بوابة الوفد:
2025-11-17@18:06:24 GMT

الذكاء الاصطناعى وتطبيق القانون

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

اعتمد العديد من الدول تقنيات الذكاء الاصطناعى فى مجال إنفاذ القانون لتعزيز كفاءة مكافحة الجريمة وتحسين العمليات الشرطية. تسعى هذه التقنيات إلى تحليل كميات ضخمة من البيانات لاستخلاص أنماط تساعد فى التنبؤ بالمناطق الأكثر عرضة للجريمة، وكذلك المساعدة فى التعرف على المشتبه بهم من خلال استخدام تقنيات مثل التعرف على الوجه وتحليل الفيديو.

واحدة من الفوائد الرئيسية لهذه التقنيات هى القدرة على استباق الجرائم قبل وقوعها كاستخدام الذكاء الاصطناعى للتنبؤ بالمناطق التى قد تشهد أنشطة إجرامية. هذا النوع من «الشرطة التنبؤية» يعتمد على خوارزميات تعلم الآلة، التى تستخدم بيانات مثل السجلات الجنائية والمعلومات الديموغرافية لتحليل الأنماط السابقة، ما يمكّن قوات الشرطة من التركيز على المناطق التى تحتاج إلى دوريات إضافية.

تستخدم هذه الأنظمة أيضًا فى التعرف على المشتبه بهم من خلال تقنيات التعرف على الوجه، التى تقوم بمقارنة صور الأشخاص فى الأماكن العامة بقاعدة بيانات المشتبه بهم. هذه التقنية أثبتت فعاليتها فى تسريع عمليات القبض على المطلوبين، ولكنها أثارت مخاوف حقوقية تتعلق بالخصوصية والتجاوزات المحتملة فى استخدامها.

على الرغم من الفوائد الكبيرة لهذه الأنظمة، هناك تحديات أخلاقية مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعى فى مجالات العدالة الجنائية. أبرز هذه التحديات هو التحيز الذى قد ينتج عن تدريب الخوارزميات على بيانات غير متوازنة، ما قد يؤدى إلى اتخاذ قرارات غير عادلة ضد مجموعات سكانية معينة. هذا الأمر يثير مخاوف حول التمييز والعدالة فى إنفاذ القانون، خصوصًا إذا ما تم الاعتماد على بيانات تاريخية تحتوى على تحيزات عنصرية أو اجتماعية.

كما أن قلة الشفافية فى كيفية اتخاذ قرارات الذكاء الاصطناعى تعد مصدر قلق كبيرًا، حيث يمكن أن تؤدى إلى صعوبة تفسير القرارات الخاطئة أو التحيزات المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام تقنيات المراقبة الذكية مثل التعرف على الوجه يثير تساؤلات حول حق الأفراد فى الخصوصية وإمكانية إساءة استخدام هذه الأدوات فى المراقبة الجماعية.

وفى ظل التقدم والتبنى التكنولوجى العالمى السريع، يتوجب على الدول والمجتمعات أن تتساءل: إلى أى مدى يمكننا الاعتماد على الذكاء الاصطناعى فى مجال إنفاذ القانون دون المساس بالقيم الأساسية للعدالة والخصوصية؟ السؤال الأكبر هنا ليس فقط عن مدى كفاءة هذه التقنيات، بل عن كيفية الحفاظ على إنسانيتنا وأخلاقياتنا فى عالم تحكمه الخوارزميات.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي مكافحة الجريمة العمليات الشرطية الذکاء الاصطناعى التعرف على

إقرأ أيضاً:

ما سرّ قدرة بعض الأشخاص على تذكّر الوجوه بدقة استثنائية؟

صحيح أن قوة الذاكرة تختلف من شخص إلى آخر، لكننا جميعاً نعرف ذلك الشخص القادر على تذكّر الوجوه والملامح بدقة لافتة. في لحظة عابرة، بينما تحاول استرجاع وجهٍ مرّ أمامك أو تحديد الفنان الذي يشبه شخصاً التقيت به صدفة، تجد أن هذا الشخص يملك الإجابة فوراً وبكل ثقة. فما الذي يميّزه؟ وكيف يتمكن من ذلك؟

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في أستراليا، أن الأشخاص الذين لا ينسون الوجوه أبدًا لا يتمتعون بذكاء أعلى من أقرانهم - كما قد يُتوقع - بل يبذلون جهدًا أكبر بشكل تلقائي للتركيز على السمات الأكثر تميزًا في وجوه من يقابلون.

ويوضح الباحث الرئيسي جيمس دان، أخصائي علم النفس في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني: "مهارتهم ليست شيئًا يمكن تعلمه كحيلة، بل هي طريقة تلقائية وديناميكية لالتقاط ما يجعل كل وجه فريدًا".

تجربة

ولفهم كيفية التقاط هؤلاء الأشخاص للسمات البارزة، استخدم دان وزملاؤه تقنية تتبع العين لإعادة بناء طريقة مشاهدة الأشخاص للوجوه الجديدة.

شملت الدراسة 37 شخصًا متميزًا في التعرف على الوجوه، و68 شخصًا بمهارات عادية، مع مراقبة أماكن ونطاق نظر المشاركين إلى صور الوجوه المعروضة على شاشة الكمبيوتر.

ثم أُدخلت البيانات في خوارزميات تعلم آلي مُدرَّبة على التعرف على الوجوه. تستخدم هذه الخوارزميات في أنظمة التعرف على الوجوه.

يشرح دان التقنية قائلًا: "أصبح الذكاء الاصطناعي بارعًا جدًا في التعرف على الوجوه، وهدفنا كان استغلال هذه القدرة لفهم أنماط حركة العين البشرية الأكثر إفادة".

Related لمكافحة الجريمة.. السويد تقترح قانونا يتيح للشرطة استخدام تقنية التعرف على الوجوه بالذكاء الاصطناعيبصمات ووجوه بدل الأختام.. الاتحاد الأوروبي على بُعد أيام من تفعيل نظام "الدخول والخروج" الجديدعيادة خيرية تعيد رسم ملامح وجوه مصابي الحرب في أوكرانيا النتائج

أظهرت التجربة أن بيانات العين التي جمعت من الأشخاص المتميزين في تذكر الوجوه قدّمت نتائج أكثر دقة للذكاء الاصطناعي مقارنةً بالأشخاص العاديين.

وكتب دان وزملاؤه في ورقتهم البحثية: "تشير هذه النتائج إلى أن الأسس الإدراكية للفروق الفردية في القدرة على التعرف على الوجوه قد تنشأ في المراحل المبكرة من معالجة الرؤية - على مستوى شبكية العين".

تبني هذه الدراسة على أبحاث سابقة لنفس الفريق، والتي وجدت أن المتميزين يحولون الوجه إلى ما يشبه أحجية "الجِيجسو"، حيث يقسمون الوجوه الجديدة إلى أجزاء قبل أن يعالج الدماغ تلك الأجزاء كصور مركبة.

وتوسع الدراسة الجديدة هذه النتائج، مشيرة إلى أن المتميزين لا يلتقطون معلومات أكثر عن الوجوه مقارنةً بنا فحسب، بل يركزون على السمات التي تحمل "دلائل" أكثر تميزًا.

الأمر يشبه الكاريكاتير

يشرح دان: "يشبه الأمر الكاريكاتير - فكرة أن المبالغة في إبراز السمات المميزة للوجه تجعل التعرف عليه أسهل. يبدو أن المتميزين يفعلون ذلك بصريًا - فهم يلتقطون السمات الأكثر دلالة على هوية الشخص".

يعتقد الباحثون أن هذه الدراسة قد تساعد في تحسين أنظمة التعرف على الوجوه، لكنهم يشيرون إلى أنه حتى الآن، يبقى البشر متفوقين على الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، لأننا نعتمد على إشارات إضافية في المواقف الاجتماعية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • طارق صالح يزور معرض دبي للطيران ويتفقد أحدث تقنيات الدفاع والطيران المسيّر
  • مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي تتصدر الاستثمار وتتجه إلى الطاقة الشمسية
  • قرار بدفن جثامين 14 شهيدًا بغزة تعذر التعرف عليهم 
  • قرار بدفن 14 شهيدا فلسطينيا تعذّر التعرف عليهم في غزة
  • سامسونغ تضخ 310 مليارات دولار في تقنيات الذكاء الاصطناعي
  • «سامسونج» تعتزم استثمار 310 مليارات دولار في تقنيات الذكاء الاصطناعي
  • ما سرّ قدرة بعض الأشخاص على تذكّر الوجوه بدقة استثنائية؟
  • تقرير عسكري: إسرائيل تستخدم تقنيات حديثة للإيقاع بمسيّرات إيران الانتحارية
  • التعرف على جثامين الشهداء.. معاناة من نوع آخر في قطاع غزة
  • وزارة الثقافة تردّ على قرار تدمير مسرح بيروت: نلتزم احترام القانون وتطبيق القرارات القضائية كافة