زار الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، يرافقه الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أحمد الشرقاوي، وكيل قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور علي شمس الدين، الباحث بالأمانة العامَّة لهيئة كبار العلماء- المملكةَ العربية السعودية؛ لحضور اجتماعات اللجنة التنسيقية للتعاون مع وزارة الشئون الإسلامية في مجالات العمل الإسلامي.

"أسس التنمية الاقتصادية بالجمهورية الجديدة" ندوة بجامعة الأزهر في أسيوط الأزهر يحتضن المؤتمر العالمي للإعجاز العلمي في القرآن والسنة

ورحَّب الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بمكتبه في محافظة (جدَّة)، بوكيل الأزهر والوفد المرافق له، مؤكِّدًا أنَّ التعاون بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية هو مطلب وجودي، وأنَّ العَلاقات بين البلدين الشقيقين مبنيَّة على أُسُس متينة.

وأشار وزير الشئون الإسلامية إلى أنَّ هذا اللقاء جاء وَفق الاتفاق مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف؛ بهدف خدمة الإسلام والمسلمين، استنادًا إلى قول الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، موضِّحًا أنَّ اللقاء يأتي امتدادًا لسلسلة من المشاورات والتعاون في المجالات الإسلامية، وأنَّ التعاون بين الوزارة والأزهر الشريف في مجالات الدعوة ونَشْر العلم سيكون له أثرٌ إيجابيٌّ يعود بالنَّفع على البلدين الشقيقين.

من جانبه، نقل الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، تحيات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف، إلى الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، مشيدًا بالدَّور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، والاهتمام بالحرمين الشريفين، وتوفير الخدمات للحُجَّاج والمعتمرين، إضافةً إلى نَشْر التسامح وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش السلمي.

وأكد وكيل الأزهر أنَّ زيارته والوفد المرافق لوزارة الشئون الإسلامية تستهدف تفعيل واستمرار التعاون القائم بين الأزهر الشريف والوزارة، وتنظيم الجهود المشتركة لمواجهة التَّحديات الفكريَّة والعقدية، مبيِّنًا أنَّ الأزهر والوزارة يمثِّلان مدرستين عريقتين في الدعوة إلى الله، وأن استثمار جهودهما في خدمة الإسلام سيُسهم في نَشْر رسالة الإسلام على مستوى العالم.

زيارة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف


وعلى هامش الزيارة، زار الدكتور محمد الضويني والوفد المرافق له، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، واطَّلع على أحدث الإصدارات والتقنيات المستخدمة في طباعة المصحف الشريف، والخدمات التي يقدِّمها المجمع في طباعة وإصدار المصاحف بمختلِف الأحجام، وترجمات كلمات القرآن الكريم إلى عشرات اللُّغات، مشيدًا بالعمل الدءوب والمتقن في تطوير منظومة عمل المجمع وما شهده خلال السنوات الماضية من نقلات نوعية في خدماته وما يقدمه لخدمة المسلمين بالعالم، وحرصه على توظيف التقنيات الحديثة التي تحقِّق انتشار أوسع للجهود التي تبذلها المملكة لخدمة كتاب الله تعالى.

زيارة المسجد النبوي


في السياق ذاته، زار الدكتور محمد الضويني والوفد المرافق له، المسجد النبوي، وأدّوا الصلاة بالرَّوضة الشريفة، وتشرَّفوا بالسَّلام على رسول الله ﷺ وصاحبَيه -رضي الله عنهما-، وقدَّم فضيلته الشُّكر لحكومة المملكة العربية السعودية على الجهود الكبيرة التي تبذلها في العناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، اللذين شهدا أعلى مراتب الخدمة والتميُّز في نوعيَّة مشاريع التطوير والخدمات، بما يعكس حرص قيادة السعودية على توفير أكمل الخدمات وأجودها.

وتعليقًا على الزيارة، أكَّد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الدَّورَ المحوري الذي تؤدِّيه مؤسَّسة الأزهر الشريف ووزارة الشئون الإسلامية والدَّعوة والإرشاد  السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، مؤكِّدًا أن  التعاون بين المؤسَّستين يمثِّل نموذجًا في التعاون الإسلامي  في توضيح صورة الإسلام وتصحيح المفاهيم وتفعيل الاختصاص في الشأن الدعوي حفاظًا عليه من الدخلاء، ويُسهم في تعزيز التضامن والوحدة بين المسلمين في مواجهة التحديات التي تواجه العالَم الإسلامي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور الضويني السعودية الضويني وكيل الأزهر الأزهر الدکتور محمد الضوینی العربیة السعودیة الشئون الإسلامیة والوفد المرافق الأزهر الشریف خدمة الإسلام وکیل الأزهر

إقرأ أيضاً:

علماء الأزهر الشريف في ذكرى العاشر من رمضان: جيشنا اليوم أقوى من أي وقت مضى

أقام الأزهر الشريف احتفالية كبرى بالجامع الأزهر، بمناسبة الذكرى الـ 53 لانتصارات العاشر من رمضان، بحضور الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، واللواء محمد العتريس مساعد مدير الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء، والدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، والسيد: محمود الشريف نقيب الأشراف، والسيد: عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والشيخ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، ولفيف من كبار العلماء والمسؤولين، وسط حضور كثيف من طلاب الأزهر وجموع المصلين في الجامع الأزهر.

الجامع الأزهر كامل العدد في ختام الثلث الأول من شهر رمضانالطالب النابغة.. كفيف يؤم المصلين في الجامع الأزهر ويصبح حديث الملايين |فيديو

استُهِلَّ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها القارئ الطبيب أحمد نعينع، ثم ألقى الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، كلمته، مشيرًا إلى أن مصر تحتفي اليوم بانتصار العاشر من رمضان عام ١٣٩٣هـ، الموافق السادس من أكتوبر ١٩٧٣م، وهو الانتصار الذي لا يُنسى، والذي سطَّر فيه أبناء مصر أروع البطولات.

رؤيا النصر

وقال: «لا ننسى ذلك اليوم الذي وقف فيه فضيلة الإمام الأكبر عبد الحليم محمود، رحمه الله، على هذا المنبر، وقص على الرئيس الراحل محمد أنور السادات رؤيا رآها، إذ قال له: "رأيت رسول الله ﷺ يعبر القناة، ووراءه العلماء والجيش المصري، فَسر يا سيادة الرئيس، فإنك منصور بإذن الله". وقف الشيخ على المنبر وأعلنها حربًا في سبيل الله، مؤكِّدًا أن من مات فيها فهو شهيد، ومن فرّ منها وهو قادر عليها فهو على شعبة من النفاق».

وأضاف: «مصر كنانة الله في أرضه، والكنانة هي جعبة السهام التي يحملها الفارس، أي أن مصر مستودع القوة في العالم الإسلامي، كما أن الكنانة مستودع قوة الفارس. لقد ذقنا مرارة الانكسار في عام ١٩٦٧، ثم ذقنا حلاوة الانتصار في عام ١٩٧٣، والفترة بينهما كانت عصيبة جدًّا، استطاع خلالها شعب مصر وعلماء الأزهر أن يحطموا اليأس في النفوس، ويزيلوا الهزيمة النفسية من القلوب، فانتشروا في كل مكان، حتى في ميادين القتال والمعسكرات».

واستشهد بقول الشاعر: «إذا الشعبُ يومًا أراد الحياةَ، فلابد أن يستجيبَ القدرُ، ولابدَ لليل أن ينجلي، ولابدَ للقيد أن ينكسرَ». وأوضح أن المحتل الغاشم كان يُروّج لأسطورة جيشه الذي لا يُقهر، ولكن الحقيقة ظهرت عندما سمع العالم كله صوت جنودنا وهم يرددون "الله أكبر"، فانهارت أوهام الاحتلال، وسقط خط بارليف الذي كانوا يظنونه حصنًا منيعًا، وذاق أبطال قواتنا المسلحة جيش الاحتلال الصهيوني هزيمةً ساحقةً ستظل وصمة عار في تاريخه العسكري.

وأشار إلى أن جنود مصر البواسل كانوا يكتبون على خوذهم عبارات مثل «الله أكبر! لا إله إلا الله»، وكتبوا على عرباتهم العسكرية «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله»، وكانوا يؤمنون بأنهم يخوضون معركة الحق ضد الباطل، وكان ذلك من أسباب النصر الكبير الذي أكرمهم الله به.

وقوف الأزهر ضد الغزاة

من جانبه، تحدَّث الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، عن هذا الانتصار العظيم، مؤكدًا أن الأزهر الشريف كان دائمًا في طليعة المؤسسات الداعمة للوطن في جميع معاركه ضد الغزاة والمحتلين، وأنه كان له دور محوري في حشد همم المصريين للوقوف في وجه كل معتدٍ.

وقال: «بعد الخامس من يونيو ١٩٦٧، ظن المحتل الغاشم وداعموه أنهم تمكنوا من القضاء على الجيش المصري تمامًا، وأنه لن يتمكن في المستقبل من مواجهتهم. وربما كان لهذا الظن بعض المبررات، فقد مُنينا بهزيمة قاسية، وقُصفت الطائرات والدبابات قبل أن تتحرك. لكن خلال ست سنوات فقط، استطاعت مصر أن تُعيد بناء جيشها من جديد، رغم ضعف الإمكانات، وقلة الموارد، ورفض بعض الدول تزويدنا حتى بقطع غيار للأسلحة المتقادمة. لم يكن الجيش المصري يُبنى فقط، بل كانت هناك عمليات فدائية وحرب استنزاف أضعفت العدو، حتى جاءت اللحظة الحاسمة».

وأضاف: «ظن العدو المحتل أنه في مأمن، فأنشأ خط بارليف، وقال قادته: "لا يمكن للجيش المصري اختراق هذا الحاجز إلا باستخدام قنبلة نووية". ولكن المفاجأة الكبرى للعالم كله كانت في العاشر من رمضان، حين عبرت القوات المصرية قناة السويس في ساعات معدودة، وسقط خط بارليف ليس بقنبلة نووية، بل بفكرة مصرية غير مسبوقة: استخدام مدافع المياه. لقد سقطت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وحرر رجالنا جزءًا كبيرًا من أرضنا، وبفضل قوتهم وتوفيق الله لهم، أُجبر العدو على الرضوخ للسلام، فاستعدنا أرضنا، وستظل مصر حرة أبية إلى يوم القيامة».

وأشار إلى دور الأزهر وعلمائه خلال تلك المرحلة، مؤكدًا أن شيوخ الأزهر لم يتخلوا يومًا عن دورهم الوطني. وأوضح أن الشيخ حسن مأمون كان أول من نادى باستخدام سلاح البترول، وخاطب رؤساء الدول العربية، مطالبًا إياهم باستخدام هذا السلاح، قائلًا: «إن مصر لا تحارب إسرائيل وحدها، وإنما تتصدى للعدوان الموتور الذي تدعمه أمريكا وبريطانيا». وبعد السادس من أكتوبر، تم قطع سلاح البترول، وكان لهذا القرار أكبر الأثر في حراسة النصر الذي حققه رجال القوات المسلحة على الأرض.

وأكد أن الشيخ محمد الفحام، رغم ضعف قوته، كان دائم الذهاب إلى جبهة القتال، معتبرًا نفسه جنديًا مقاتلًا، وكان يقول: «أريد أن أعفِّر قدميَّ في سبيل الله»، فشارك في شحذ همم الجنود وتشجيعهم. وكذلك الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي قسّم المهام بينه وبين قواتنا المسلحة، قائلًا: «أنا بالحرف، وأنتم بالسيف. أنا بالكتاب، وأنتم بالكتائب، أنا باللسان، وأنتم بالسنان». هؤلاء هم علماء الأزهر، الذين لم يتخلوا يومًا عن وطنيتهم، ولم يقعدوا عن نصرة بلادهم».

وفي ختام كلمته، وجّه الدكتور عباس شومان رسالة إلى الشباب، قائلًا: «المخاطر ما زالت تحيط بنا، وأعداؤنا يعلنون عداءهم لنا جهارًا، ويؤكدون أنهم ماضون في خصومتهم معنا، لكننا نشكر لدولتنا وقيادتنا السياسية والعسكرية أنها مدركة لهذه التحديات، وأن جيشنا دائم التطوير والتحديث. وأعتقد جازمًا أن جيشنا اليوم أقوى مما كان عليه في حرب أكتوبر، بفضل الله، ثم بفضل الإعداد المستمر والتحديث الدائم». وختم حديثه بالتأكيد على أن «مصر ستظل حرة أبية بإذن الله، ولن ينال منها أحد، كائنًا من كان، ومهما امتلك من القوة، لأننا نمتلك قوة الإيمان، ونتوكل على الرحمن».

وفي ختام الاحتفالية، ألقى المبتهل حسام الأجاوي ابتهالات دينية مميزة، تضرع فيها إلى الله بالدعاء لمصر وأهلها، وبالنصر والعزة للأمة الإسلامية، فحملت كلماته معاني الإيمان والتوكل على الله، واستحضرت روح الانتصار والعزة التي تجسدها ذكرى العاشر من رمضان.

مقالات مشابهة

  • الدكتور أحمد علي سليمان يزور الفرع الثاني من دار النجاح في بوجور بإندونيسيا
  • معهد التخطيط القومي ودراسات الشرق الأوسط يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز الشراكة في البحث العلمي
  • خير وأحب إلى الله.. عالم أزهري يكشف الصفات المقصودة بـ المؤمن القوي
  • بدء اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي
  • وظائف الأزهر الشريف 2025.. موعد وطريقة التقديم
  • خاص| خطة الأزهر الشريف للمشاركة في إعادة إعمار غزة
  • وكالة الفضاء السعودية ونظيرتها الكورية توقّعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثنائي بينهما
  • الأزهر الشريف يُحيي ذكرى العاشر من رمضان باحتفالية كبرى في الجامع
  • على المرأة إعانة زوجها على التعدد”.. تصريح ناري من شيخ أزهري
  • علماء الأزهر الشريف في ذكرى العاشر من رمضان: جيشنا اليوم أقوى من أي وقت مضى