لجريدة عمان:
2025-03-13@00:05:44 GMT

حاملو «نوبل» بين العلم والسياسة

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

مرحلة متشابكة معقدة يعيشها العالم اليوم مع تقاطعات صدامية كبرى بين الساسة ورجال الأعمال وقد تكون بين الساسة والساسة إذ تحوّل أغلب رجال الأعمال إلى السياسة والعكس صحيح، وإذ يعاصر المرء اليوم صراعات دولية ومحلية تشتت تركيزه وصفاء ذهنه إن لم تؤثر مباشرة فـي واقعه اليومي وحياته المعيشة، فإن البعض يحاول الصمت نجاة بأحلامه فلا يجد النجاة، ويحاول الكلام اعتراضا فلا يملك وضوح الرؤية ولا أمان الرأي الذي قد يفضي إلى تأطير وتصنيف جاهز سلفا إن لم يفض إلى سجن أو إقصاء، لكن السياسة رغم كل تقاطعاتها وألاعيبها وأحاجيها وتقنّعاتها تشغل العالم، ويتعاطاها الجميع سواء بشكل شخصي فـي الحوارات اليومية والنقاشات العابرة، أو بشكل تحليلي تأملي كما نجدها عند المهتمين بشأنها، أو عند المنتفعين منها ومن تحولاتها سلبا وإيجابا، مع كل ذلك كان العلماء بمعزل عن اشتغالات السياسة لانشغالهم بأبحاثهم العلمية ودراساتهم الحيوية بعيدا عن معترك السياسة وكواليسها، لكن الأمر لم يعد كذلك، ليس لحرص العلماء كذلك على اقتطاع نصيبهم من كعكة السياسة وإن كان دقيقها خبز الفقراء، ولكن لأنها تؤثر على قطاعهم البحثي ودراساتهم تعزيزا أو تعطيلا، وهو ما دفع بعضهم إلى المشاركة.

«إن العديد من العلماء يميلون إلى التركيز على أبحاثهم بدلاً من السياسة، لكنهم أدركوا أن هذه لحظة لا يمكن فـيها الصمت» هذا ما قاله جوزيف ستيجليتز، الخبير الاقتصادي فـي جامعة كولومبيا الفائز بجائزة نوبل التذكارية فـي العلوم الاقتصادية عام 2001، الذي صاغ الرسالة التي أعرب 82 من العلماء الأمريكيين الفائزين بجائزة نوبل فـي اختصاصات الفـيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد فـيها عن تأييدهم للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فـي انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجري قريبا، وقد عبر الموقعون بقولهم «هذه هي الانتخابات الرئاسية الأكثر أهمية منذ فترة طويلة، وربما على الإطلاق، بالنسبة لمستقبل العلم والولايات المتحدة، نحن الموقعون أدناه ندعم هاريس بقوة» بحسب ما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز».

تشيد الرسالة بنائبة الرئيس لتفهمها أن «الزيادات الهائلة فـي مستويات المعيشة ومتوسط العمر على مدى القرنين الماضيين هي إلى حد كبير نتيجة للتقدم فـي العلوم والتكنولوجيا» على النقيض من ذلك، فإن فوز الرئيس السابق دونالد ترامب «من شأنه أن يُعرّض أي تقدم فـي مستويات معيشتنا للخطر، ويبطئ تقدم العلوم والتكنولوجيا ويعيق استجاباتنا لتغير المناخ» وقال الدكتور ستيجليتز عن الرسالة: «آمل أن تكون بمثابة جرس إنذار للناس. إن إحدى عواقب هذه الانتخابات هي التأثير العميق الذي تخلفه أجندته على العلوم والتكنولوجيا» كما أشادت الرسالة باعتراف هاريس بالدور الذي يلعبه المهاجرون فـي تقدم العلوم والتكنولوجيا، سواء على المستوى الوطني أو على نطاق عالمي، والهجرة قضية رئيسية فـي انتخابات هذا العام غربيا عموما وفـي الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا، حيث وعد كلا المرشحين باتباع نهج أكثر صرامة من حملاتهما الرئاسية السابقة.

رسالة التأييد هذه هي الثانية من قبل مجموعة من الحائزين على جائزة نوبل، وكان ستيجلز قاد جهدا فـي يونيو، مع 15 من زملائه الحائزين على جائزة نوبل، لتسليط الضوء على ما قاله الموقعون أنه سيكون «تأثيرا مزعزعا للاستقرار» لولاية ترامب الثانية على الاقتصاد الأمريكي، كما جاء فـي نص الرسالة «ما مرت فـي تاريخ بلادنا فترة كنا فـيها أحوج إلى قادة يقدرون أهمية العلم فـي وضع السياسات العامة، خلال تاريخه الطويل فـي مجال الخدمة العامة، برهن جو بايدن مرة بعد مرة عن استعداده للإصغاء إلى الخبراء وعن تقديره لقيمة التعاون الدولي فـي مجال الأبحاث وعن احترامه لمساهمة المهاجرين فـي الحياة الفكرية لبلادنا»

ولكن الرسالة الجديدة، التي بدأت تتجمع بعد أن شرحت هاريس رؤيتها الاقتصادية فـي أواخر الشهر الماضي، تضم 7 موقعين جدد وتمثل شريحة واسعة فـي هذا المجال من حيث مجالات الخبرة والنهج فـي التعامل مع الاقتصاد، وتضم المجموعة الموسعة اثنين من أحدث 3 فائزين بالجائزة- سيمون جونسون ودارون أسيموجلو من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وقد حصلوا على الجائزة، إلى جانب جيمس روبنسون من جامعة شيكاغو، الأسبوع الماضي عن بحثهم فـي كيفـية تشكيل المؤسسات للدول كي تصبح غنية ومزدهرة.

ختاما: أسئلة عديدة قد تطرحها هذه المشاركة السياسية لمجموعة من العلماء حول دور المختصين من العلماء والباحثين فـي تشكيل السياسات العامة للدول، ثم مدى جدوى ومدى عناية الحكومات بإشراك هذه الفئة واستشارتها فـي وضع الخطط الاقتصادية وصياغة المستقبل، وكيف يمكن لأي حكومة تعطيل هذه الطاقات وعدم الأخذ بأفكارها أو الاستفادة من آرائها؟

ثم ما مدى حرص الحكومات على تحقيق الرخاء الاقتصادي الحقيقي المتضمن رخاء اجتماعيا يعم كل الطبقات، وأمانا مجتمعيا مستداما بعيدا عن الاقتصاد الطبقي المعزز سيطرة طبقة واحدة على مفاصل اقتصادها وسحق بقية فئات المجتمع فـيها.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العلوم والتکنولوجیا من العلماء

إقرأ أيضاً:

غموض الرسالة الأمريكية.. هل يناور "ترامب" بتكتيك جديد أم تواجه إيران معضلة الرد الاستراتيجي؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نفت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الإثنين، مجددًا تلقيها أي رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي صرّح بأنه أرسل خطابًا الأسبوع الماضي يطلب فيه بدء مفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.

وفي رده على سؤال صحفي خلال مؤتمره الأسبوعي، قال المتحدث باسم الوزارة، إسماعيل بقائي: "سأجيب عن سؤالك الطويل بجواب قصير: لم يتم تلقي أي رسالة".

وكان ترامب قد كشف يوم الجمعة، خلال مقابلة مع شبكة "فوكس بيزنس"، أنه وجّه رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، تتضمن عرضًا للتفاوض مع تحذير من عواقب عسكرية في حال فشل المفاوضات. وقال ترامب: "هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكريًا أو عبر اتفاق. أفضل إبرام اتفاق".

وفي اليوم التالي، ألقى المرشد الأعلى علي خامنئي خطابًا لم يتطرق فيه بشكل مباشر إلى رسالة ترامب، لكنه أعلن أن الجمهورية الإسلامية لن تتفاوض مع "قوى متغطرسة". وقد فسرت وسائل الإعلام الإيرانية والمحللون هذا التصريح على أنه رد غير مباشر على طلب ترامب بالتفاوض.

ويُعد التهديد الصريح الذي أطلقه “ترامب”، سواء من خلال تصريحاته العلنية أو الرسالة المزعومة، باستخدام القوة العسكرية إذا رفضت طهران التفاوض بجدية، بمثابة ضغط إضافي على خامنئي لتقديم رد واضح. ومع ذلك، يبقى من غير المؤكد ما إذا كان النفي الإيراني بتلقي الرسالة يهدف إلى تأجيل الرد أو رفض المفاوضات بشكل نهائي.

وترجح بعض المصادر أن ترامب قد أرسل رسالة غير رسمية بدلًا من خطاب رسمي، عبر وسطاء مثل روسيا أو قطر؛ ما قد يسمح لطهران بإنكار تلقي رسالة رسمية وتجنب الضغوط للرد علنًا.

من جانبه، قال عباس كلرو، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، لوكالة أنباء "برنا" في طهران اليوم الإثنين إنه ليس لديه معلومات دقيقة بشأن رسالة ترامب، ملمحًا إلى أن ما يتم الإشارة إليه كرسالة ربما يكون مجرد رسالة غير رسمية أو وساطة.

ولا يستبعد أن تكون طهران قد تلقت بالفعل رسالة بطريقة غير مباشرة، وقد تكون قد ردت عبر قنوات غير رسمية أو تنوي الرد لاحقًا مع الحفاظ على مظهر عدم تلقي أي رسالة رسمية.

في كل الأحوال، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية تهديدات ترامب باستخدام الخيار العسكري، قائلاً: "لقد تحدث العديد من المسؤولين الإيرانيين في هذا الموضوع. إن التهديد باستخدام القوة يُعتبر عملاً إجراميًا وفقًا للقانون الدولي".

وتأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه إيران ضغوطًا اقتصادية شديدة ووضعًا إقليميًا متدهورًا، بينما ترى أن سياسة الضغط الأقصى التي ينتهجها ترامب ليست سوى وسيلة قسرية لإجبارها على تقديم تنازلات.

وكانت إيران قد رفضت سابقًا أي مفاوضات تحت التهديد أو الضغط، مطالبة برفع العقوبات كشرط مسبق للجلوس إلى طاولة الحوار. وخلال إدارة الرئيس جو بايدن، استمرت المفاوضات غير المباشرة لأكثر من عام، مما أدى إلى تخفيف غير رسمي في تطبيق العقوبات، وزيادة ملحوظة في صادرات النفط الإيرانية وتحقيق ما يقارب 100 مليار دولار من العائدات الإضافية.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية إيران: دولة عربية ستوصل لنا رسالة من ترامب
  • عراقجي: رسالة ترامب إلى إيران جاهزة لكنها لم تُسلَّم بعد
  • جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 لطلاب مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا
  • "ميزة جدولة الرسائل" جديد إنستغرام.. إليك خطوات تنفيذها
  • كلية الهندسة والتكنولوجيا في الزيتونة تعقد اجتماعاً لأعضاء IEEE ZUJ
  • جرائم تكشفها الصدفة.. رسالة تحت البلاط تكشف جريمة مخفية
  • وزير الاستثمار يبحث فرصًا جديدة في الطاقة الخضراء والتكنولوجيا مع مستثمرين دوليين
  • برئاسة محمد بن راشد.. مجلس الوزراء يعتمد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031 والسياسة الوطنية لمكافحة المخاطر الصحية في الدولة
  • جائزة نوبل 1915… لماذا استحق ويليام هنري براغ التكريم
  • غموض الرسالة الأمريكية.. هل يناور "ترامب" بتكتيك جديد أم تواجه إيران معضلة الرد الاستراتيجي؟