السيسي وتبون: رفض الجزائر ومصر التدخلات الخارجية التي تذكي الفتن
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، التوافق التام بين مصر والجزائر، بشأن القضايا الإقليمية، والعمل على تعزيز التعاون المُشترك.
وأضاف الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفي الأحد بقصر الاتحادية عقب جلسة مباحثات مع ضيف مصر الرئيس عبدالمجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية، إن فرص تعزيز التعاون بين البلدين كبيرة على كافة المستويات.
وفي بداية كلمته وجه الرئيس السيسي التهنئة للرئيس تبون، بمناسبة انتخابه رئيسًا للجزائر لولاية ثانية، وللرئيس والشعب الجزائري بمناسبة الذكرى السبعين للثورة الجزائرية، مؤكدًا أن الشعب المصري نظر إليها بإعجاب وتقدير شديد ولحجم التضحيات من اجل تحرير البلاد والتي بلغت مليون شهيد.
وقال الرئيس السيسي إنه تم الاتفاق على عقد اللجنة العليا المشتركة للتنسيق بين مصر والجزائر، بالقاهرة، فيما أشار الرئيس الجزائري أن الاجتماع المقبل للجنة مطلع العام المقبل، بعد أشهر من اليوم.
وأشاد الرئيس السيسي بالمعاملة الكريمة التي تلقاها الشركات المصرية التي لديها استثمارات في الجزائر، مشيرًا إلى وجود 5 ألاف شركة مصرية، في كافة المجالات لديها الامكانيات للاستثمار في كافة المجالات بالجزائر، وكذلك الفرص الاستثمارية متنوعة في مصر للأشقاء.
وحول التحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط وعدد من الدول العربية، أكد الرئيس السيسي، على التوافق التام بينه وشقيقه الرئيس عبدالمجيد تبون، على ضرورة استعادة الامن والاستقرار في المنطقة، والحيلولة دون اتساع رقعة الصراع.
وحول القضية الفلسطينية، قال الرئيس السيسي، إن مصر طرحت مبادرة لوقف إطلاق النار لمدة يومين يتخللهما تبادل للرهائن والأسرى، لتقديم الإعانات الإغاثية، يتم توسيع الهدنة إلى ١٠ أيام تمهيدًا لوقف دائم لإطلاق النار.
وشدد الرئيس السيسي على أن معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وصلت حد المجاعة، مجددًا رفض مصر التام لأي محاولات للتهجير القسري، وحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، محذرا من خروج الصراع عن السيطرة.
وشدد الرئيس السيسي، على أن الحل في ليبيا ليبي لبيبي، عبر الصناديق التي يقول فيها الشعب الليبي كلمته، وهي ذاتها الرؤية التي توافق الجزائر معنا عليها.
وحول الأوضاع في السودان، توافق الزعيمان على عدم التدخل إلا للإصلاح، بين الفرقاء، وضرورة وقف إطلاق النار.
من جانبه أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن العلاقات بين مصر والجزائر علاقات أخويه موجها الشكر عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الشعب المصري لما قدمته مصر للجزائر من دعم خلال ثورة التحرر من الاستعمار.
وأضاف تبون زيارة مصر أخوية ودية تنسيقية، تشاورية لتعميق مجالات التعاون بين البلدين وما يخدم العلاقات العربية.
وقال تبون العلاقات بين مصر والجزائر على أحسن ما يكون التفاهم لا فتًا إلى أن حجم الواردات الجزائرية من مصر بلغ مليار دولار، ونعمل على زيادتها.
وأكد تبون الجزائر مفتوحة، أعطيت إشارة خضراء لوزير الإسكان للاستعانة بالمكاتب الهندسية والشركات المصرية المتخصصة في الإعمار خاصة في إنشاء المدن الجديدة، لما لمصر من تجربة رائدة ظاهرة للعيان.
وأشار تبون إلى أن اللجنة العليا للتنسيق بين البلدين ستعقد جلستها القادمة في القاهرة مطلع 20 25 للتعاون في كافة المستويات خاصة للاستثمارات بين البلدين.
وكالة تبون أن العلاقات بين الجزائر ومصر، أخويه قوية راسخة منذ دور مصر القومي ودعمها لحركات التحرر في الوطن العربي وأفريقيا، والدفاع المشترك بين البلدين عن مقومات الأمة العربية.
وشدد تبون على أن جرائم الابادة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مختلفة، يقوم بها الاحتلال لتحقيق اهداف، مشددًا على دعم الجزائر لمبادرة مصر لوقف إطلاق النار والهدنة، لافتا إلى بزل الجزائر كافة المساعي بالأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.
وشدد تبون على أن الحل النهائي لن يكون إلا من خلال اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وأكد تبون توافقه مع الرئيس السيسي على أن الحل في ليبيا ليبي ليبي عبر إرادة الشعب والصناديق.
وحول السودان شدد تبون على رفض الجزائر ومصر التدخلات الخارجية التي تذكي الفتن، مشيرا إلى توافقه مع الرئيس السيسي على أن التدخل يكون فقط للإصلاح بين الأشقاء، وأنه لا خيار إلا وقف إطلاق النار والعمل على حلول سياسية.
وشدد تبون نعلم أن هناك رغبات البعض ومن يثير الفتن، لكن ليس كل ما يريده المرأ يدركه، وإن شاء الله تأتي الرياح بما لا تشتهي سفنهم.
بوابة روز اليوسف
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: بین مصر والجزائر الرئیس السیسی بین البلدین إطلاق النار على أن
إقرأ أيضاً:
تبون وماكرون يتفقان على استئناف الحوار بين الجزائر وفرنسا
الجزائر – جدد الرئيسان الجزائري عبد المجيد تبون، والفرنسي ايمانويل ماكرون، امس الاثنين، رغبتهما في استئناف الحوار المثمر بين بلديهما استنادا على “إعلان الجزائر” الصادر في أغسطس/ آب 2022.
وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان إن “رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون تلقى مساء الاثنين اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعرب من خلاله عن تمنياته للرئيس تبون والشعب الجزائري بالتوفيق والازدهار بمناسبة عيد الفطر المبارك”.
وأشارت إلى أن الرئيسين تحادثا “بشكل مطول وصريح وودّي حول وضع العلاقات الثنائية والتوترات التي تراكمت في الأشهر الأخيرة”، في أول اتصال بين الزعيمين منذ يوليو/ تموز الماضي في ظل أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين البلدين.
واتفقا خلال المكالمة الهاتفية على عقد لقاء قريب بينهما، دون تحديد موعد معين.
وجدد رئيسا البلدين رغبتهما في “استئناف الحوار المثمر الذي أرسياه من خلال إعلان الجزائر الصادر في أغسطس 2022، والذي أفضى إلى تسجيل بوادر هامة تشمل إنشاء اللجنة المشتركة للمؤرخين الفرنسيين والجزائريين، وإعادة رفات شهداء المقاومة والاعتراف بالمسؤولية عن مقتل الشهيدين علي بومنجل والعربي بن مهيدي”، وفق البيان.
وفي 3 مارس/ آذار 2021، اعترف ماكرون بمسؤولية بلاده عن تعذيب وقتل المحامي والمناضل الجزائري علي بومنجل سنة 1957، في وقت كانت الرواية السائدة لفرنسا تفيد بأن بومنجل انتحر قفزا من طابق مرتفع أثناء استجوابه؛ ما أدى لمصرعه.
كما أقر في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بقتل فرنسا الثائر الجزائري محمد العربي بن مهيدي، أحد كبار قادة ثورة التحرير من الاستعمار الفرنسي، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية السبعين لاندلاعها.
وقبل ذلك، ظلت الرواية الفرنسية الرسمية تزعم أن بن مهيدي “انتحر” في زنزانته، رغم أن الجنرال أوساريس، الذي يُلقب في الجزائر بـ”السفاح”، اعترف بقتله في مذكرات نشرها عام 2000.
وانتهج ماكرون سياسة تقوم على الاعتراف التدريجي بجرائم الاستعمار الفرنسي للجزائري، حيث أدان في 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 القمع الدموي لمظاهرات 17 أكتوبر 1961، في العاصمة باريس من قبل الشرطة الفرنسية بقيادة موريس بابون؛ ما خلف آنذاك أكثر من 12 ألف قتيل، منهم من أُلقوا أحياءً داخل نهر السين.
ووفق البيان الجزائري، اتفق الرئيسان على “متانة الروابط – ولاسيما الروابط الإنسانية – التي تجمع الجزائر وفرنسا، والمصالح الاستراتيجية والأمنية للبلدين، وكذا التحديات والأزمات التي تواجه كل من أوروبا والحوض المتوسطي والإفريقي”.
وتحدث البيان عن أهمية “العودة إلى حوار متكافئ بين البلدين باعتبارهما شريكين وفاعلين رئيسيين في أوروبا وإفريقيا، مُلتزمين تمام الالتزام بالشرعية الدولية وبالمقاصد والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة”.
واتفق تبون وماكرون بحسب الرئاسة الجزائرية، على “العمل سويا بشكل وثيق وبروح الصداقة هذه بُغية إضفاء طموح جديد على هذه العلاقة الثنائية بما يكفل التعامل مع مختلف جوانبها ويسمح لها بتحقيق النجاعة والنتائج المنتظرة منها”.
واتفق الرئيسان على “استئناف التعاون الأمني بين البلدين بشكل فوري”.
وأكدا على “ضرورة الاستئناف الفوري للتعاون في مجال الهجرة بشكل موثوق وسلس وفعّال، بما يُتيح مُعالجة جميع جوانب حركة الأشخاص بين البلدين وفقا لنهج قائم على تحقيق نتائج تستجيب لانشغالات كلا البلدين”.
كما أشاد الرئيسان بما أنجزته اللجنة المشتركة للمؤرخين التي أنشئت بمبادرة منهما (عقب زيارة ماكرون في أغسطس 2022)، وأعربا عن عزمهما الراسخ على مواصلة العمل المتعلق بالذاكرة وإتمامه بروح التهدئة والمصالحة وإعادة بناء العلاقة التي التزم بها رئيسا الدولتين، وفق البيان.
وأوضح البيان أن اللجنة المشتركة للمؤرخين “ستستأنف عملها بشكل فوري وستجتمع قريباً في فرنسا، على أن ترفع مخرجات أشغالها ومقترحاتها الملموسة إلى رئيسي الدولتين قبل صيف 2025”.
وفي يوليو/ تموز 2024، سحبت الجزائر سفيرها من باريس على خلفية تبني الأخيرة مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل النزاع في إقليم الصحراء.
ومنذ عقود يتنازع المغرب وجبهة البوليساريو بشأن السيادة على الإقليم، وبينما تقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا في الإقليم تحت سيادتها، تدعو الجبهة إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر.
الأناضول