لجريدة عمان:
2025-04-26@04:51:29 GMT

حاملو «نوبل» بين العلم والسياسة

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

مرحلة متشابكة معقدة يعيشها العالم اليوم مع تقاطعات صدامية كبرى بين الساسة ورجال الأعمال وقد تكون بين الساسة والساسة إذ تحوّل أغلب رجال الأعمال إلى السياسة والعكس صحيح، وإذ يعاصر المرء اليوم صراعات دولية ومحلية تشتت تركيزه وصفاء ذهنه إن لم تؤثر مباشرة فـي واقعه اليومي وحياته المعيشة، فإن البعض يحاول الصمت نجاة بأحلامه فلا يجد النجاة، ويحاول الكلام اعتراضا فلا يملك وضوح الرؤية ولا أمان الرأي الذي قد يفضي إلى تأطير وتصنيف جاهز سلفا إن لم يفض إلى سجن أو إقصاء، لكن السياسة رغم كل تقاطعاتها وألاعيبها وأحاجيها وتقنّعاتها تشغل العالم، ويتعاطاها الجميع سواء بشكل شخصي فـي الحوارات اليومية والنقاشات العابرة، أو بشكل تحليلي تأملي كما نجدها عند المهتمين بشأنها، أو عند المنتفعين منها ومن تحولاتها سلبا وإيجابا، مع كل ذلك كان العلماء بمعزل عن اشتغالات السياسة لانشغالهم بأبحاثهم العلمية ودراساتهم الحيوية بعيدا عن معترك السياسة وكواليسها، لكن الأمر لم يعد كذلك، ليس لحرص العلماء كذلك على اقتطاع نصيبهم من كعكة السياسة وإن كان دقيقها خبز الفقراء، ولكن لأنها تؤثر على قطاعهم البحثي ودراساتهم تعزيزا أو تعطيلا، وهو ما دفع بعضهم إلى المشاركة.

«إن العديد من العلماء يميلون إلى التركيز على أبحاثهم بدلاً من السياسة، لكنهم أدركوا أن هذه لحظة لا يمكن فـيها الصمت» هذا ما قاله جوزيف ستيجليتز، الخبير الاقتصادي فـي جامعة كولومبيا الفائز بجائزة نوبل التذكارية فـي العلوم الاقتصادية عام 2001، الذي صاغ الرسالة التي أعرب 82 من العلماء الأمريكيين الفائزين بجائزة نوبل فـي اختصاصات الفـيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد فـيها عن تأييدهم للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فـي انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجري قريبا، وقد عبر الموقعون بقولهم «هذه هي الانتخابات الرئاسية الأكثر أهمية منذ فترة طويلة، وربما على الإطلاق، بالنسبة لمستقبل العلم والولايات المتحدة، نحن الموقعون أدناه ندعم هاريس بقوة» بحسب ما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز».

تشيد الرسالة بنائبة الرئيس لتفهمها أن «الزيادات الهائلة فـي مستويات المعيشة ومتوسط العمر على مدى القرنين الماضيين هي إلى حد كبير نتيجة للتقدم فـي العلوم والتكنولوجيا» على النقيض من ذلك، فإن فوز الرئيس السابق دونالد ترامب «من شأنه أن يُعرّض أي تقدم فـي مستويات معيشتنا للخطر، ويبطئ تقدم العلوم والتكنولوجيا ويعيق استجاباتنا لتغير المناخ» وقال الدكتور ستيجليتز عن الرسالة: «آمل أن تكون بمثابة جرس إنذار للناس. إن إحدى عواقب هذه الانتخابات هي التأثير العميق الذي تخلفه أجندته على العلوم والتكنولوجيا» كما أشادت الرسالة باعتراف هاريس بالدور الذي يلعبه المهاجرون فـي تقدم العلوم والتكنولوجيا، سواء على المستوى الوطني أو على نطاق عالمي، والهجرة قضية رئيسية فـي انتخابات هذا العام غربيا عموما وفـي الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا، حيث وعد كلا المرشحين باتباع نهج أكثر صرامة من حملاتهما الرئاسية السابقة.

رسالة التأييد هذه هي الثانية من قبل مجموعة من الحائزين على جائزة نوبل، وكان ستيجلز قاد جهدا فـي يونيو، مع 15 من زملائه الحائزين على جائزة نوبل، لتسليط الضوء على ما قاله الموقعون أنه سيكون «تأثيرا مزعزعا للاستقرار» لولاية ترامب الثانية على الاقتصاد الأمريكي، كما جاء فـي نص الرسالة «ما مرت فـي تاريخ بلادنا فترة كنا فـيها أحوج إلى قادة يقدرون أهمية العلم فـي وضع السياسات العامة، خلال تاريخه الطويل فـي مجال الخدمة العامة، برهن جو بايدن مرة بعد مرة عن استعداده للإصغاء إلى الخبراء وعن تقديره لقيمة التعاون الدولي فـي مجال الأبحاث وعن احترامه لمساهمة المهاجرين فـي الحياة الفكرية لبلادنا»

ولكن الرسالة الجديدة، التي بدأت تتجمع بعد أن شرحت هاريس رؤيتها الاقتصادية فـي أواخر الشهر الماضي، تضم 7 موقعين جدد وتمثل شريحة واسعة فـي هذا المجال من حيث مجالات الخبرة والنهج فـي التعامل مع الاقتصاد، وتضم المجموعة الموسعة اثنين من أحدث 3 فائزين بالجائزة- سيمون جونسون ودارون أسيموجلو من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وقد حصلوا على الجائزة، إلى جانب جيمس روبنسون من جامعة شيكاغو، الأسبوع الماضي عن بحثهم فـي كيفـية تشكيل المؤسسات للدول كي تصبح غنية ومزدهرة.

ختاما: أسئلة عديدة قد تطرحها هذه المشاركة السياسية لمجموعة من العلماء حول دور المختصين من العلماء والباحثين فـي تشكيل السياسات العامة للدول، ثم مدى جدوى ومدى عناية الحكومات بإشراك هذه الفئة واستشارتها فـي وضع الخطط الاقتصادية وصياغة المستقبل، وكيف يمكن لأي حكومة تعطيل هذه الطاقات وعدم الأخذ بأفكارها أو الاستفادة من آرائها؟

ثم ما مدى حرص الحكومات على تحقيق الرخاء الاقتصادي الحقيقي المتضمن رخاء اجتماعيا يعم كل الطبقات، وأمانا مجتمعيا مستداما بعيدا عن الاقتصاد الطبقي المعزز سيطرة طبقة واحدة على مفاصل اقتصادها وسحق بقية فئات المجتمع فـيها.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العلوم والتکنولوجیا من العلماء

إقرأ أيضاً:

حائزات على جائزة نوبل للسلام يدعون إلى وقف فوري للإبادة الجماعية في غزة

أطلقت 8 حائزات على جائزة نوبل للسلام نداء عاجلا لوضع حدٍّ فوري للإبادة الجماعية في غزة وإنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية.

وأكد بيان صادر عن "مبادرة نوبل للمرأة"، أن العنف المستمر والانتهاكات الإسرائيلية ليست حوادث معزولة بل هي جزءٌ من حملة منهجية لمحو الهوية والوجود الفلسطيني، وجدّد الإصرار على حقّ الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وعودة لاجئيه​​.

وجاء في البيان "نحن النساء الحاصلات على جائزة نوبل للسلام، نشهد على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والاحتلال غير القانوني الجاري في فلسطين. نقف متضامنات مع الشعب الفلسطيني وندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لإنهاء هذه الفظائع".

وأضاف "إن العنف المستمر وانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين ليست حوادث معزولة، بل هي جزء من حملة منهجية لمحو الهوية والوجود الفلسطيني. ندين الهجمات العشوائية على المدنيين، وتدمير المنازل والبنية التحتية، والتجاهل الصارخ للقانون الدولي".

نظّمت "مبادرة نوبل للمرأة" جولةً ميدانية لوفدٍ نسويّ من حاملات جائزة نوبل للسلام، قادته كلٌّ من الأميركية جودي ويليامز واليمنيّة توكل كرمان والإيرانيّة شيرين عبادي.

الوفد استهلّ زيارته في القدس الشرقية والضفة الغربية (المصدر: فليكر)

استهلّ الوفد زيارته في القدس الشرقية والضفة الغربية حيث وثّق توسّع المستوطنات وهجمات المستوطنين المدعومة رسميا، ثم انتقل إلى عمّان للاستماع إلى شهادات عشرات النساء الفلسطينيات -من طبيبات ومعلّمات وصحفيات وناشطات ومعتقلات سابقات- اللّواتي عرضن أشكال العنف والتهميش التي يواجهنها في حياتهن اليومية.

إعلان

خلال اللقاءات الميدانية استمع الوفد إلى شهاداتٍ عن توقيف تعسفي وعنف جنسي وتعذيب في السجون الإسرائيلية، وإلى روايات أطباء حول قصف عيادات الولادة ومنع سيارات الإسعاف، كما وثّق مزارعون تجريف بساتين الزيتون ومصادرة الأراضي الزراعية في القرى المحاذية للمستوطنات​​.

وقالت توكل كرمان إنّ "نضال الفلسطينيات من أجل البقاء والكرامة هو نضالنا المشترك"، وطالبت المجتمع الدولي بفرض حظرٍ على تصدير السلاح لإسرائيل بوصفه "خطوةً لا يمكن تأجيلها"​​.

بدورها، وصفت ويليامز المشهد في الضفة وغزة بأنه تطهيرٌ عرقيّ موثَّق، وحمّلت حكومتها في واشنطن جزءًا من المسؤولية لدعمها العسكري المتواصل لإسرائيل​​.

تضمّن البيان 8 مطالب رئيسية وهي كالتالي:

إنهاء جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة: وقف فوري للجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، ودعم حقوقه وكرامته وحريته.

إنهاء الاحتلال غير القانوني ووقف التوسع الاستيطاني: وضع حد للاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي ووقف بناء المستوطنات وتوسعتها.

فرض حظر على الأسلحة: وقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل.

وقف فوري لإطلاق النار وضمان المساعدات الإنسانية: التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتأمين الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية إلى غزة بما في ذلك الإجلاء الطبي العاجل للحالات الحرجة.

ضمان العدالة والمساءلة: ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي وتفعيل الآليات الدولية لحقوق الإنسان ودعم استمرار عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مع السماح بوصول كامل لهيئات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.

حماية الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية: وضع حد لعنف الجيش والمستوطنين ضد المدنيين.

إشراك المرأة الفلسطينية في عمليات السلام والسياسة والإعمار: ضمان مشاركة فاعلة لأصوات النساء الفلسطينيات ووجهات نظرهن في جميع المفاوضات والجهود المتعلقة بالسلام وإعادة الإعمار.

إعلان

حماية المرأة الفلسطينية ودعم المنظمات النسوية: ضمان سلامة المدافعات عن حقوق الإنسان وإطلاق سراح السجينات السياسيات وتوفير دعم أساسي ومرن ومستدام للمنظمات النسوية الفلسطينية العاملة في الصفوف الأمامية لتعزيز العدالة والصمود.

 مبادرة نوبل للمرأة أعلنت عن تضامنها غير المشروط مع النساء الفلسطينيات (المصدر: فليكر)

شمل الوفد شخصيات ومنظمات مساندة، في مقدّمها جويس عجلوني، الأمينة العامة للجنة الأصدقاءِ الأميركيين للخدمات (AFSC)، والرابطة الدولية للنساء من أجل الحرية والسلام (WILPF) بقيادة الدكتورة أمريتا كابور، الأمينة العامة لرابطة النساء الدولية للحرية والسلام "ويلبف".

و"ويلبف" منظمة نسوية قائمة على العضوية تمتد شبكتها في مختلف أنحاء العالم، وقد نالت اثنتان من مؤسساتها جائزة نوبل للسلام عامي 1931 و1946، ما يبرز تاريخ الرابطة الطويل في الدفاع عن السلام والعدالة.

كما حظي البيان بدعم من الأمير الحسن بن طلال والأميرة غيداء طلال في الأردن، إضافة إلى السفيرة الأيرلندية ماريان بولغر.

وانضمت المحامية الكندية من أصل فلسطيني ديانا بوتو إلى الوفد، وحثت أعضاء المحكمة الجنائية الدولية على الوفاء بالتزاماتهم القانونية عبر تنفيذ أوامر التوقيف الصادرة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الأسبق يوآف غالانت، مؤكدة أن تطبيق هذه الأوامر يجسد التزام المجتمع الدولي بحقوق الإنسان وسيادة القانون.

وأعلنت مبادرة نوبل للمرأة أنّها ستُصدر في مايو/أيار المقبل تقريرًا تفصيليًّا يتضمن خلاصات الجولة وتوصيات قانونية وميدانية لتحرّك دولي فعال، مؤكدة أن السلام العادل يبدأ بالاعتراف بالحقوق وبصوت الضحايا أولا.

مقالات مشابهة

  • السياسة والأماني الضالة
  • حائزات على جائزة نوبل للسلام يدعون إلى وقف فوري للإبادة الجماعية في غزة
  • حائزات على جائزة نوبل للسلام يطالبن بوضع حد فوري للإبادة في غزة
  • تحرروا من السياسة
  • «علي جمعة»: أرفض إلغاء تدريس أى علم من العلوم العقلية وهذا سبب تراجعنا في القرن السادس
  • علي جمعة: أرفض إلغاء تدريس أى علم من العلوم..وهذا سبب تراجعنا في القرن السادس
  • الرئيس التنفيذي لشتوتجارت: نوبل موجود ضمن خطط النادي للموسم المقبل
  • شحادة: نملك استراتيجية واضحة لإدماج التقنيات العميقة والتكنولوجيا الرقمية في مختلف قطاعات الدولة
  • بعد التوجيه الرئاسي بإستلهام الدعاة لمسيرته.. من هو الإمام السيوطي؟
  • لا تدع السياسة تُفسد نومك.. استعن بهذه النصائح من خبراء