من الإخوان الإرهابية.. إلى السودان.. لك الله يا مصر (12)
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
نستكمل حديثنا اليوم عزيزى القارئ مع ارتفاع وتيرة الصراع في السودان ارتفاعاً كبيراً خلال الأسابيع الأخيرة، حيث بلغ العنف أعلى مستوى له منذ اندلاع القتال منتصف أبريل ٢٠٢٣، ولقد جاء إعلان قائد قوات “الدعم السريع”، عن اللجوء إلى ما أسماه بالخطة (B) وتعبئة قواته، فى وقت يشهد فيه السودان تصاعدًا ملحوظًا فى أعمال العنف والاشتباكات بين الأطراف المتنازعة، هذا التصعيد يأتى بالتزامن مع بدء الجيش هجومه البرى والجوى الذى استمر أكثر من أربعة أسابيع، ما يزيد من حدة التوتر فى البلاد، ومع إعلان الخطة (B)، شهدت الساحة السياسية والقبلية فى السودان تصاعدًا فى الاستقطاب والتوتر، حيث يتوقع الكثيرون أن تحمل هذه الخطة مفاجآت قد تؤثر على مجريات الأحداث، وقد بدأت قوات الدعم السريع بالفعل فى اتخاذ إجراءات احترازية، مثل حظر تصدير السلع الاستراتيجية من دارفور إلى المناطق التى يسيطر عليها الجيش فى الشمال.
تثير هذه التطورات عزيزى القارئ تساؤلات عديدة تدور حول إمكانية اندلاع حرب شاملة فى السودان، حيث يبدو أن الأوضاع تتجه نحو مزيد من التعقيد والتوتر فى ظل هذه الظروف، يبقى المشهد السياسى والعسكرى فى البلاد متوترًا، ما يضع الجميع فى حالة ترقب لما قد تسفر عنه الأيام المقبلة، ولقد تجلت أولى مؤشرات التهديد بحرب شاملة من خلال خطوة تصعيدية غير متوقعة، حيث منعت قوات الدعم السريع مرور ١٢ نوعًا من السلع والمعادن الإستراتيجية، بما فيها الذهب والصمغ وسلع أخرى، من إقليم دارفور إلى مناطق الجيش، وحدد القرار الذى أصدره المجلس الاستشارى لقوات الدعم السريع السلع التى يمنع تداولها، وتشمل الذهب والصمغ العربى بمختلف أنواعه وزيوت الطعام والسمسم والدخن والذرة الرفيعة والكركدى والويكة (البامية المجففة) والتمباك (مضغة للكيف)، بالإضافة إلى جميع أنواع المواشى مثل الأبقار والماعز والضأن، كما هدد القرار المخالفين باتخاذ عقوبات شديدة تصل إلى حجز السلع المصادرة لمصلحة قوات الدعم السريع، تمثل الخطة (B) مرحلة جديدة من التصعيد المتزايد بين الطرفين، خصوصاً فى ظل تراجع دعوات السلام والاهتمام بالتفاوض، بالإضافة إلى فشل المبادرات الإقليمية والدولية.
الملاحظ هنا عزيزى القارئ أن الأنظار الدولية قد توجهت نحو الأحداث فى غزة ولبنان، ما جعل السودان يواجه مصيره المقلق مع تصاعد الحرب واستخدام كل طرف لأقصى ما لديه من أدوات عسكرية وغيرها من أجل تحقيق الانتصار، وما قد يترتب على ذلك من أزمات فى الإقليم والبلاد، وتسعى قوات الدعم السريع من خلال الخطة (B) إلى الهجوم فى جميع الاتجاهات، وأولها فتح جبهات جديدة وكبيرة للوصول بأى وسيلة إلى المدن الشمالية والشرقية التى لا تزال آمنة حتى الآن، من خلال التركيز على عمليات التسلل والطائرات المسيرة، وتركز قوات الدعم السريع جهودها على تسريب الأسلحة والمقاتلين إلى ولايات الشمال والشرق، من الممكن أن يخطط الدعم السريع لحرب شاملة على طريقة «علىّ وعلى أعدائى»، مستفيدًا من جميع أدواته ومواقعه التى اكتسبها فى ولايات الوسط ودارفور، ويسعى إلى التحكم والضغط اقتصاديًا واجتماعيًا لتحقيق أهدافه العسكرية، مثل فرض قيود على حركة السلع والضغط على القيادات المحلية فى ولايات دارفور التى تحت سيطرته لتجنيد مزيد من شباب قبائلها فى صفوفهم، ما ينذر بتصعيد مجتمعى نتيجة تزايد التجييش القبلى والإثنى الذى أصبحت الخطة واضحة فى تبنيها، وللحديث بقية
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإخوان الإرهابية السودان مصر الصراع في السودان الأسابيع الأخيرة قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
مشاهد مؤلمة.. رحلة موت لنازحي الفاو أفرزتها حرب السودان
وفوجئ مقدم البرنامج سوار الذهب بسيدات يذرفن الدموع على طفلة تبلغ من العمر 12 عاما خلال رحلة النزوح مع عائلتها بسبب حمى أصابتها ولم يستطعن دفنها.
جاء ذلك مصادفة خلال تفقد مقدم البرنامج نازحي الفاو بولاية القضارف (شرق البلاد) القادمين من ولاية الجزيرة (وسط)، إذ تفاجأ بأسرة نزحت منذ 7 أيام وفقدت ابنتها في الطريق، ولم تجد سيارة لنقلها إلى المقابر.
وقال الذهب معلقا إن هذه الواقعة تظهر صورة من صور المعاناة والوجع والألم الذي يعتصر أهل السودان من جراء الحرب، مؤكدا أن الناس تعيش ظروفا "لا يعلمها إلا الله".
وتولى مقدم البرنامج وفريقه نقل الطفلة المتوفّاة إلى المقابر من أجل دفنها، ليتفاجأ هناك أيضا بوجود عشرات القبور لنازحين توفوا بسبب وباء الكوليرا والمياه غير الصالحة للشرب.
ووثق البرنامج شهادات سودانيين قالوا إن النازحين يتوفون خلال مشيهم على الأقدام أو عبر عربات تجرها حيوانات في رحلة النزوح لمدة 7 أو 8 أيام.
وكذلك، لا يعرف مصير بعض النازحين من ولاية الجزيرة الذين خرجوا مشيا على الأقدام منذ 20 يوما ولم يصلوا إلى مدينة الفاو، وفق تلك الشهادات.
وقال شهود عيان لـ"عُمران 5″ إن قوات الدعم السريع قتلت نازحين خلال رحلة النزوح، وروى بعضهم -وكانوا في المقابر- جزءا من تلك الفظائع مثل إعدام شاب أمام والدته رغم استغاثتها وطلبها عدم قتله لكونه نجلها الوحيد من دون استجابة.
إعلان أرقام أمميةوفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان ارتفاع عدد النازحين السودانيين من ولاية الجزيرة إلى أكثر من 135 ألفا.
وأشار المكتب إلى تقارير تحدثت عن أطفال مفقودين أو غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم بين النازحين، وآخرين مصابين بطلقات نارية متعددة واعتقالات تعسفية ومحتجزين في أجزاء من الجزيرة، وكشف عن وقوع "عنف واعتداء جنسي" ضد الفتيات والمراهقات، أدى إلى انتحار بعضهن.
ووثق ناشطون سودانيون آنذاك عبر مقاطع مصورة، توافد نازحين من 120 قرية في ولاية الجزيرة إلى مدينة الفاو بولاية القضارف بعد فرارهم من مجازر قوات الدعم السريع.
بدوره، كشف مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل الأميركية عن تمدد كبير في مواقع المقابر بشرق ولاية الجزيرة، مما يؤكد ارتكاب قوات الدعم السريع فظائع جماعية ضد المدنيين ومجتمعاتهم.
وتسببت الحرب التي تدور رحاها في السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023 في أضرار كبيرة وخراب واسع النطاق، ودمار في البنية الأساسية والمرافق الحيوية، وخلفت وراءها عشرات آلاف القتلى من المدنيين والملايين من النازحين داخل السودان، واللاجئين إلى خارج الحدود.
3/3/2025