على عتبة يوم الحسم .. ترامب وهاريس رهينا ناخبي الولايات المتأرجحة
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
سرايا - تسعى كامالا هاريس ودونالد ترامب لجذب أصوات في مختلف الولايات الأميركية المتأرجحة في نهاية الأسبوع ما قبل الأخيرة للحملة الانتخابية.
وقبل أقل من 9 أيام من موعد الاستحقاق الرئاسي وعلى وقع تنافس محتدم، نظم الخصمان تجمعات انتخابية في ميشيغن خلال اليومين الماضيين وهي إحدى ولايات "الجدار الأزرق" الثلاث مع ويسكونسن وبنسلفانيا التي يعتبرها الديمقراطيون حاسمة للمضي نحو الفوز في انتخابات الخامس من تشرين أوتل (نوفمبر) المقبل.
وتظهر استطلاعات الرأي تقاربا كبيرا بين المرشحين للسباق في أيامه الأخيرة، ومع إدلاء أكثر من 35 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد بأصواتهم مبكرا، في استحقاق قد يوصل للمرة الأولى امرأة إلى سدة الرئاسة أو قائدا أعلى للقوات المسلحة سيكون الأكبر سنا على الإطلاق في تاريخ البلاد.
وتتمحور إستراتيجية هاريس جزئيا حول إيجاد شرخ بين الجمهوريين المعتدلين وترامب الذي يصر على توصيف بعض الأميركيين بأنهم "أعداء".
وحذر ترامب من أنه إذا فاز بالرئاسة فإن الذين مارسوا تزويرا في الانتخابات "سيحاكَمون بأقصى ما ينص عليه القانون، بما يشمل أحكاما مطولة بالحبس".
وفور انتهاء تجمع مفعم بالحماسة نظم في تكساس وشاركت فيه المغنية بيونسيه وسلط الضوء على قيود يفرضها الجمهوريون على الإجهاض، توجهت هاريس إلى كالامازو في ميشيغن حيث تسعى لجذب ناخبين بالاعتماد على إحدى أكثر شخصيات الحزب الديموقراطي تألقا، السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما.
وأعربت ميشيل أوباما أول من عن "خوفها الحقيقي" من وصول ترامب إلى البيت الأبيض مجددا، وذلك في حديثها خلال تجمع حاشد إلى جانب هاريس التي قالت عنها إنها ستكون "رئيسة استثنائية".
وقالت ميشيل أوباما في خطاب "كل آمالي المتعلقة بكامالا مصحوبة أيضا بخوف حقيقي، الخوف على بلدنا، الخوف على أطفالنا، الخوف مما ينتظرنا إذا نسينا ما هو على المحك في هذه الانتخابات". وأضافت "إذا أردنا أن نساعد هذا البلد على طي صفحة سياسات الكراهية والانقسام، فلا يمكننا أن نجلس مكتوفين ونتذمر".
وكان الرئيس الأسبق باراك أوباما قد شارك مع هاريس الخميس الماضي في تجمع انتخابي نظم في ولاية جورجيا.
وهاريس البالغة 60 عاما شاركت أمس في تجمع انتخابي في فيلادلفيا، المدينة الأكبر في بنسلفانيا، كبرى الولايات المتأرجحة والتي من المرجح أن تحدد نتيجة الانتخابات الرئاسية.
أما ترامب، الذي اكتسح ولايات الجدار الأزرق الثلاث في فوزه بالرئاسة في العام 2016 قبل أن يعيدها جو بايدن للديمقراطيين بعد أربع سنوات، فيخطط لاستعادة واحدة أو أكثر من الولايات الثلاث والفوز بما يسمى الولايات المتأرجحة الأخرى في الجنوب والتي تطلق عليها تسمية "حزام الشمس"، للعودة إلى البيت الأبيض.
وفي حين قد يقتصر الفارق على بضعة آلاف الأصوات في الولايات المتأرجحة حيث التنافس على أشده، نظم ترامب تجمعات أول من أمس في ميشيغن وبنسلفانيا، قد تكون حاسمة للمعركة الانتخابية.
وفي ميشيغن، كثف ترامب هجماته ضد منافسته الديموقراطية في كل الاتجاهات، قائلا في مدينة نوفي إن هاريس "لا يمكن أن تكون رئيسة. إنها أضعف وأغبى من أن تُمثل أميركا على المسرح الدولي".
وأضاف: "هل يمكنكم أن تتخيلوا أن تتعامل مع الرئيس الصيني أو الروسي؟ لا أحد يحترمها، ولا أحد يأخذها على محمل الجد".
وفي هذه الضاحية الكبيرة في ديترويت، دعا ترامب عمالا في مجال صناعة السيارات إلى المنصة، واعدا إياهم بـ"إعادة الوظائف"، خصوصا من خلال إلغاء الدعم الحكومي للسيارات الكهربائية. وقال "في وقت قصير، ستكون لديكم وظائف أكثر من أي وقت مضى".
يأتي ذلك عقب بث مقابلة مطولة مع ترامب امتدت ثلاث ساعات مع جو روغان، مُعد البودكاست الأشهر في الولايات المتحدة، سعيا لجذب جمهوره.
وليل أمس نظم ترامب تجمعا انتخابيا لمناصريه في ماديسون سكوير غاردن، الساحة الشهيرة في قلب نيويورك ذات الأغلبية الديمقراطية.
وتساءل محللون عن سبب تنظيم ترامب التجمع الانتخابي في مسقط رأسه نيويورك على الرغم من أن حظوظه للفوز بالولاية شبه معدومة.
وقد يكون الملياردير الجمهوري ونجم تلفزيون الواقع السابق يسعى من خلال ذلك لإظهار أنه قادر على ملء ساحة كبرى في معقل للديموقراطيين، بمناصريه.
لكن ناقدين، بمن فيهم منافسة ترامب في انتخابات 2016 هيلاري كلينتون، أشاروا إلى أن ماديسون سكوير غاردن سبق أن كانت مسرحا لمسيرة مؤيدة للنازية في العام 1939 نظمتها مجموعة موالية لأدولف هتلر.
وشدد ترامب في التجمع الانتخابي في ميشيغان على أن كلينتون "قالت إنه (التجمع) أشبه بثلاثينيات القرن الماضي"، في إشارة إلى تصريحات أدلت بها في اليوم السابق على شبكة "سي ان ان"، وقال "لا ليس كذلك، لا. إنه ما يسمى جعل أميركا عظيمة مجددا".-(وكالات)
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الولایات المتأرجحة فی میشیغن
إقرأ أيضاً:
لماذا يهز تعليق الولايات المتحدة للتعاون الاستخباراتي مع أوكرانيا عالم التجسس؟
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تقريرًا، سلّطت خلاله الضوء عن تساؤل تحالف "العيون الخمس"، الذي تأسّس في سنة 1940 ويضم الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا، حول أمن شبكته.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنّه: "خلال الولاية الأولى لدونالد ترامب، حرصت أجهزة الاستخبارات الأمريكية على طمأنة نظيرتها البريطانية بشكل منتظم".
وأضافت: "قرار ترامب تعليق شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا وتبادل المعلومات الاستخباراتية أثار جدلًا كبيرًا. بعد اللقاء الذي جمع ترامب وزيلينسكي، في البيت الأبيض، طلبت واشنطن من حلفائها البريطانيين وقف نقل المعلومات التي يتم الحصول عليها عبر تحالف "العيون الخمس" إلى الأوكرانيين، رغم الاعتماد الكبير على هذه البيانات لاكتشاف الهجمات الروسية وتحديد الأهداف الاإتراتيجية".
وتابعت: "بشكل غير مسبوق، زعزع تقارب دونالد ترامب الجلي، مع موسكو، تحالف العيون الخمس لأول مرّة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. عليه، بات استمرار هذا التحالف، الذي يضم الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا موضع الشك، لا سيما في ظل إعادة نظر أعضاء هذا التحالف، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 70 سنة، في درجة أمنه".
لغز محير
ذكرت الصحيفة أنّ: "فرنسا وبريطانيا تستمران في تقديم المعلومات الاستخباراتية لأوكرانيا، رغم محدودية فعاليتها بسبب غياب المساهمة الأمريكية. بالنسبة لوكالات الأمن البريطانية؛ يتسم الوضع بالتعقيد إذ يتعين عليها التمييز بين المعلومات المستمدة من مصادر وطنية بحتة والأخرى المتأتية من مصادر مشتركة ضمن تحالف "العيون الخمس".
وأردفت: "دفع تقارب ترامب مع موسكو بعض المسؤولين في أجهزة الاستخبارات إلى التساؤل بشأن "أمن" المعلومات المتبادلة ضمن تحالف "العيون الخمس" في المستقبل، إذ قد تصبح بعض المصادر الاستخباراتية موضع تهديد. وذهب البعض إلى حد التشكيك في استمرار تواجد الولايات المتحدة ضمن هذا التحالف بصيغته الحالية".
"في الشهر الماضي؛ اقترح المستشار الاقتصادي السابق والحليف المقرّب لدونالد ترامب، بيتر نافارو، استبعاد كندا من تحالف "العيون الخمس"، في ظل توتر العلاقات بين واشنطن وأوتاوا" بحسب الصحيفة نفسها.
ومضت بالقول: "في ظل هذا الوضع غير المسبوق اقترحت مصادر في وزارة الدفاع البريطانية إنشاء مجموعة فرعية تتيح استمرار تبادل المعلومات الاستخباراتية حتى في حال معارضة الولايات المتحدة ذلك. وأوضح أحد هذه المصادر أن: الأمر لا يتعلق بالانسحاب من تحالف 'العيون الخمس، ولكن بإنشاء العيون الأربع داخله، دون أمريكا".
من جهته؛ يرى السفير البريطاني السابق لدى الولايات المتحدة، ديفيد مانينغ، أنّ: مسألة تبادل المعلومات الاستخباراتية قد تصبح معقدة في المستقبل.
مفككي الشفرات
يعود تأسيس تحالف "العيون الخمس" إلى أوائل الأربعينيات، خلال الاجتماعات السرية المنعقدة بين خبراء فك الشيفرات البريطانيين والأمريكيين. في كانون الثاني/ يناير 1941، أي قبل أحد عشر شهرًا من الهجوم على بيرل هاربر، دُعي الأمريكيون إلى "بليتشلي بارك"، مكان تواجد المركز البريطاني السري لفك الشفرات.
وبعد انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب العالمية الثانية، اقترحت لندن تولّي دور القيادة في جمع المعلومات الاستخباراتية بشأن ألمانيا، بينما ركّز الأمريكيون جهودهم على اليابان ومنطقة المحيط الهادئ.
وبعد الانتصار في سنة 1945، تم اتخاذ قرار بشأن تمديد هذه الاتفاقيات التي وُضعت خلال زمن الحرب. في شباط/ فبراير سنة 1946، اتفقت الولايات المتحدة وبريطانيا على تبادل المعلومات الاستخباراتية، باستثناء المتعلقة بـ"المصلحة الوطنية". وبموجب ذلك، تم تبادل ضباط الاتصال ودمج العملاء داخل مختلف الأجهزة الأمنية.
في سنة 1949، انضمت كندا إلى هذا التعاون من خلال اتفاق مع الأمريكيين. ثم، في سنة 1956، وقّعت كل من أستراليا ونيوزيلندا الاتفاقية كأطراف مستقلة، بعدما كانتا ممثلتين في السابق عبر بريطانيا.
في الوقت الراهن، بات اتفاق "العيون الخمس" يركّز بشكل أساسي على اعتراض الاتصالات والاستخبارات الإلكترونية أكثر من المعلومات المستمدة من المصادر البشرية. وبفضل وكالة الأمن القومي الأمريكية، التي تُعدّ أداة استخباراتية قوية، توفر الولايات المتحدة 80 في المئة من المعلومات الاستخباراتية داخل التحالف.
في المقابل؛ تساهم دول التحالف الأخرى بقدرات محددة، خاصة في المناطق التي تتمتع فيها بنفوذ قوي، ما يعزز فعالية التعاون الاستخباراتي.
واختتم التقرير بالقول: "إلى جانب مسألة تبادل المعلومات الاستخباراتية، يفتح الوضع الراهن أمام البريطانيين الباب للتساؤل عما إذا كانوا سيجدون أنفسهم أكثر عزلة في مواجهة روسيا. وفي مؤشر على تدهور العلاقات، أعلنت موسكو، الإثنين، عن طرد دبلوماسيين بريطانيين بتهمة: القيام بأعمال تخريبية وتجسس".
واستطرد بأن: "لندن تُعدّ من أبرز الداعمين لأوكرانيا؛ حيث تعمل على تدريب زيلينسكي على المفاوضات الصعبة من أجل السلام ويتجلّى ذلك في الزيارة التي أداها مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول، لتقديم المشورة لفريق الرئيس الأوكراني".