من حين لآخر، يتردد أن الولايات المتحدة تبلغ إيران وإسرائيل مسبقا بمواعيد الهجمات التي تشنها كل منهما على الأخرى، وذلك لتفادي وقوع خسائر كبيرة قد تقود إلى اندلاع حرب شاملة.

وغالبا ما ينظر إلى هذه التقارير على أساس أنها مجرد شكوك تفتقر إلى معلومات تعززها، لكن تصريحات إيرانية صدرت اليوم الأحد عززت ما يفترضه البعض عن قصة الإبلاغ المسبق عن الهجوم.

وكانت إسرائيل شنت فجر السبت هجوما على مواقع عسكرية في طهران ومدن إيرانية أخرى. وأسفر الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 4 ساعات عن مقتل 5 إيرانيين؛ 4 جنود ومدني واحد.

ورغم ذلك، بدا أن إيران لم تتأثر كثيرا بالهجوم، فلم يشاهد الناس انفجارات كبيرة، بينما واصل الإيرانيون في الصباح ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

وعلى الفور، أثار بعض المراقبين نظرية "الإبلاغ المسبق عن الهجوم"، لتفادي الدخول في حرب مباشرة بين طهران وتل أبيب.

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي أن إسرائيل بعثت برسالة إلى إيران يوم الجمعة قبل غاراتها الجوية الانتقامية، محذرة إياها من الرد.

ووفقا لما ذكرته 3 مصادر أميركية مطلعة، فإن هذه الرسالة كانت محاولة للحد من تبادل الهجمات المستمر بين البلدين ومنع تصعيد أوسع.

وقال الموقع إن مصادر قالت إن الرسالة الإسرائيلية نقلت -خلف الكواليس- إلى الإيرانيين من خلال أطراف ثالثة، وقال أحد المصادر إن "الإسرائيليين أوضحوا للإيرانيين مسبقا ما الذي سيهاجمونه بشكل عام وما الذي لن يهاجموه".

طهران بدت في وضع طبيعي طوال ساعات الهجوم الإسرائيلي (رويترز)

سخرية من الهجوم

وحتى في إسرائيل، سخر الناس من هجوم جيشهم على إيران التي لم يتدافع سكانها إلى الملاجئ ولم تُشاهد فيها سيارات إسعاف تنقل الجرحى إلى المستشفيات.

واليوم الأحد، جاء وزير الخارجية الإيراني ليعزز هذه الشكوك بالقول إن طهران تلقت إشارات حول الهجوم الإسرائيلي.

وقال عباس عراقجي "تلقينا إشارات عصر الجمعة بأنه من المحتمل أن يشن الكيان الصهيوني هجوما على إيران".

وأضاف "تبادلنا الرسائل مع جهات عدة قبل الهجوم، وكنا في تنسيق مستمر مع قواتنا المسلحة".

وبهذا كشف عراقجي أن طهران كانت تعرف توقيت الهجوم، أو على الأقل تتوقعه، وأعطت للجيش التعليمات اللازمة لتفادي حدوث ضرر كبير.

ممارسات سابقة

وقبل ذلك، أثيرت نظرية الإبلاغ المسبق في الهجوم الإيراني الأول على إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي، انطلاقا من كون الصواريخ الإيرانية جاءت من بعيد ولم تؤد إلى مقتل إسرائيلي واحد.

ثم أطلّت النظرية من جديد برأسها، في عملية الوعد الصادق2، عندما اكتفت إيران بإيصال صواريخها إلى محيط القواعد العسكرية المهمة في إسرائيل وتجنبت ضربها.

ولكن قصة "الإبلاغ المسبق بالهجوم" تعود إلى حقبة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، فقد كشف قبل مدة أنه كان على علم بطبيعة الهجوم الإيراني على قواعد أميركية في العراق انتقاما لاغتيال واشنطن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في 3 يناير/كانون الثاني 2020 قرب مطار بغداد الدولي.

وفي ذلك اليوم قال ترامب متبجحا إن كثيرين تملّكهم الخوف من دموية الرد الإيراني، ولكنه نام مطمئنا لأنه كان على علم بأن الإيرانيين لن يتسببوا في أي ضرر للأميركيين، على حد قوله.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

إيران تُلوح بالحرب الشاملة في حالة الاعتداء على منشآتها النووية

وجه عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إنذاراً شديد اللهجة لخصوم بلاده من مغبة الهجوم على المواقع النووية الإيرانية. 

اقرأ أيضاً: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى

الاحتلال الإسرائيلي يُفجر المنازل في مُخيط طولكرم أمريكا تضغط لإقصاء حزب الله من الحكومة اللبنانية..ما السبب؟

وقال عراقجي، في تصريحاتٍ نقلتها وسائل إعلام محلية ودولية، :"إذا تعرضت المواقع النووية الإيرانية لهجوم سيقود إلى حربٍ شاملة في المنطقة". 

وأضاف بنبرةٍ حازمة :"سنرد فوراً وبحزم على أي اعتداء نتعرض له". 

وكان عراقجي قد قال في وقتٍ سباق في تصريحاتٍ نقلتها شبكة سكاي نيوز :"لقد أوضحنا أن أي هجوم على منشآتنا النووية سيُواجه رداً فورياً وحاسماً

وأضاف :"لكنني لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، إنه أمر مجنون حقا، وسيحول المنطقة بأسرها إلى كارثة".

الجدير بالذكر بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد تراجع عن دعم الاتفاق النووي مع إيران في ولايته الأولى، والذي كان يقضي بتقييد تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران.

وتتمسك إيران بأن برنامجها النووي سلمي، إلا أن الدول الغربية ترى أن طهران قد تكون تسعى لتطوير سلاح نووي.

تتبنى الولايات المتحدة موقفًا صارمًا تجاه البرنامج النووي الإيراني، حيث تعتبره تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، وتسعى إلى منع إيران من امتلاك أسلحة نووية. منذ توقيع الاتفاق النووي عام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، الذي فرض قيودًا على الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات، كانت واشنطن أحد اللاعبين الرئيسيين في مراقبة تنفيذ الاتفاق. لكن في عام 2018، انسحبت إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق، معتبرةً أنه غير كافٍ لكبح الطموحات الإيرانية، وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران في إطار سياسة "الضغط الأقصى". ردت إيران بتقليص التزاماتها النووية وزيادة تخصيب اليورانيوم، مما زاد التوتر بين البلدين ورفع المخاوف من مواجهة عسكرية.

في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، سعت الولايات المتحدة إلى إعادة التفاوض حول الاتفاق، لكن المباحثات تعثرت بسبب مطالب متبادلة بين الطرفين. واشنطن تشترط على إيران الامتثال الكامل للقيود النووية قبل رفع العقوبات، بينما تصر طهران على ضمانات بعدم انسحاب أمريكا مجددًا. إلى جانب ذلك، تعبر الولايات المتحدة عن قلقها من تطوير إيران لتقنيات الصواريخ الباليستية ودعمها لجماعات إقليمية، مما يزيد من تعقيد الملف النووي. مع استمرار الجمود الدبلوماسي، تلوّح واشنطن بالخيار العسكري كوسيلة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، مما يجعل مستقبل العلاقات بين البلدين مرهونًا بالتطورات السياسية والتوازنات الإقليمية والدولية.

مقالات مشابهة

  • عراقجي: أي هجوم على إيران سيدخل المنطقة في حرب شاملة
  • مصدر سياسي:ترامب سيمنع إيران من الحصول على السلاح النووي
  • إيران تحذر ترامب من "حرب شاملة" في هذه الحالة
  • إيران تُلوح بالحرب الشاملة في حالة الاعتداء على منشآتها النووية
  • عراقجي للجزيرة: أي هجوم على إيران سيدخل المنطقة في حرب شاملة
  • أبطال آسيا النخبة.. الشرطة العراقي إلى إيران لملاقاة استقلال طهران
  • عراقجي يؤكد مواصلة إيران في دعمها للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة
  • إيران تبدي استعدادا مشروطا لمحادثات نووية مع الغرب
  • إيران تعلن شرطها لبدء المفاوضات النووية
  • الأسلوب الإيراني في التفاوض