يمانيون:
2025-01-24@09:38:37 GMT

استشهاد القادة.. دليلٌ على نضج المقاومة

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

استشهاد القادة.. دليلٌ على نضج المقاومة

إيمان شرف الدين

تثير الكثير من وسائل إعلام العدوّ اليوم ضجة إعلامية مصحوبة بالابتهاج والتشفي؛ نتيجةَ سقوط الكثير من قادة المحور شهداء على أيدي العدوّ الصهيو أمريكي، هذه الضجة الإعلامية قامت على أُسُسٍ من المغالطة والفرح المزيَّف المؤقَّت، وقناة mbc العبرية واحدة من قنوات ووسائل إعلام العدوّ التي لم تدَّخِرْ جُهدًا ولا وقتًا؛ فأسرفت في بث سمومها من خلال برامجها وتقاريرها التي أمعنت في تضليل العامة عن الحقيقة، وأرجفت القلوب الضعيفة، وسعت إلى تشويه صورة الشهداء القادة فأسمتهم مجرمين وإرهابيين!

هي الحرب!! وهي المواجهة الصريحة مع العملاء ومع العدوّ في آن واحد؛ فبعد أن كنا نواجه فقط العملاء، والعدوّ مختبئ خلف أقنعتهم، أصبحنا نواجه الاثنين، معًا، العميل والعدوّ، في حرب قوية وشرسة، تعدت حدود الأسلحة والنيران، إلى حدود ضرب المجتمعات فكريًّا من خلال تزييف الإعلام.

اليوم، يمثل الإعلام دورًا بارزًا، وسلاحًا فعَّالًا، من خلال كونه مواجهًا ومدافِعًا وَأَيْـضاً مستهدَفًا، ويبقى السؤال أين هو دور إعلامنا العربي اليوم، غير أن هذا السؤال لا يعد سليم الأركان؛ لأَنَّ إعلامنا العربي للأسف اليوم جزء كبير منه يقف تحت مِظلة العدوّ، ويروِّجُ للعدو، وينتفض للعدو، وليكون السؤال مكتمل الأركان: أين هو دورُ إعلام المقاومة اليوم؟

والإجَابَة تشفي صدور قوم مؤمنين؛ لأَنَّ إعلامنا المقاوم اليوم، وقف ويقف للعدوان موقف الجبهة المساندة لسلاح ومسيرات وصواريخ المقاومين، سواء في غزة أَو لبنان أَو اليمن أَو العراق أَو سوريا أَو إيران.

اليوم، كُـلّ عربي ومسلم حُر، مقاوم، تحول إلى إعلامي قوي، مخضرم، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال اللقاءات الثقافية، والندوات التوعوية، والفعاليات؛ بمعنى أنه ليست فضائيات المقاومة اليوم فقط من يمثل جبهة المساندة والمواجهة جنبًا إلى جنب مع المقاومين في جبهات القتال المختلفة، بل كُـلّ قلم حر، وكل فكر جهادي مناهض للعدو يلعب دورَ المساندة والمواجهة أَيْـضاً.

إن المقاومة اليوم، في أوجِ نضجها، وقوتها، تشبه في ذلك الشجرة المتجذرة في أعماق الأرض، المكتظة بالأغصان المتناسقة، المليئة بالثمار الطيبة، ولعل قادتها الشهداء لم يسقطوا من هذه الشجرة إلا ليتركوا المجالَ لثمار جديدة، لن تكون أقل منهم في العطاء.

المقاومة اليوم، نقولها بكل ثقة وبكل قوة لهذا العدوّ اليهودي المجرم، المقاومة اليوم، شجرة متجذرة، لا يمكن قطعها أَو اجتثاثها، وما قادتها الذين سقطوا شهداء، إلا ثمار نضجت فغادرت لتنضج ثمار أُخرى..

المقاومة اليوم أصبحت جزءًا من تكوين هذه الأرض؛ فلا يصح اتِّزانُها ولا يصحُّ حتى دورانُها إلا بشجرة المقاومة، ولينظر العدوّ إلى شجرته الضعيفة، وجذوره المريضة، وأغصانه المحدودة المعتمة، فلينظر، وليعقد مقارنةً سريعةً، وأنا متأكّـدة أنه سرعان ما سيمتلئُ رُعبًا من بشاعة المنظر، وسيدركُ سوءَ العاقبة والمنتظَر!

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المقاومة الیوم من خلال

إقرأ أيضاً:

أخيرًا.. نتنياهو يجثو على ركبتيه!

بعد 15 شهرا كاملا من المكابرة والعناد والغطرسة، جثا نتنياهو أخيرًا على ركبتيه، كما توعّده أبو عبيدة في أكتوبر 2023، وقبِل صاغرًا وقف الحرب، وعقد صفقة تبادل أسرى وفق أغلب شروط المقاومة.

طيلة 15 شهرا، ظلّ مجرم الحرب نتنياهو يهرب إلى الأمام، ويصرّ على مواصلة الحرب وارتكاب المجازر، وتجويع الفلسطينيين، والتدمير المنهجي لغزة، أملا في تحقيق “النصر المطلق”، وتحرير أسراه بالقوة، والقضاء على المقاومة، وإسقاط حكم حماس، وتهجير سكان القطاع إلى سيناء في خطوة كبيرة لتصفية القضية الفلسطينية وحسم الصراع لصالح الاحتلال نهائيّا.

وحينما فشل في مخطط التطهير العرقي والتهجير الشامل، حاول تنفيذ تهجير جزئي لشمال غزة وطرد سكانها إلى الجنوب، وإعادة استيطانه، وشرع في تنفيذ “خطة الجنرالات” منذ أزيد من 100 يوم، ارتكب خلالها مجازر مروِّعة ونسف جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا من الوجود، لكنّ الخطة فشلت؛ فعشراتُ الآلاف من السكان أصروا على البقاء في منازلهم المهدَّمة رغم الجوع والقصف، والمقاومة صمدت وزاد لهيبُها في الأسابيع الأخيرة، وخسائر الاحتلال تراكمت، فتوصّل نتنياهو في الأخير إلى قناعة بضرورة وقف الحرب عند هذا الحدّ والقبول بخطة بايدن التي رفضها في أواخر ماي الماضي.

خلال هذه المدة الطويلة من الحرب، قصف الاحتلال غزة بنحو 100 ألف طن من القنابل والمتفجِّرات (100 مليون كلغ)، أي ما يعادل خمس قنابل نووية، وغزا القطاع بـ360 ألف جندي ومرتزق، ومع ذلك صمدت المقاومة وبقيت تقاتل وتوجّه ضربات موجعة للعدوّ حتى آخر لحظة، ولو استمرّت الحرب لبقيت المقاومة صامدة رغم اختلال التوازن العسكري كلّيا لصالح العدوّ، وهذا في حدّ ذاته إعجازٌ حربيٌّ سيخلّده التاريخ بالكثير من الإعجاب والذّهول.

إنّ قراءة سريعة في نصّ اتفاق وقف إطلاق النار تُظهر بوضوح لأيِّ متتبّع منصف أنّ المقاومة قد فرضت أغلب شروطها المتعلقة بوقف الحرب وانسحاب جيش الاحتلال، ولو مرحليًّا، وعودة السكان إلى أحيائهم في الشمال بلا قيود، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بلا عراقيل، وعقد صفقة تبادل تحرِّر بموجبها 1737 أسير فلسطيني في المرحلة الأولى وقد تحرِّر أكثر من هذا العدد في المرحلة الثانية مقابل جنود العدوّ وهم أكثر أهمية من المدنيين..

صحيحٌ أنّ المقاومة لم تحقِّق شرطها بتبييض سجون العدوّ، لكن ليس بالإمكان أفضل ممّا كان؛ إذ طال أمدُ هذه الحرب وحان الوقت ليتوقف نزَفُ دم سكان غزة، ويستريحوا من أهوالها، ويلتقطوا أنفاسهم، ويعودوا إلى ديارهم ولو كانت مهدَّمة، ويشرعوا في تضميد جراحهم، واستئناف حياتهم، بعد 15 شهرا كاملا من الموت والتشرّد والجوع والمعاناة…

وهنا لا بدّ أن يهبَّ مليارَا مسلم، وفي مقدّمتهم 46 مليون جزائري، لنجدة إخوانهم في غزة بما يستطيعون تقديمه من أغذية وأدوية وأفرشة وأغطية وبيوت جاهزة وخيم ومواد إغاثية أخرى… فالحدود مفتوحة ولا يُقبل منهم أيُّ تقاعس أو عدم اكتراث منذ الآن، لأنّ معركة أخرى بدأت وهي الضّغط على حماس وابتزازها بالمساعدات الإنسانية وملفّ إعادة الإعمار لترك حكم غزّة لعملاء الاحتلال.

نبارك للمقاومة الفلسطينية نصرها التاريخي على الاحتلال وكسر شوكته وإجباره على وقف الحرب بشروطها، ونبارك لـ2.2 مليون فلسطيني بغزة صمودهم الأسطوري في أراضيهم وإفشال مخطط العدوّ لتهجيرهم.. لقد انتصرت المقاومة بشهادات بلينكن وثلاثة وزراء من حكومة الاحتلال وهم جدعون ساعر، وبن غفير، وسموتريتش، وكذا رئيس الموساد السابق تامير باردو، وصاحب “خطة الجنرالات” المشؤومة غيورا آيلاند، وعدد كبير من المحللين الصهاينة، في حين يصرّ المرجفون العرب على أنّ حماس هي التي خسرت بقياس فاسد وهو الخسائر البشريّة الكبيرة والدّمار الكبير الحاصل في غزة، وكأنّ الثورات التي انتصرت في التاريخ على المستعمِرين لم تدفع تضحياتٍ جسيمة.

نتنياهو جثا على ركبتيه أخيرا، ومشروعه القائم على تغيير الشرق الأوسط، تبخّر، وقريبًا ستنتهي حياته السياسية ويحاكَم ويُسجَن بتهم فساد سابقة، أو يبقى مطارَدًا من المحكمة الجنائية الدولية، وجيشُه هُزم، وعددٌ من وزرائه بكوا في جلسة الحكومة للتّصديق على اتفاق وقف إطلاق النار، ما يدلّ على مدى وقع الهزيمة في نفوسهم، أما سكّانُ غزة فقد احتفلوا طويلا بالنصر على حرب الإبادة والتهجير، وردّدوا نشيد “سوف نبقى هنا” وتكبيراتِ العيد وكأنّه يوم عيد، كما انتشرت شرطة حماس في عموم أنحاء القطاع، في رسالةٍ واضحة تؤكّد أنّ “اليوم التالي” للحرب، هو بقاء حكم حماس ورسوخه أكثر، ولا عزاء للصّهاينة وحلفائهم المتصهينين الذين كانوا يتداعون إلى دخول قوّات عربية ودولية لحكم غزّة بعد نهاية الحرب.

الشروق الجزائرية

مقالات مشابهة

  • إعلام العدو يكشف موعد فتح معبر رفح البري
  • المقاومة الفلسطينية تفجر عبوة ناسفة بآلية للعدو في جنين
  • المقاومة الفلسطينية تفجر عبوة ناسفة بآلية للعدو الصهيوني في مخيم جنين
  • أبناء حرف سفيان وقفلة عذر بعمران يعلنون النفير العام مواجهة أي تصعيد للعدو
  • استشهاد فلسطيني واصابة اخرين برصاص العدو وسط مدينة رفح
  • استشهاد فلسطينية بعد أن أعاق العدو نقلها إلى المستشفى
  • تقرير إماراتي يؤكّـد قربَ إعلان الخيانة السعوديّة كـ “استسلام مجاني” للعدو الصهيوني
  • أخيرًا.. نتنياهو يجثو على ركبتيه!
  • انتصار المقاومة الفلسطينية يوثق الخطاب الانهزامي للعدو الصهيوني
  • تقرير إماراتي يؤكد قربَ إعلان الخيانة السعوديّة كـ “استسلام مجاني” للعدو الصهيوني