نتصار “14 أغسطس 2006”.. معادلة رسخها حزب الله تجاه هزيمة مشروع “إسرائيل الكبرى”
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
شكل إنتصار المقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة حزب الله على كيان العدو الصهيوني في 14 أغسطس من العام 2006 الأرضية لبناء وتثبيت معادلات القوة والردع التي فرضها ويفرضها اليوم محور المقاومة بكل ساحاته التي حالت دون الكثير من السيناريوهات الكفيلة بتغيير مجرى التاريخ لمصلحة المشروع الصهيو-أمريكي القائم على الحروب الطائفية وتفتيت المنطقة لمصلحة فكرة “دولة إسرائيل الكبرى”.
وإذا كان المخططون الأمريكيون ومن خلفهم كيان العدو الصهيوني قد اتخذوا قرارا من خلال العدوان الذي بدأه الأخير في يوليو عام 2006 وأنهاه مجبرا ومذلولا في 14 أغسطس شعاره إزالة حزب الله من الوجود وإخراجه من لبنان والمنطقة بشكل عام وذلك في محاولة لرسم الخريطة الجيوسياسية الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط إلا أن هذا العدوان انتهى من دون تحقيق أياً من أهدافه بعد أن أدخل هذا الانتصار معادلات جديدة في المستوى الإقليمي والدولي ودق آخر مسمار في نعش مشروع “إسرائيل الكبرى”.
ففي الوقت الذي تمكنت فيه المقاومة في لبنان من الإنتصار على الآلة العسكريّة العدوانيّة للعدو الصهيوني، استطاعت إفشال أهداف كيان العدو التي سعى إليها آنذاك، وعلى رأسها جعل لبنان منطلقاً لولادة ما يسمى “مشروع الشرق الأوسط الجديد” الذي وعدت به حينها وزيرة الخارجيّة الأمريكية، كوندوليزا رايس ليكون خاليا من أي قوى رافضة للهيمنة الأمريكية والتفوق الصهيوني.
وهنا لا بد من الإشارة إلى ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته في الذكرى السنوية الـ17 لحرب يوليو 2006، حيث أوضح أن “حرب تموز كانت إحدى الوسائل الأساسية لتحقيق مشروع الشرق الاوسط الجديد”.
وقال السيد نصر الله: “الشرق الاوسط الجديد لنعود ونتذكر ليعرف الأجيال التي بعد ذلك وعيت بعد الحرب أن هذا المشروع كان سيؤدي لو نجح كان يعني إعتراف كل دول المنطقة ب”إسرائيل” ككيان ودولة وضياع دولة فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، وضياع الجولان وما تبقى من لبنان تحت الإحتلال، وتكريس ”الإسرائيلي” كقوة عظمى في المنطقة في ظل هيمنة أمريكية مطلقة.
وأضاف: “هذا المشروع سقط وإنكسر هنا في لبنان سنة 2006 واستكمل الإجهاز عليه من قبل المقاومة الفلسطينية في فلسطين والمقاومة العراقية في العراق ما أدى إلى إنسحاب قوات الإحتلال الأمريكي عام 2011 من العراق وفي ظل صمود كبير لسورية والجمهورية الإسلامية في إيران”.
فمن البوابة اللبنانية رسم حزب الله بإنتصاره في 2006 آفاق الردود التي جاءت في سياق خط الانحدار الذي أجهز على المشروع الصهيو-أمريكي
بشكل نهائي من خلال تحول قوى محور المقاومة الرئيسة في لبنان والعراق وسوريا واليمن وقيادة الجمهورية الإسلامية في ايران من قوة معيقة ومعرقلة لهذا المشروع إلى قوة مانعة قادرة على إيقافه وليس فقط تأخيره.
وهنا يرى مراقبون ومختصون أن الشاهد الأبلغ منذ إنتصار أغسطس 2006 وحتى اليوم هو ربط حزب الله معادلات “تثبيت الردع وبناء القوة” بالساحات المتعددة الشريكة له في مواجهة العدو الصهيوني لحمايتها أولاً من خلال تصدير ردعه في اتجاهها، ولتوسيع نطاق المواجهة مع العدو بما يشكل أكبر ضررٍ عليه ثانياً.
وبحسب كلّ المؤشرات والمعطيات فإن الإنتصار اللبناني افتتح خط التأسيس لكل المعادلات المتلاحقة لمحور المقاومة من خلال تكامل دور حزب الله مع سوريا وإيران والمقاومة الفلسطينية وأنصار الله في اليمن والمقاومة العراقية والذي شكل منعطفا نحو إفشال مخططات العدو الصهيوني والادارة الأمريكية.
ومن أبرز التجليات المتصاعدة لهذه المعادلات بحسب المراقبين أنها عزّزت من معادلات الردع التي فرضتها مقاومة حزب الله مابعد إنتصار 2006 والتي أحدثت المزيد من التحوّلات في موازين القوى لمصلحة منظومة محور المقاومة في المنطقة إذ تمكنت هذه المنظومة من الصمود والحفاظ على أعلى درجات التعاون والتنسيق طوال أيام العدوان وفي المراحل التالية لها.
بالإضافة أن كل مفردة من هذه المعادلات أكدت بإيماءات واضحة الدلالة أن كل الاعتداءات والحروب التي شنها كيان العدو الصهيوني بعد إنتصار المقاومة في لبنان شكلت الأساس في صناعة مستقبل المنطقة في الاتجاه المعاكس لما كانت تخطط له الولايات المتحدة وكيان العدو مما ولّد بيئة استراتيجية جديدة لمصلحة قوى المقاومة تحاصر الكيان المحتلّ لفلسطين والجولان السوري وأجزاء من جنوب لبنان.
الأمر الأهم في هذا السياق يلاحظ أن تداعيات هذه المحطة الاستراتيجية، والمعادلات التي أنتجها إنتصار حزب الله كانت وما زالت هى الضربة الأولى لإسقاط كل المشاريع والتحالفات الباطلة التي تستهدف تقسيم المنطقة بعد انتقال التجربة التي تحققت في لبنان الى ساحات محور المقاومة مجتمعة في ظل التنسيق والترابط والتعاون الكامل الأفقي والرأسي لأداء الأذرع العسكرية التابعة لهذا المحور، على صعيد التسليح أو أداء مقاتليها.
ومما لا شك فيه أن نموذج المقاومة الفلسطينية يمثل صورة واضحة لمثل هذا التعاون والتنسيق والتنفيذ العملاني بين أجنحة محور المقاومة التي أفشلت المخططات الصهيوينة المدعومة أمريكيا لتصفية مقاومة فلسطين وقضيتها، وبسط السيطرة والتهويد على الأراضي الفلسطينية بالكامل وبالتالي الانقضاض من جديد لتأسيس “اسرائيل الكبرى” من الفرات الى النيل .
ولقد اصطدمت رؤية المشروع الصهيو-أمريكي بعد إنتصار المقاومة اللبنانية برؤية ميزان الإرادات لدى قوى محور المقاومة بعد أن جعلت قضية فلسطين بالنسبة لها هي القضية المركزية، ووضع الشرق الأوسط برمته يتمحور حول هذه القضية لتحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل بإحاطة كيان العدو بوجودٍ مقاومٍ قادرٍ على المواجهة وتحقيق النصر .
وبكلمات أخرى، فإن مخططات مشاريع الهيمنة الأمريكية والصهيونية بدأت تواجه تحديا حقيقيا، بعد إنتصار المقاومة في لبنان الذي اعاد البوصلة إلى الاتجاه الصحيح نحو فلسطين وشكل مرجعية عسكرية وعقائدية استلهمت منه المقاومة الفلسطينية في جميع معاركها كل الوسائل التي حاصرت كيان العدو الصهيوني، ما جعله غير قادر على احتلال أراض جديدة .
بالمقابل، في التخطيط والتدريب والتجهيز والتنسيق والتنفيذ العملاني مثل الإنتصار السوري على قوى الإرهاب وداعميه الصورة الناصعة الثانية التي جاءت لتؤكد تكامل الأدوار بين دول وأطراف ساحات محور المقاومة والتي كان لها دور أساسي في صناعه هذا النصر والذي مهد الطريق لكسر مشروع تحويل المنطقة الى دويلات مذهبية وطائفية متناحرة خدمة لمشروع “إسرائيل الكبرى” .
وهنا بالذات تبرز نتيجة هامة جداً، وإضافية، لإنتصار العام 2006، أنه لم يقتصر فقط على افشال المخطط الأمريكي الصهيوني في ذلك الحين، بل أصبح بمثابة الجدار الواقي الذي منع العدوان الكوني على سوريا من تحقيق أي هدف من أهدافه الاستراتيجية التي اعتمدت سياسة تعميم ثقافة الفتنة المذهبية والطائفية .
كما أن هذا المفهوم كان له حساباته في تداعيات العدوان على اليمن كملجأ آخر للخطط الأمريكية لنشهد مفاعيل انتصار أغسطس تتجسد في الداخل اليمني، وهو ما أرسى معادلة ردع جديدة بعدما تفكك حلف العدوان السعوديّ الأمريكي والإماراتي الصهيوني واستنزف المشاركون فيه سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، بينما انتقل المدافعون عن اليمن عبر جيشها ولجانها الشعبية في أصعب الظروف وأقساها إلى الهجوم الدفاعي خلف الحدود عقب نجاحهم في منع قوات العدوان من تحقيق تقدم حقيقي في عقد الجغرافية اليمنية .
وهنا يبدو أن المأزق الصهيوني في العجز عن الحرب ضد حزب الله بعد تحقيق توزان الرعب بتداعيات انتصار أغسطس 2006 هو نفسه مأزق العجز عن الحرب ضد اليمن التي كانت معركة الولايات المتحدة الأمريكية وكيان العدو الصهيوني تقودها بالوكالة السعودية والامارات والتي تعملان كأدوات لتنفيذ تأمين كيان العدو الصهيوني جيوسياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً، وبالتالي تمدده وهيمنته إقليمياً ليتمكن من تحقيق مكاسب استراتيجية وحيوية لصالح قيام “إسرائيل الكبرى”.
وعلى الرغم من أن قوى العدوان ظنت أن الحرب في اليمن ستكون سريعة وحاسمة وأنها ستأتي بنخبة حاكمة تدين بالولاء للمشروع الصهيو-أمريكي إلا أنه ومن موقع الندّية فرض الانتصار اليمني إعادة التوازن للشرق الأوسط، وفي المقابل تعمق مأزق الحلف الصهيوني- الأمريكي وأدواته في المنطقة بعد أن أصبح اليمن جزءا، من رسم المعادلات في المنطقة وعنصرا فعالا في قوى محور المقاومة التي تشترك جميعها في الهدف الرئيس المقدس إزالة “إسرائيل” من الوجود.
ومن أبرز نقاط التعبير عن تكامل الأدوار بين أطراف محور المقاومة، دعما وإسنادا على الصعيد الجغرافي امتداد مفاعيل إنتصار 2006 نحو العراق الذي أوجد أرضية مواجهة للتواجد الأمريكي وإفشال مخطط تحركه باتجاه ساحة “ضامنة” لأمن “إسرائيل”، وفق الاستراتيجية الأمريكية، وكما عبرت رايس، إلى إحدى الساحات التي تشكل خطراً وجودياً على أمن “إسرائيل” وفق اعتراف الأخيرة.
الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذا السياق مثلت حجر الزاوية لأقوى علامات الدعم والإسناد والتنسيق بعد أن وضعت كل إمكاناتها بتصرف قوى محور المقاومة مما شكّل نظاما إقليميا حقيقيا، قادر على تغيير المعادلات ومقارعة ما كانت تخطط له الولايات المتحدة والذي يقوم على حماية مصالحها من خلال تفتيت المنطقة وتقسيمها والتحكم في قراراتها وصولا لما يسمى مشروع “إسرائيل الكبرى” بالأساس.
وفي ضوء هذه الواقعات والأمثلة، يصحّ الاستنتاج بموضوعيةٍ ورصانة أن هذا الصعود لأسهم المقاومة الذي أدى إلى تراجع وانكفاء في المشروع الصهيو-أمريكي، وخصوصاً في فكرة “إسرائيل الكبرى” لم يكن ليتحقق لولا سياسة الردع التي رسّخها الإنتصار التأسيسي في 14 أغسطس 2006 بحيث بات كيان العدو الصهيوني أكثر ما يخشاه هو اضطراره إلى خوض حرب متعددة الجبهات، وهو يراقب ارتفاع مستوى التنسيق والتعاون بين قوى محور المقاومة.
المصدر: سبأ
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نبيل الصوفي المقاومة الفلسطینیة إنتصار المقاومة المقاومة فی فی المنطقة فی لبنان حزب الله من خلال بعد أن أن هذا
إقرأ أيضاً:
فضل الله نوه بالموقف الرسمي الرافض للتطبيع
ألقى العلامة السيّد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين ومما جاء في خطبته السياسية:
"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام الحسن(ع) ذلك الرجل الذي قال له: إني من شيعتكم، فقال له: "يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنْ كُنْتَ لَنَا فِي أَوَامِرِنَا وَزَوَاجِرِنَا مُطِيعاً فَقَدْ صَدَقْتَ، وَإِنْ كُنْتَ بِخِلَافِ ذَلِكَ فَلَا تَزِدْ فِي ذُنُوبِكَ بِدَعْوَاكَ مَرْتَبَةً شَرِيفَةً لَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا، لَا تَقُلْ لَنَا أَنَا مِنْ شِيعَتِكُمْ، وَلَكِنْ قُلْ أَنَا مِنْ مَوَالِيكُمْ وَمُحِبِّيكُمْ وَمُعَادِي أَعْدَائِكُمْ، وَأَنْتَ فِي خَيْرٍ وَإِلَى خَيْرٍ".
لقد أراد الإمام(ع) من خلال ذلك أن يشير إلى أن التشيع ليس انتماء وعاطفة أو مشاعر نبديها لأهل البيت(ع)، بقدر ما هو التزام بسلوكهم ومواقفهم وعملاً بأهدافهم، فالشيعي هو من ينتهج في عبادته عبادتهم وفي أخلاقه أخلاقهم، وفي منطقه منطقهم، وفي حلمه حلمهم وفي كرمه كرمهم ومن يكون آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، مضحياً في سبيل الله كما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وكما ضحوا وبذلوا مهجهم في سبيل الله.
ومتى فعلنا نحن ذلك وعملنا به سنستحق أن نكون من شيعتهم وسنكون عندها قادرين على مواجهة التحديات.".
وقال:"البداية من العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والمس بسيادته، والذي نشهده في الغارات التي يستهدف بها عمق المناطق اللبنانية في الجنوب وفي البقاع أو في عمليات الاغتيال والتمدد في الشريط الحدودي، فبعد الحديث عن خمس نقاط تمركز فيها العدو بات الحديث عن عشر نقاط يحتلها ولم يسلم من استهدافه الجيش اللبناني يأتي كل ذلك على مرأى ومسمع اللجنة المكلفة بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والدول الراعية له، من دون أن يصدر عنها أي موقف إدانة لهذا العدو أو أية إجراءات رادعة توقف هذه الاعتداءات"
ورأى إن "مثل هذا الصمت يشجع هذا العدو الاستمرار بالبقاء في المناطق التي يتمركز فيها وحتى التمدد خارجها على لسان رئيس وزراء العدو، حين قال أنه لن يتنازل عن السيطرة عن المواقع الخمس التي يحتلها وأن سياسته الهجومية التي يقوم بها لا تقتصر على سوريا بل على لبنان أيضاً".
اضاف:" وليس بعيداً عما يجري، يأتي تصريح نائبة المبعوث الأميركي بإنشاء مجموعات عمل ديبلوماسية لحل المشكلات الحدودية مع العدو، والتي وإن كانت تبدو أمراً إيجابياً يعالج أزمة النقاط المختلف عليها بين لبنان والكيان الصهيوني، ولا سيما أنه استبق بمبادرة اعتبرت كحسن نية بإعادة عدد من المدنيين الذين اختطفهم العدو من داخل الأراضي اللبنانية، لكنها تحمل الخطورة لكونها تخفي نية مبيتة سرعان ما أظهرها المسؤولون الأميركيون حين تحدثوا عن لعمل على إلحاق لبنان بمسار التطبيع الذي يُعمل له على صعيد المنطقة، وذلك من خلال نقل المفاوضات التي كانت تجري إلى الجانب السياسي، وستكون لمصلحة الكيان الصهيوني وبالشروط التي يريدها بفعل الضغوط التي لا يزال يمارسها الكيان الصهيوني على هذا البلد، والتأييد الذي يحظى به".
وتابع:"إننا أمام كل ما يجري، نعيد التأكيد على الدولة اللبنانية إلى القيام بمسؤوليتها لمواجهة الاعتداءات الصهيونية وعدم السكوت عليها، والحذر مما يبيته هذا العدو وممارسة كل الضغوط على الدول الضامنة للاتفاق بالقيام بدورها وعدم تحويل ما يجري إلى أمر واقع وطبيعي، والتشديد على أن لا يتم التعامل مع هذا البلد من موقع أنه المهزوم وإملاء القرارات التي تمس بسيادته وأمنه، فلبنان ليس ضعيفاً، ولا ينبغي أن يتم التعامل معه من هذا الموقع، بحيث لا يحقق العدو أهدافه من طريق الديبلوماسية الباردة بعدما فشل في تحقيقها من خلال الحرب الحارة"، منوها "بالموقف الرسمي الرافض للتطبيع وكل ما يؤدي إليه، وإبقاء أية مفاوضات إن هي جرت في إطارها الأمني والتقني لا السياسي".
اضاف:" إننا لا ننكر حجم الضغوط التي تمارس على لبنان ونعي مدى مخاطرها، ولكن ذلك لا يدعو للرضوخ بقدر ما ينبغي العمل على مواجهة ذلك واستنفار كل عناصر القوة التي يمتلكها لبنان.
ونحن على هذا الصعيد، ندعو مجدداً إلى تعزيز الوحدة الداخلية لمواجهة أية ضغوط تمارس على الدولة وعدم إدخال البلد بأية طروحات قد تهدد وحدته أو إفقاده أي عنصر من عناصر القوة، وإنه من المؤسف أن تتم الدعوة من قبل من هم في الحكومة بسحب سلاح المقاومة، في الوقت الذي لا يزال فيه العدو يشهر سلاحه في مواجهة هذا البلد ويمس بسيادته يومياً".
واردف:"إننا لن نمانع بالحديث عن هذا السلاح في داخل الحكومة، لكن هذا يأتي بعد أن يكف هذا العدو عن تهديده لهذا البلد ويزيل احتلاله الجاثم عليه، إننا نريد أن تكون الأولوية لدى الحكومة بالمطالبة بنزع سلاح العدو الصهيوني من الأراضي اللبنانية وانسحابه منها وإزالة كل التداعيات التي نتجت من عدوانه وإعادة إعمار ما تهدم".
وتابع:"نصل إلى سوريا التي شهدت في الأيام الماضية فصلاً جديداً من فصول العنف والقتل والمجازر، في توجه يناقض إعلان السلطات الجديدة بأنها تعمل لجمع شمل السوريين ووحدة البلد تحت سقف القانون وبعيداً من الحسابات الطائفية أو العرقية وغيرها، الأمر الذي ألقى مزيداً من التشكيك ببناء دولة القانون والتحرر من التحيز لأي عصبية أو مكون سياسي أو طائفي، وهو ما لا يخدم الاستقرار الذي نريده لهذا البلد...
ومن هنا وانطلاقاً من حرصنا على هذا البلد وشعبه، فإننا نؤكد على العمل الجاد على محاسبة جادة لكل من تورط في هذه الجرائم التي طاولت المئات من الأبرياء والعزل حتى لا تتكرر، والعمل لمعالجة كل الذيول الخطيرة الناجمة عنه، وإعادة الاطمئنان إلى المناطق المنكوبة لاستعادة الوحدة الوطنية السورية، وصولاً إلى استعادة الثقة بالحكومة، وما يمنع العدو الصهيوني من أن يدخل على خط الأقليات والتهميش والتلاعب بوحدة سوريا، وهو الذي لا يكف عن العبث بأمنها وقوتها والعدوان المستمر عليها":
واضاف:" نصل إلى فلسطين المحتلة حيث يواصل العدو عدوانه على غزة من خلال الحصار المفروض عليها واستهداف المدنيين، رغم قرار وقف إطلاق النار فيما يستمر هو بالمماطلة للمرحلة الثانية من الاتفاق الذي يدعو إلى مبادلة ما تبقى من الأسرى مقابل التوقف النهائي للحرب والانسحاب الكامل من غزة، في وقت يستمر معه هذا العدو باستهدافه لمدن ومخيمات الضفة الغربية والتدمير الممنهج لها سعياً لتهجير أهلها أو الرضوخ لكيانه.
ونحن أمام ما يجري، ندعو دعوتنا إلى وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة هذه الحرب الساعية لاقتلاعه من أرضه، ما يتطلب الكف عن القيام بأي خطوات تؤدي إلى اشتعال فتنة في داخله، كما نتطلع إلى الدول العربية والإسلامية أن تفي بوعودها التي قطعتها في القمة الأخيرة بالقاهرة وتقف إلى جانب هذا الشعب على مستوى الموقف وعدم الاكتفاء بالمقررات والكلمات". مواضيع ذات صلة العلامة فضل الله: لموقف لبناني موحد في مواجهة العدو Lebanon 24 العلامة فضل الله: لموقف لبناني موحد في مواجهة العدو 14/03/2025 12:30:36 14/03/2025 12:30:36 Lebanon 24 Lebanon 24 الخارجية الإيرانية: طهران لا تتدخل في النزاع الأوكراني ونؤكد موقفنا المبدئي الرافض للحرب Lebanon 24 الخارجية الإيرانية: طهران لا تتدخل في النزاع الأوكراني ونؤكد موقفنا المبدئي الرافض للحرب
14/03/2025 12:30:36 14/03/2025 12:30:36 Lebanon 24 Lebanon 24 الأردن تؤكد موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين Lebanon 24 الأردن تؤكد موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين
14/03/2025 12:30:36 14/03/2025 12:30:36 Lebanon 24 Lebanon 24 عز الدين: استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يستدعي موقفاً حازماً Lebanon 24 عز الدين: استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يستدعي موقفاً حازماً
14/03/2025 12:30:36 14/03/2025 12:30:36 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
ميقاتي بعد لقاء موسع بدارته في طرابلس: بحثنا في الانعكاسات للاحداث بسوريا وكيفية استيعاب الموضوع
Lebanon 24 ميقاتي بعد لقاء موسع بدارته في طرابلس: بحثنا في الانعكاسات للاحداث بسوريا وكيفية استيعاب الموضوع
06:07 | 2025-03-14 14/03/2025 06:07:01 Lebanon 24 Lebanon 24 تأجير الأرحام في لبنان ينتشر سرا.. تجارة تؤمن الملايين والسوق "يتوسع"!
Lebanon 24 تأجير الأرحام في لبنان ينتشر سرا.. تجارة تؤمن الملايين والسوق "يتوسع"!
05:30 | 2025-03-14 14/03/2025 05:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام ترأس إجتماعاً موسّعاً في السرايا حول شبكات الأمان الإجتماعي في لبنان
Lebanon 24 سلام ترأس إجتماعاً موسّعاً في السرايا حول شبكات الأمان الإجتماعي في لبنان
06:22 | 2025-03-14 14/03/2025 06:22:51 Lebanon 24 Lebanon 24 العدوّ الإسرائيليّ أطلق النار على قطيع ماشية
Lebanon 24 العدوّ الإسرائيليّ أطلق النار على قطيع ماشية
06:18 | 2025-03-14 14/03/2025 06:18:26 Lebanon 24 Lebanon 24 افرام: الإصلاحات يجب أن تُواكَب بقوانين بنيوية تشكّل الأساس للعملية الإصلاحية
Lebanon 24 افرام: الإصلاحات يجب أن تُواكَب بقوانين بنيوية تشكّل الأساس للعملية الإصلاحية
06:14 | 2025-03-14 14/03/2025 06:14:30 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
حزن واسع.. وفاة تيكتوكر شهيرة بعد تعرّضها لضيق في التنفس!
Lebanon 24 حزن واسع.. وفاة تيكتوكر شهيرة بعد تعرّضها لضيق في التنفس!
11:04 | 2025-03-13 13/03/2025 11:04:01 Lebanon 24 Lebanon 24 هذه السيرة الذاتية لقائد الجيش رودولف هيكل
Lebanon 24 هذه السيرة الذاتية لقائد الجيش رودولف هيكل
08:03 | 2025-03-13 13/03/2025 08:03:32 Lebanon 24 Lebanon 24 قصة اغتيالات "قادة حزب الله".. رسائل نفسية وعسكرية
Lebanon 24 قصة اغتيالات "قادة حزب الله".. رسائل نفسية وعسكرية
12:30 | 2025-03-13 13/03/2025 12:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مجلس الوزراء أقرّ التعيينات العسكريّة... إليكم مقررات الجلسة
Lebanon 24 مجلس الوزراء أقرّ التعيينات العسكريّة... إليكم مقررات الجلسة
06:38 | 2025-03-13 13/03/2025 06:38:22 Lebanon 24 Lebanon 24 جنبلاط: لا أُريد أنّ يأتي هؤلاء في 16 آذار
Lebanon 24 جنبلاط: لا أُريد أنّ يأتي هؤلاء في 16 آذار
10:25 | 2025-03-13 13/03/2025 10:25:17 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
06:07 | 2025-03-14 ميقاتي بعد لقاء موسع بدارته في طرابلس: بحثنا في انعكاسات أحداث سوريا وكيفية استيعاب الموضوع 05:30 | 2025-03-14 تأجير الأرحام في لبنان ينتشر سرا.. تجارة تؤمن الملايين والسوق "يتوسع"! 06:22 | 2025-03-14 سلام ترأس إجتماعاً موسّعاً في السرايا حول شبكات الأمان الإجتماعي في لبنان 06:18 | 2025-03-14 العدوّ الإسرائيليّ أطلق النار على قطيع ماشية 06:14 | 2025-03-14 افرام: الإصلاحات يجب أن تُواكَب بقوانين بنيوية تشكّل الأساس للعملية الإصلاحية 06:10 | 2025-03-14 مرقص بحث في الاوضاع مع السفير بخاري فيديو بث مباشر لحدث فلكي نادر.. إليكم مشاهد خسوف القمر
Lebanon 24 بث مباشر لحدث فلكي نادر.. إليكم مشاهد خسوف القمر
04:22 | 2025-03-14 14/03/2025 12:30:36 Lebanon 24 Lebanon 24 "أحب شعبها".. ترامب يشرح "لماذا لا ينبغي لكندا أن تبقى دولة" (فيديو)
Lebanon 24 "أحب شعبها".. ترامب يشرح "لماذا لا ينبغي لكندا أن تبقى دولة" (فيديو)
02:26 | 2025-03-14 14/03/2025 12:30:36 Lebanon 24 Lebanon 24 صور مذهلة ومثيرة.. اكتشاف كائنات بحرية غير معروفة في حملة استكشافية عالمية
Lebanon 24 صور مذهلة ومثيرة.. اكتشاف كائنات بحرية غير معروفة في حملة استكشافية عالمية
05:00 | 2025-03-12 14/03/2025 12:30:36 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24