سعدت كثيرا باختيار إدارة ثقافة القرية بالهيئة العامة لقصور الثقافة الشاعر والفنان والروائى والمسرحى محمد نصر ياسين لنحتفل به رمزا من رموز القرية المصرية، وقد كان محمد نصر ياسين الذى مثل دور الشيخ الفاضل فى رائعة يحيى الطاهر عبدالله الطوق والاسورة التى أخرجها خيرى بشارة نموذجا لابن القرية الذى جسد الدور مع الفنانة شريهان والفنانة فردوس عبدالحميد والرائع عزت العلايلى كان الفيلم رائعا وكان أداء محمد نصر ياسين أروع، عندما اقرأ ما كتب من قصص ومن مسرحيات وما خطه من مقالات وما أصدره من مجلات رائدة كان محمد نصر ياسين الذى ينتسب إلى عائلة مهنا من قبيلة الحميدات من محافظة قنا ابن القرية الذى نقل الثقافة من قصور الثقافة إلى القرى والنجوع، حيث كان المخطط وصاحب فكرة ان يذهب الأدباء إلى منادر القبائل فى القرى كى يقيموا لهم الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية والنقدية والناس يجلسون على الدكك فى المنادر ويصفقون للشعراء وعندما أقمتُ أمسية شعرية فى قريتى العويضات بمركز قفط كان معدها الأديب محمد نصر ياسين وناقدها الدكتور الطاهر مكى وامتلأت الملقة بالناس وصعد الأطفال على فروع شجرة الجميز ليرجوهم الدكتور الطاهر مكى ألا يصفقوا حتى لا يقعوا من الشجرة وقال لهم استمعوا ولا تصفقوا كفى تصفيق أناس الأرض؛ ويلف محمد نصر ياسين جميع قرى الصعيد مع كبار الأدباء والشعراء ينشر الشعر فى صفوف الناس ويرفع الذائقة الأدبية لديهم؛ عندما عملت فى جامعة الإمارات العربية المتحدة دعوت محمد نصر ياسين ليلقى بحثا بالمؤتمر وكان نجم هذا المؤتمر بثقافته وأدبه.
ظل محمد نصر ياسين رمزا للثقافة والمثقفين ينتصر للفقراء والمهمشين ويكتب عنهم وينقل عنهم، فى مولد سيدى عبدالرحيم القنائى كنا نتنقل مصورين المولد والذاكرين والمريدين الذى جاءوا من أ رجاء مصر يحدوهم الشوق إلى الله وعلى أصوات المنشدين :
سقونى وقالوا مت غراما بحبنا
إذا شئت أن تحيا وتحظى بقربنا
كان محمد نصر ياسين يتمايل طربا مع هؤلاء البسطاء، يدعو محمد نصر الشاعر عبدالرحمن الأبنودى فى أمسية شعرية بقنا قمت معه بتنظيمها وتقديمها، وفى نهاية الأمسية يفاجئنا عبدالرحمن الأبنودى وهو يقول:
يابو محمد نصر ياواد يا متربي
لك فى قليبى قصر والقصر ده قلبي
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ثقافة القرية الهيئة العامة لقصور الثقافة
إقرأ أيضاً:
محمد سبيع السباعي… شاعر الأسر والنصر يروي تجربته في ندوة بالمكتبة الوطنية بدمشق
دمشق-سانا
معتقل وشاعر سوري قضى شبابه في غياهب السجن الذي اختطف منه عمره وراء القضبان، ولكن لم يستطع كسر إرادته، ليقف أمام الجمهور المحتشد في المكتبة الوطنية بدمشق، ويروي تجربته.
إنه شاعر الأسر والانتصار، محمد سبيع السباعي، الذي كرمته وزارة الثقافة السورية خلال ندوة حملت عنوان ( 27 عاماً وراء القضبان وملامح من ثقافة الصبر والنصر)، حضرها وزير الثقافة محمد ياسين صالح ووزير الثقافة القطري الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني والوفد المرافق.
الوزير صالح الذي رحب في كلمته بضيف سوريا، الوزير القطري وبقطر الحبيبة، وكل الإخوة القطريين الذين وقفوا مع سوريا في مواقف العز والكرامة، وقال: “إن حديث السباعي عن الاحتلال الأسدي الذي سيطر على سوريا لسنوات عديدة كشف عن ممارسات سادية فظيعة لنظام مارق عرف أن البلاد ستلفظه”، مؤكدا أنه من واجب وزارة الثقافة لفظ كل الممارسات السابقة، وعدم المزاودة على أحد، لأن المزاودة لم تكن يوماً من الثورة ولا هي من الأخلاق ولا من القيم”.
نبذة عن محمد سبيع السباعيولد الشاعر محمد السباعي في حمص عام 1952م، وتخرج في كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق عام 1975، وتعرض للملاحقة من قبل النظام البائد لمدة ثلاث سنوات بعد تخرجه (1975–1978)، وقضى الكثير من سنوات عمره في السجن، حيث اعتُقل في آذار 1978 وقضى 27 عاماً في سجون الأسد الأب، متنقلا بين سجون المزة، وصيدنايا وتدمر، حيث حُوكم في محكمة ميدانية صورية، دون أن يرى قاضيه، وحُكم عليه بالمؤبد مع الأشغال الشاقة، وأُفرج عن السباعي عام 2004، وتزوج وهو في سن الثانية والخمسين، ورُزق بخمسة أطفال، انتقل إلى المملكة العربية السعودية منذ 13 عاماً، بعد تلقيه تهديدات باعتقال جديد.
وصدر للشاعر السباعي ديواناً شعرياً بعنوان “الرحيل إلى مدينة الشمس”، يوثق فيه تجربته مع الألم والاعتقال بلغة شعرية وجدانية.
تفاصيل مراحل الاعتقال:وتحدث السباعي خلال الندوة عن تفاصيل مرحلة الاعتقال، حيث عانى في سجن المزة ستة أشهر من التحقيق القاسي، ثم انتقل مباشرة إلى سجن تدمر، حيث أُحيل إلى محكمة ميدانية سنة 1984 دون دفاع، ووصف المحكمة بأنها دقيقتان من الإذلال الجسدي والحكم الفوري، كما وصف الانتهاكات في السجن، مثل التعذيب في الحمامات، مؤكداً أن من يقع على الأرض قد يُضرب حتى الموت.
قصص شخصية مؤلمة داخل السجن:وروى السباعي لقاءه المفاجئ بأخيه في المهجع بعد ست سنوات من الاعتقال دون معرفة، والصراع بينهما على من يخرج إلى الإعدام بدلاً من الآخر، كما ذكر وفاة شقيقه وليد السباعي بسبب العجز الكلوي والتعذيب، ورفض نقله للمشفى، وشارك قصصاً مؤلمة عن الشاب الحمصي الذي أُحرق وجهه، ثم أُعدم لاحقاً، ووثق كل ذلك بقصائد شعرية.
الآثار النفسية العميقة:عبر السباعي عن ألمه شعراً، بقوله: “جرحي، لعل الجرح يلتئم، فيسخر الجرح من فعلي ويبتسم…”، مؤكدًا أن السجن جعله “طفلًا كما يقول نزار قباني: فوق عينيه يستحم المساء”.
اللحظات المؤلمة بعد الخروج من المعتقل:تحدث السباعي عن صدمة العمر والفارق الزمني، حيث كانت تسأله ابنته الطفلة: “بابا، ليش رفقاتي بيقولوا إنو أبوك عجوز؟”، مشيراً إلى أن أشكاله وأشكال زملائه السجناء، بدت كأنهم كبار في السن، بينما أبناؤهم أطفال صغار، كما عبر عن حزنه لفقدان والديه أثناء اعتقاله، وعدم تمكنه من توديعهما.
وصيته خلال كلمته:ودعا السباعي إلى إنشاء لجان مستقلة لكشف الحقيقة، وإنصاف الضحايا الذين ظلمهم النظام البائد، وطالب بالقصاص من خلال القانون وتحقيق العدالة، لافتاً إلى أنه يقع على عاتق وزارة الثقافة في المرحلة القادمة توثيق هذه الشهادات وتحويلها إلى أعمال أدبية وفنية توثق الذاكرة السورية المؤلمة وتدين المجرمين.
تابعوا أخبار سانا على