نداء إيقاظ لواشنطن .. اتهام بايدن بالتسبب في فشل هجوم أوكرانيا المضاد
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
قال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، إن الإخفاقات في الهجوم المضاد الأوكراني ضد روسيا تنبع من عجز الغرب عن تزويد كييف بالمعدات العسكرية اللازمة في إطار زمني معقول.
وحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أعرب بولتون عن أسفه لأن “هجوم كييف الذي طال انتظاره، والذي بدأ في أوائل يونيو لا يحرز تقدمًا توقعه بعض المؤيدين”، مضيفًا أن النتائج المخيبة للآمال يجب أن تصبح نداء “إيقاظ” لواشنطن.
وأصر المسؤول السابق في البيت الأبيض، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه من الصقور في السياسة الخارجية والذي دعا إلى تغيير النظام في إيران وسوريا وليبيا وكوبا، “على أن عدم قدرة كييف على تحقيق تقدم كبير نتيجة طبيعية لاستراتيجية الولايات المتحدة. تهدف فقط إلى درء الغزو الروسي، في حين حث الرئيس الأمريكي جو بايدن على البدء بالعمل بقوة من أجل تحقيق النصر الأوكراني”.
وزعم بولتون أن “الإخفاقات الهجومية لأوكرانيا والنجاحات الدفاعية لروسيا تشترك في سبب مشترك: الإمداد البطيء والمتعثر وغير الاستراتيجي للمساعدة العسكرية من قبل الغرب”، مضيفًا أن “الدعم الذي تقوده الولايات المتحدة لكييف قد أعاقه التكهنات بأن موسكو قد تصعد الصراع”.
وسعى بولتون، الذي خدم في إدارة ترامب حتى عام 2019، إلى تهدئة هذه المخاوف، وأصر على أنه لا يوجد دليل على أن روسيا لديها قدرة عسكرية تقليدية لتهديد الناتو أو الرغبة في شن ضربة نووية.
صرحت موسكو مرارًا وتكرارًا أنها تلتزم بسياسة عدم خوض حرب نووية أبدًا، وأنها قد تلجأ إلى ترسانتها الذرية فقط إذا كان وجود الدولة ذاته مهددًا.
كما رفض مستشار الأمن القومي السابق الحاجة إلى إجراء محادثات بين كييف وموسكو، بحجة أن هذه المحادثات لن تفيد سوى روسيا. وبدلاً من ذلك، اقترح أن على الغرب وواشنطن تشديد نظام العقوبات بشكل جذري.
إضافة إلى ذلك، دعا واشنطن إلى فرض قيود مباشرة على الصين، مشيرًا إلى دعمها الهائل لموسكو. وبينما تظل بكين الشريك التجاري الرئيسي لروسيا، فقد نفت مرارًا وتكرارًا أنها كانت تقدم دعمًا عسكريًا لموسكو.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهجوم المضاد الأوكراني روسيا الغرب كييف على أن
إقرأ أيضاً:
هل يكون هجوم كورسك الخطأ الأكثر كلفة على أوكرانيا؟
رأى الضابط البريطاني المتقاعد ريتشارد كمب أن انسحاب أوكرانيا القسري من كورسك يعزز فرص الدخول في مفاوضات سلام مع روسيا.
وكتب كمب في صحيفة ذا تلغراف البريطانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن ليبحث في محادثات السلام لو لم ينجح في طرد الجيش الأوكراني. بل كان ليشترط انسحاب كييف من الأراضي التي يسيطر عليها أولًا، مما كان سيشكل تحدياً سياسياً هائلاً للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وكان أحد الأهداف الاستراتيجية لهجوم كورسك كسب ورقة ضغط في مفاوضات مستقبلية، لكن الواقع أثبت أنه لم يؤتِ ثماره. وقد أدرك القائد العام للجيش الأوكراني الجنرال أوليكساندر سيرسكي ذلك، ولهذا بات يركز على الحفاظ على أرواح جنوده بدلاً من القتال للتمسك بالمواقع.
The Kursk Offensive failed for a variety of reasons, one of which being the lack of a clear objective.
Was it to seize the nuclear power plant like we were told in August? Was it to score a PR victory and convince the West to continue supplying Ukraine with weapons? Was it to… pic.twitter.com/MpSsiTgaDA
وكانت كييف تأمل أيضاً أن يُجبر دفع قواتها إلى الأراضي الروسية بوتين على نشر قوات كبيرة لاستعادتها، مما يخفف الضغط على خطوط المواجهة في دونباس. لكن الأمور لم تسر على هذا النحو أيضاً.
بدلاً من ذلك، ردت روسيا عبر الدفع بقوات محدودة، واستدعت قوات كورية شمالية لتعويض النقص، وفي المقابل واجهت أوكرانيا نقصاً في جميع الجبهات.
وكانت كييف تأمل أن يجبر توغل قواتها في الأراضي الروسية بوتين على نشر قوات كبيرة لاستعادتها، مما يخفف الضغط على الجبهات في دونباس، لكن الأمور لم تسر على هذا النحو. بدلاً من ذلك، احتوت روسيا الجبهة بهجمات محدودة واستعانت بقوات كورية شمالية لتعويض النقص العددي، بينما اضطرت أوكرانيا لسحب قوات من جبهات القتال الرئيسية لدعم الهجوم.
منذ بدء المعركة في أغسطس (آب) الماضي، واصلت روسيا تقدمها في دونباس، وإن كان ببطء. ومع ذلك، من المحتمل أن أوكرانيا كانت ستخسر أراضي أكثر هناك لولا كورسك. ورغم أن الحروب تُحسم أحياناً بمخاطر كبرى، فإن هذا الهجوم ربما كان مدفوعاً باعتبارات سياسية أكثر من كونه قراراً عسكرياً بحتاً، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الأمريكية وحاجة كييف لتعزيز الدعم الدولي.
It was suicide for the Ukraine to go on the offensive in Kursk, when Russia had complete air superiority. The only thing saving them was the $billion Patriot missile systems. They are gone and now they are being bombed into oblivion. Without American tech, they control nothing. pic.twitter.com/0nIjXgRm5b
— Naughty Beaver (@beaver_naughty) March 11, 2025 فوات الأوانبعد فشل الهجوم المضاد الأوكراني عام 2023، تضاءلت آمال الغرب في تحقيق نصر عسكري حاسم، وبدأ الاهتمام الدولي يتحول إلى الشرق الأوسط.
ومع ذلك، حاولت كييف استعادة الزخم عبر هجوم كورسك، على أمل تكرار نجاحاتها في خاركيف وخيرسون عام 2022. وأراد زيلينسكي إقناع العالم بأن أوكرانيا لا تزال قادرة على تحقيق الانتصارات إذا تلقت الدعم اللازم، لكن هذه الرسالة جاءت متأخرة، إذ كانت الولايات المتحدة وأوروبا قد بدأت تركز على التوصل إلى تسوية تفاوضية بدلاً من تحقيق نصر عسكري.
وهذا الوضع يعكس إخفاق الغرب منذ بداية الحرب، حيث زودت واشنطن وحلفاؤها أوكرانيا بمساعدات عسكرية كافية للدفاع، لكنها لم تكن كافية لتحقيق النصر، وحتى معركة كورسك، وهي أول غزو أوكراني للأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، لم تغير هذا الواقع. ومع غياب أي تحول استراتيجي لصالح كييف، باتت هزيمة كورسك ترمز إلى المرحلة القاتمة التي تواجهها البلاد الآن.