المحرِّضون مذهبياً.. هم العدوُّ فاحذروهم
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
مازن السامعي
على مدى سنوات عدة ظل اليهود يخترقون صفوف المسلمين ويحرضونهم على بعضهم البعض تحت مسميات مذهبية طائفية عنصرية، وتمكّنت أَيْـضاً من دس علماء ومرشدين وإعلاميين بين أوساط المسلمين؛ مِن أجلِ مواصلة التحريض ضد جزء من المسلمين وشيطنتهم.
لو رجعنا قليلًا إلى القرآن الكريم وتدبرنا معانيَه جيِّدًا لوجدنا أن القرآن الكريم قد بيَّنَ لنا كُـلّ الأساليب التي يستخدمها اليهود؛ مِن أجلِ هزيمتنا لكننا غلفنا عنها في حين أن اليهود استغلوها جيِّدًا وبدأوا يتحَرّكون على ضوئها، ومن أبرز هذه الأساليب التنازع فيما بيننا كما قال تعالى ((وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِين)) من سورة الأنفال- آية (46).
اليهود تحَرّكوا إلى تغيير هذه الآية وطمسها ليس من القرآن بل من أذهان ووعي المسلمين، فنجد علماء ومشايخ وإعلاميين ودبلوماسيين ممن جنّدهم اليهود لخدمتهم هم من يحرّضون أهل السنة على الشيعة بقولهم: إن (الشيعة أشد خطرًا على الإسلام والمسلمين من اليهود ومن «إسرائيل»)، وهناك أَيْـضاً من الشيعة ممن جنّدهم اليهود لذات الشيء نفسه وتحريض الشيعة ضد السنة وكلهم يصبوا في نفس الأهداف شق صف المسلمين خدمة لـ “إسرائيل”.
لقد ظهر منهم عميل في قناة الشر والنفاق قناة العربية يرتدي لباساً شيعيًّا ويتحدث بلسان الشيعة من داخل المملكة السعوديّة منبع التحريض ضد الشيعة ومبغضهم، ويبدأ بالتحريض والتحذير والوعد والوعيد للمقاومة ومحورها وكأنه ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يفرح باستشهاد شهيد ويحزن بقتل جندي إسرائيلي ويأمل بهزيمة محور المقاومة وأنصار الاحتلال حسب قوله.
مَن يتسترون بلباس الدين والتقوى ليسوا إلا أدوات تحَرّكهم الصهيونية متى تشاء وإين تشاء؛ مِن أجلِ إضعاف وزعزعة الصفوف بين المسلمين بشكل عام وبين المقاومة وجمهورها وهي خطوة يتحتم علينا مواجهتها وفضحها والتصدي لها حتى لا يقع في مستنقعها وينجر وراء تصديقها ذوو الوعي المحدود؛ فالعدوّ يتحَرّك في جميع المجالات ويجب علينا تلبية داعي الله وداعي الجهاد حتى يحقّق الله النصر لأمتنا ومقاومتنا.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
القرآن..البوصلة الحقيقة للأمّة
الانشغال بالقران في شهر القرآن هو تجديد العهد بأيام نزوله
المجتمعات المسلمة بحاجة ملحّة إلى العودة إلى القرآن الحكيم كمنهج وطريقة حياة، لهذا وجب لنا فقه "قراءة القرآن" بمعنى أن نفطِن أو ندرِك حقيقة الفضل والثواب لقارئ القرآن، وفضل من رزِق العمل به، وما ينتظره في الآخرة من عاقبة طيّبة وحسن مآب، لأنّه من أعظم الطّاعات، وأجلّ القربات، فيجب تعويد النفس- قبل رمضان- قراءة القرآن، فهو حبل اللّه المتين، وحامله من أهل اللّه وخاصّته، ويأتي القرآن شفيعًا لصاحبه، الذي يجيد فهم القرآن وتلاوته مع السّفرة الكرام البررة، وتنزل عليه السّكينة، وتغشاه الرّحمة، وتحفّه الملائكة، وله به في كلّ حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ويقال له يوم القيامة اقرأ واصعد في درجات الجنّة فمنزلك عند آخر آية تقرأها من القرآن، وكثير من الفضائل الجليلة.كما وصف الله القرآن بأوصاف عديدة هي أسماء لها دلالات ومغزى تدلّ على عظيم فضل القرآن وعلوّ منزلة قارئه وعاقبة التلذذ بتلاوته، وهي أنفع الطرق لصلاح القلب وذهاب القسوة عنه، ولا بد من وقفة أو لحظات متأنّية متأمّلة ومتدبرة كي نهّذب نفوسنا ونزكّيها ونطهرها، وتتجسد ذواتنا في هذه الخصال والمناقب، وصف اللّه القرآن بأنه "روح" "وبشرى"، وبأنّه" نور" و "حق"، ويهدي إلى "الرشد"، والتي «هي أقوم» أي أعدل وأصوب الطرق، وصفه بأنه "شفاء" و"هدى" و"بصائر" "كتاب عزيز" كلّ هذا الوصف الحافل الجامع لفضائله لحث المسلم على تعظيمه والاهتداء بآياته، والالتفات إلى أحكامه، والتفكر في محكم بيانه، والالتزام بما اشتمل عليه من تعاليم .
والاحتفاء بهذه النعم الجزيلة والشكر عليها لا يكمل إلا من خلال الإجادة أو القراءة -هناك قلم مصحح للتلاوة- والاعتماد على تفسير واضح وسهل؛ لتحقيق التدبر والإنصات، وإتقانه أو فهمه حتمًا عبادة كاملة، والالتفات إلى العلوم والمعارف المعاصرة لتحقيق فهم عميق للقرآن ليشمل الإعجاز التشريعي والأخلاقي والعلمي أو شتى ميادين العلوم.. الخ أصل الذكر تلاوة القرآن، فحين نفهم القرآن ونتعلمه ونتدارس أحكامه ورسالته سنقوّي صلتنا بالله تعالى، وأنّ القرآن ميسّر لمن أراد أن يحفظه أو يفهمه أو يسترشد به، من قرأ القرآن ليتذكر ويتفكر به ويتدبر وينصت لآياته سهل عليه ذلك، أفلا نعتبر ونتعظ وقد يسر الله القرآن للذكر؟ بدليل قوله: { فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ {.
قراءة القرآن وشهر رمضان احتفاء بشهر انزل فيه القرآن، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه وأضاعه اللّه، لهذا فإن الانشغال بالقران في شهر القرآن هو تجديد العهد بأيام نزوله، كي نرزق العمل به، والشكر على نعمه وأفضاله أن أنزل علينا كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ومن ليس في قلبه شيء من حفظ القرآن كالبيت المهجور الخرب، الخالي من الخير والصلاح، أو القلب الفارغ يحتاج إلى ملء جوانبه بالنور والحق كي يستنير القلب، وينشرح الصّدر ليصل إلى مرحلة التذوق والتلذّذ بذكر الله، وهو علاج لأمراض العصر مثل: الوحشة والقلق والاكتئاب، ويشكّل عقلية الإنسان المسلم ويصوغ حياته حاضرًا ومستقبلًا.
لهذا ذمّ الله الذين لا يتدبّرون مواعظه وآياته ويتفكرون في معانيه ومحكم تنزيله، بأنها "قلوب مقفلة" لا تقبل الخير وفهم آياته ( أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالهَا ) بمعنى أم أقفل الله على قلوبهم فلا يعقلون، ويؤكّد هذا الزركشيّ بقوله: "مَن لم يكن له علمٌ وفهمٌ وتقوى وتدبر، لم يدرك من لذّة القرآن شيئاً".
ما يحدث الآن في مجتمعاتنا الإسلامية من الفتن والنزاعات والحروب الدمويّة، ملزم للمسلم بالرجوع إلى القرآن، هناك أئمة الضلال الذين يبغون الفتنة وفيهم سماعون لهم، ويتبعون متشابهه بتأويلات محرّفة ابتغاء الإيقاع بالشباب في تديّن معوّج يحمل شعارات حزبيّة وسياسيّة تتستر تحت مظلّة الدين، فيوقعونهم في شراك الضلالة تحت مسمّى أنه طريق الجهاد والجنة والصلاح، للنجاة من الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحل لهذه الإشكالية هو بالرجوع إلى البوصلة الحقيقة للأمّة "القرآن الكريم" والاستهداء بنوره لتمييز الحق من الباطل والهدى من الضلال، وفي الحديث: (ألا إنها ستكون فتنة. فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم(.