فرنسا أول دولة أوروبية تفتح قنصلية لها في الصحراء المغربية
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
تعتزم فرنسا فتح قنصلية عامة في العيون. ستكون أول بعثة دبلوماسية أوروبية في الصحراء المغربية. نقلا عن مصدر في الإليزيه، كشف معهد آفاق الجيوسياسي (IGH) أن فرنسا ستفتتح أول تمثيل دبلوماسي أوروبي، إلى جانب معهد فرنسي، في العيون. وأعلن معهد آفاق الجيوسياسي على موقعه، أن فرنسا ستتخذ خطوة تاريخية بفتح قنصلية عامة ومعهد فرنسي في العيون، بعد ثلاثة أشهر من اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على صحرائه من خلال رسالة وجهها الرئيس ماكرون إلى الملك محمد السادس.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: فی الصحراء المغربیة فی العیون
إقرأ أيضاً:
المشترك التاريخي أو الأرضية الصلبة للعلاقات المغربية/ الفرنسية….
بقلم : د. عبد الله بوصوف
زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب بعد رسالة الإعتراف بمغربية الصحراء ليوم 30 يوليوز و اعتبار مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد لنزاع الصحراءالمغربية المفتعل…ليست وقفة تاريخية و انتصارا للشرعية التاريخية و الواقعية في ملف الصحراء المغربية فحسب…بل هي حلقة جديدة من تاريخ مشترك طويل بين المغرب و فرنسا..أو ما عبر عنه الرئيس ماكرون أمام غرفتيْ البرلمان يوم 29 أكتوبر …بالذاكرة المشتركة الممتدة لقرون عديدة بكل المحطات التاريخية و الانسانية سواء المشرقة منها كالسفارات التاريخية لكل من السفير ابن عائشة و ادريس العمراوي مثلا … و كذا المحطات المؤلمة أو ” جروح الاستعمار ” كمشاركة الجنود المغاربة ” الكوم ” إلى جانب القوات الفرنسية من أجل تحرير فرنسا و أوروبا من النازية الالمانية و الفاشية الايطالية بالإضافة إلى حرب لاندوشين…و هي المواقف التي دفعت الجنرال دوغول إلى وصف السلطان محمد الخامس برفيق التحرير…
الذاكرة المشتركة تعني أيضا مفكرين و سياسيين و رجال دين ” تومليلين ” و مهندسين معماريين و فنانين مغاربة و فرنسيين…و تعني أيضا مبادلة السفراء و الخطب و الاتفاقيات.. وغيرها من علامات تمتد في عمق التاريخ و وجدان صناع القرار بين الضفتين…
ماكرون ركز على المحطات التاريخية الأهم في ذلك التاريخ المشترك بين جمهورية فلاسفة الانوار و واحدة من أعرق المملكات في العالم…و وصولا الى عهد الملك محمد السادس و الاحتفال بمرور ربع قرن بكل منجزاته الحقوقية و الدستورية و الاقتصادية و الاجتماعية…و معلنا عن توقيعه الى جانب جلالة الملك محمد السادس لكتاب جديد من 22 ملف و مجال… سيكون عنوانا للربع القرن المقبل…بكل تحدياته…و بكل ملفاته الشائكة كالارهاب و الجريمة العابرة للقارات و الاتجار الدولي في المخدرات و تجارة البشر…كما سيكون ربع القرن المقبل عنوان كبيرا للتطور الديمقراطي و الحقوقي والتنمية والعدالة المجالية و تطوير البنيةالتحتية خاصة بالاقاليم الصحراويةالمغربية…
و لأن الرئيس ماكرون سياسي من درجة عالية فإنه حرص على تثمين إمارة المؤمنين و الإسلام الوسطي بالمغرب…كمظلة تحمي المغرب و المغاربة من كل تطرف او غلو…
لكن و بما ان المناسبة شرط…فلابد من التذكير بزيارة الدولة التي قام بها لفرنسا المغفور له الحسن الثاني بدعوة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك و خطابه القوي بالجمعية العمومية الفرنسية يوم 7ماي 1996…يومها قدم الملك الحكيم طيب الله تراه ، بلغة فرنسية راقية و وسط تصفيقات قوية لاعضاء الجمعية العمومية الفرنسية…درسا بليغا تناول فيه تفاصيل دقيقة تهم مجالات التطور الديمقراطي و الحقوقي و الدستوري و مفاهيم الحداثة و التطور السياسي…و هو تعبير عن حالة التفاعل و التراكم و التطور الدستوري و الحقوقي التي كان يعيشها المغرب وقتئذ…
اليوم عندما يتناول الرئيس ماكرون مضامين الكتاب الجديد و يحدد نقط الفهرس و مجالات الاشتغال في التطوير شبكات البنية التحتية و إشكالية الماء و تنمية الأقاليم الصحراوية المغربية و برامج الصناعة الثقافية و التنسيق القضائي و الأمني من أجل محاربة الإرهاب و المخدرات و شبكات الهجرة و تجار البشر بالمتوسط ودول الساحل…
فإن هذا دليل آخر على انتقال المغرب بالفعل الى مرحلة جديدة…أي من مقاربة التدبير الى التغيير خاصة في قضية المغاربة الأولى أي مغربية الصحراء و من رد الفعل الى المبادرة و الحزم و الاستباقية….
مرة اخرى ، نشكر السيد ماكرون على السرد الجميل لكل تلك المحطات المشرقة و التاريخ المشترك بين فرنسا و المملكة الشريفة..و كيف ساهم المغرب و المغاربة في تحرير و بناء فرنسا و أوروبا….و هو درس قوي للأجيال الحالية سواء بالمغرب أو مغاربة فرنسا لتقف على عراقة التاريخ المغربي و أمجاد السلاطين المغاربة..تاريخ كُتب بمداد الفخر و الندية و عراقة تقاليد سلطانية تمتد لقرون…
وعلى رؤوس الأشهاد سيعيد الرئيس ماكرون اعترافه بالحدود المغربية الحقة من داخل المؤسسة التشريعية المغربية و وسط تصفيات نواب الأمة و ممثلي الحكومة المغربية و الوفد الفرنسي…وصل صداها الى أفواج عديدة من المواطنين وقفت على الرصيف تنتظر خروج ” كبير العائلة المغربية ” و ضيفه الكبير ماكرون لتقديم احسن سلام و أجمل تحية…
عبد الله بوصوف…