حذرت دراسة أميركية حديثة من المضاد الحيوي "ريفاكسيمين"، الذي يُستخدم غالبًا في علاج مرضى الكبد، مشيرة إلى إنه من الممكن أن يسبب   ظهور بكتيريا مقاومة للعلاج، مما يزيد من المخاطر الصحية. 

مخاطر المضاد الحيوي ريفاكسيمين  

ووفقًا لما ذكره موقع صحيفة ذا صن البريطانية، خلصت نتائج الدراسة أن هذا الدواء قد يؤدي إلى نمو بكتيريا تُعرف باسم "Enterococcus faecium" المقاومة للفانكومايسين (VRE)، والتي يمكن أن تسبب التهابات خطيرة تستدعي التدخل الطبي ودخول المستشفى.

 

وأكدت نتائج الدراسة أن "ريفاكسيمين" قد يُعزز أيضًا مقاومة بكتيريا "VRE" لمضاد حيوي آخر يُدعى "دابتوميسين"، الذي يعتبر أحد الخيارات الأخيرة المتاحة للعلاج. تُسلط الدراسة الضوء على أهمية الانتباه إلى الآثار الجانبية الناتجة عن استخدام المضادات الحيوية، مما يعزز ضرورة الاستخدام المسؤول لها في الممارسة الطبية.

ووفقًا للتجارب المخبرية والدراسات السريرية، يُعتقد أن "ريفاكسيمين" قد يُسهم في هذه التغيرات من خلال تحفيز سلالات البكتيريا المقاومة. صرح الدكتور غلين كارتر، الباحث الرئيسي في الدراسة، بأن النتائج تشير إلى أن "ريفاكسيمين" قد يزيد مقاومة البكتيريا بطرق غير متوقعة، معبرًا عن قلقه من احتمال انتقال هذه السلالات المقاومة إلى مرضى آخرين داخل المستشفى.

كما أوضحت الدكتورة أدريانا تورنر، المعدة الرئيسية للدراسة، أن "ريفاكسيمين" يُحدث تغييرات في إنزيم "بوليميراز الحمض النووي الريبي" داخل البكتيريا، مما يُحفز تكوين مجموعة جديدة من الجينات تؤثر على غشاء الخلية وتزيد من مقاومة "دابتوميسين".

من جانبه، أشار الأستاذ المساعد جيسون كوونغ، اختصاصي الأمراض المعدية، إلى أهمية الحذر عند علاج المرضى الذين يستخدمون "ريفاكسيمين"، نظرًا لتأثير ذلك على فعالية "دابتوميسين".

بشكل عام، تشير هذه النتائج إلى ضرورة تبني سياسات طبية أكثر صرامة حول استخدام المضادات الحيوية، خاصة في حالات المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المضاد الحيوي ريفاكسيمين دراسة بكتيريا مقاومة للعلاج مرضى الكبد

إقرأ أيضاً:

بيتي.. ذاكرةٌ نهبتها الحرب

O.sidahmed09@gmail.com

أبريل 2025

لم يكن منزلي مجرد جدرانٍ وسقف، بل كان عالماً كاملاً. عالمٌ جمعَ تفاصيل عمرٍ كاملٍ من الكتب النادرة التي اقتنيتها ورحلتها لأجلها، واللوحات التي حكت حكاياتٍ لا تُروى، والبومات الصور التي تحتضن ذكريات حياة والحديقة التي كانت تُغنّي بالخضرة الزهور . لكن الحرب جاءت، وبقسوةٍ لا تعرف الرحمة، سلبت مني كل شيء ما عدا الجدران الصماء .

على مدى عامين، تحوّل بيتي إلى غنيمةٍ للأوباش. دخلوا كالجراد، فكسّروا الأثاث، وشتّتوا الكتب، ونهبوا كل ما وقعت عليه أيديهم: أجهزة التكييف التي انتزعوها من الجدران ورمَوها أرضاً، خزانات المياه التي خُرّبت، الكوابل الكهربائية التي نُزعت بلا سببٍ إلا العبث. حتى أغراض المطبخ البسيطة لم تسلم من النهب، وكأنهم قرّروا ألّا يتركوا لي شيئاً يُذكرني بأن هذه المساحة كانت يوماً ما بيتاً.
أما مكتبتي.. فحدّث ولا حرج. سنواتٌ من البحث والتجميع، كتبٌ نادرةٌ أصبحت أوراقاً مبعثرة، بعضها مُزّق او حرق للطهي بعد ان خلص غاز الطبخ في مطابخ البيت ، وبعضها سُلب، ورمي بالبعض خارج المنزل وكأنهم لم يعرفوا أنهم لا يبددون ويحرقون ويبعثرون ويسرقون ورقاً وحبراً، بل يسرقون ذاكرةً وروحاً. الألبومات التي حفظت لحظاتٍ لن تعود، الصور التي التقطت فرحاً لم يعد له وجود، كلها ذهبت مع الريح.

الحديقة التي كانت جنةً صغيرةً أصبحت أثراً بعد عين. الأرض التي كانت تتنفّس خضرةً وألواناً صارت قفراً يباباً. البيت الذي كان ملاذاً للدفء والأمان لم يعد صالحاً للحياة، وكأن الحرب لم تكتفِ بتحطيم الحاضر، بل أرادت أن تمحو الماضي أيضاً.
**لكن قصتي ليست سوى حبة رمل في صحراء المعاناة:**
ليست معاناتي سوى جزءٌ من مأساة شعبٍ بكامله. كم من الأرواح ذهبت هباءً تحت رصاص الغدر؟ كم من العائلات تشتتت بين مدن النزوح وأطراف المدن والقري والحدود، تُرك الأطفال فيها بلا مأوى، بلا مدارس، بلا مستقبل؟ كم من البيوت دُمّرت حتى لم يعد يُعرف اسمها إلا في ذاكرة أصحابها المشتتين؟ كم من الأيدي التي كانت تزرع وتحصد صارت عاجزةً عن إيجاد رغيف خبز؟ الحرب لم تترك شيئاً إلا وأحرقته، ولم تُبقِ أحداً إلا ومسحت جزءاً من روحه.
أكتب هذا وأنا أعلم أن الكلمات لا تستطيع أن تعيد ما فُقد، لكنّي أحاول أن أُسمع الصوت الذي أرادت الحرب إسكاته. صوت الإنسان الذي يُهزم جسداً لكنّ ذاكرته تبقى تقاوم. قد أكون عاجزاً عن استعادة بيتي، لكنّي لست عاجزاً عن أن أقول للعالم: انظروا ما فعلته الحرب بنا.. ببيوتنا، بذكرياتنا، بإنسانيتنا.
**لن نصمت.. لأن التوثيق مقاومة:**
لكننا لن نصمت. لن نسمح لهذا الألم أن يُدفن في صمت التاريخ. كل قصة فقد، كل دمعٍ سقط، كل بيتٍ انهار، كل كتابٍ احترق، كل صورةٍ ضاعت، كل حلمٍ انكسر.. يجب أن يُروى. التوثيق ليس رفاهية، بل مقاومة. مقاومة ضد النسيان، ضد التزييف، ضد الظلم. لن نترك جراحنا تُختزل في أرقام مجهولة أو تُسوّق كإحصاءات باردة.

اليوم، وأنا أحمل غبنًا لا يُوصف، أتساءل: هل يُعقل أن يُترك الناس وحدهم يواجهون هذا العبث؟ هل يُعقل أن يُترك البيت الذي كان يحمل اسم "الوطن الصغير" ليصير خرابةً بلا كرامة؟
هذه دعوةٌ لكل من مسّه الألم: اكتب، صوّر، احكِ، وثّق. مهما كان ألمك كبيراً، ومهما بدا الفقد غير محتمل، فذكرياتنا هي آخر ما نملكه. لن نجعلهم يسرقونها أيضاً.

   

مقالات مشابهة

  • مخاطر صحية قد تحدث عند تناول الأطفال أدوية النوم.. فيديو
  • تحذير .. هذا النوع من القطرات يسبب مضاعفات خطيرة أبرزها الإدمان
  • يوم علمي لمناقشة أحدث طرق الجراحات وزراعة الكبد بمستشفى معهد ناصر
  • أزمة صحية تصيب والد حمادة هلال.. ما القصة؟
  • دراسة تحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأمن القومي للدول
  • خبير مغربي: تغيير الساعة له مخاطر صحية
  • طرق طبيعية وآمنة لعلاج احتقان الحلق.. تحذير من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية
  • بيتي.. ذاكرةٌ نهبتها الحرب
  • 3 مخاطر صحية غير متوقعة يسببها النوم في الضوء: تعرف عليها الآن
  • عادة يومية تسبب الأرق ومشاكل صحية | دراسة حديثة