زيارة ماكرون إلى المغرب : تحالف إستراتيجي يعيد رسم خريطة النفوذ في شمال إفريقيا
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
زنقة 20. الرباط / فكري سوسن
تشكل زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المغرب خطوة دبلوماسية جريئة تعيد صياغة العلاقات بين باريس والرباط، بما لها من تأثيرات عميقة على ديناميات منطقة المغرب العربي.
بعد إعلان فرنسا دعمها لخطة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، يظهر بوضوح التحول الفرنسي نحو دعم المغرب كقوة استقرار وتنمية في شمال إفريقيا، مسلطًا الضوء على الرباط كشريك استراتيجي أساسي.
يأتي هذا التحول في إطار سياسة الجزائر الخارجية القائمة على دعم جبهة البوليساريو، وهي سياسة أصبحت تُرى على نحو متزايد كعامل يساهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي.
ويعكس هذا الموقف الجزائري رغبة في تحدي كل نهج بناء، كما يظهر ابتعاد الجزائر عن التوجهات الدولية السائدة التي تدعو إلى حلول سلمية ومستدامة. بالمقابل، يعزز الدعم الفرنسي لخطة الحكم الذاتي المغربية القناعة بأن استدامة التنمية والسلام في المنطقة تعتمد على اتفاقات عملية وقابلة للتنفيذ.
على الصعيد الاقتصادي، تعكس زيارة ماكرون بعدا آخر من التعاون والانفتاح على التجربة التنموية المغربية، حيث تمكنت المملكة من بناء اقتصاد متنوع ومستدام يضطلع بدور حيوي في إفريقيا. فقد شهد المغرب خلال العقد الأخير تطورا صناعياً لافتاً، إلى جانب تنفيذ مشاريع طموحة في مجال البنية التحتية مثل ميناء طنجة المتوسط ومحطة الطاقة الشمسية نور.
وبهذا، رسخ المغرب موقعه كنموذج رائد في التنمية الإفريقية وشريك استراتيجي لا غنى عنه لأوروبا. بالنسبة لفرنسا، يتجاوز المغرب كونه شريكا تقليديا إلى كونه بوابة استراتيجية نحو إفريقيا جنوب الصحراء، ونقطة ارتكاز أساسية في التحول القاري نحو الطاقة المتجددة.
ويتوقع أن تثمر هذه الزيارة عن توقيع اتفاقيات في مجالات استراتيجية تشمل التعليم، الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، مما يوطد العلاقات الثنائية ويعزز موقع المغرب كحلقة وصل حيوية بين أوروبا وإفريقيا.
ماكرون، من جانبه، مطالب بإدراك أن النهج المغربي، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يعتمد على رؤية استراتيجية بعيدة المدى ترتكز على التوازن بين الحداثة والحفاظ على التقاليد.
هذه الشراكة بين فرنسا والمغرب تتطلب اهتماما متجددا من باريس، واحتراما للنموذج التنموي المغربي، الذي يمزج بين الأصالة والابتكار. في ظل التغيرات العالمية المتسارعة والتحديات الإقليمية المتنامية، تملك فرنسا فرصا هائلة للاستفادة من هذه الشراكة، ولكن نجاحها يعتمد على مدى اعترافها بالمغرب كشريك متكافئ يتطلع إلى مستقبل مشترك وقائم على الاحترام المتبادل.
تعتبر زيارة ماكرون إلى الرباط فرصة تاريخية لترسيخ العلاقات الفرنسية-المغربية، ولها القدرة على تأسيس حقبة جديدة من التعاون الاستراتيجي المستدام الذي يتطلع إلى مستقبل مشترك للمنطقة المغاربية ولإفريقيا بأسرها.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
الكاف يكشف عن برنامج مباريات كأس أمم أفريقيا بالمغرب وإحتضان الرباط مبارتي الإفتتاح والنهائي
زنقة 20. الرباط
كشف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف”، يوم الجمعة، عن برنامج مباريات كأس أمم إفريقيا التي سيحتضنها المغرب خلال الفترة ما بين 21 دجنبر 2025 و 18 يناير 2026.
وأوضح (كاف) في بيان صحفي نشره على موقعه الرسمي ، أن مباراة افتتاح هذه البطولة التي ستجري في 9 ملاعب موزعة على 6 مدن، لتكون النسخة الأكبر من البطولة القارية، ستجمع يوم 21 دجنبر 2025 منتخبي المغرب وجزر القمر ضمن مباريات المجموعة الأولى.
وأشار الى ان اللقاء سيجري على أرضية المجمع الرياضي، الأمير مولاي عبد الله في الرباط، والذي يتسع لـ 69500 متفرجا، “ليكون مسرحا مثاليا للانطلاقة المنتظرة” للبطولة.
وأضاف البيان أن مباريات الدور ربع النهائي، ستجري في المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، إضافة إلى ملاعب طنجة، مراكش وأكادير.
وست قام مباراتا نصف النهائي في الرباط وطنجة، على أن ي لعب لقاء تحديد المركز الثالث في المركب الرياضي محمد الخامس، بالدار البيضاء. في حين يحتض المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط أطوار المباراة النهائية.
وأشار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إلى أن البطولة ستشهد إجراء 52 مباراة على مدار 29 يوما، “لتكون مهرجانا كرويا يعكس المهارة والشغف الذي يميز كرة القدم الإفريقية”.
وستجري منافسات كأس أمم إفريقيا – المغرب 2025 في تسع ملاعب موزعة على ست مدن. ويتعلق الأمر بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله الذي يتسع ل69500 مقعد، وملعب البريد (18 ألف مقعد)، والملعب الأولمبي الملحق بمجمع الأمير مولاي عبد الله (21 ألف مقعد)، والمركب الرياضي الأمير مولاي الحسن (22 ألف مقعد)، والتي تتواجد جميعها بمدينة الرباط.
كما تم اختيار المركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء والذي يتسع لاستقبال 45 ألف متفرج، والملعب الكبير لأكادير (41144 مقعد)، والملعب الكبير لمراكش (41245 مقعد)، والمركب الرياضي بفاس (35468 مقعد)، والملعب الكبير لطنجة (75600 مقعد)
وفي ما يلي الأجندة الكاملة لمباريات كأس أمم إفريقيا 2025:
** دور المجموعات:
– 21 دجنبر :
المغرب- جزر القمر ( المجموعة الأولى)
– 22 دجنبر :
مالي – زامبيا (المجموعة الأولى)
مصر – زيمبابوي ( المجموعة الثانية)