوى تفوح منها رائحة الإجرام والخيانة.

ولم تقف ارتدادات جريمة اغتيال السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- عند هذا الحد، بل إن هذه الارتدادات امتدت بقوة خارج حدود النطاق الجغرافي ليمن الإيمَـان والحكمة، فحين حاولت القوى الإجرامية الاستعمارية استعادة اعتبارها والانتقام من ثورة الشعب التي أخرجتها من العاصمة صنعاء صاغرة ذليلة، تضاعف صغارها وذلها بعد عقد من الزمان، فقد مكن الله سبحانه وتعالى حملة المشروع القرآني من التنكيل بهذه القوى التي عملت على التخفي في حربها العدوانية وراء أدواتها الإقليمية القذرة، وما زالت الارتداداتُ تتوالى بقوة في مواجهة القوى الاستعمارية؛ فمنذ أكثرَ من عام على اقتراف هذه القوى جريمة الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بادر السيدُ القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي –نصره الله تعالى- بإعلان موقف إسلامي عربي أصيل جسّد إيمانَ وأصالة شعبنا وهو مساندة مظلومية أبناء الشعب الفلسطيني مهما كان الثمن ومهما ارتفع سقفُ تهويل وإرجاف القوى الاستعمارية الغربية، وقد بدأ هذا الموقفُ بالإجراءات الضاغطة في البحر الأحمر وتصاعدت لتشملَ خليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي والبحر المتوسط، والأراضي المحتلّة في أُمِّ الرشراش ويافا عُقر دار كيان الاحتلال، وقد وقفت القوى الاستعمارية الإجرامية الصهيوغربية صاغرة أمام موقف شعبنا الذي اقترنت به مواقفُ مماثلةٌ من ثلة من أبناء الأُمَّــة الإسلامية في جنوب لبنان وفي العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وبتصاعد وتيرة الإجرام الصهيوغربي امتدت أفعال جريمة الإبادة الجماعية لتشمل الضفة الغربية والضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وسيرًا على أُسلُـوبها القديم اعتقدت القوى الإجرامية أن اغتيالها لقادة الجهاد يمكن أن يؤدي إلى انهيار المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان؛ فعملت على تنفيذ جريمة اغتيال أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- لتفت في عضد المجاهدين وتخلخل صفوفهم تحت وطأة الصدمة والترويع، لكن فرحة هذه القوى الإجرامية الصهيوغربية المسنودة بالكيانات الوظيفية العربية لم تكتمل، وسرعان ما أدركت أن عورتها قد انكشفت، فقد غطت الصواريخ كامل النطاق الجغرافي لكيانها الوظيفي الصهيوني الإجرامي، وأصبح قطعان المستوطنين وقياداتهم كالفئران في الملاجئ يدخلون ويخرجون على مدار الساعة؛ خوفًا من الصواريخ والطيران المسير، ولم يكن واردًا بذهنية القوى الاستعمارية الصهيوغربية أن تغطي الصواريخ كامل النطاق الجغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلّة قبل عملية اغتيال الشهيد القائد سماحة السيد حسن نصرالله –رضوان الله عليه-، وما زالت ارتداداتُ هذه الجريمة تتوالى على قوى الإجرام الصهيوغربية؛ فقد تمكّن المجاهدون -بفضل الله تعالى- من استهداف مواقعَ حساسةٍ لكيان الاحتلال في مناطقَ متعددة، ومنها السكن الخاص المحصَّن لرئيس وزراء كيان الاحتلال نتن ياهو، وغيره من القواعد العسكرية الجوية والبحرية والمعسكرات، ولم يكن هذا الاستهداف واردًا أبدًا بذهن القوى الاستعمارية الإجرامية قبل عملية اغتيال سماحة السيد حسن نصر الله –رضوان الله عليه-.

واستبشرت هذه القوى الإجرامية وأدواتها القذرة في المنطقة بعملية اغتيال رئيس حركة حماس المجاهد الشهيد يحيى السنوار، ومن قبله الشهيد إسماعيل هنية، وتوالت التصريحاتُ من مختلف عواصم قوى الاستعمار بأن حركة حماس قد انتهت بعد اغتيال الشهيد السنوار، غير أن فرحة هذه القوى لم تدم طويلًا؛ فقد تمكّن المجاهدون من أبناء الشعب الفلسطيني من الفتك بأحد أبرز قادة الألوية ومجموعة من كبار العسكريين الصهاينة، ولا يزال التنكيل بهم مُستمرًّا في قطاع غزة وفي جنوب لبنان؛ فالعشرات من الجنود والضباط يتم الإعلان عنهم قتلى وجرحى يوميًّا رغم الرقابة العسكرية الصارمة.

وباغتيال القوى الإجرامية الاستعمارية الصهيوغربية للمجاهد الشهيد هاشم صفي الدين سيزداد المجاهدون في جبهة لبنان وجبهة غزة وكل جبهات محور المقاومة إصرارًا وتصميمًا على السير في درب الشهداء القادة، وسينضم بإذن الله تعالى المزيد من أبناء الأُمَّــة الإسلامية لمواجهة القوى الاستعمارية الإجرامية الصهيوغربية وأدواتها في كافة الميادين وعلى كافة المستويات، ليعلَمِ المستعمرُ البغيضُ أن الدماء الطاهرة تروي أرضَ العروبة والإسلام وحتمًا ستنبت الأرض المروية، وسيكون نباتُها موتًا زُؤَامًا متربِّصًا بكل معتدٍ أثيم. (ولله عاقبةُ الأمور).

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السید القائد الشهید حسین بدر الدین الحوثی الله سبحانه وتعالى رضوان الله علیه ــة الإسلامیة هذا المشروع أبناء الشعب الله تعالى هذه القوى من الزمان یمکن أن ف ــإن من حال

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس أمازيغ ليبيا: حادثة دهس العلم الأمازيغي مسؤولية القيادات الأمنية

ليبيا – ????️ رئيس مجلس أمازيغ ليبيا: لا نسعى إلى الانفصال ونناضل من أجل دولة لا مركزية

حمّل رئيس المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، الهادي برقيق، القيادات الأمنية في العاصمة طرابلس مسؤولية حادثة دهس علم الأمازيغ، مهددًا بالتصعيد، ومؤكدًا أن الحديث عن انفصال الأمازيغ هو مجرد محاولة لتشويههم من قبل أطراف سياسية.

⚖️ الأمازيغ بين التشويه السياسي والمطالبة بالحقوق

في حوار مع صحيفة “النهار”، رفض برقيق الربط بين الأمازيغ وأكراد سوريا والعراق، مشددًا على ضرورة وضع دستور جديد يؤسس لدولة لا مركزية تضمن حقوق جميع المكونات دون تفرقة على أساس الهوية.

???? تعداد الأمازيغ في ليبيا وتوزيعهم الجغرافي

أوضح برقيق أن الأمازيغ في ليبيا ينقسمون إلى ناطقين باللغة الأمازيغية، يقدر عددهم بنحو 500 ألف شخص يعيشون في مناطق جبل نفوسة وزوارة وطرابلس، وغير ناطقين منتشرون في مختلف المدن الليبية.

????️ تاريخ العلاقة مع النظام السابق

أكد برقيق أن الأمازيغ عارضوا نظام معمر القذافي منذ عام 1969، حيث حارب الأخير الهوية الأمازيغية، ومنع التحدث بلغتهم داخل المؤسسات، كما جرّم التسمية بالأسماء الأمازيغية وزجّ بالعديد من الناشطين في السجون.

???? التحديات أمام حقوق الأمازيغ

أشار برقيق إلى أن غياب الدستور والقوانين الضامنة للحقوق يمثل العائق الأكبر أمام تحقيق مطالب الأمازيغ، لافتًا إلى أن المكاسب التي تحققت بعد عام 2011، مثل تدريس اللغة الأمازيغية، لا تزال محدودة بسبب غياب إطار قانوني واضح.

???? حادثة دهس العلم الأمازيغي والتوتر الأمني

اتهم برقيق قيادات في وزارة الداخلية، بمن فيهم الوزير عماد الطرابلسي، بممارسة سياسات تهميش ضد الأمازيغ، متهمًا الوزارة بالعمل لصالح أطراف قبلية معينة على حساب الأمازيغ، مشيرًا إلى أن هناك محاولات لفرض نفوذ على مناطقهم.

???? الاتصالات الدولية والتمثيل في المشهد السياسي

أكد برقيق أن المجلس الأعلى للأمازيغ على تواصل مستمر مع البعثة الأممية وسفراء الدول الكبرى في ليبيا لعرض مطالبهم، لكنه أبدى اعتراضه على آلية اختيار ممثلي الأمازيغ في المشاورات الأممية، معتبرًا أنها تهدف إلى تهميشهم.

????️ الموقف من الانتخابات والتمثيل السياسي

أوضح برقيق أن الأمازيغ يطالبون بتمثيل واضح في الانتخابات القادمة من خلال كوتا أو زيادة مقاعد المدن الأمازيغية، محذرًا

 

وفيما يلي نص الحوار:

س/ كم عدد أمازيغ ليبيا في ظل عدم وجود إحصاءات رسمية؟

ج/ الأمازيغ في ليبيا قسمان: الناطقون باللغة الأمازيغية، وعددهم نحو 500 ألف شخص يعيشون في مناطق جبل نفوسة وزوارة وطرابلس، أما غير الناطقين فلا توجد إحصائية لعددهم، وهم ينتشرون في المدن الليبية ووسط قبائلها.

س/ كيف كان وضعهم في ظل النظام السابق وحالياً؟

ج/ الأمازيغ كانوا ضد هذا النظام منذ وصوله إلى السلطة (عام 1969) وعدّوا هذه الخطوة انقلاباً، وكانت غالبية أطراف معارضة هذا النظام من الأمازيغ. وقد حارب النظام الهوية الأمازيغية محاولاً تغيير التاريخ والموروث الليبي، وجرّم الحديث باللغة الأمازيغية في المؤسسات، ومنع التسمية بالأسماء الأمازيغية، وزجَّ بالعديد من القيادات في السجون. وهو ما دفع الأمازيغ إلى المساهمة بشكل مباشر في أحداث شباط (فبراير) 2011.

س/ ما هي التحديات الحالية أمام تمتع الأمازيغ بحقوقهم في ليبيا؟

ج/ أهم التحديات يكمن في عدم وجود دستور وقانون يحميان حقوق الأمازيغ. فالحراك الأمازيغي الذي انطلق عام 2011 هو جهاد مستمر. صحيح أننا حصلنا على بعض المكاسب مثل تدريس اللغة الأمازيغية، لكن هذا الهامش من الحرية مقيّد بعدم وجود دستور، حتى أن الأمازيغ لا يستطيعون تسمية أبنائهم بالأسماء الأمازيغية. كما أن الإعلان الدستوري (المعمول به في ليبيا منذ نحو عقد) يحمل تفرقة بين المكونات. نحن نطالب بدستور يضمن حقوق الجميع من دون تفرقة على أساس الهوية.

س/ بعد حادثة دهس العلم الأمازيغي، هل تعتقد أن هناك من يسعى لتأجيج الفتنة بين مكونات الشعب الليبي؟

ج/ الوزير المكلف بوزارة الداخلية (عماد الطرابلسي) وعدد من قيادات الوزارة يحملون نزعة قبلية في نفوسهم ويحاربون الأمازيغ، وكأن هذه الوزارة تحمل أجندة خارجية لمحاربة الأمازيغ. ففي السابق، قام الوزير بتغيير الحدود الإدارية لمديرية أمن جبل نفوسة وتغيير أسمائها، كما قام بتغيير الكفاءات الإدارية في مدينة زوارة ونقلها إلى خارج منفذ رأس اجدير (الحدودي مع تونس) للسيطرة عليه بقوة السلاح. إنهم يعملون على بسط نفوذ أطراف قبلية بعينها على حساب الأمازيغ، ونحن مستمرون في التصعيد ضد هذه الإجراءات.

س/ هل لديكم اتصالات مع البعثة الأممية والأطراف الدولية النافذة، مثل الولايات المتحدة، لعرض مطالبكم والتعبير عن وجهات نظركم في المستقبل؟

ج/ نحن على تواصل دائم مع الموفدين الأمميين ومع سفراء الدول الكبرى في ليبيا، وقد شرحنا الصورة كاملة حول ما يريده الأمازيغ من الدولة الليبية ورؤيتهم حتى يتحقق الاستقرار.

س/ وهل أنتم ممثلون في اللجنة الاستشارية التي أطلقتها الأمم المتحدة أخيراً؟

ج/ البعثة الأممية في حواراتها السابقة كانت دائماً ما تختار شخصيات تفرضها على الأمازيغ. نحن نعترض على الآلية التي تعتمدها البعثة، إذ يبدو أن القصد منها تهميش الأمازيغ، في مقابل أنها تتشاور مع كل الأطراف الأخرى لاختيار ممثليها.

س/ هل ستعترضون على مخرجات اللجنة الاستشارية بما أنكم غير ممثلين فيها؟

ج/ سجلنا موقفنا بالاعتراض على آلية الاختيار.

س/ لماذا يُنظر إلى الأمازيغ في ليبيا على أنهم يريدون إدارة ذاتية لمناطقهم؟

ج/ بعض الأطراف السياسية تسعى إلى تشويه الأمازيغ بالترويج لفكرة الانفصال، لكن الواقع يثبت عكس ذلك، فالكل يعلم أن الأمازيغ يتعايشون مع باقي المكونات، خصوصاً أنهم مكوّن رئيسي داخل العاصمة طرابلس، وهي تركيبة فسيفسائية حاضنة لكل المكونات.

س/ إذن، ما هي طموحات الأمازيغ في الشكل المستقبلي لدولة ليبيا؟

ج/ نسعى إلى دولة مدنية مستقلة تتمتع بنظام لا مركزي، إذ نراه الأمثل للمرحلة المقبلة، لأن المركزية نظام ثبت فشله طوال السنوات الماضية. فغالبية المناطق الليبية تعاني التهميش وتفتقر إلى الخدمات الأساسية والبنى التحتية. وعندما قررت الأطراف المحلية والدولية تقسيم ليبيا إلى ثلاثة أقاليم: برقة وفزان وطرابلس (الشرق والجنوب والغرب)، وأن توزّع المناصب على أساس هذا التقسيم، رفضنا هذه الآلية وطالبنا بإقليم رابع للأمازيغ، وهذا يضمن توزيعاً عادلاً للمناصب.

س/ هل تعتبرون أن التجربة الكردية في سوريا والعراق يمكن الاستفادة منها؟

ج/ تجربة الأكراد تختلف بشكل كامل عن تجربة الأمازيغ، لعدم وجود امتداد لنا خارج الدولة الليبية. كما أن الشعب الكردي يؤمن بالمقاومة المسلحة ويسعى إلى إقامة دولته، أما نحن فنؤمن بليبيا دولة كاملة السيادة بحدودها الجغرافية ونسعى إلى استقرارها.

س/ ماذا عن الانتخابات البلدية، هل رشحتم ممثلين عنكم؟

ج/ كل المدن الأمازيغية لديها ممثلون. لقد شجعنا هذه الانتخابات لأنها ستجدد العمل داخل البلديات، كما أنها تمثل دافعاً لإجراء الاستحقاقين التشريعي والرئاسي.

س/ في حال أجريت انتخابات تشريعية ورئاسية من دون إقرار دستور، هل ستُشاركون فيها أم ستفضلون المقاطعة؟

ج/ تواصلنا مع مجلسي النواب والأعلى للدولة (السلطة التشريعية المفترضة)، وأيضاً مع البعثة الأممية، وشددنا على ضرورة تمثيل الأمازيغ بشكل واضح، سواء عبر كوتا أم بزيادة المقاعد الحالية للمدن، لأن هناك تخوفاً من ألا يكون لدينا ممثلون في بعض المدن التي تضم خليطاً من المكونات العربية والأمازيغية. نحتاج إلى قوانين عادلة تضمن تمثيل الأمازيغ في السلطة التشريعية المقبلة، وفي حال عدم الاستجابة، فعدم المشاركة سيكون الخيار الأفضل، لأنه لا يوجد ضامن لتمثيل الأمازيغ داخل هذه المؤسسات.

 

Previous ترامب يتنصل من اتفاق غزة ويطالب حركة الفصائل الفلسطينية بإطلاق سراح كل الأسرى “فورا” Related Posts أبوزريبة يناقش مستجدات الأوضاع الأمنية بمدينة الكفرة محلي 6 مارس، 2025 تقنيات جديدة لتعزيز إنتاج النفط منخفض الكربون في ليبيا محلي 6 مارس، 2025 أحدث المقالات رئيس مجلس أمازيغ ليبيا: حادثة دهس العلم الأمازيغي مسؤولية القيادات الأمنية ترامب يتنصل من اتفاق غزة ويطالب حركة الفصائل الفلسطينية بإطلاق سراح كل الأسرى “فورا” اشتباكات الصنمين بسوريا.. مقتل 9 مسلحين وتوقيف 60 للتحقيق إعلام: الجيش السوداني يحقق مزيدا من التقدم على عدة محاور جنوب ووسط البلاد أبوزريبة يناقش مستجدات الأوضاع الأمنية بمدينة الكفرة

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • ما حكم صوم مريض ألزهايمر.. وهل لو أفطر عليه فدية؟.. الإفتاء تجيب
  • رئيس مجلس أمازيغ ليبيا: حادثة دهس العلم الأمازيغي مسؤولية القيادات الأمنية
  • دعاء الصباح للرزق والفرج.. احرص عليه يوميا سيغير حالك تماما
  • اربعينة السيد الشهيد كربلاء لبنان وطف العاشقين
  • دعاء الصائم قبل الإفطار مستجاب .. احرص عليه
  • نائب أمير مكة يقلّد عددًا من القيادات الأمنية رتبهم الجديدة
  • أمل الحناوي: القيادات العربية تجدد دعم فلسطين وترفض مشاريع التصفية والتهجير
  • دعاء الصائم قبل الإفطار لتفريج الهم والكرب.. احرص عليه الآن
  • دعاء ختم القرآن في رمضان .. تعرف عليه
  • كيف ردت القيادات في صنعاء على عقوبات أمريكا