تنسيقية “تقدم” تُحذر من مخاطر تحول الحرب إلى حرب أهلية بين المكونات الاجتماعية السودانية
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
ظلت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" تُحذر من مخاطر تحول حرب ١٥ أبريل إلى حرب أهلية بين المكونات الاجتماعية السودانية، مما قد يؤدي إلى تفتيت السودان وإطالة أمد الحرب وزيادة تكلفتها البشرية والمادية.
أصبحت هذه الحرب اليوم أسوأ كارثة إنسانية في العالم، بناءً على أعداد النازحين واللاجئين والمتضررين جراء استمرارها، ولكن ما هو قادم قد يكون أشد سوءًا إذا استمرت التعبئة ذات الطابع المناطقي والجهوي من قبل أطراف النزاع في البلاد.
منذ اندلاع الحرب، انخرط طرفا النزاع في خطاب وأفعال تزيد من حدة الاستقطاب الجهوي الذي يهدد النسيج الاجتماعي في السودان. وسعى الطرفان، لزيادة عدد مقاتليهم، عبر استخدام وسائل خطيرة مثل تسليح المواطنين والقبائل وإشراكهم في القتال، وتصاعد هذا التوجه مؤخرًا على لسان قادة الطرفين. حيث أدلى قائد القوات المسلحة بتصريح خطير في الجزيرة أشار فيه إلى استعدادهم لتوزيع السلاح لكل من يرغب، متخليًا بذلك عن واجب احتكار الدولة للسلاح ومورطًا المدنيين في حرب مدمرة لا تبقي ولا تذر. كما خرج قائد قوات الدعم السريع بدعوة معلنة للتعبئة الواسعة، وذكر فيها مكونات قبلية، مما يسكب الزيت على نار الفتنة الجهوية المستعرة في البلاد.
إن تحويل هذه الحرب إلى حرب قبلية وإثنية هو مخطط الحركة الإسلامية وعناصر النظام البائد، وهي السياسة التي اتبعوها طوال سنوات حكمهم الثلاثين، حيث سلّحوا القبائل ونشروا خطاب الكراهية والعنصرية، مما أدى إلى تقسيم البلاد وتمزيق نسيجها الاجتماعي. وها هم اليوم يعيدون تكرار المخطط ذاته، مستغلين الغضب الشعبي جراء الحرب والفظائع التي ارتُكبت بحق المدنيين لتحقيق مشروعهم الهدام، وذلك عبر اختراق الأجهزة الأمنية والعسكرية، والتلاعب بالمكونات الأهلية والقبلية، واستخدام أذرعهم الإعلامية لزيادة نار الفتن القبلية والجهوية بصورة تهدد تماسك ووحدة البلاد.
إن الحركة الإسلامية وعناصر النظام البائد يتبعون ذات أساليبهم الإجرامية التي استخدموها من قبل في جنوب السودان وفي دارفور وفي جبال النوبة وفي النيل الأزرق خلال سنوات حكمهم المباد، لينشروا الفتن الآن في كافة أرجاء السودان دون وازع أو ضمير.
إننا ندعو جميع أبناء وبنات السودان إلى التصدي لهذه الفتن الجهوية والقبلية، والابتعاد عن خطاب العنصرية والكراهية، ومنع تحويل الحرب إلى صراع بين المكونات الاجتماعية، ورفض نشر التسليح الذي سيؤدي إلى تدمير مستقبل السودان وتحويله إلى أرض تسيطر عليها العصابات وأمراء الحرب. إن الخروج من كارثة حرب 15 أبريل لا يتحقق عبر مزيد من الحرب والدمار، بل من خلال تحكيم صوت العقل، والتوصل إلى حل سلمي تفاوضي يحافظ على وحدة البلاد وأمنها وتماسكها، ويؤسس لدولة تعكس تعدد مكوناتها الفريد بعدالة وإنصاف، بجيش وطني واحد مهني وقومي بعيد عن السياسة والاقتصاد، مع تفكيك هيمنة النظام البائد على مفاصل الدولة المدنية والعسكرية، مما يقود إلى تحول مدني ديمقراطي حقيقي يعبر فيه الشعب عن إرادته دون هيمنة أو تمييز.
الأمانة العامة لـتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية " تقدم"
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤م.
#أوقفوا_الحرب #سلام_السودان #أكتوبر_دعوة_للسلام
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
هكذا تحولت المباحثات التي دارت بين ترامب وزيلينسكي إلى “كارثة”
شهد اللقاء بين فلاديمير زيلينسكي ودونالد ترامب منعطفا غير متوقع. حيث دخل الزعيمان في جدل حاد أدى إلى رحيل الرئيس الأوكراني على عجل من البيت الأبيض.
وقد تميز اللقاء بين دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، بتبادل حاد للكلمات بين الزعيمين. مما دفع الوفد الأوكراني إلى مغادرة البيت الأبيض قبل الموعد المخطط له. ونتيجة لذلك، لم يتم التوقيع على اتفاقية استغلال المعادن في أوكرانيا، كما كان مخططا له في البداية.
ولكن كل شيء بدأ بشكل جيد. قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس. من أهمية تصريحاته اللاذعة ضد نظيره الأوكراني، قائلا إنه “لا يستطيع أن يصدق” أنه ألقى مثل هذا الخطاب.
قبل أن يتوجه إلى البيت الأبيض، الجمعة، زار فولوديمير زيلينسكي مجلس النواب الأمريكي للقاء “وفد من الحزبين من مجلس الشيوخ الأمريكي”.
وبعد ذلك، تبادل الزعيم الأوكراني صورة شخصية مع بعض المشاركين، ومن بينهم السيناتور الديمقراطية إيمي كلوبوشار. وكتبت أن اللقاء كان “اجتماعا ثنائيا جيدا للغاية”. وختمت منشورها على X قائلة: “نحن نقف مع أوكرانيا”.
وتوجه بعد ذلك فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض حيث كان في استقباله نظيره الأمريكي.
وأكد أن اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا “قريب إلى حد معقول”. وأشار دونالد ترامب أيضًا إلى العقد الخاص بالمعادن الأوكرانية الذي من المقرر أن يوقعه الزعيمان.
وبحسب قوله، فإن هذا “اتفاق عادل للغاية”. وأكد الرئيس الأوكراني أن ضيفه “يقف إلى جانب” أوكرانيا.
“أبرم صفقة أو سنتركك خلفنا”لكن الوضع زاد سوءا بعد ذلك. ففي حال إجراء مفاوضات، أشار فولوديمير زيلينسكي إلى أنه لا يريد الاستسلام لفلاديمير بوتين. لكن دونالد ترامب رد بأنه سيضطر إلى تقديم “تنازلات”.
بداية مشهد من التوتر استمر لعدة دقائق رفع خلالها ترامب وزيلينسكي. ونائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أصواتهم وقاطعوا بعضهم البعض عدة مرات.
وانتقد دونالد ترامب بشكل خاص فولوديمير زيلينسكي، الذي جاء لطلب دعم واشنطن بعد ثلاث سنوات من الحرب ضد روسيا. ووصفه بأنه “وضع نفسه في موقف سيئ للغاية”، وقال له إنه “لا يمسك بالأوراق”.
وهدد قائلا “إبرام صفقة (مع روسيا) أو سنترككم”، مشيرا إلى أنه سيكون “صعبا للغاية” التفاوض مع الزعيم الأوكراني.
وقال دونالد ترامب أيضا “عليكم أن تكونوا شاكرين (…) أنتم تلعبون بحياة ملايين البشر. أنتم تلعبون بالحرب العالمية الثالثة (…)”.
وأكد الرئيس الأمريكي مراراً وتكراراً على أهمية المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.
وتابع قائلا “تذكروا هذا: أنتم لستم في وضع يسمح لكم بإملاء ما نشعر به”. وقال رئيس الولايات المتحدة “لو لم تكن لدينا معداتنا العسكرية، لكانت هذه الحرب انتهت خلال أسبوعين”.
ترامب: زيلينسكي ليس مستعدًا للسلامولم يتردد الرئيس الأوكراني، الذي بدا مندهشا بشكل واضح من هذا الارتفاع المفاجئ في لهجته. في محاولة تفسير موقفه، معتقدا أن الولايات المتحدة “سوف تشعر بتأثير” الهزيمة العسكرية الأوكرانية.
ثم سأل نائب الرئيس فانس، الذي اتصل به للتو: “هل سبق لك أن ذهبت إلى أوكرانيا لتشاهد مشاكلنا؟”
كما وجه نائب الرئيس الأمريكي كلمات قاسية للغاية لرئيس أوكرانيا.
وتساءل ترامب في حديثه لفولوديمير زيلينسكي: “هل تعتقد أنه من الاحترام أن تأتي إلى المكتب البيضاوي في الولايات المتحدة الأمريكية. وتهاجم الإدارة التي تحاول منع تدمير بلدك؟”.
وقال لفولوديمير زيلينسكي: “هل قلت كلمة شكرا مرة واحدة طوال هذا الاجتماع؟ لا (…). قدم بعض كلمات التقدير للولايات المتحدة وللرئيس الذي يحاول إنقاذ بلدك”.
وأثارت هذه التصريحات استياء أوكسانا ماركاروفا، سفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة. التي وضعت رأسها بين يديها وأظهرت انزعاجها الشديد.
ورغم أنه كان من المقرر عقد مؤتمر صحفي مشترك، إلا أنه تم إلغاؤه في نهاية المطاف وغادر الوفد الأوكراني البيت الأبيض على عجل. ولم يتم توقيع الاتفاق بشأن المعادن والهيدروكربونات والبنية التحتية الأوكرانية. الذي سافر فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن من أجله.
وفي نهاية اللقاء، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شبكته الاجتماعية Truth Social أن فلاديمير زيلينسكي “أهان الولايات المتحدة الأميركية”.